تاريخ النشر: الأحد 7 رجب 1441 هـ - 1-3-2020 م
التقييم:
رقم الفتوى: 413914
7935
0
السؤال
عندنا عادة في الجزائر: إذا توفي عندنا شخص، فإن جيرانه يقومون بتقديم الطعام لأهل العزاء، ومن يحضرون لتشييع الجنازة. وفي اليوم الموالي يقوم أهل الميت بصنع الطعام صدقة للميت، حيث يحضرون لهذه الصدقة كل شخص يقدم إلى هذا العزاء. وفي اليوم الثالث والذي يسمى الفروق، يقوم أهل الميت ب "تقديم الطعام صدقة لنهاية العزاء" ويقومون بدعوة الناس لها، وهي عبارة عن نهاية العزاء. السؤال المطروح هنا: ما حكم الاستجابة لهذه الدعوة لأكل الطعام خلال هذه الدعوة، سواء في اليوم الأول، أو الثاني، أو الثالث؟
وشكرا. استحباب صنع الطعام لأهل الميت. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الذي ذكرت تفصيله ليس مشروعا، فإنه إنما يشرع لجيران الميت أن يصنعوا طعاما لأهل الميت جبرا لمصابهم، ولا يشرع لأهل الميت صنع طعام لمن يأتيهم؛ إلا إن كان آتيا من مكان بعيد، ولا بد من إطعامه. قال ابن قدامة -رحمه الله-: وَجُمْلَتُهُ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ إصْلَاحُ طَعَامٍ لِأَهْلِ الْمَيِّتِ، يَبْعَثُ بِهِ إلَيْهِمْ، إعَانَةً لَهُمْ، وَجَبْرًا لِقُلُوبِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ رُبَّمَا اشْتَغَلُوا بِمُصِيبَتِهِمْ، وَبِمَنْ يَأْتِي إلَيْهِمْ عَنْ إصْلَاحِ طَعَامٍ لَأَنْفُسِهِمْ.
استحباب صنع الطعام لأهل الميت
الفِقهُ الميَسَّر الزَّكَاة مَوسُوعة فقهيَّة حَديثَة تتناوَل أحكام الفقه الإسلامي بأسُلوب وَاضح للمختصّين وغيرهم تَأليف أ. د/عَبْد الله بن محمد الطيّار أستَاذ الدراسات العليا بكليَّة الشَّريعة والدِّراسات الإسلامية بجامعة القصيم أ. د/عبد الله بن محمّد المطلِّق عضو هَيئة كبار العُلَماء، وعضو اللَّجنة الدَّائمة للإفتاء د/محمَّد بن إبراهيم الموسَى عضو مجلس الشورى سابقًا - المجلس الأعلى للأوقاف الجزء الثَّاني مدار الوطن للنشر
صنع الطعام لأهل الميت - علوم
صُنعُ أهلِ المَيِّت الطَّعامَ للنَّاسِ بدعةٌ [9168] لكنْ إنْ دَعَتِ الحاجةُ إلى ذلك جاز؛ فإنَّه ربَّما جاءهم من يحضُرُ مَيِّتَهم من القُرى والأماكِنِ البعيدة، ويَبِيتُ عندهم، ولا يُمْكِنُهم إلَّا أنْ يُضَيِّفوه. ينظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/410). ، وهذا مَذهَب الحَنفيَّة [9169] ((تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشِّلْبِيِّ)) (1/246)، ((مراقي الفلاح)) للشرنبلالي (ص: 228). ، والشَّافعيَّة [9170] ((المجموع)) للنووي (5/320)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (1/368). ، وبعضِ المالِكيَّة [9171] ((المدخل)) لابن الحاج (3/275)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (3/37). قال الحطَّاب:( أمَّا إصلاحُ أهلِ الميِّتِ طعامًا، وجَمْع النَّاس عليه: فقد كَرِهَه جماعةٌ، وعَدُّوه من البِدَع؛ لأنَّه لم يُنقَل فيه شيءٌ، وليس ذلك موضِعَ الولائِمِ). ، واختاره ابنُ تيميَّة [9172] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (24/316). ، وابن باز [9173] قال ابن باز: (السُّنةُ أن يُصنَعَ الطعامُ لأهل الميِّتِ مِن أقارِبِهم أو جيرانِهم فيُبعَثُ إليهم، مثلما فعل النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينما جاءَه نعيُ جَعفرٍ، فقال لأهله ((اصنَعُوا لآلِ جَعفرٍ طعامًا؛ فقد أتاهم ما يشغَلُهم)) أخرجه الخمسة إلا النسائي.
