وفي داخل هذه الأحياء سلطات أخرى مُوازية، وهناك عمدة لهم من السُّود. كل هذا يُشعر الشرطة بالضعف والوِحدة الذي به تستقوي ببقيَّة أعضائها ليُساندوها. وهناك فئة تُسمِّيها الشرطة "وحدة الجرائم الخطيرة" أو الإخوان "إم" أو "الإخوان المسلمين" -لا يتعلقون بجماعة الإخوان المعروفة، بل هو مجرد اسم أطلقه الفرنسيون عليهم- وهم طائفة من المسلمين الأفارقة الصالحين أو الذين كانوا مجرمين ثمَّ تابوا. هذه الفئة هي التي حاربت الجريمة وأعادت النظام إلى بعض الأحياء الخطيرة. ونرى الضابط "جوادا" يروي هذه الأحداث نصًّا في أول الفيلم لصديقه الوافد الجديد. كما أنَّ هناك فوق السابقين بعض الفئات التي لا تنتمي لأحد وهُم "الغجر" وهي فئة موجودة في غالب المجتمعات لا تشعر بأيّ انتماء لأيَّة دولة إلا لأنفسها ووحدة جماعتها فقط. بعض منهم كان في الفيلم مُؤسِّسًا سِيركًا به حيوانات وعروض كاملة. فيلم البؤساء الفرنسية. وهناك فئات أخرى غير هؤلاء وهم المهاجرون من بلاد غير إفريقيَّة والذين يتنازعون على الوجود في ظلّ هذه الجبهات المُتعددة وظهر في الفيلم منهم بعض التجار من باكستان. وهناك أخيرًا الجيل الصاعد وهُم الشبان اليافعون الأفارقة وغير الأفارقة الذين أتوا بعد ولادتهم إلى فرنسا أو وُلدوا فيها.
البؤساء (فيلم 2019)
يسرد المخرج في الفيلم حياته وتجاربه وتجارب من حوله، ويقول في حوار ترويجي للفيلم على موقع "آلو سيني": إن كل ما في الفيلم مبني على أحداث مُعاشة؛ البهجة بكأس العالم، وصول شرطي جديد للحيّ، قصة الطائرة من غير طيار، فخلال خمس سنوات كنت أصور كل ما يحدث في الحي، لا سيما ما يتعلق بالشرطة. الفيلم عن فرنسا بكل تنوعها الإثني والديني وليس عن الضواحي فقط
كرة القدم.. جامع الشعب الأوحد
هذا الفيلم هو أول فيلم طويل للمخرج الذي سبق وعمل عدّة أفلام وثائقية بثَّها عبر الإنترنت ولفتت إليه الأنظار، لا سيما تلك التي صوّرها عن أحداث فرنسا عام 2005. ترشيحات جوائز الأوسكار: فيلم "البؤساء" الفرنسي في فئة أفضل فيلم أجنبي و"جوكر" يحصد حصة الأسد. ثم صنع عام 2017 فيلما قصيرا يتابع فيه العمل اليومي الشاق لأحد أفراد الشرطة سمّاه "البؤساء"، وقد رُشِّح لنيل جائزة "سيزار" لأفضل فيلم فرنسي قصير، فقرّر تحويله إلى فيلم طويل. الفيلم ليس عن الضواحي فقط، بل عن فرنسا بكل تنوعها الإثني والديني، بدءا من العنوان المُستقى من رواية "فيكتور هوغو"، إلى مَشاهد العلم الفرنسي المرفوع بكل يد بعد الفوز في كأس العالم. يقول المخرج عن هذا: نحن وُلدنا هنا وعشنا دائما هنا، وفي بعض الأوقات كان بعضهم يقول إننا لسنا فرنسيين، لكننا شعرنا على الدوام بأننا فرنسيون.
مشاهدة وتحميل فيلم Les Misérables 2019 مترجم للعربية كامل اون لاين بجودة Hd
تتبع القصة العديد من الشخصيات داخل البلدية ، حيث تتحول السرقة من مراهق إلى خطر حدوث أزمة كبيرة. عنوان الفيلم هو إشارة إلى رواية فيكتور هوغو 1862 التي تحمل نفس الاسم ، والتي كتبت بلغة مونتفيرميل ومحددة جزئيًا فيها ؛ في الرواية، مونتفيرميل هو أيضا الإعداد لاجتماع جان فالجان و كوزيت ، وهي فتاة اعتدى عليها والديها بالتبني. يصور الفيلم انتهاكات ضد المواطنين الفقراء ، وخاصة المراهقين من إفريقيا جنوب الصحراء أو المغاربية ، مما يؤكد استمرار مصير الفقراء في مونتفيرميل. كان عرضه العالمي الأول في 15 مايو 2019 في مهرجان كان السينمائي ، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم. تم إصداره في فرنسا في 20 نوفمبر 2019 وحظي بإشادة من النقاد ، وحصل على 12 ترشيحًا في جوائز سيزار وفاز بأربعة منها أفضل فيلم. مشاهدة وتحميل فيلم Les Misérables 2019 مترجم للعربية كامل اون لاين بجودة HD. بين يكرم الأخرى، وقد تم اختيار بأنها دخول الفرنسي ل ميزة أفضل السينمائي الدولي في حفل توزيع جوائز الاوسكار 92 ، تحقيق نهاية المطاف الترشيح. قطعة يبدأ الفيلم بصور للجمهور في باريس يحتفل بفوز المنتخب الفرنسي في كأس العالم لكرة القدم 2018 في شارع الشانزليزيه ، والذي كان يُنظر إليه ويحتفل به في فرنسا باعتباره لحظة أخوة بين أناس من طبقات اجتماعية مختلفة.
