وحُقَّ لك أن تسأل هنا: لماذا ذكر القرآن الكريم هاتين الصفتين بصيغة المبالغة؟ وفي الجواب يقال:
لما كانت لا توجد نعمة من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان صغيرة، بل كل نعمه سبحانه عظيمة وكبيرة، فأقل عضو من أعضائه يقوم من المهام التي لا يمكن إحصائها، ويحمل من النعم التي لا سبيل إلى إدراكها، وإذ الأمر كذلك، فقد استدعى من المُنْعَم عليه أن يكون كثير الشكر، عظيم الصبر. والنبي أيوب عليه السلام (بطل الصبر) - كما يقول الشيخ بديع الزمان النورسي -، بعد أن أخذ الله منه جميع النعم الدنيوية التي أنعمها عليه، لم تتغير حاله ولا أطواره، ولم ينحرف إلى اليأس أمام المحن والشدائد التي واجهته، بل تصدى لها بعزم وثبات ورباطة جأش؛ لأنه كان يدرك المعنى الحقيقي لأسباب المحن والمشقات؛ ولأنه أيضاً كان يدرك جيداً أن وراء كل محنة منحة، وخلف كل مصيبة لطيفة؛ لذا كان قلبه مفعماً بالإيمان، ولم ينزلق إلى القلق، بل توجه إلى ربه بالشكر والصبر، { إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب} (ص:44). ونختم الحديث بما روي عن قتادة أنه قال: نعم العبد، عبد إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر.
9المؤمن شاكر في السراء ، صابر في الضراء - بيت الحلول
المؤمن الحق: شاكر في السراء صابر في الضراء مخبت منيب تواب رجاع إلى الله في كل حالاته. {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ * يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [الحج]. إياك أن تعبد الله على حرف: إياك أن تكون مع الله في السراء و ضده في الضراء مؤمن بشرط التنعم و حصول المشتهيات كافر إذا مسته الضراء حتى أنه قد ينقلب إلى عدو لله. المؤمن الحق: شاكر في السراء صابر في الضراء مخبت منيب تواب رجاع إلى الله في كل حالاته. { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ * يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [ الحج].
الْمُؤْمِنُ شَاكِرٌ فِي السَّرَّاءِ صَابِرٌ فِي الضَّرَّاءِ خَائِفٌ فِي الرَّخَاءِ #الامام_علي عليه السلام
ومن الثمار الهامة التي من الممكن أن يجنيها المسلم المتوكل على الله أنه سوف يجازا بالكثير من الفوائد والمنافع، إما أن تكون في الحياة الدنيا أو في الآخرة، كما أن المتوكل على الله يبعد عنه الشرور وكل ما يمكن أن يضره، وهذا هو ما يأمل فيه المسلم الصالح
هذا بالإضافة إلى أن التوكل على الله يكون سبب في شجاعة المسلم، كما أنه يجعله قادر على أن يواجه أي تحدي من أي نوع، فقلبه على ثقة ويقين بأن الله معه، وبهذا فهو لا يخشى بشر، وأن كانوا بلغوا من النفوذ أعلاها وأقواها. كما أن المسلم المتوكل على الله يمكنه أن يصبر على الشدائد وعلى المحن، فيمكنه أن يتحمل ما يقابله من صعاب، فهو مطمأن ومتوكل على الله في كافة أموره، ولهذا فهو يعلم أن الله لا يقدر له إلا الخير حتى في حالة الضيق والكرب، فهو خير له. التوكل على الله حقًا من أهم شروط الإيمان بالله، فالمؤمن الحق هو من يتوكل على في كافة أموره، بالإضافة إلى أن التوكيل يزيد من شعور الراحة والسكينة داخل قلوب المسلمين، فهم راضين بما قدر الله لهم. دعاء التوكل على الله مكتوب
"بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه سم ولا داء، بسم الله أصبحت وعلى الله توكلت".
