بقلم |
فريق التحرير |
السبت 11 ديسمبر 2021 - 12:03 ص
بصوت الداعية د. عمرو خالد - قرأ دعاء خاشعا ومناجاة لله تعالى خلال فيديو تم بثه عبر الصفحة الرسمية له على يوتيوب قائلا: "اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أو أقل منها فإنك إن تكلني إلى نفسى تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وإنا لا نثق إلا فى رحمتك... دعاء في جوف الليل: اللهم دبّر لي أمري فإني لا أُحسِن التدبي | مصراوى. اللهم احفظنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بركنك الذي لا يرام، واحفظنا بقدرتك علينا، فلا نهلك وأنت رجاؤنا، ولا نضيع وأنت رجاؤنا". اقرأ أيضا: عمرو خالد يكشف: لحظات مؤثرة على باب الجنة تقشعر الأبدان.. يارب اكتبنا منهم اقرأ أيضا: بالفيديو.. لقاء خاص للدكتورعمرو خالد مع ابنيه علي وعمر حول تأثير العبادة في رمضان وحياة الإحسان اقرأ أيضا: بصوت عمرو خالد.. دعاء وتوسل إلى الله فى اليوم التاسع والعشرون من رمضان
اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين و لا الى اقل من ذلك
الرئيسية
إسلاميات
الذكر و الدعاء
12:08 ص
الثلاثاء 28 يوليه 2020
دعاء في جوف الليل
(مصراوي):
الدعاء طاعة لله وامتثال لأوامره والبعد عن غضبه وسخطه، ويقول الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ". اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين و لا الى اقل من ذلك. ومن روائع الدعاء في جوف الليل:
اللهم إني فوضت أمري إليك وتوكلت عليك فكن لي خير وكيل ودبر لي أمري فإني لا أُحسِن التدبير يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث اللهم أصلح لي شأني كله ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين. اللهم ارعنا بعين عنايتك يا خير من رعى، وحفنا بلطفك الكافي وجُودك الوافي، وأدخلنا سرادقات لطفك، واضرب علينا أسوار حفظك، يا لطيف نسألك اللطف أبدا. تحصنت بذي العزة والجبروت، واعتصمت برب الملكوت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير. اللهم اجعل في قلوبنا نورا ، وفي ألسنتنا نورا ، وأجعل في أسماعنا نورا ، واجعل في أبصارنا نورا ، واجعل من خلفنا نورا ، واجعل من أمامنا نورا ، واجعل من فوقنا نورا ، واجعل من تحتنا نورا ، اللهم أعطنا نورا ، واجعل كلامنا نورا ، وصمتنا نورا ، ونورنا بما نورت به عبادك الصالحين.
دعاء في جوف الليل: اللهم دبّر لي أمري فإني لا أُحسِن التدبي | مصراوى
ومع ذلك كله:- فلو وكل الإنسان إلى نفسه - ليس سنة أو سنوات ، بل طرفة عين - وتولى تدبير أمره هذه الفترة اليسيرة جدا ، دون عون من الله وتوفيق ، لهلك وخاب سعيه ، وأتاه الخذلان من حيث ظن الفلاح ، وحل عليه الخسران من حيث ظن الربح. وليس المقصود مما تقدم الدعوة إلى ترك الأسباب ، أو عدم بذل الوسع ، فذلك كله واجب متحتم ، وإنما مع الأخذ بالأسباب لابد أن يتيقن ابن آدم من أن أمره كله بيد الله ، وناصيته ونفسه بيده سبحانه " وقلبه بين أصبعين من أصابعه ، يقلبه كيف يشاء ، وحياته بيده ، وموته بيده ، وسعادته بيده وشقاوته بيده ، وحركاته وسكناته وأقواله وأفعاله بإذنه ومشيئته ، فلا يتحرك إلا بإذنه ولا يفعل إلا بمشيئته. اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين معنى. - إن وكله إلى نفسه ، وكله إلى عجز وضيعة ، وتفريط وذنب وخطيئة. - وإن وكله إلى غيره ، وكله إلى من لا يملك له ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. - وإن تخلى عنه ، استولى عليه عدوه ، وجعله أسيرا له. فهو لا غنى له عنه طرفة عين ، بل هو مضطر إليه على مدى الأنفاس ، في كل ذرة من ذراته باطنا وظاهرا " الفوائد لابن القيم ص 56
4
0
833
اللَّهمَّ رحمتَكَ أرجو فلا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ، وأصلِحْ لي شأني كلَّه لا إلهَ إلَّا أنتَ - Youtube
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها:
( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)
رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/147) وفي "عمل اليوم والليلة
وعن أبي بكري رضي الله عنه ، أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ). رواه أحمد (27898) ، وأبو داود (5090) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع
قال الامام ابن القيم رحمه الله:
" مِن ههنا خذل مَن خُذل ، ووُفِّقَ مَن وُفق ، فحجب المخذول عن حقيقته ، ونسي نفسه ، فنسي فقره وحاجته وضرورته إلى ربه ، فطغى وعتا ، فحقت عليه الشقوة ، قال تعالى: ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) وقال: ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)
فأكمل الخلق أكملهم عبودية ، وأعظمهم شهودا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه ، وعدم استغنائه عنه طرفة عين.
