إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) قال الطبراني: حدثنا الحسن بن إسحاق التستري ، حدثنا يحيى الحماني ، حدثنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: أتت قريش اليهود فقالوا: بم جاءكم موسى ؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى ؟ قالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى: فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا. فدعا ربه ، فنزلت هذه الآية: ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) فليتفكروا فيها. وهذا مشكل ، فإن هذه الآية مدنية. وسؤالهم أن يكون الصفا ذهبا كان بمكة. والله أعلم.
إن في خلق السماوات والأرض Pdf
وكان نزول الآية له عظة، حيث قال الله تعالى أن الخلق الذي يوجد في السماء وإن من رفع السماء بلا أي عمود أو رافعة، والأرض أيضاً التي توجد ويكون عليها البشر والخلق والجبال والبراكين والرمال وغيرها من الأشياء. وأن الاختلاف الموجود بين الليل والتقلب الذي يحدث ويأتي بالنهار لا يفهمه سوى أصحاب العقول. نوصي بالاطلاع على معلومات أكثر عن فضل سورة يس المغامسي وبعض الحقائق الخاصة بسورة يس
قصة هذه الآية
فقد حدثت قصة جعلت الله تعالى يقوم بتنزيل آية (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) وهي تكون على النحو التالي:-
يقول الطبراني أن الحسن بن اسحاق قد حدثنا عن يحيى الحماني عن بن عباس فقال:-
آتى كل بني قريش إلى قبائل اليهود وقالوا ماذا رأيتم من موسى. فقالوا قد رأينا أيده تنير بالضياء وقد رأينا عصاه لونها أبيض اللون. فذهبت قريش إلى أهل عيسى أو أي قوم سيدنا عيسى عليه السلام، فقالوا كيف رأيتم عيسى. فقال قوم عيسى كان يحيي الموتى ويشفي الأبرص والأكم. فذهبوا إلى محمد صلى الله تعالى عليه وسلم. فقالوا أدع لنا ربك أن يجعل من الصفا ذهبا لكي يتأكدوا. فدعا سيدنا محمد بهذا الدعاء، فنزل قول الله تعالى ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) صدق الله العظيم.
إن في خلق السماوات والأرض دليل على توحيد
وقال تعالى: ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) القمر/50. قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسيره هذه الآية ( 4/261): ( وهذا إخبار عن نفوذ مشيئته في خلقه ، كما أخبر بنفوذ قدره فيهم فقال: ( وما أمرنا إلا واحدة) أي إنما نأمر بالشيء مرة واحدة لا نحتاج إلى توكيد بثانية ، فيكون ذلك الذي نأمر به حاصلاً موجوداً كلمح البصر ، لا يتأخر طرفة عين ، وما أحسن ما قال بعض الشعراء:
إذا ما أراد الله أمراً فإنما يقول له كن قولة فيكون) أ. هـ. وهناك آيات أخرى تقرر هذا الأمر وتوضحه. فإذا تقرر ذلك فلماذا خلق الله جل جلاله السموات والأرض في ستة أيام ؟. أولاً:
قد ورد في أكثر من آية في كتاب ربنا أن الله جل وعلا خلق السموات والأرض في ستة أيام فمن ذلك قوله تعالى: ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش... ) الأعراف / 54. ثانياً:
ما من أمر يفعله الله إلا وله فيه حكمة بالغة وهذا من معاني اسم الله تعالى " الحكيم " ، وهذه الحكمة قد يطلعنا الله تعالى عليها وقد لا يطلعنا ، وقد يعلمها ويستنبطها الراسخون في العلم دون غيرهم. غير أن جهلنا بهذه الحكمة لا يحملنا على نفيها أو الاعتراض على أحكام الله ومحاولة التكلف والتساؤل عن هذه الحكمة التي أخفاها الله عنا ، قال الله تعالى: ( لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) الأنبياء / 23.
