الرحالة البريطاني
مبارك بن لندن في إحدى صوره في الربع الخالي
مبارك بن لندن
الهلالي في عمر 13 عاماً بعدسة الرحالة البريطاني
الهلالي في عمره 85
- منوعات – الصفحة 46 – موقع الطويين – بوابة الفجيرة
- محمد بن مبارك بن دينة قائماً بأعمال العضو المنتدب في الشركة القابضة للنفط والغاز
منوعات – الصفحة 46 – موقع الطويين – بوابة الفجيرة
كان لهيب القيظ يحيطنا من كل مكان بسبب ارتفاع حرارة الجو في ذلك اليوم، ولهيب آخر يحرق أعصابنا خوفاً من الفشل في العثور عليهما. لذا قلت في نفسي كما غاص مبارك بن لندن ومرافقوه من بدو الإمارات في بحار الرمال العربية ليستكشفوا مجاهلها، فإن علينا نحن أن نلتقي هؤلاء الرجال لنستكشف ذكرياتهم ومشاعرهم، وليس لنا أن ننسى أنهم كانوا سبباً حقيقياً في نجاح تلك الرحلة الشهيرة وعبور صحراء الربع الخالي. لن أتحدث عن تجوالنا الطويل بحثا عن الرجل. فالشهرة أحيانا تضيع العنوان وتطمس معالم الطريق. محمد بن مبارك بن دينة قائماً بأعمال العضو المنتدب في الشركة القابضة للنفط والغاز. المهم أني وجدت نفسي أقف أمام منزل سالم بن كبينة، ذلك الفتى الذي تحدث عنه كثيراً الرحالة الشهير مبارك بن لندن في كتبه التي امتلأت بصور ابن كبينة وابن غبيشة. طرقت الباب، خرج لي أحد أحفاده الصغار وأكد لي أنه بيت ابن كبينة، تمالكت نفسي والتقطت أنفاسي المتهدجة بصعوبة وقلت له.. أحضر لي شخصاً كبيراً لأحدثه، خرجت على الفور إحدى بناته أو أصغرهن بالتحديد، قالت تفضلوا، دخلنا إلى البيت ووجدنا ابنه الكبير وأولاده يتناولون الغداء.. طلب منا الجلوس معه لمشاركته، فاعتذرنا شاكرين له كرمه وحسن استقباله... وكان علينا أن نستريح بعض الوقت في صالون الضيوف في انتظار ابن كبينة الذي ذهب للقيلولة.
محمد بن مبارك بن دينة قائماً بأعمال العضو المنتدب في الشركة القابضة للنفط والغاز
وناقة أخرى كانت شديدة الحب لصاحبها إلى حد التعلق به. فكانت تُهمْهم وتأتيه وهو نائم لتشمه قبل العودة إلى المرعى، وأنبأني أحد الرفاق أن هذه الناقة لا تسمح لغريب أن يمتطيها ما لم تكن معه قطعة من ثياب صاحبها. والإبل جميلة في أعين البدو، يتغزلون فيها، ويشببون بها، كما يفعل الإنجليز مع فرس أصيل، ولا ريب أن هناك شعورا بالقوة والتناسق والرشاقة في تكوين هذه الحيوانات. ومن النادر أن ترى أعرابيا يعدو بجمله، فالبدو يسيرون في بطء". لم تكن الرحلة الثانية للربع الخالي، سهلة، وهي الرحلة الحقيقية التي ستتم في مجاهل هذه البيداء وقساوة عبورها، فمفتتح الرحلة يشي بما سيلي من أهوال، يكتب تيسجر "بدا النهار كئيبا وعاصفا، وارتفعت الشمس إلى كبد السماء، دون أن تهب الأرض دفئا، وأحضر ابن قبينة تمرا وبقايا خبز من الليلة الماضية ودعانا للأكل فرفضت، وقبعت خلف صخرة اتخذت منها ملجأ من العواصف والزوابع. منوعات – الصفحة 46 – موقع الطويين – بوابة الفجيرة. وساءلت نفسي، أي حق لي في دفع هؤلاء الرجال الذين وضعوا ثقتهم في، إلى مواطن الموت المحقق". يدون تسيجر ملاحظات سوسيولوجية مهمة للغاية، تخص المجتمعات البدوية في الجزيرة العربية، ويردّ على ما يرد في الكليشيهات الجاهزة الغربية، ومن هذه الصور النمطية، ما يتعلق بوضعية المرأة العربية ودورها الاجتماعي و"حرية" حركتها، يكتب "يعتقد الشعب الإنجليزي، خطأ، أن نساء العرب يعشن وكأنهن في سجون، وإذا صح هذا بالنسبة للنساء في المدن فإنه غير صحيح بالنسبة لنساء البدو.
فمن المستحيل أن يسجن رجل امرأته وهما يعيشان في ظل شجرة أو خيمة مفتوحة على الدوام من أحد جوانبها. كما أن الرجل البدوي يطلب من امرأته أن تعاونه، فتحتطب وتحضر الماء من البئر وترعى الماعز، بل إن البدوية إذا رأت من زوجها إعراضا أو إهمالا تركته إلى أهلها ويضطر إلى استرضائها كي تعود معه".