ثم أمهل آل جعفر ثلاثاً أن يأتيهم، ثم أتاهم فقال: لا تبكوا على أخي بعد اليوم، ادعوا لي ابنَيْ أخي، قال فجيء بنا كأننا أفْرُخٌ، قال: ادعوا لي الحلاق، فجيء بالحلاق، فحلق رؤوسنا ثم قال: أما محمد فشبه عمنا أبي طالب، وأما عبد الله فشبيه خَلْقي وخُلُقي، ثم أخذ بيدي فأشالها (رفعها) فقال: اللَّهمَّ اخلُفْ جعفراً في أهله، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه، قالَها ثلاثَ مِرار، قال: فجاءت أمنا ( أسماء بنت عميس) فذكرت يُتْمَنا، فقال: الْعَيْلَة (الفقر والحاجة) تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة) رواه أحمد وصححه الألباني. لمَّا ذكرت أسماء بنت عُميس رضي الله عنها زوجة جعفر رضي الله عنه بعد مقتله واستشهاده يُتم أولادها وحاجتهم، طمأنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( العيلة، تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة). وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جعفر بقوله: ( وبارك لعبد الله في صفقة يمينه) فكان من أكثر المسلمين تجارة، وكان يُضرب به المثل في الجود والبذل والعطاء.
اختلف الفقهاء في دخول الحائض المسجد، ومكثها فيه، واستشهد من أجاز ذلك بضعف حديث منع الحائض من الجلوس في المسجد، وبأن المؤمن لا ينجس، وتيسيرا على الحائض وللضرورة يمكن الأخذ بمذهب الحنابلة بجواز الجلوس في المسجد للعلم. يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه فقه الطهارة:
اختلف الفقهاء كثيرا في لبث الجنب والحائض في المسجد، بلا وضوء، لقوله تعالى: (ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون، ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا) النساء:
ومعنى (عابري سبيل): أي مجتازي طريق. وأجاز الحنابلة اللبث للجنب في المسجد إذا توضأ، لما روى سعيد بن منصور والأثرم عن عطاء بن يسار قال: رأيت رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجلسون في المسجد، وهم مجْنبون، إذا توضأوا وضوء الصلاة. ترجيح جواز اللبث في المسجد للجنب والحائض:
وهناك من الفقهاء من أجازوا للجنب ـ وكذلك للحائض والنفساء ـ اللبث في المسجد، بوضوء أو بغير وضوء، لأنه لم يثبت في ذلك حديث صحيح، وحديث "إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب" ضعفوه، ولا يوجد ما ينهض دليلا على التحريم، فيبقى الأمر على البراءة الأصلية. وإلى هذا ذهب الإمام أحمد والمزني وأبو داود وابن المنذر وابن حزم، واستدلوا بحديث أبي هريرة في الصحيحين وغيرهما: "المسلم لا ينجس".
حكم جلوس الحائض في المسجد لسماع الدروس
هو قول بعض المالكية، وبعض الشافعية، وقول عند الحنابلة ، وقول ابن حزم الظاهري، وبه أفتى بعض المعاصرين منهم الشيخ ناصر الدين الألباني، ومن أصحاب هذا الاتجاه من يشترط الوضوء لدخول الحائض. واستدلوا بأدلة منها: 1- البراءة الأصلية، أي أنه لم يرد نص ينهى عن ذلك؛ لأن هذه الحالة موجودة في العهد النبوي، ولو كان دخولها ممنوعا لنقل في ذلك نص. نوقش: أنه قد وردت عدة أحاديث تمنع من دخول الحائض المسجد، كحديث "لا أحل المسجد لحائض ولا جنب" وحديث اعتزال الحائض مصلى العيد، وترجيل عائشة – رضي الله عنها – النبي –صلى الله عليه وسلم– وهي حائض خارج المسجد وغيرها من الأحاديث. نوقش: أن تلك النصوص المروية لم تصحّ نسبة بعضها إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-، ومنها ما لا ينهض للاحتجاج بسبب احتماله أوجهاً غير المنع-كما هو واضح في المناقشات السابقة لتلك النصوص. 2- عن عائشة – رضي الله عنها – أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم. قالت: فجاءت إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم– فأسلمت، فكان لها خباء في المسجد …. [رواه البخاري في صحيحه (1/ 95)، رقم الحديث:(439)]. وجه الدلالة: أن هذه المرأة ساكنة في داخل مسجد النبي –صلى الله عليه وسلم– على عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، ولم يرد منعها من سكنى المسجد، أو اعتزاله وقت حيضها، فدل على جواز مكثها في المسجد إذا أمنت التلويث.
