تاريخ الإضافة: 30/1/2017 ميلادي - 3/5/1438 هجري
الزيارات: 176491
تفسير: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا... سيرة آل البيت (6).. جعفر الصادق.. وصايا أب حكيم ونموذج في التسليم لأمر الله - بوابة الشروق. )
♦ الآية: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (204). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ومن الناس مَن يعجبك قوله ﴾ يعني: الأخنس بن شريق وكان منافقًا حلو الكلام حسن العلانية سيئ السَّريرة وقوله ﴿ في الحياة الدنيا ﴾ لأنَّ قوله إنَّما يعجب النَّاس في الحياة الدُّنيا ولا ثواب له عليه في الآخرة ﴿ ويشهد الله على ما في قلبه ﴾ لأنَّه كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: واللَّهِ إنِّي بك لمؤمنٌ ولك محبٌّ ﴿ وهو ألدُّ الخصام ﴾ أَيْ: شديد الخصومة وكان جَدِلًا بالباطل.
- سيرة آل البيت (6).. جعفر الصادق.. وصايا أب حكيم ونموذج في التسليم لأمر الله - بوابة الشروق
- تفسير: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ...)
- ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما . [ البقرة: 204]
- تفسير قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا [ الإسراء: 84]
سيرة آل البيت (6).. جعفر الصادق.. وصايا أب حكيم ونموذج في التسليم لأمر الله - بوابة الشروق
والصفة الثانية من صفات هذا النوع المنافق من الناس بينه القرآن بقوله وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ أى: يقرن معسول قوله، وظاهر تودده، بإشهاد الله على أن ما في قلبه مطابق لما يجرى على لسانه. وكأن هذا النوع المنافق قد رأى من الناس تشككا في قوله، لأن من عادة المنافقين أن يبدو من فلتات لسانهم ما يدل على ما هو مخبوء في نفوسهم فأخذ يوثق قوله بالأيمان الباطلة بأن يقول لمن ارتاب فيه: الله يشهد أنى صادق فيما أقول.. إلى غير ذلك من الأقوال التي يقصد بها تأكيد قوله وصدقه فيما يدعيه، فالمراد بإشهاد الله: الحلف به أن ما في قلبه موافق لقوله. وجملة وَيُشْهِدُ اللَّهَ حالية أو مستأنفة أو معطوفة على قوله يُعْجِبُكَ. وقوله- تعالى-: وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ صفة ثالثة من صفات هذا النوع من الناس. قال القرطبي: الألد: الشديد الخصومة والعداوة.. ولددته- بفتح الدال- ألده- بضمها- إذا جادلته فغلبته. تفسير: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ...). والألد مشتق من اللديدين وهما صفحتا العنق، أى: في أى جانب أخذ من الخصومة غلب. والخصام في الآية مصدر خاصم. وقيل جمع خصم كصعب وصعاب. والمعنى، أشد المخاصمين خصومة، وفي صحيح مسلّم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم».
تفسير: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ...)
وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله: (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)، فإني سمعت الله جل وتقدس يقول بعقبها: (فَوَقَاهُ الله سيئات ما مكروا). وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تبارك وتعالى: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)، فإني سمعت الله عز اسمه يقول بعقبها: (إن تَرَنِ أنا أقلَّ منك مالا وولداً فعسى ربي أن يؤتين خيراً من جنَّتِك)". وذلك نقلا عن أحد الأحاديث المسجلة للشيخ محمد متولي الشعراوي. ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما . [ البقرة: 204]. وغدا نلتقي في حلقة جديدة..