دعاء التوكل علي الله – البسيط
• قال ابن الجوزي: (قول معروف) أي: قول جميل للفقير، مثل أن يقول له: يوسع الله عليك (ومغفرة) أي: يستر على المسلم خلته وفاقته. وقيل: أراد بالمغفرة التجاوز عن السائل إن استطال على المسؤول وقت رده. (خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً) للمعطِي، لأنه كدر إحسانه وفعل خيراً وشراً. (وَاللَّهُ غَنِيٌّ) عن صدقاتهم، وعن جميع عباده، فالله غني عن كل ما سواه، غني في نفسه لكثرة ما عنده، غني عن خلقه، كما قال تعالى (فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) له ملك السموات والأرض، وخزائن السموات والأرض كلها بيده، كما قال تعالى (وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) وقال تعالى (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) فخزائنه عز وجل ملأ، لا يغيضها كثرة الإنفاق، وليس بحاجة إلى خلقه، لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، وكل شيء فقير إليه. قال ابن القيم: هو الغني بذاته الذي كل ما سواه محتاج إليه، وليس به حاجة إلى أحد. وقال السعدي: هو الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق، من جميع الوجوه، والاعتبارات لكماله، وكمال صفاته، فلا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون إلا غنياً، لأن غناه من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا خالقاً قادراً رازقاً محسناً فلا يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه، فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة، المغني جميع خلقه غنى عاماً.
دعاء التوكل على الله وطلب العون منه - الأفاق نت
اللهم يآ مُسهَلْ الشُديد 'ويآ ملُينَ الحديد ، ۉيآ منجز الوُعيد ، ۉيآ منّ هوُ كل يوُمَ في أمر جديُد، أخرجني منّ حلُق الضُيق الى آوسع الطُريَق ، بك أدِفع مآْ لا أطيُق ، ولا حوُل ولا قوُة إلآ بآلله العليً العظُيم. اللهم إليك مددت يدي ، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فإقبل توبتي ، وإرحم ضعف قوتي ، وإغفر خطيئتي ، وإقبل معذرتي ، وإجعل لي من كل خير نصيباً ، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أنت الحليم فلا تعجل ، وأنت الجواد فلا تبخل ، وأنت العزيز فلا تذل ، وأنت المنيع فلا ترام ، وأنت المجير فلا تضام ، و أنت على كل شيء قدير. اللّهم إني أعوذ بك من فتن الدنيا.. اللّهم قوي إيماننا ووحد كلمتنا وإنصرنا على أعدائك أعداء الدين..
اللهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم.. اللهم أنصر إخواننا المسلمين في كل مكان. اللهم عوضني عن كل ألم أصابني بأمل يتحقق ، و عن كل إنكسار بإنتصار ، و عن كل ظلم بإنصاف ، و عن كل فشل بنجاح ، و عن كل غائبة بخير منها ، اللهم عوضني عوض الصابرين في الدنيا و الآخرة ، أنت ثقتي و رجائي فاجعل حسن ظني بك شفائي ، و ارزقني الإحسان في القول و العمل و ارحمني برحمتك التي وسعت كل شيء فلا أضام و أنت حسبي ، و لا أفتقر و أنت ربي و لا أهَلْك و أنت رجائي يا أرحم الراحمين.
قال: ومن كمال غناه: أنه لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولا شريكاً في الملك، ولا ولياً من الذل. وقال الخطابي: الغني: هو الذي استغنى عن الخلق وعن نصرتهم وتأييدهم لمُلكه، فليست به حاجة إليهم، وهم إليه فقراء محتاجون. • الآثار المترتبة على معرفتنا بهذا الاسم: أولاً: إفراد الله تعالى بالعبادة، لأنه سبحانه هو الغني الغنى المطلق المطلق، والغنى وصف له سبحانه ذاتي وما سواه من الخلائق مفتقر إليه، فالأمر كله له والملك كله له، وجميع الخلق مربوبون مملوكون، فكيف يتخذ منهم معبوداً مع الله تعالى؟ ثانياً: الافتقار التام إلى الله عز وجل، لأن الفقر صفة ذاتية ملازمة للعبد في جميع أحيانه ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، ولا يستغني عن ربه سبحانه طرفة عين، لأنه سبحانه الغني ذو الغنى المطلق الذي لا يحتاج إلى أحد، وكل أحد محتاج إليه. ثالثاً: أن هذا الاسم يثمر في قلب المؤمن الغنى القلبي كما في الحديث (ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى القلب) وهذا يثمر الاستغناء بالله تعالى وحده عن الناس وعزة النفس، والتعفف والزهد بما في أيدي الناس، وعدم التذلل لهم وعدم التعلق بأعطياتهم وإعانتهم، بل يجرد العبد تعلقه وقضاء حوائجه وطلب رزقه بالله الغني الحميد الكريم الوهاب الذي لا تفنى خزائنه.