وإذا كان الذنب يتعلق بمخلوقين؛ مثل أخذ مال أحد، ضرب أحد، قتل أحد، لابد من التحلل، لابد أن يعطي المخلوق حقه من قصاص أو غيره، أو يستحله يسامحه ويبيحه، حق المخلوق لابد من التحلل منه، الشرط الرابع لابد منه، إما يعطيهم حقوقهم، أو يستحلهم، فإذا أباحوه وسامحوه لا بأس. المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم، وفي علمكم، ونفع بكم المسلمين. فتاوى ذات صلة
كيف تغفر كبائر الذنوب جميعا
وهي واضحة الدلالة على مغفرة الله تعالى للذنوب جميعاً – ولو كانت شركاً – بل إن فيها بياناً لفضل عظيم وهو تبديل السيئات حسنات. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب بل يغفر الشرك وغيره للتائبين كما قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ، وهذه الآية عامَّة مطلقة لأنَّها للتائبين " انتهى. هل التوبة تكفر الكبائر؟. "مجموع الفتاوى" (2/358). وروى البخاري ومسلم (2766) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا ، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ ، فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ: لا.
الذنوب التي لا يغفرها الله
تعددت أنواع الذنوب فمنها الصغائر ومنها الكبائر والتي لا يغفرها الله، نوضح فيما يلي الذنوب ذات الإثم الكبير والتي لا يغفرها المولى عز وجل، بينما ورد في القران الكريم بسورة النساء الآية 31 قول الكريم (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا)، إذ أن من اجتنب الكبائر ولم يقع فيها نعم بمغفرة سيئاته من الغفار وفاز بالجنة. الشرك
يعتبر اكبر الكبائر عند الحفيظ، بينما توضح الآية 72 من سورة المائدة قوله تعالى (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ). كيف تغفر كبائر الذنوب جميعا. بالإضافة إلى قوله تعالى بسورة النساء الآية 48 (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا)، إلى جانب الأحاديث النبوية الشريفة. فيما روت السيدة عائشة قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الدواوينُ عند اللهِ عزَّ وجلَّ ثلاثةٌ: ديوانٌ لا يَعبأُ اللهُ به شيئًا وديوانٌ لا يتركُ اللهُ منه شيئًا وديوانٌ لا يغفرُه اللهُ، فأما الديوانُ الذي لا يغفرُه اللهُ: فالشركُ باللهِ؛ قال اللهُ تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} وأما الديوانُ الذي لا يعبأُ اللهُ به شيئًا فظلمُ العبدِ نفسَه فيما بينه وبين ربِّه من صومِ يومٍ تركَه أو صلاةٍ تركَها فإنَّ اللهَ يغفرُ ذلك -أو يتجاوزُ- إن شاءَ، وأما الديوانُ الذي لا يتركُ اللهُ منه شيئًا: فظلمُ العبادِ بعضُهم بعضًا، القِصاصُ لا محالةَ).