اقرأ أيضا:
سيرة آل البيت (5).. سكينة بنت الحسين مؤنسة أبيها والمؤثرة بمجتمعها
ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما . [ البقرة: 204]
وقراءة ابن عباس: " والله يشهد على ما في قلبه ". وقراءة الجماعة أبلغ في الذم ؛ لأنه قوي على نفسه التزام الكلام الحسن ، ثم ظهر من باطنه خلافه. وقرأ أبي وابن مسعود: " ويستشهد الله على ما في قلبه " وهي حجة لقراءة الجماعة. الثانية: قال علماؤنا: وفي هذه الآية دليل وتنبيه على الاحتياط فيما يتعلق بأمور الدين والدنيا ، واستبراء أحوال الشهود والقضاة ، وأن الحاكم لا يعمل على ظاهر أحوال الناس وما يبدو من إيمانهم وصلاحهم حتى يبحث عن باطنهم ؛ لأن الله تعالى بين أحوال الناس ، وأن منهم من يظهر قولا جميلا وهو ينوي قبيحا. فإن قيل: هذا يعارضه قوله عليه السلام: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله الحديث ، وقوله: فأقضي له على نحو ما أسمع ، فالجواب أن هذا كان في صدر الإسلام ، حيث كان إسلامهم سلامتهم ، وأما وقد عم الفساد فلا ، قاله ابن العربي. قلت: والصحيح أن الظاهر يعمل عليه حتى يتبين خلافه ، لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صحيح البخاري: أيها الناس ، إن الوحي قد انقطع ، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم ، فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه ، وليس لنا من سريرته شيء ، الله يحاسبه في سريرته ، ومن أظهر لنا سوءا لم نؤمنه ولم نصدقه ، وإن قال إن سريرته حسنة.
وتميز جعفر الصادق برجاحة عقل وعلم غزير؛ ما مكنّه من الإجابات المقنعة لسائليه، ومن بين تلك المواقف، أن رجلاً سأله "لِما صار الشعر والخطب يملّ منها متى أعيدت والقرآن لا؟"، ليجيب عنه الصادق، قائلاً "لأن القرآن حجة على أهل العصر الثاني، كما هو حجة على أهل العصر الأول، وكل طائفة تراه عصراً جديداً، ولأن كل امرئ متى أعاده وفكّر فيه؛ تلقّى منع علوماً غضة، وليس هذا موجوداً في الشعر والخطب"، بحسب ما ذكره المفكر الإسلامي عبدالحليم الجندي، في كتابه "الإمام جعفر الصادق" الصادر عن "دار المعارف". وحرص جعفر الصادق على أن ينال ابنه (موسى) من علمه؛ لذلك أسدى له بعض من النصائح التي تناولت أمور الحياة، وقال له: "يا بني اقبل وصيتي، واحفظ مقالتي؛ فإنك إن حفظتها تعش سعيداً، وتمت حميداً، يا بني إنه من قنع بما قسم الله؛ استغنى، ومن من عينه لما في يد غيره؛ مات فقيراً.. ومن استصغر زلة (خطأ) نفسه؛ استعظم زلة غيره.. ومن سل يسف البغي؛ قتل به، ومن احتفر لأخيه بئر؛ سقط فيها". وعن تسليمه لأمر الله وقضائه، الذي نتج عن تأمله لبعض من آيات القرآن الكريم، روي عنه أنه قال "عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع إلى أربع: عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: (حسبنا الله ونعم الوكيل) فإني سمعت الله جل جلاله يقول بعقبها: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء)، وعجبت لمن اغتمّ كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها: (فاستجبنا له ونجَّيْنَاهُ من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين).
الثالثة: قوله تعالى: وهو ألد الخصام الألد: الشديد الخصومة ، وهو رجل ألد ، وامرأة لداء ، وهم أهل لدد. وقد لددت - بكسر الدال - تلد - بالفتح - لددا ، أي صرت ألد. ولددته - بفتح الدال - ألده - بضمها - إذا جادلته فغلبته. والألد مشتق من اللديدين ، وهما صفحتا العنق ، أي في أي جانب أخذ من الخصومة غلب. قال الشاعر:وألد ذي حنق علي كأنما تغلي عداوة صدره في مرجلوقال آخر:إن تحت التراب عزما وحزما وخصيما ألد ذا مغلاقو الخصام في الآية مصدر خاصم ، قاله الخليل. وقيل: جمع خصم ، قاله الزجاج ، ككلب وكلاب ، وصعب وصعاب ، وضخم وضخام. والمعنى أشد المخاصمين خصومة ، أي هو ذو جدال ، إذا كلمك وراجعك رأيت لكلامه طلاوة وباطنه باطل. وهذا يدل على أن الجدال لا يجوز إلا بما ظاهره وباطنه سواء. وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم. شرح المفردات و معاني الكلمات: الناس, يعجبك, قوله, الحياة, الدنيا, ويشهد, الله, قلبه, ألد, الخصام,