إن في خلق السماوات والأرض أن تزولا
وقد حاول بعض العلماء استباط الحكمة من خلق السموات والأرض في ستة أيام:
1- قال الإمام القرطبي - رحمه الله - في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " لآية الأعراف ( 54) ( 4/7/140):
(... وذكر هذه المدة - أي ستة أيام - ولو أراد خلقها في لحظة لفعل ؛ إذ هو القادر على أن يقول لها كوني فتكون ، ولكنه أراد:
- أن يعلم العباد الرفق والتثبت في الأمور. - ولتظهر قدرته للملائكة شيئاً بعد شيء....
- وحكمة أخرى: خلقها في ستة أيام ؛ لأن لكل شيء عنده أجلا ، وبيّن بهذا ترك معاجلة العصاة بالعقاب ؛ لأن لكل شيء عنده أجلاً... ) ا. هـ. 2- وقال ابن الجوزي في تفسيره المسمى بـ " زاد المسير " ( 3/162) في تفسير آية الأعراف:
(... فإن قيل: فهلا خلقها في لحظة ، فإنه قادر ؟ فعنه خمسة أجوبة:
أحدها: أنه أراد أن يوقع في كل يوم أمراً تستعظمه الملائكة ومن يشاهده ، ذكره ابن الأنباري. والثاني: أنه التثبت في تمهيد ما خُلق لآدم وذريته قبل وجوده ، أبلغ في تعظيمه عند الملائكة. والثالث: أن التعجيل أبلغ في القدرة ، والتثبيت أبلغ في الحكمة ، فأراد إظهار حكمته في ذلك ، كما يظهر قدرته في قوله ( كن فيكون). والرابع: أنه علّم عباده التثبت ، فإذا تثبت مَنْ لا يَزِلُّ ، كان ذو الزلل أولى بالتثبت.
إن في خلق السماوات والأرض وما
نزلت هذه السورة بسبب نصارى نجران، حيث كانوا يختصمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر سورة آل عمران
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اقرأوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. تسمى هذا الآية باسم تاج القرآن في الاسلام. ومن أهم الآيات في القرآن هي ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) صدق الله العظيم. ومن أهم الآيات في القرآن هي ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيل) صدق الله العظيم. ومن أهم الآيات في القرآن هي ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) صدق الله العظيم.
إن في خلق السماوات والأرض إنه لحق
وعن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: "ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها" أي: لم يتفكر فيها ولم يعتبر بها، وقرئ: (الفلك) بضمتين (وتصريف [ ص: 354] الريح) على الإفراد.
( وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)[الحج: 65]. جعلها الله سقفا للأرض محفوظا من الشياطين: ( وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا)[الأنبياء: 32]. ( وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ)[الحجر: 16 – 18]. جعل لها أبوابـا لا تفتح إلا بإذنـه: ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء)[الأعراف: 40]. وفي يوم القيامة يطوي الله هذه السماوات بيمينه: ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)[الأنبياء: 104]. ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الزمر: 67]. أيها المسلمون: إن هذه الآيات الكريمة العظيمة لتدل دلالة قاطعة لا تقبل الشك ولا الجدال، في أن السماوات السبع أجرام محسوسة، رفيعة قوية، محكمة محفوظة، لا يستطيع أحد دخولها، ولا اختراقها إلا بإذن الله -عز وحل- ألم تعلموا أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- أشرف البشر، وجبريل أشرف الملائكة، ما دخلا السماوات حين عروجها إلا بإذن، والاستفتاح، فكيف بغيرهما من المخلوقين؟.