حديث (اللهمّ رحمتَك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفةَ عَيْن) | موقع سحنون
ثم يسأل الله تعالى صلاح الأمور والأحوال ، فيقول: أصلح لي شأني كله أي: جميع أمري: في بيتي ، وأهلي ، وجيراني ، وأصحابي ، وعملي ، ودراستي ، وفي نفسي ، وقلبي ، وصحتي... في كل شيء يتعلق بي ، اجعل يا رب الصلاح والعافية حظي ونصيبي. وذلك كله من فضل الله سبحانه وتعالى ، وليس باستحقاق العبد ولا بجاهه ، ولذلك جاء ختم الدعاء بالاعتراف بالفقر التام إليه سبحانه ، والاستسلام الكامل لغناه عز وجل ، فيقول: ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين: أي لا تتركني لضعفي وعجزي لحظة واحدة ، بل أصحبني العافية دائما ، وأعني بقوتك وقدرتك ، فإن من توكل على الله كفاه ، ومن استعان بالله أعانه ، والعبد لا غنى به عن الله طرفة عين. يقول ابن القيم رحمه الله:
" مِن ههنا خذل مَن خُذل ، ووُفِّقَ مَن وُفق ، فحجب المخذول عن حقيقته ، ونسي نفسه ، فنسي فقره وحاجته وضرورته إلى ربه ، فطغى وعتا ، فحقت عليه الشقوة ، قال تعالى:
كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى وقال: فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى
فأكمل الخلق أكملهم عبودية ، وأعظمهم شهودا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه ، وعدم استغنائه عنه طرفة عين.
وإذا أردتَ أن تُجرب هذا انظر إلى حالك؛ حينما تكون في حالٍ من الهمِّ والغمِّ، وبين يديك أطايب الطَّعام، فإن النفسَ لا تطلبه أبدًا، بل تنفر منه غاية النُّفور، وإذا أراد الإنسانُ أن يأكله فإنَّه لا يستسيغه، فالقضية ليست بوفور هذه اللَّذات الحسيَّة، وإنما بانشراح هذا الصَّدر، وهذا الانشراح لا يمكن أن يكون بعيدًا عن الله -تبارك وتعالى-. وماذا يفعل العبدُ إذا كان شاردًا عن ربِّه -تبارك وتعالى-؟! مهما ذهب إلى الأطباء، ومهما أعطوه من العقاقير، فإنَّ العلَّة تُلاحقه وتُلازمه، وهذا شيءٌ مُشاهَدٌ، وهذه النفوس لا تكون أدواؤها مُرتفعةً بعقاقير، كما يُفْعَل للعلل الحسيَّة الجسديَّة، بل تحتاج إلى شيءٍ آخر. وهذا الإنسان الذي ضاق صدرُه بسبب بُعده عن ربِّه، هل يمكن أن ينشرح بعقاقير؟ لا يمكن، إنما هي مُسكنات، وما شابهها مدةً من الزمان، مع ما تُؤثره من الآثار التي لا تخفى. فنسأل الله أن يشرح صدورنا، وأن يُيسر أمورنا، وأن يغفر ذنوبنا، وأن يرحم موتانا، وأن يشفي مرضانا، وأن يُصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، وأن يرفع الكربَ عن المكروبين من المسلمين، إنَّه سميعٌ مُجيبٌ. اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليتَ إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ.