تحميل سورة البقرة mp3:
محرك بحث متخصص في القران الكريم
Saturday, April 23, 2022
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب
فـ (الشاكلة) بحسب هذا القول: الطريقة والسيرة التي اعتادها صاحبها، ونشأ عليها. وأصلها شاكلة الطريق، وهي الشعبة التي تتشعب منه. قال النابغة يذكر ثوباً يشبه به بُنيات الطريق: له خُلج تهوي فُرادى وترعوي إلى كل ذي نيرَين بادي الشواكل
و(الشواكل) جمع (شاكلة)، وهي شُعب الطريق وفروعه. قال ابن عاشور: "وهذا أحسن ما فسر به (الشاكلة) هنا. وهذه الجملة في الآية تجري مجرى المثل". قال القرطبي معقباً على ما قيل في معنى (الشاكلة): وهذه الأقوال كلها متقاربة. والمعنى: أن كل أحد يعمل على ما يشاكل أصله وأخلاقه التي أَلِفَها، وهذا ذم للكافر، ومدح للمؤمن. ونحو هذا قال ابن كثير. تفسير قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا [ الإسراء: 84]. وقد جوز الرازي أن يكون المراد بـ (الشاكلة): أن كل أحد يفعل على وَفْق ما شاكل جوهر نفسه، ومقتضى روحه، فإن كانت نفساً مشرقة حرة ظاهرة علوية، صدرت عنه أفعال فاضلة كريمة، كقوله تعالى: { والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه} (الأعراف:58)، وإن كانت نفساً كدرة نذلة خبيثة ظلمانية سفلية، صدرت عنه أفعال خسيسة فاسدة، كقوله تعالى: { والذي خبث لا يخرج إلا نكدا} (الأعراف:58). وما جوزه الرازي قريب مما تقدم، وليس ببعيد عنه. وهذه الآية تهديد للمشركين، ووعيد لهم، وهي بمعنى قوله تعالى: { وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون} (هود:121-122)؛ ولهذا قال: { قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا}، أي: منا ومنكم، وسيجزي كل عامل بعمله، فإنه لا تخفى عليه خافية.
تفسير قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا [ الإسراء: 84]
قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا (84) وقوله تعالى: ( قل كل يعمل على شاكلته) قال ابن عباس: على ناحيته. وقال مجاهد: على حدته وطبيعته. وقال قتادة: على نيته. وقال ابن زيد: دينه. وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى. وهذه الآية - والله أعلم - تهديد للمشركين ووعيد لهم ، كقوله تعالى: ( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون) [ هود: 121 ، 122] ولهذا قال: ( قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) أي: منا ومنكم ، وسيجزي كل عامل بعمله ، فإنه لا تخفى عليه خافية.
والتنوين في قوله كُلٌّ عوض عن المضاف إليه. أى: كل فرد. وقوله: شاكِلَتِهِ: أى: طريقته ومذهبه الذي يشاكل ويناسب حاله في الهداية أو الضلالة. مأخوذ من قولهم: طريق ذو شواكل، وهي الطرق التي تتشعب منه وتتشابه معه في الشكل، فسميت عادة المرء بها، لأنها تشاكل حاله. قال القرطبي قوله قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ قال ابن عباس: على ناحيته. وقال مجاهد: على طبيعته. وقال قتادة: على نيته وقال ابن زيد: على دينه. وقال الفراء: على طريقته ومذهبه الذي جبل عليه.. وقيل: هو مأخوذ من الشكل. يقال: لست على شكلي ولا شاكلتى. فالشكل: هو المثل والنظير، كقوله- تعالى-: وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ. والشكل- بكسر الشين- الهيئة. يقال: جارية حسنة الشكل. أى الهيئة. وهذه الأقوال كلها متقاربة. والمعنى: قل- أيها الرسول الكريم- للناس: كل واحد منكم- أيها الناس- يعمل على شاكلته وطريقته التي تشاكل حاله، وتناسب اتجاهه، وتتلاءم مع سلوكه وعقيدته، فربكم الذي خلقكم وتعهدكم بالرعاية، أعلم بمن هو أهدى سبيلا، وأقوم طريقا، وسيجازى- سبحانه- الذين أساءوا بما عملوا ويجازى الذين أحسنوا بالحسنى. فالآية الكريمة تبشر أصحاب النفوس الطاهرة والأعمال الصالحة، بالعاقبة الحميدة، وتهدد المنحرفين عن طريق الحق، المتبعين لخطوات الشيطان، بسوء المصير، لأن الله- تعالى- لا تخفى عليه خافية، وسيجازى كل إنسان بما يستحقه فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.