[ ص: 304]
6803 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: " تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل " قال: هذا طويل وهذا قصير ، أخذ من هذا فأولجه في هذا ، حتى صار هذا طويلا وهذا قصيرا.
تفسير قوله تعالى : { تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ ...}
في نظام دقيق مطرد لا يتخلف مرة ولا يضطرب. ولا يختل يوماً أو عاماً على توالي القرون.. ". وقال عند تفسير آية (لقمان): "ومشهد دخول الليل في النهار ودخول النهار في الليل، وتناقصهما وامتدادهما عند اختلاف الفصول مشهد عجيب حقاً، ولكن طول الألفة والتكرار يفقد أكثر الناس الحساسية تجاهه فلا يلحظون هذه العجيبة، التي تتكرر بانتظام دقيق، لا يتخلف مرة ولا يضطرب ولا تنحرف تلك الدورة الدائبة التي لا تكل ولا تحيد.. تولج الليل في النهار. والله وحده هو القادر على إنشاء هذا النظام وحفظه ولا يحتاج إدراك هذه الحقيقة إلى أكثر من رؤية تلك الدورة الدائبة التي لا تكل ولا تحيد". والله تعالى أعلم. للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال) انظر هنا
النوال... (79) (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ)
قال الزمخشري: "تحصيل ظلمة هذا في مكان ضياء ذاك بغيبوبة الشمس. وضياء ذاك في مكان ظلمة هذا بطلوعها" (اقتصر على هذا القول الماتريدي* لكن ذكر القول الأول عند تفسير آية فاطر فقط, وقال عند تفسير آية آل عمران: "أن يدخل بعض هذا في هذا، وهذا في هذا"). (واقتصر عليه ابن عاشور*, وذكر القولين عند تفسير آية آل عمران فقط) (وذكر القولين الزمخشري*, واقتصر على هذا الثاني عند تفسير آية آل عمران) (وذكر القولين الرازي* ومال إلى الأول عند تفسير آية آل عمران) (وذكر القولين أيضاً القرطبي*) (وكلا القولين حق) لكن المعنى المذكور في القول الثاني هو الأعظم, وهو المتبادر, وهو المشاهد على الدوام لكل أحد, وهو الذي يذكر الله تعالى به عباده في آيات كثيرة في القرآن. اجمل ما قرٱ الشيخ سيد سعيد (تولج الليل في النهار وتولج النهار ف الليل)حالات واتس❤️ - YouTube. كقوله تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) وقوله: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل) وقوله: (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) والعجيب أن هذه الآية ذكرت خمس مرات كعدد آيات (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ)
وقوله: (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) وقد فسر قتادة هذه الآية بقوله تعالى: (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) وتضعيف ابن جرير وابن كثير لقول قتادة واهن, فالقول قول قتادة.
اجمل ما قرٱ الشيخ سيد سعيد (تولج الليل في النهار وتولج النهار ف الليل)حالات واتس❤️ - Youtube
ومما يثير العجب إغفال بعض المفسرين تماماً لهذا المعنى الذي هو أقوى وأعظم كما سبق. قال الماتريدي: "إيلاج الشيء: إنما هو إدخاله فيه على إبقاء المدخل فيه, هذا هو المعروف" وقال ابن عاشور عند تفسير آية (الحج): "واستعارة الإيلاج لذلك استعارة بديعة لأن تقلص ظلمة الليل يحصل تدريجاً، وكذلك تقلص ضوء النهار يحصل تدريجاً، فأشبه ذلك إيلاج شيء في شيء إذ يبدو داخلاً فيه شيئاً فشيئاً". وقيل عند تفسير آية "فاطر": "وإيلاج الليل في النهار والنهار في الليل قد يعني ذينك المشهدين الرائعين. مشهد دخول الليل في النهار، والضياء يغيب قليلاً قليلاً، والظلام يدخل قليلاً قليلاً حتى يكون الغروب وما يليه من العتمة البطيئة الدبيب. ومشهد دخول النهار في الليل حينما يتنفس الصبح، وينتشر الضياء رويداً رويداً، ويتلاشى الظلام رويداً رويداً، حتى تشرق الشمس ويعم الضياء.. تفسير قوله تعالى : { تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ ...}. كذلك قد يعني طول الليل وهو يأكل من النهار وكأنما يدخل فيه. وطول النهار وهو يأكل من الليل وكأنما يدخل فيه.. وقد يعنيهما معاً بتعبير واحد. وكلها مشاهد تطوف بالقلب في سكون، وتغمره بشعور من الروعة والتقوى وهو يرى يد الله تمد هذا الخط، وتطوي ذاك الخط، وتشد هذا الخيط وترخي ذاك الخيط.
قال تعالى: {
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي
اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ
الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل
عمران: 27]. {تُولِجُ
اللَّيْلَ فِي النَّهارِ} الإيلاج إدخال شيء في شيء
يحتوي عليه ويستره ومعنى إيلاج الليل في النهار هو ان ما يكون في الدورة اليومية
ليلا او جزء من الليل في بعض الفصول من السنة والامكنة التي تبعد عن خط الاستواء
يجعله نهارا في فصل آخر او مكان آخر. وقد قدر اللّه نظام العالم بحكمته الباهرة في
سير الأرض او الشمس على منطقة البروج وفي هذا النظام العجيب من الحكم العظيمة
وآثار القدرة وعموم الرحمة والعمران ما يبهر العقول وان الليل والنهار على مدار خط
الاستواء «1» متساويان ويتساويان ايضا تقريبا في
جميع الأرض ويوم دخولها او دخول الشمس في برج الحمل او الميزان ويتفاوتان بالزيادة
والنقصان بحسب الأزمان والمواقع من الأرض في المدارات الشمالية والجنوبية بتفاوت
منظم موزون لا محل لذكره هاهنا ففي المدارات الشمالية يأخذ الليل بعدا كمال طوله
في النقيصة المتفاوتة على الانتظام من دخول الأرض او الشمس في برج الجدي ويولج في
النهار.
اذا لم تجد ما تبحث عنه يمكنك استخدام كلمات أكثر دقة.