إن جبر الخواطر عملية سهلة وبسيطة وغير مكلفة، لها نور يتسلل إلى القلوب، ودفء وضياء لا يستهان به، فكم من قابع في ظلام حاجاته، وأسير عدم مقدرته، وكم من مرتجف في زوايا القلق نتيجة زوابع الحياة، تشرق شمسه، ويخضر ربيعه، نتيجة جبر خاطره، وتلطيف حاله واحتوائه. قال الشاعر: كم باسم والحزن يملأ قلبه والناس تحسب أنه مسرور وتراه في جبر الخواطر ساعياً وفؤاده متصدع مكسور إن جبر الخواطر عملية سهلة، ومردودها عظيم، وكما تجبر خواطر الناس، حتمًا سيجبر الله خاطرك، فأغث الملهوف، وأقل العثرة، وحن على اليتيم، وساعد الفقير، وتفقد الأرملة، وأعن على النوائب، وامش في حاجة من يريد العون والمساعدة، واعلم أن من مشى بين الناس جابرًا للخواطر أدركته عناية الله في جوف المخاطر.
عبادة جبر الخواطر - موضوع
جبر الخواطر خلق إسلامي عظيم، يدل دلالة واضحة على سمو النفس ورقتها، وعظمة القلب وسلامته، وسعة الصدر، ورجاحة العقل. جبر الخواطر عمل عظيم، وفعل ثمين، يجبر النفوس التي انفطرت، والأرواح التي انكسرت، والأنفس التي أرهقت، إنها مواساة للآخر، والأخذ بيده، وترميم حاله، إنها جبر الغني للفقير، والقوي للضعيف، قال صلى الله عليه وسلم: «من نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». إن جبر الخواطر من أعظم القربات إلى الله، وهي من أحب الأعمال إليه. إن جبر الخواطر عنوان كبير للتراحم والتعاون والترابط والتآخي. إن الإحساس بآلام الناس ومواساتهم في مصائبهم مردودهما عظيم في قلوب المتألمين. جبر الخواطر. إن حلاوة جبر الخواطر لا تضاهيها حلاوة، وشهد لا يدانيه شهد، فلك أن تتخيل كيف يكون حال اليتيم أو الفقير أو المريض أو الأرملة بعد أن تفرج همومهم، وتزيل غمومهم. إننا بحاجة ماسة إلى هذه العبادة والتحلي بها، ولاسيما أن الناس أصحبت اليوم لديها من المشاكل والهموم والمتطلبات والاحتياجات والضغوط النفسية ما يكفي لخلق حالات وأوضاع سيئة؛ لهذا يجيء جبر الخواطر كعملية تقنية أخلاقية سامية، من أصحاب النفوس الطيبة الراقية، للحد من عذابات الناس، وقسوة الحياة عندهم، فعطاء بسيط، أو مساعدة بسيطة، كفيلة بجلب السعادة لقلوب المحتاجين.
جبر الخواطر! - رمضان جريدي العنزي
اللهم يامالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شي قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها رحمة عمن سواك. دعاء جبر الخواطر للحبيب تمر على الانسان لحظات من الصفاء، يذكر القريب والبعيد، ويخص من يحب بالكثير من الدعاء والكلمات الطيبة، وإن ما يميز هذه الأدعية أنها تكون صادقة، ونابعة من القلب، وهنا بعض الأدعية للصديق والحبيب:
إقرأ أيضا: الفرق بين الرياء والنفاق
يَا فَارِجَ الْهَمِّ، وَيَا كَاشِفَ الْغَمِّ، فَرْج هَمِّها وَيُسِرّ امْرِها، وَارْحَم ضَعْفِها، وَقِلَّةِ حِيلَتِها، وَارْزُقْنها مِنْ حَيْثُ لَا تحْتَسَب يَا رَبّ الْعَالَمِين، يَا وَدُود يَا كَرِيمُ، يَا جَبَّار السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا هَادِي الْقُلُوب أُهْدِي قَلْبِها، يَا مُغِيث أَغِثْها، يَا مُغِيث أَغِثْها، يَا مُغِيث أَغِثْها. جبر الخواطر! - رمضان جريدي العنزي. اللَّهُمّ اسْتَوْدَعَك هَمِّي فَبَشَّرَنِي بِمَا يُفْتَحُ مَدَاخِل السَّعَادَةُ فِي قَلْبِي. اللهم إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلُ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرجال.
