ومما يدُلّ على عِظَم خلق العرش: عِظَم حَمَلته. أخرج أبو داود والطبراني عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ج: « أُذِن لي أن أُحَدِّث عن ملَك من ملائكة الله تعالى من حَمَلة العرش، ما بين شحمة أذُنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة » [5] فلا إله إلّا الله، ما أعظمَ شأنَه وما أجلّ قدرَه. وعرشُ ربِّنا ﻷ على الماء ، كما قال تعالى: ﴿وكان عرشه على الماء﴾ (هود: 7). معنى الاستواء على العرش - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. وفي الصحيح أنّ النبيَّ ج قال: » كان ولم يكن شيءٌ قبله ـ وفي رواية: ولم يكن شيءٌ معه « ، وفي رواية: » ولم يكن شيءٌ غيرُه ـ وكان عرشه على الماء « [6]. وفي صحيح مسلم: » لأنّ الله قدَّر مقادير الخلائق قبل أن يخلُق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء « [7]. ومن صفات عرش ربِّنا تعالى: أنه ذو منظر حسَن جميل، كما قال تعالى: ﴿فتعالى الله الملك الحقّ لا إله إلّا هو ربُّ العرش الكريم﴾ (المؤمنون: 116). قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: «فذكر العرشَ لأنه سقفُ جميع المخلوقات، ووصفه بأنه كريم، أي: حسنُ المنظر بهيُّ الشكل، كما قال تعالى: ﴿أنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريم﴾ (الشعراء: 7)» انتهى كلامه رحمه الله. ومن صفات العرش أيضًا: أنه أثقل الأوزان.
- معنى الاستواء على العرش - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
معنى الاستواء على العرش - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
ومن الثمرات أيضًا: موافقة سلف الأمة في اعتقادهم في العرش بأنه عرشٌ حقيقيّ، كما أخبر الله عنه ووَصَفه، لا كما يقول المؤوِّلة والمحرِّفة بأنه عبارة عن ملك الله! أو فلَك من أفلاك الكون! ومن الثمرات أيضًا: زيادة إيمان العبد بربِّه، فإذا آمنَ العبدُ بالمغيَّبات التي أخبر الله بها، زاد ذلك في إيمانه وثباته. فاللهَ نسأل أن يُظلّنا في ظلّ عرشه يومَ لا ظلّ إلّا ظلّه. اللهمَّ زدنا بك علمًا، وزدنا بك إيمانًا، وزدنا لكَ حُبًّا. معنى ثم استوى على العرب العرب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
([1]) انظر: «تذكرة الحفاظ» (1/209). ([2]) الفتوى الحموية (ص275-276). ([3]) البخاري كتاب التوحيد، باب (وكان عرشه على الماء) (7427)
([4]) البخاري كتاب التوحيد، باب (وكان عرشه على الماء) (7423)
([5]) أبو داود كتاب السنة، باب في الجهمية (4727)، والطبراني (6503). ([6]) البخاري كتاب التوحيد، باب (وكان عرشه على الماء) ( 7418 ، 3190). ([7]) مسلم كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (6690). ([8]) مسلم الذكر والدعاء، باب التسبيح أولَ النهار وعند النوم (6852). ([9]) أبو داود كتاب السنّة، باب في الجهمية (4726).
وهذا هو عينُ ما سيحدث في اللحظات الأولى من يوم القيامة، عندما يتجلى اللهُ تعالى للكون فيجعله هذا التجلي الإلهي المكثف ينهار ويزول ويتلاشى.