دخول الحائض المسجد وجلوسها فيه - فقه
العناوين المرادفة 1. مكث الحائض في المسجد. 2. لبث الحائض في المسجد. 3. دخول الحائض المسجد. صورة المسألة تطورت خدمات بعض المساجد في هذا العصر مما جعل القائمين عليها يوظفون النساء للقيام ببعض الخدمات في الأماكن المخصصة لصلاة النساء داخل المسجد. فهل يُسَوِّغ كون المرأة موظفة دخولها المسجد وقت الحيض؟. حكم المسألة هذه المسألة مبنية على مسألة مكث الحائض في المسجد، وهي من المسائل التي اختلف فيها الفقهاء قديماً وحديثاً؛ وبيان ذلك فيما يلي: تحرير محل النزاع: لا خلاف بين فقهاء المذاهب الفقهية الأربعة في منع الحائض من دخول المسجد إن لم تأمن التلويث. واختلفوا في دخولها المسجد ومكثها فيه إذا أُمن التلويث، ولهم في ذلك اتجاهان: الاتجاه الأول: يرى عدم جواز مكث الحائض في المسجد. هو مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وبه أفتى كل من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، ودار الإفتاء المصرية ودائرة الإفتاء العام بالأردن وغيرها. واستدلوا بأدلة منها: 1- قوله تعالى: {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقْرَبُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمْ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا۟ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِى سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا۟ ۚ} [النساء: ٤٣].
دخول الحائض المسجد لغرض الخدمة. – الموسوعة الميسرة
01-07-2007
42005 مشاهدة
ما حكم دخول الحائض إلى المسجد كمعلمة؟
رقم الفتوى:
397
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ذهب الحنفية والمالكية إلى تحريم دخول الجنب والحائض والنفساء المسجد، لما روت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رسول صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد. فقال صلى الله عليه وسلم: (وجهوا هذه البيوت عن المسجد) ثم دخل ولم يصنع القوم شيئاً رجاء أن تنزل فيهم رخصة، فخرج عليهم فقال: (وجهوا هذه البيوت عن المسجد، فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب). رواه أبو داود في سننه، والبيهقي في السنن الكبرى. وقال الشافعية والحنابلة: يحرم عليهم المكث في المسجد، ويحرم عليهم العبور فيه إن خيف تلويث المسجد، وإن لم يخف التلويث جاز العبور فقط دون المكث فيه. وبناء على ذلك: عند جمهور الفقهاء فإنه يحرم المكث في المسجد ولو لتعليم القرآن الكريم إذا كانت المرأة حائضاً أو نفساء. هذا، والله تعالى أعلم. المجيب:
الشيخ أحمد شريف النعسان
امْرَأَةٌ حَامِلٌ بِتَوْأَمَيْنِ، وَلَدَتِ الأَوَّلَ، وَتَأَخَّرَ الثَّانِي عَنِ الوِلَادَةِ، فَهَلِ الدَّمُ الذي تَرَاهُ يُعْتَبَرُ نِفَاسًا؟
11035
هَلْ صَحِيحٌ بِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْتَحَاضَةِ أَنْ تَغْتَسِلَ لِكُلِّ صَلَاةٍ؟
10026
مَاذَا يَحْرُمُ عَلَى المَرْأَةِ أَيَّامَ حَيْضِهَا وَنِفَاسِهَا؟
9951
امْرَأَةٌ في وَقْتِ حَيْضِهَا تَرَى بَعْضَ نِقَاطِ الدَّمِ، فَهَلْ يُعْتَبَرُ هَذَا مِنَ الحَيْضِ؟
9803
مَتَى تَدْخُلُ المَرْأَةُ سِنَّ اليَأْسِ؟
9771
بعض النساء قبل ولادتها بيوم أو يومين تردى دماً، فهل تدع صلاتها؟
9583
9- المحلى بالآثار (1/ 400). 10- مشكاة المصابيح محمد بن عبد الله الخطيب العمري، أبو عبد الله، ولي الدين، التبريزي (المتوفى: 741هـ)، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي – بيروت، الطبعة الثالثة، 1985(1/ 143). 11- مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (1/ 374).
السؤال:
أخيرًا تسأل أختنا وتقول: ما حكم الذهاب للمسجد لحضور الندوات والمحاضرات، إذا كانت المرأة حائضًا؛ وذلك للاستفادة من الدروس التي غالبًا ما تكون قيمة؟
الجواب:
إذا كان لها مكان قرب المسجد تسمع منه عند المحراب، أو في جانب المسجد، أو في آخر المسجد، تسمع، فلا بأس. أما في داخل المسجد فلا؛ لأن النبي قال: إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب وقال في حق الجنب: إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ [النساء:43] وقال لـعائشة لما أمرها أن تأتي بالخمرة من المسجد، قالت: إني حائض، قال: إن حيضتك ليست في يدك فأمرها أن تعبر وتأخذ الخمرة الحصير من المسجد. أما الجلوس، لا، أما المرور للجنب والحائض فلا بأس، أما الجلوس لا، لكن إذا وجد مكان خارج المسجد تسمع منه الدروس، فهذا لا بأس به، نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا.