مقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الذين قتلوا الحسين قال الواقدي: كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، جالسا ذات يوم; [ ص: 26] إذ جاء غلام له ، ودمه يسيل على عقبيه ، فقال له سعد: من فعل بك هذا ؟ فقال: ابنك عمر. فقال سعد: اللهم اقتله وأسل دمه. وكان سعد مستجاب الدعوة ، فلما ظهر المختار على الكوفة استجار عمر بن سعد بعبد الله بن جعدة بن هبيرة ، وكان صديقا للمختار من قرابته من علي ، فأتى المختار فأخذ منه لعمر بن سعد أمانا; مضمونه أنه آمن على نفسه وأهله وماله ما أطاع ولزم رحله ومصره ما لم يحدث حدثا ، وأراد المختار ما لم يأت الخلاء فيبول أو يغوط ، ولما بلغ عمر بن سعد أن المختار يريد قتله خرج من منزله ليلا يريد السفر نحو مصعب أو عبيد الله بن زياد فنمى للمختار بعض مواليه ذلك. فقال المختار: وأي حدث أعظم من هذا ؟ وقيل: إن مولاه قال له ذلك ، وقال له: تخرج من منزلك ورحلك ؟ ارجع. فرجع. ولما أصبح بعث إلى المختار يقول له: هل أنت مقيم على أمانك ؟ وقيل: إنه أتى المختار يتعرف منه ذلك ، فقال له المختار: اجلس. وقيل: إنه أرسل عبد الله بن جعدة إلى المختار يقول له: هل أنت مقيم على أمانك له ؟ فقال له المختار: اجلس.
مقتل عمر بن سعد بن ابي وقاص
وسيأتي في ترجمة أخته فاطمة بنت الخطاب شيء منها. [٥٧٥٣- عمر بن سعد:] أبو كبشة الأنماري «٥». يأتي في الكنى. ويقال عمرو- بفتح العين. ويقال أبو سعيد- بفتح السين. وقيل في اسمه غير ذلك. [٥٧٥٤ ز- عمر بن سعيد بن مالك:] ذكر الحسن بن عليّ الكرابيسي في كتاب أدب القضاء له- أنّ عمر بن الخطاب ولّاه فيمن ولى على المغازي أيام الفتوح. كذا وجدته فيه غير منسوب. وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصحابة. [٥٧٥٥- عمر بن سفيان:] بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه «٦» بن عمرو بن مخزوم المخزومي، أخو الأسود. وهو ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد زوج أم سلمة. كان ممن هاجر إلى الحبشة، (١) في أ: أن عمر. (٢) في أ: أسعد. (٣) في أ: بعمرو. (٤) في أ: فوجدته فرأيته سبقني. (٥) أسد الغابة ت (٣٨٣٣) ، الاستيعاب ت (١٩٠١). (٦) أسد الغابة ت (٣٨٣٥) ، الاستيعاب ت (١٩٠٢).
حفص بن عمر بن سعد
ثم بعث المختار برأسيهما إلى محمد ابن الحنفية وكتب إليه كتابا في ذلك: [ ص: 28] بسم الله الرحمن الرحيم للمهدي محمد بن علي من المختار بن أبي عبيد سلام عليك أيها المهدي فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد: فإن الله بعثني نقمة على أعدائكم ، فهم بين قتيل وأسير وطريد وشريد ، فالحمد لله الذي قتل قاتلكم ونصر مؤازركم ، وقد بعثت إليك برأس عمر بن سعد وابنه ، وقد قتلنا من شرك في دم الحسين وأهل بيته كل من قدرنا عليه ، ولن يعجز الله من بقي ، ولست بمنحجم عنهم حتى لا يبلغني أن على أديم الأرض منهم إرميا فاكتب إلي أيها المهدي برأيك أتبعه وأكن عليه ، والسلام عليك أيها المهدي ورحمة الله وبركاته. ولم يذكر ابن جرير أن محمدا ابن الحنفية رد جوابه ، مع أن ابن جرير قد تقصى هذا الفصل وأطال شرحه ، ويظهر من غبون كلامه ونظامه قوة وجده به وغرامه ، ولهذا توسع في إيراده بروايات أبي مخنف لوط بن يحيى ، وهو متهم فيما يرويه ، ولا سيما في باب التشيع ، وهذا المقام للشيعة فيه غرام وأي غرام ، إذ فيه الأخذ بثأر الحسين وأهله من قتلتهم والانتقام منهم. ولا شك أن قتل قتلته كان متحتما ، والمبادرة إليه كان مغنما ، ولكن إنما قدره الله على يد المختار الكذاب الذي صار بدعواه إتيان الوحي إليه كافرا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وقال تعالى في كتابه الذي هو أفضل ما يكتبه الكاتبون: وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون [ ص: 29] وقال بعض الشعراء: وما من يد إلا يد الله فوقها ولا ظالم إلا سيبلى بظالم وسيأتي في ترجمة المختار ما يدل على كذبه وافترائه ، وادعائه نصرة أهل البيت ، وهو في نفس الأمر متستر بذلك ليجمع عليه رعاعا من الشيعة الذين بالكوفة; ليقيم لهم دولة ويصول بهم ويجول على مخالفيه صولة.
في آخر عشرين سنة لي لم أحتج أي شيء مع (جيم أوين). »
رغم أن عمر انتقل للمسيحية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) عام 1820، إلا أنه كان هناك تعريف بسيرة النبي محمد ﷺ على الإنجيل الخاص به، وبطاقة عائدة لعام 1857 والتي كتب عليها سورة النصر، وهي سورة تتحدث عن انتقال أعداد كبيرة من الكفر إلى الإسلام، وعلى الجانب المقابل من البطاقة هناك كتابة لشخص أخر يعتقد أن السورة هي صلوات للإله ويشهد لعمر أنه «مسيحي صالح». [5] وعلى الرغم من أن كتابات الآخرين عنه تخبر أن تصرفات عمر تجعل منه مسيحي، إلا أن سيرته الذاتية التي كتبها هو وكتابات أخرى عنه تقول إن حياته الروحية غامضة. في سيرته الذاتية، كان عمر ما يزال يصلي على النبي محمد ﷺ عندما يصف حياته في مدينته، إضافة إلى أنه كان يصف عيسى بالمسيح (وهو وصف قرآني)، وناداه بِـ (سيدنا) وهو وصف المسلمين للأنبياء، ووصف عيسى بـ (أنه جلب لنا النعمة والحقيقة) (إشارة إلى إنجيل يوحنا 1:14) وهذا يطابق الرؤية الإسلامية لعيسى. يقترح التحليل الأدبي للسيرة الذاتية التي كتبها عمر عن نفسه أنه يوجه السيرة إلى نوعين من الجماهير، البيض الذين حاولوا استغلال تحوله إلى المسيحية، والقراء المسلمين الذين سيلاحظون استخدامه للأسلوب الأدبي في القرآن والتلميحات القرآنية والذين سيفهمون موقفه عبدًا يعيش تحت الاضطهاد.