[ ص: 360] وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( طبقا عن طبق) حالا بعد حال وكذا قال عكرمة ومرة الطيب ومجاهد والحسن والضحاك ومسروق وأبو صالح.
فلا أقسم بالشفق - الآية 16 سورة الانشقاق
{ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} [الانشقاق]
{ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ}: يقسم تعالى ببديع صنعته وعظيم مخلوقاته والتي منها الشفق وهو الحمرة التي تظهر في السماء بعد غروب الشمس إلى دخول العشاء, كما يقسم تعالى بدخول الليل واحتوائه لجميع المخلوقات وهدأته ووداعة ساعاته, كما يقسم تعالى بالقمر إذ يكتمل ليلة البدر ليضيء الأرض. {فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ، وَالَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} - موقع العلامة الإنساني محمد أمين شيخو قدس سره. أما المقسم عليه فهو تغير حالات الإنسان وأطوار ه ومعاشه منذ أن كان في صلب أبيه ثم مراحل تطور نموه مرورا بالولادة وأطوار الحياة ثم الموت والبرزخ ثم البعث والقيامة إلى أن يستقر في داره الحقيقية. قال تعالى: { فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} [الانشقاق] قال السعدي في تفسيره: أقسم في هذا الموضع بآيات الليل، فأقسم بالشفق الذي هو بقية نور الشمس، الذي هو مفتتح الليل. { { وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ}} أي: احتوى عليه من حيوانات وغيرها. { { وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}} أي: امتلأ نورًا بإبداره، وذلك أحسن ما يكون وأكثر منافع.
ويطلق اسما مفردا للغطاء الذي يغطى به ، ومنه قولهم في المثل وافق شن طبقة أي: غطاءه وهذا من الحقيقة; لأن الغطاء مساو لما يغطيه. ويطلق الطبق على الحالة; لأنها ملابسة لصاحبها كملابسة الطبق لما طبق عليه. ويطلق اسما مفردا أيضا على شيء متخذ من أدم أو عود ويؤكل عليه وتوضع فيه الفواكه ونحوها ، وكأنه سمي طبقا لأن أصله يستعمل غطاء الآنية فتوضع فيه أشياء. ويطلق اسم جمع لطبقة ، وهي مكان فوق مكان آخر معتبر مثله في المقدار إلا أنه مرتفع عليه ، وهذا من المجاز يقال: أتانا طبق من الناس ، أي: جماعة. ويقارن اختلاف معاني اللفظين اختلاف معنى ( عن) من مجاوزة وهي معنى حقيقي ، أو من مرادفة كلمة ( بعد) وهو معنى مجازي. وكذلك اختلاف وجه النصب للفظ طبقا بين المفعول به والحال ، وتزداد هذه المحامل إذا لم تقصر الجمل على ما له مناسبة بسياق الكلام من موقع الجملة عقب آية يا أيها الإنسان إنك كادح الآيات. إسلام ويب - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البروج. ومن وقوعها بعد القسم المشعر [ ص: 229] بالتأكيد ، ومن اقتضاء فعل المضارعة بعد القسم أنه للمستقبل ، فتتركب من هذه المحامل معان كثيرة صالحة لتأويل الآية. فقيل المعنى: لتركبن حالا بعد حال ، رواه البخاري عن ابن عباس عن النبيء صلى الله عليه وسلم ، والأظهر أنه تهديد بأهوال القيامة فتنوين طبق في الموضعين للتعظيم والتهويل وعن بمعنى ( بعد) والبعدية اعتبارية ، وهي بعدية ارتقاء ، أي: لتلاقن هولا أعظم من هول ، كقوله تعالى: زدناهم عذابا فوق العذاب.