هكذا ذكر بعضُ أهل العلم، ولكن هذا لا يخلو من بُعْدٍ -والله تبارك وتعالى أعلم-، لكن يمكن أن يُقال: سبحانك اللهم وبحمدك يعني: أنَّك تُسبّح الله تسبيحًا مُقترنًا بحمده، مُتلبِّسًا به. شرح معنى دعاء الاستفتاح.. سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا اله غيرك. - YouTube. وهنا: سبحانك اللهم وبحمدك يعني: أُسبِّحك تسبيحًا مُقترنًا بحمدك. وتبارك اسمك الحمد عرفنا في مناسباتٍ شتى أنَّه إضافة أوصاف الكمال، وإضافة الكمالات إلى الله -تبارك وتعالى-، ووصفه بالكمال مع المحبَّة والتَّعظيم يكون حمدًا؛ لأنَّه إن خلا من المحبَّة والتَّعظيم ومُواطأة القلب، فإنَّ ذلك قد يكون تملُّقًا، ومن هنا جاء الفرقُ بين المدح والحمد: فالمدح قد يكون تملُّقًا وتزلُّفًا، قد يكون نفاقًا، ونحو ذلك، فإذا حصلت مُواطأة القلب مع المحبَّة والتَّعظيم فهذا هو الحمد. وعرفنا أيضًا من قبل أنَّ الحمدَ يفترق مع الشُّكر في كون الحمد يكون باللِّسان، فهذا من أبرز الفروقات بين الحمد والشكر؛ إذ إنَّ الشُّكر يكون باللسان والقلب والجوارح، ويقولون بأنَّ مورد الشُّكر يكون من جهة النِّعمة، يعني: يُشكر على النِّعمة، وأنَّ الحمدَ يكون مورده أعمّ، بمعنى: أنَّ الحمدَ يكون على السَّراء والضَّراء، هكذا يقولون. وعند التَّحقيق: قد لا يكون ذلك لازمًا؛ وذلك أنَّ الشُّكر قد يكون أيضًا على الضَّراء، وقد تكلَّمنا على هذا طويلاً في الكلام على الأعمال القلبية، وقلنا: إنَّ المراتبَ أربع:
فالأولى: التَّسخط، وهو حرامٌ.
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك مايعنيني
الحاصل: أنَّ شيخَ الإسلام -رحمه الله- حينما اختار مثل هذا الذكر له تعليلات، وقد أشرنا إلى شيءٍ منها من قبل، والحافظ ابن القيم -رحمه الله- ذكر أوجهًا لهذا الاختيار، من ذلك: أنَّ عمر كان يُكثر من إسماع المأموم خلفه، فدلّ على أنَّ هذا هو المختار والأكمل والأكثر ذيوعًا وانتشارًا بين أصحاب رسول الله ﷺ. كذلك أيضًا ما ذكرناه سابقًا من أنَّه يتضمن أفضل الكلام بعد القرآن والباقيات الصَّالحات، حيث اشتمل على التَّسبيح والتَّحميد والتَّهليل، فإذا اجتمع معه تكبيرةُ الإحرام في أول الصَّلاة؛ فهنا يكون قد اشتمل ذلك جميعًا على الكلمات الأربع، فهذا من حيث المضمون. سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك نترجاه. كذلك أيضًا أنَّه قد تمحض في الثَّناء على الله -تبارك وتعالى-، وذكرنا من قبل في المفاضلة بين الأذكار: أنَّ الأعلى من ذلك ما كان من قبيل الثَّناء المحض على الله، ثم يلي ذلك من الذكر ما كان من قبيل الإخبار: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك [9] يُخبر عن نفسه وعن تعبُّده، وما إلى ذلك، ثم يلي ذلك الدُّعاء. فهذه الأذكار الواردة منها ما هو ثناء محض، ومنها ما هو إخبار، ومنها ما هو من قبيل الدُّعاء، فهذا من النوع الأول، وقلنا من قبل: إنَّ ذلك لا يختصّ به، وذكرنا ما يمكن أن يصدق عليه مثل هذا الوصف.