ترشيحات جوائز الأوسكار: فيلم &Quot;البؤساء&Quot; الفرنسي في فئة أفضل فيلم أجنبي و&Quot;جوكر&Quot; يحصد حصة الأسد
فيكتور هوغو ولادج لي طلبا من جمهورهما التريث قبل الحكم على الناس، وعملا جاهدين على برهنة أنه ليس في كل قصة بطل صرف وشرير صرف، إنما تحرك الناس بيئتهم والظروف التي يمرّون بها، بين جانبي المقياس باستمرار. لمست التأثر الواضح على وجوه الكثير من الحضور، كما لمسته في نفسي خلال الفيلم وبعده. نعم، يستحق لادج لي كل الاستحقاق أن يسمّي عمله الفني باسم كتابي المفضل، فقد لمس المعنى الحقيقي له وأعاد إنتاجه بإتقان، أثق أن هذه الجهود قادرة على التغيير، مهما ضاق نطاق ذلك.
رشح الفيلم الفرنسي "البؤساء" للمخرج لادج لي لجوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي. فيما حصد فيلم "جوكر" لمخرجه تود فيليبس حصة الأسد من حيث عدد الترشيحات وذلك في فئة أفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل مخرج وأفضل سيناريو مقتبس فضلا عن الكثير من الفئات التقنية. وتوزع الجوائز في التاسع من شباط/فبراير 2020 في هوليوود. كشفت الأكاديمية الأمريكية لفنون السينما وعلومها الإثنين عن قائمة الأفلام المرشحة لنيل جوائز الأوسكار ، حيث حصد فيلم "جوكر" من إخراج تود فيليبس وبطولة يواكين فينيكس حصة الأسد في الترشيحات حيث حصل على 11 ترشيحا فيما كانت النساء والأقليات الأثنية شبه غائبة، فيما رشح الفيلم الفرنسي "البؤساء" "لي ميزيرابل" في فئة أفضل فيلم أجنبي. وجاء ترشيح "جوكر" الذي يتمحور حول عدو "باتمان" اللدود، خصوصا في فئة أفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل مخرج وأفضل سيناريو مقتبس فضلا عن الكثير من الفئات التقنية. ويروي فيلم "البؤساء" الضغوط النفسية والفروقات الاجتماعية التي يعيش فيها سكان الضواحي الفرنسية الفقيرة وعنف بعض رجال الشرطة فيها. في ما يأتي الترشيحات في الفئات الرئيسية للدورة الثانية والتسعين من جوائز الأوسكار التي توزع في التاسع من شباط/فبراير 2020 في هوليوود.
ندى الأزهري
حين أُعلن عن مشاركة فيلم "البؤساء" في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" في دورته الأخيرة، ظنّ البعض أنه اقتباس جديد لرواية الأديب الفرنسي "فيكتور هوغو" الشهيرة. لكن "البؤساء" لم يكن يحمل من الرواية إلا عنوانها وبؤس أبطالها وجزءا من موقع أحداثها، فهو فيلم عن عالم مُعاصر بات فيه العنف عنوانا للحياة. "البؤساء" هو الفيلم الأول الطويل للمخرج الفرنسي "لادج لي"، ويدور في ضاحية باريسية من الضواحي المعروفة بـ"الشغب" وعلاقة الريبة وسوء النية وحتى "الكراهية" التي تربط بين سكانها وبين قوى حفظ الأمن، ليرصد واقعها اليومي المُعاش بناء على معرفة دقيقة بأهلها وخبرة متراكمة بخباياها. يُستهلّ الفيلم الذي يُعرض حاليا في الصالات الفرنسية ويلقى نجاحا شعبيا ونقديا؛ على وقع احتفالات فوز فرنسا بكأس العالم بكرة القدم عام 2018، وما أبرزه هذا الفوز حينها من تلاحم وطني، إذ عمّت البهجة الفرنسيين بجميع أطيافهم وأصولهم، وخرجوا معا للاحتفال بفريق يُمثلهم ويُعبّر عن تنوعهم الشكلي والديني. هذا الربط في السيناريو بين فريق كرة القدم الفرنسي وبين أحياء الضواحي وما يجري فيها بدا ربطا مُوفقا، فعدة لاعبين هم من أصول عربية وأفريقية، وأغلبهم كان يسكن الضواحي وخرج من التهميش والفقر فيها، فأي حياة تُعاش هناك في الواقع؟
هذا ما أراد الفيلم التركيز عليه من خلال تناوله لزاوية محددة تتمثل بالعلاقة الصعبة والشائكة التي تربط سكان الضواحي في فرنسا ولا سيما اليافعين والشباب، بمن يفترض أنهم هنا لحمايتهم وفرض الأمن في المكان (أي الشرطة).