يُولي الدين الإسلامي عناية كبيرة بالطهارة في أبعادها المادية والمعنوية. فالطهارة نصف الإيمان كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي شعار المسلم الحق وطريقه نحو نيل رضا الله ومحبته مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}. تعريف الطهارة
الطّهارة لغة النظافة والخلو من الأوساخ والنجاسات المادية والمجردة كطهارة الثوب والبدن وطهارة القلب والنفس وغيرهما. وشرعاً نظافة مخصوصة بنية مخصوصة وصفة مخصوصة الهدف منها رفع الحدث، أو إزالة النجاسة وهي ثلاثة أنواع؛ طهارة القلب، وطهارة الخبث، وطهارة الحدث. طهارة القلب
يُقصد بها خلو القلب من الحقد والبغض والحسد، وطهارته من الذنوب والمعاصي، ويستدل على ذلك بقوله تعالى في الكفار في سورة المائدة: [أولئك الذين لم يُرِد الله أن يطهر قلوبهم]. مكانة التجارة في الإسلام. التاجر الأمين. - YouTube. وقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم طهرني من الذنوب والخطايا، اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس). طهارة الخبث
يُقصد بطهارة الخبث التطهر من النجاسات المادية المحسوسة والمرئية بمختلف أنواعها كالبول والغائط والدم وغيرها. وهي نجاسات لا يَطهُر منها الإنسان إلا بالماء. حيث يُغسَل العضو المعني بالماء جيدا حتى يزول لون وطعم ورائحة النجاسة.
مكانة التجارة في الإسلام. التاجر الأمين. - Youtube
حكم الطهارة الظاهرة
هي واجبة على كل مسلم، ومسلمة
لذلك قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]. كذلك قال تعالي: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4]. مكانة الطهارة في الاسلام. كذلك قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: 6]. لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُقبَل صلاة بغير طُهورٍ، ولا صدقة من غُلولٍ" رواه مسلم
كذلك بين قدر ها ومكانتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطُّهور شطر الإيمان" رواه مسلم
النجاسات
اقراء ايضا: 14 صنف لا يقبل الله منهم الصيام
معنى النجاسة
هي الحدث، والخبث، والقذارة التي تصيب الجسد أو الثوب او المكان، ويجب على المسلم أن يتنزه عنها، ويغسل ما أصاب جسده أو ثيابه منها او مكانه.
الطهارة والنظافة في الإسلام
↑ محمد الشنقيطي ، شرح زاد المستقنع ، صفحة 22، جزء 16. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين (2002)، الموسوعة القرآنية المتخصصة ، مصر:المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 423. بتصرّف. ↑ سعيد حوّى (1994)، الأساس في السنة وفقهها/ العبادات في الإسلام (الطبعة 1)، القاهرة:دار السلام، صفحة 257، جزء 1. بتصرّف. ↑ دبيان الدبيان (2005)، موسوعة أحكام الطهارة (الطبعة 2)، الرياض:مكتبة الرشد، صفحة 177، جزء 3. بتصرّف. ↑ دبيان الدبيان (2005)، موسوعة أحكام الطهارة (الطبعة 2)، الرياض:مكتبة الرشد، صفحة 287، جزء 3. بتصرّف. ↑ محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، السعودية:بيت الأفكار الدولية، صفحة 356، جزء 2. بتصرّف. ↑ دبيان الدبيان (2005)، موسوعة أحكام الطهارة (الطبعة 2)، الرياض:مكتبة الرشد، صفحة 525، جزء 4. ↑ محمود عويضة ، الجامع لأحكام الصلاة ، صفحة 213، جزء 1. بتصرّف. ↑ حسام الدين عفانة (1430)، فتاوى يسألونك ، الضفة الغربية:مكتبة دنديس، صفحة 233، جزء 4. (1) تعريف الطهارة لغة واصطلاحاً - أحكام الطهارة - طريق الإسلام. بتصرّف. ↑ سورة المدثر ، آية:1-4
↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:877، صحيح. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:846، صحيح.
