وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال ويتميزون عن
النساء. ولعل هذا سر قوله: وَبِمَا أَنْفَقُوا وحذف المفعول ليدل على عموم النفقة. فعلم
من هذا كله أن الرجل كالوالي والسيد لامرأته، وهي عنده عانية أسيرة خادمة، فوظيفته
أن يقوم بما استرعاه الله به. حكم الشرع في انفصال الزوجين بدون طلاق الكتروني. ووظيفتها: القيام بطاعة ربها وطاعة زوجها فلهذا قال: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ
أي: مطيعات لله تعالى حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ أي: مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب
تحفظ بعلها بنفسها وماله، وذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه لهن، لا من أنفسهن، فإن النفس
أمارة بالسوء، ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه. ثم قال: وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ أي: ارتفاعهن عن طاعة أزواجهن بأن
تعصيه بالقول أو الفعل فإنه يؤدبها بالأسهل فالأسهل، فَعِظُوهُنَّ أي: ببيان حكم
الله في طاعة الزوج ومعصيته والترغيب في الطاعة ، والترهيب من معصيته ، فإن انتهت
فذلك المطلوب ، وإلا فيهجرها الزوج في المضجع، بأن لا يضاجعها، ولا يجامعها بمقدار
ما يحصل به المقصود، وإلا ضربها ضربًا غير مبرح، فإن حصل المقصود بواحد من هذه
الأمور وأطعنكم فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا أي: فقد حصل لكم ما تحبون
فاتركوا معاتبتها على الأمور الماضية، والتنقيب عن العيوب التي يضر ذكرها ويحدث
بسببه الشر.
حكم الشرع في انفصال الزوجين بدون طلاق من
الرئيسية
إسلاميات
أخبار
12:17 م
الجمعة 12 مارس 2021
الدكتور محمود شلبي
كتبت – آمال سامي:
انفصلت عن الزوج سنة انتظارًا للطلاق، وأرسلت إلى دار الإفتاء المصرية تستفتيها في حكم ذلك شرعًا، وذكرت السائلة أن زوجها يوقع الخلاف بينها وبين أهلها وبين الآخرين، ووصلت العلاقة بينهما إلى المرض النفسي، فهل هي آثمة؟.. ليجيب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلًا إن الاصل أن الحياة الزوجية مستمرة وأن كل طرف يؤدي حق الطرف الآخر والواجب الذي عليه مادام قادرًا عليه.
مدة قراءة الإجابة:
3 دقائق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف بأن يبيت عندها ويعفها بالجماع، ويجب على الزوج العدل بين الزوجتين، أو استرضاء من لا يبيت معها ومصالحتها، فإن الصلح بين الزوجين على إسقاط المبيت كله أو بعضه جائز، لقول الله تعالى: فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْر {النساء:128}. فإن تنازلت هي عن حقها في ذلك فلا مانع، ولكن الأولى بالرجل ما دام زوجا لها أن يجاهد نفسه في معاشرتها ليعفها، ولا ينبغي أن تكون المشاكل السابقة سببا في نفوره من معاشرتها وإعفافها، فإن الحب العاطفي والألفة بين الزوجين قد يحتاج أحياناً إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِي مِنْهَا آخَرَ.