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك نترجاه
كذلك حديث أنس بن مالك عند مسلم ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه يوماً وجاء رجل وقد حفزه النفس فقال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيكم المتكلم بها؟ لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها)، وأما رواية (طاهراً)، فإنها لم تثبت لا في الركوع ولا بعد الرفع من الركوع ولا في دعاء الاستفتاح. كذلك حديث ابن عمر عند مسلم أيضاً: ( بينما نحن نصلي مع الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من القائل كلمة كذا وكذا؟ فأرم القوم، فقال: من القائل؟ قال رجل: أنا، قال: عجبت لها فتحت لها أبواب السماء). وجاء في حديث آخر عند الإمام أحمد من حديث حذيفة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في صلاة الليل استفتحها فلما كبر قال: الله أكبر ثلاثاً، ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ثم استفتح)، بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام، وعلى هذا فينبغي لطالب العلم أن يذكر هذا أحياناً وهذا أحياناً؛ حتى يطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك شيله
"الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (2/355). "مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود السجستاني" (ص46). أخرجه أحمد في "مسنده" ط. الرسالة، برقم (3712)، وقال مُحققو "المسند": "إسناده ضعيف". متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب الذكر بعد الصَّلاة، برقم (844)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة، باب استحباب الذكر بعد الصَّلاة وبيان صفته، برقم (593).
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك منهو الي غرك
/وهذا الاهتداء لا يحصل إلا بهدى الله: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} [الكهف:17]، وهذه الآية مما يبين به فساد مذهب القدرية الذين يزعمون أن العبد لا يفتقر في حصول هذا الاهتداء. بل كل عبد عندهم فمعه ما يحصل به الطاعة والمعصية، لا فرق عندهم بين المؤمن والكافر، ولم يخص الله المؤمن عندهم بهدي حصل به الاهتداء، والكلام عليهم مبسوط في موضع آخر.
والمقصود هنا أن كل عبد فهو مفتقر دائمًا إلى حصول هذه الهداية وأما سؤال من يقول: فقد هداهم إلى الإيمان فلا حاجة إلى الهدي. وجواب من يجيب بأن المطلوب دوام الهدي. فكلام من لم يعرف حال الإنسان، وما أمر به؛ فإن الصراط المستقيم حقيقته أن تفعل كل وقت ما أمرت به في ذلك الوقت من علم وعمل، ولا تفعل ما نهيت عنه، وإلى أن يحصل له إرادة جازمة لفعل المأمور، وكراهة جازمة لترك المحذور. سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك شيله. وهذا العلم المفصل والإرادة المفصلة، لا يتصور أن يحصل للعبد في وقت واحد، بل كل وقت يحتاج أن يجعل الله في قلبه من العلوم والإرادات ما يهدي به في ذلك الوقت.
نعم حصل له هدي مجمل، بأن القرآن حق، ودين الإسلام حق والرسول حق، ونحو ذلك.
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ما
عن أبي سعيد الخُدْرِي -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل كَبَّر، ثم يقول: «سُبْحَانك اللَّهم وبحَمْدِك وتبارك اسْمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غَيْرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعُوذُ بالله السَّميع العليم من الشَّيطان الرَّجيم من هَمْزِه، ونَفْخِه، ونَفْثِه»، ثم يقرأ. [ صحيح. شرح أدعية الاستفتاح. ] - [رواه أبو داود وابن ماجه والنسائي وأحمد. ] الشرح
معنى الحديث: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من اللَّيل كَبَّر" أي: كبر تكبيرة الإحرام، وهي رُكن لا تنعقد الصلاة إلا بها "ثم يقول: سُبْحَانك اللَّهم" أي: أنَزهك عمَّا لا يَليق بك، وبجلالك يا ربِّ، وما تستحقه من التَّنزيه عن كل نقص وعيب. "وبحَمْدِك" ثناء على الله سبحانه وتعالى وشكر له على هذا التوفيق، أي: فلولا توفيقك وهدايتك لم أُسبحك، فهو اعتراف من العَبد بفضل الله تعالى، واعتراف منه بعجزه لولا توفيق الله -سبحانه وتعالى-. "وتبارك اسْمُك" من البركة، وهي الكَثرة والاتساع، والمعنى: كثر وكَمُل واتسع، وكثرت بركاته في السَّموات والأرض، وكل ذلك تنبيه على اختصاصه سبحانه بالخيرات.
فتبين أن هذا الدعاء هو الجامع لكل مطلوب يحصل به كل منفعة، ويندفع به كل مضرة، فلهذا فرض على العبد. وهذا مما يبين أن غير الفاتحة لا يقوم مقامها أصلا، وأن فضلها على غيرها من الكلام أعظم من فضل الركوع والسجود على سائر أفعال الخضوع. فإذا تعينت الأفعال فهذا أولى.
والحمد للَّه رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.