وجاء في الدر المنثور للسيوطي: قول عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه: لا تصحب الفجّار، لتعلم من فجورهم، واعتزل عدوّك، واحذر صديقك إلّا الأمين، ولا أمين إلّا من خشي اللّه، وتخشّع عند القبور. وذلّ عند الطّاعة، واستعصم عند المعصية واستشر الّذين يخشون اللّه). وقال ابن القيّم- رحمه اللّه- في الفوائد: سبحان اللّه، في النّفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتوّ عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقحة هامان، وهوى بلعام، وحيل أصحاب السّبت، وفجور الوليد، وجهل أبي جهل). أبغض الرجال إلى الله!. وفي كتاب الصمت لابن أبي الدنيا: عن إبراهيم بن يزيد التّيميّ؛ قال: المؤمن إذا أراد أن يتكلّم نظر، فإن كان كلامه له تكلّم، وإن كان عليه أمسك عنه. والفاجر إنّما لسانه رسلا رسلا). وقال ابن أبي الزناد: «ما أقام الجدلُ شيئاً إلا كسره جدلٌ مثله». وقال الأوزاعي: «إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل». وقال الأصمعي: «سمعت أعرابياً يقول: من لا حى الرجال وماراهم قلَّتْ كرامته، ومن أكثر من شيء عُرِف به». أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
ا لخطبة الثانية ( أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ)
وأخرج الآجُرِيُّ بسنده عن مسلم بن يسار – رحمه الله – أنه قال: «إياكم والمراءَ، فإنه ساعةُ جهلٍ العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته».
ابغض الرجال الى الله الرحمن الرحيم
3- الاعتدال في الخصومة وعدم الإغراق بها، واتركْ للصلح موضعاً. عن علي رضي الله عنه قال: "أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما" [الترمذي]. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أبغض الرجال إلى الله الأَلَدُّ الخَصِم » [مسلم]، يعني شديد الخصومة. قيل لأبي سفيان رضي الله عنه: ما بلغ بك من الشرف؟ قال: ما خاصمتُ رجلاً إلا جعلتُ للصلح موضعاً. أبغض الكلام إلى الله تعالى. 4- لا تأخذ في الخصومة غير حقك، ولو حَكمَ به مَنْ حكم. قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم:« إنما أنا بشر، إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم يكون أَلْحًنَ بحجته من بعض فأقضي نحو ما أسمع، فَمَنْ قضيتُ له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعةً من النار » [البخاري ومسلم وغيرهما]. 5- ضبط اللسان في الخصومة وفق الشرع، قال رسول الله: الله صلى الله عليه وسلم « أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فَجَر، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق، حتى يَدَعَها » [البخاري ومسلم وغيرهما]، ومعنى فَجَر أي انبعث في المعاصي والمحارم. مِمَّا يُستفاد من الحديث:
1- الترهيب من الشدة في الخصومة.
شرح حديث أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
موقع شرح
الحديث
حديث: وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ. مداخلة- هنا أحد الإخوة يعني يذكر حديث «بروا آبائكم تبركم أبناءكم» أخرجه الطبراني والحاكم، وأنه حديث حسن لغيره، المعروف أن هذا الحديث ضعيف
وإلا لو ثبت هذا الحديث لكان حجة، لكنه ضعيف، ضعيف من جهة الإسناد ولا يصح. ابغض الرجال الى الله الرحمن الرحيم. الحديث الأخير معنا في هذا الباب- [ نرجع لحديثنا]
ألفاظ الحديث:
أولًا: قوله الرجال، قوله «أبغض الرجال» هذا من باب التغليب، وإلا فهو يشمل الرجال والنساء، لكن هذا من باب التغليب، والأصل أن ما ذكر في الرجال يتناول
النساء إلا بدليل أو قرينة. وأيضًا ذكر الرجال هنا له معنى آخر، وهو أن المرأة ضعيفة الخصومة، لقول الله تعالى من يذكر لنا الآية؟ {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي
الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف:18]، فالخصومة الشديدة أكثر ما تكون في جانب الرجل. قوله «الألد» الألد: معناه الشديد الخصومة، مأخوذ من لديدي الوادي، وهما جانباه، لأنه كل ما احتج عليه بحجة انتقل إلى جانب آخر من الحجة، كلما ذكر له شيء
حمله على محمل آخر، فإذًا الألد معناه الشديد الخصومة.