إسلام ويب - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البروج
عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
وكذلك الإنسان والحيوان وإن تعمَّقتَ في النظر ودققت في الأمر وجدتَ أن ذلك يكون سبباً في موت النبات وهلاك الإنسان والحيوان، ولكن من رحمة الله أن جعل الشمس تميل إلى مغربها كما جعل الليل يغشى الأرض من بعدها بصورة تدريجية شفقة على الخلق وحناناً عليهم. ويكون ما نفهمه من آية: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} أي: لا أقسم بما في الشفق من الخير والإحسان والعطف والحنان. {وَالَّيْلِ وَمَا وَسَقَ}:
وهذه الواو التي في أول هذه الآية إنما تبيِّن أيضاً شأن الليل فإنها تقول: ولا أقسم بالليل فهو في خيره عليكم عظيم جداً وذو شأن جدير بالإكبار والإعجاب لكنه عليه تعالى هيِّن ويسير. وما وسق: أي: وما حمل وجمع. تقول: وسق المزارع سنابل القمح، أي: جمعها وحملها وأوسق الدابة، أي: حمَّلها ومنه الوسْق أي: الحمل. تقول: اشتريت وسقاً من تمر أو بطيخ. وإذا دقَّقت في كلمة (وَمَا وَسَقَ) وجدتها تحوي أشياء كثيرة مجموعة منطوية في هذا الليل محمولة فيه فإذا جاء الليل جاءت معه رطوبة الجو وبرودته ورافقه الظلام وخيَّم فيه الهدوء والسكون فكان ذلك سبباً في انتعاش النبات وإنماء الثمار وراحة الإنسان والحيوان. فلا أقسم بالشفق - الآية 16 سورة الانشقاق. وإنك إذا أخذت تبحث عن فوائد الليل لم تنتهِ عند حدّ ولم تحصِ ما فيه من الخير، ولو أن النهار كان يدوم لهلَكَت الأحياء ولما صلحت هذه الأرض للحياة.
{فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ، وَالَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} - موقع العلامة الإنساني محمد أمين شيخو قدس سره
وكذلك التلاميذ في الصف إذا جاء المعلم انتظموا في الدرس، وساروا في أعمالهم ودروسهم على أكمل وجه، فإذا قلت اتّسق رئيس المعمل واتّسق المعلم فهمت المراد. ويكون ما نفهمه من آية: {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}:
أي: لا أقسم لكم أيضاً بالقمر إذا اجتمع ما في الليل من العوامل القائمة على سعادتكم وراحتكم كيف أنه يكون جامعاً لها وسبباً في انتظامها في أعمالها. وبعد أن بيَّن لنا تعالى في الآيات الثلاث الأخيرة ما يذكِّرنا بشفقته وحنانه، أراد تعالى أن يبيِّن لنا أن حالنا في الآخرة إنما هو متطابق مع حالنا في الدنيا سواءً بسواء. فللمحسن الإحسان، وليس للمسيء سوى الشقاء والعذاب قال تعالى:
{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ}:
وتفصيلاً لذلك نقول: تَرْكَبُنَّ مأخوذة من ركب، تقول: ركب الدابة، أي: علاها وامتطى ظهرها، وركب السفينة، أي: سافر فيها، وركب الخوف والمرض، أي: حلَّ به الخوف والمرض ولازمه. والطبق: مأخوذة من فعل طَبَقَ. فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق. وطبق الشيء على الشيء، أي: أصابه من جميع جهاته، تقول: طبقت اليد اليمنى على اليسرى... والفك على الفك. والطبق هو المطابق أو الحال المماثل. تقول: هذا الكتاب طبق هذا الكتاب، وهذا الدواء طبق هذا المرض، ومنه قولهم: الدهر أطباق، أي: أحوال تصيب الإنسان بصورة مطابقة ومماثلة لما يناسبه.
وهما حزامان، الأول صغير نسبياً وقريب، حيث يبعد ثلاثة آلاف كيلومتراً فقط عن سطح الأرض، ويتكون بشكل رئيسي من بروتونات ذات طاقات عالية، والثاني أبعد وأكبر، ( على بعد 20000 كيلومتراً) ويتكون بشكل رئيسي من إلكترونات وبروتونات ذات طاقات منخفضة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وتدعى الانثناءات التي تتكون نتيجة ارتفاع الشفق في السماء الأقواس الهادئة( Rayed Arcs) وبازدياد النشاط الشفقي تنطبق الانثناءات الكبيرة على الصغيرة منها مكونة ما يدعى الزمر الشعاعية ( Rayed Bands) يصل عرضها عشرات الكيلومترات. وبازدياد آخر للنشاط ينبعث من الزمر الشعاعية لون وردي ويصبح عرضه عدة آلاف من الكيلومترات، وحالما يتوقف النشاط الشفقي يعاود الشفق شكله الشريطي وتحتفي كل الانثناءات التي كانت موجودة، أو أن يتحول الشفق إلى شكله الغيمي الغير المنتظم.