(تفسير ابن كثير، ج1، ص47): [الرحمن الرحيم]:
قال (القرطبي) رحمه الله: إنم وصف نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله رب العالمين؛ ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب، كما قال تعالى: "نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)" (سورة الحجر)، وفي (صحيح مسلم): قال صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد". تفسير سورة الفاتحة (PDF). (تفسير ابن كثير، ج1، ص47): [مالك يوم الدين]:
[مالك]: مأخوذة من الملك. [يوم الدين]: يوم القيامة وهو يوم الحساب، فمن عمل خيراً فخير، ومن عمل شراً فشر، إلا من عفا عنه، قَالَ (عُمَرُ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، وَتَأَهَّبُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ عَلَى مَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ أَعْمَالُكُمْ، قال تعالى: "يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ" (الحاقة/18). (تفسير ابن كثير، ج1، ص48): [إياك نعبد وإياك نستعين]:
العبادة في اللغة من الذلة، ويقال طريق معبد أي مذلل، وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف، وقد سمى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بعبده في أشرف مقاماته: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً" (الإسراء/1)، وقال بعض السلف: الفاتحة سر القرآن، وسرها في هذه الآية، فالأول تبرؤ من الشرك، والثاني تبرؤ من الحول والقوة والتفويض إلى الله عز وجل.
بحث عن تفسير سورة الفاتحه - موقع محتويات
متى نزلت سورة الفاتحة
فيما يلي نستعرض الوقت الذي نزلت فيه سورة الفاتحة عبر السطور التالية:
تباينت آراء العلماء حول الوقت الذي نزلت فيه سورة الفاتحة، حيث اتجه معظم العلماء إلى أن سورة الفاتحة هي سورة مكية، بمعنى أنها نزلت في مكة، بينما بعض العلماء رأوا أنها سورة مدنية، قد نزلت في المدينة، ومن هؤلاء العلماء: (الزهري، ومجاهد، وغيرهم). رأى بعض العلماء أن سورة الفاتحة نزلت مرتين، مرة في مكة، ومرة أخرى في المدينة، وبذلك تكون مكية مدنية، وقالوا أنها سميت ب "المثاني" لأنها نزلت مرتين أي ثني إنزالها، ويرجع السبب في ذلك إلى المبالغة في تشريفها، والإشارة إلى عظم فضلها. بحث عن تفسير سورة الفاتحه - موقع محتويات. ذهب أغلب العلماء إلى أن سورة الفاتحة نزلت قبل الهجرة في مكة، واتجه معظمهم إلى أنها أول سورة قرآنية أنزلت، ولقد أوضح ابن عاشور، أنها نزلت بعد "اقرأ باسم ربك الأعلى.. " (سورة القلم – الآية رقم 1). أشار علماء آخرون أنها أول سورة نزلت بشكل كامل أي غير مجزأة على عكس سورة القلم، اتجه بعض العلماء إلى أنها نزلت مع فرض الصلاة، وقد ورد في رواية جابر بن زيد أنها السورة الخامسة من حيث ترتيب نزول السور القرآنية. لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم
يتساءل الكثيرين عن أسباب تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم، وهذا ما سنتناوله بشكل مفصل خلال النقاط التالية:
سميت سورة الفاتحة بأسماء عديدة؛ نظرًا لفضلها العظيم، ومقامها الرفيع بين السور القرآنية، ولكن الاسم الرئيسي للسورة هو (الفاتحة).
تفسير سورة الفاتحة
الحمد لله رب العالمين "
فكلّ ما يعيش فيه الإنسان من نعيمٍ وحتى إيمان الإنسان وإسلامه هو من فضل الله تعالى عليك، فلو لم ينعم الله تعالى عليك لما استطعت حتى قراءة القرآن الكريم أو هذه الآية، ولهذا فحياة الإنسان كلّها سببٌ ليحمد الله تعالى عليها، ولا نعمة تزول إذا ما حمد الإنسان الله تعالى عليها، فبالحمد تدوم النعم، فقال صلّى الله عليه وسلم: " ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ ".