(1) تعريف الطهارة لغة واصطلاحاً - أحكام الطهارة - طريق الإسلام
انظر أيضًا [ عدل]
شريعة إسلامية
المرأة في القرآن
مراجع [ عدل]
^ دليل مكتبة المرأة المسلمة، أحمد الحمدان، ج 2 / 225
^ المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، عبدالكريم زيدان، ج 1 / 7
^ المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، عبدالكريم زيدان، ج 1 / 8 - 9 باختصار
وصلات خارجية [ عدل]
موقع عبد الكريم زيدان / كتاب المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية
أحكام الطهارة ومكانتها في الإسلام
وهذه من الأمور التي ينبغي للمسلم أن يعتني بها. من مظاهر النظافة -كذلك- التي أمر بها الإسلام وحث عليها: " الحفاظ على السواك "، الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: " السواك مطهرةٌ للفم، مرضاةٌ للرب ". وقبل أن تعرف البشرية فرش الأسنان بأنواعها كان المسلمون ينظفون ويطهرون ويطيبون أفواههم؛ اتباعاً لهذه السنة النبوية الكريمة. ومن مظاهر النظافة- كذلك- الحفاظ على الماء من تلويثه أو تقزيره، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن البول في الماء الراكد، لأن البول فيه يؤدي إلى تلويثه؛ بل أكثر من هذا، في الصحيحين، يقول -صلى الله عليه وسلم-: " إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثة؛ فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ". أحكام الطهارة ومكانتها في الإسلام. بمعنى أن النائم حين ينام لا يشعر بحركة يده، ولا بما قد يصيبها، فربما علق بيده شيء من القذر أو شيء من النجاسة، فإذا استيقظ من نومه وذهب إلى الإناء ووضع يده فيه مباشرة ربما أدى هذا إلى تلويث الماء، فشرع له أن يغسل يده قبل ذلك ثم يغمس يده في الإناء بعد أن يطهرها وينظفها. وهكذا، أمثلة كثيرة تدل على اعتناء الإسلام وحرصه الشديد على قضية الطهارة والنظافة. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
وليس هذا فحسب أيها الكرام، بل إن الإسلام جعل الطهارة شرطا لصحة أعظم فريضة وأجلّ عبادة فيه وهي عبادة الصلاة، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا صلاة بغير طهور"، أي: لا تصح الصلاة إذا صلاها المرء بغير طهارة. وهذه الطهارة على نوعين: طهارة كبرى، وطهارة صغرى. أما الطهارة الكبرى فتكون بالاغتسال من الأسباب الموجبة لها من الجنابة أو الحيض والنفاس بالنسبة للنساء، وإذا تأملت قليلا تجد أنه لا يمكن أن يمر على المسلم مدة طويلة إلا ويغتسل؛ لأن هذه الموجبات وهذه الأسباب التي توجب الغسل تتكرر باستمرار بالنسبة للبالغين فلا يمكن أن تجد في المجتمع المسلم ما يسمع عند الآخرين من أن بعضهم ربما يمكث الأشهر أو السنوات فلا يغتسل أبداً، هذا لا يوجد في مجتمع مسلم، وإنما قد يوجد من بعض من فرط في دينه وتساهل في أحكامه. بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل من الحقوق على المسلم أن يغتسل على الأقل مرة واحدة في كل سبعة أيام، فيقول -كما في الصحيحين-: "حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام، يغسل رأسه وجسده"، أي: غسلا كاملا، سواء كانت المنطقة التي يعيش فيها منطقة باردة أو كانت منطقة حارة. وإذا قرأت التاريخ ورجعت إليه قليلا فستجد أن محاكم التفتيش التي أقامها الأسبان للمسلمين في بلاد الأندلس لأجل تعذيبهم واضطهادهم كانت هذه المحاكم تكتشف المسلمين عن طريق الاغتسال، فقد كان كثيرا من المسلمين يخفون إسلامهم خوفا من الاضطهاد والتعذيب، فكانوا يعرفونهم بكثرة اغتسالهم؛ لأن النصارى كانوا لا يغتسلون إلا قليلا.