جبر الخواطر
معان ثورية
الجمعة، 30 أبريل 2021 - 07:24 م
اجبروا الخواطرَ، وشاركوا المشاعرَ، واعلموا أنَّها عبادةً لا ينساها اللهُ القويُّ القاهرُ، وقديماً قالوا: «من سَارَ بينَ النَّاسِ جابرًا للخَواطرِ أدركَه لطف اللهُ فى جَوفِ المَخاطرِ». قبول الاعتذار مِن تطييب الخواطر، وإهداء الهدية مِن تطييب الخواطر، وتعزية أهل الميت مِن تطييب الخواطر، ومواساة المظلوم والمكلوم، والمريض والفقير والمسكين مِن تطييب الخواطر. فما أحسن أن نقصد الشراء من بائع متجول فى حر الشمس يضطر للسير على قدميه باحثا عن رزقه مساعدة له وجبرًا لخاطره، وما أروع أن نقبل اعتذار المخطئ بحقنا خصوصًا عندما نعلم أن خطأه غير مقصود. وفى هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم؛ لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون. وجبر الخاطر لا يحتاج سوى إلى كلمة من ذكر، أو دعاء، أو موعظة، وربما يحتاج الآخر لمساعدة وابتسامة. جبر الخواطر على الله. الله سُبْحَانَهُ «الذِى يَجْبُرُ الفَقرَ بِالغِنَى، والمَرَضَ بِالصِحَّةِ، والخَيبَةَ والفَشَلَ بالتَّوْفِيقِ والأَمَلِ، والخَوفَ والحزنَ بالأَمنِ والاطمِئنَانِ، فَهُوَ جَبَّارٌ مُتصِفٌ بِكَثْرَةِ جَبْرِهِ حَوَائِجَ الخَلَائِقِ.
والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}القصص:85 والنبي صلى الله عليه وسلم الذي أحب مكة التي ولد فيها ونشأ، أُخرج منها ظلمًا، فاحتاج إلى شيء من المواساة والصبر على فراق بلده الذي أحبه. فأنزل الله تعالى له قرآنًا مؤكدًا بقسم؛ إن الذي فرض عليك القرآن وأرسلك رسولاً وأمرك بتبليغ شرعه، سيردك إلى موطنك مكة عزيزًا منتصرا وهذا ما حصل. ومثله أيضًا قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} الضحى: وورد في صحيح مسلم أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تلا قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبراهيمَ: { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} إبراهيم:36 وقال عيسى عليه السلام: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} المائدة: 118 (فرفعَ يديهِ وقال اللهمَّ! أُمَّتي أُمَّتي وبكى. فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: يا جبريلُ! اذهب إلى محمدٍ، – وربُّكَ أعلمُ -، فسَلهُ ما يُبكيكَ ؟ فأتاهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فسَألهُ.
وعندما جاء فقراء المهاجرين مكسوري الخاطر، وقالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نُصلِّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقُون بفضول أموالهم، قال: ((أوليس قد جعل الله لكم ما تَصدَّقون؟ إن بكل تسبيحة صدقةً، وكلِّ تكبيرة صدقةً، وكلِّ تحميدةٍ صدقةً، وكلِّ تهليلةٍ صدقةً، وأمرٌ بالمعروف صَدَقةٌ، ونهيٌ عن منكر صدقةٌ، وفي بُضْعِ أحدكم صدقةٌ))، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكون له فيها أجرٌ؟ قال: ((أرأيتُم لو وضعها في حرامٍ، أكان عليه فيها وِزْر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرٌ))؛ رواه مسلم. هذه المواقف وغيرها تدعونا للإحسان إلى الخلق، وجبر خاطرهم، فما أجمل أن نتقَصَّد الشراء من بائع متجوُّل في حَرِّ الشمس، يضطَّر للسير على قدميه باحثًا عن رزقه؛ مساعدةً له وجبرًا لخاطره! وما أروع أن نقبل اعتذار المخطئ بحقِّنا، وخصوصًا عندما نعلم أن خطأه غير مقصود وأن تاريخ صُحْبتنا معه طيب نقيٌّ، فالصَّفْح عنه ومسامحته تُطيِّب نفسَه وتَجبُر خاطره! وتبادل الهدايا بين الأقارب والأصدقاء والأحباب، من أجمل ما يُدخل الفرحة للقلب والهناء للنفس، وهي سبيل الحب، وبِساط الودِّ، وطريق الأُلْفة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((تَهادَوا تحابُّوا))؛ البخاري.