"
تفسير سورة الفاتحة (Pdf)
عدد الصفحات: 49 عدد المجلدات: 1
تاريخ الإضافة: 23/3/2015 ميلادي - 3/6/1436 هجري
الزيارات: 54600
سلسة دورات تفسير السور والآيات التي ورد لها فضل (1) تفسير سورة الفاتحة
• فضائل سورة الفاتحة.. • أسماء سورة الفاتحة.. • هل هي مكة أم مدينة؟ • قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين!!! • قراءة سورة الفاتحة للإمام والمأموم والمنفرد؟ • أحكام الاستعادة ومعناها.. • أحكام البسملة ومعناها.. • الفرق بين الحمد والشكر.. • فضائل الحمد.. • الفرق بين اسم الله "الرحمن" و "الرحيم".. • لماذا خصص الملك بيوم الدين؟؟ • ما هي العبادة؟ • تقديم المفعول على الفعل في " إياك نعبد وإياك نستعين"!! • أنواع الهداية.. • كيف يسأل المؤمن الهداية وهو متصف بها في كل وقت؟ • الصراط المستقيم.. • الذين أنعم الله عليهم!! • المغصوب عليهم!! تفسير سورة الفاتحة. • الضالون!! • التأمين بعد الفاتحة.. • الإعجاز العددي في سورة الفاتحة.. • هدايات سورة الفاتحة.. • أحكام التجويد في سورة الفاتحة..
[3]
لم يقتصر فضل سورة الفاتحة على أنها أعظم سورة في القرآن بل هي أفضل سورة في جميع الكتب السماوية، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها". [4]
تضمنت السورة على جميع معاني القرآن الكريم ومقاصده الأساسية فاشتملت على أصول الدين وفروعه، وتناولت العقيدة، والعبادة، والتشريع ولهذا كانت أعظم سورة في القرآن فهي مجملة لجميع مقاصد القرآن، ولهذا أيضًُا سُميّت بأمّ القرآن وأمّ الكتاب، فمعنى الأم مقدمة الأمر ومرجعه. [1]
السورة الوحيد في كتاب الله – عز وجل- التي يفرض على المسلم قراءتها في كلّ ركعةٍ يؤدّيها، فهي ركن من أركان الصلاة لا تُقبل الصلاة إلّا بها، ويفرض على المسلم تكريرها على الأقل سبعة عشرة مرة كل يومٍ، وذلك مصداقاً لقول رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: "لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ". [5]
في قراءتها في الصلاة تتحقّق للمناجاة بين العبد وربه، فقد قالَ اللَّهُ -تَعالَى- في الحديث القدسي: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: "الحمد لله رب العالمين"، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: "الرحمن الرحيم"، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: "مالك يوم الدين"، قال: مجدني عبدي، وقال مرة فوض إلي عبدي، فإذا قال: "إياك نعبد وإياك نستعين " قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل".
فلأنه هو المالك ليوم الدين وللدنيا كانت الآية التي بعدها:"إياك نعبد وإياك نستعين"، فعبادة الله تعالى هي الغاية من خلق الإنسان، ولأنه تعالى هو الرحمن الرحيم وهو المالك لكل شيء نستعين به، فلا احسن وأفضل من الاستعانة بملك الملوك الرحيم بعباده، فمن عرف الله تعالى خاف عقابهء وطمع في رحمته فلا يعصيه. "اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" فهذا هو الصراط الذي وضعه الله تعالى لعباده والذي بينه لهم عن طريق القرآن، ومن خلال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أكبر مثال لهذا الصراط؛ فهذا الصراط لمن تعمدهم الله تعالى برحمته ممن عملوا الصالحات والذين أنعم الله تعالى عليهم بالإسلام والهدى، فهو الصراط الذي لا يسير عليه المغضوب عليهم أو الضالون، فأما المغضوب عليهم فهم من عرفوا الله تعالى وعصوه، فغضب الله تعالى عليهم، وأما الضالون فهم من لم يعرفو الله تعالى ولهذا لم يعرفوا الصراط المستقيم. إن هذه السورة هي السورة العظيمة التي ابتدأ فيها الله تعالى القرآن، والتي جعل قراءتها واجبة في الصلاة التي تعتبر وسيلة اتصال العبد بربه، فلا يمكنك أن تتم مناجاة الله تعالى في الصلاة ولا أن تصح مناجاتك له في السجود والركوع من دون أن تقرأ هذه السورة لتذكرك بعظمة من تخاطب، وتذكرك بالمعنى من وراء الدين العظيم الذي تتبعه، وشرح هذه السورة يطول فقد تفكر فيها العلماء والناس منذ نزولها إلى وقتنا هذا، وما زالوا يتوصلون إلى معاني جديدة من خلال التفكر بأحرف وكلمات وعبارات وآيات هذه السورة التي ابتدأ الله تعالى بها كتابه المعجز.