المرابط لا يُعلق أخطاء شعبه التاريخية أو أخطاءه القيادات الممثلة لشعبه على مشاجب الآخرين، وإنما يتخذ أحد طريقين، إما أن يتحمل مسؤوليته التاريخية والواقعية كاملة وينطلق من هنالك، وإما أن يُغلِق كشكول التاريخ وينشغل بصناعة الواقع، وبهذين الطريقين سيبدو للجميع شامخًا مثاليًا غير بكاءٍ ولا نَوَّاح، هنا سيستشرف الجميع للوقوف معه، وسيندم كل صاحب تقصير في حقه على تفريطه في مساعدته. إن هذا الصمود العظيم من الفلسطينيين، لا سيما أهل بيت المقدس في مواجهة العدوان الصهيوني يستوجب من جميع العرب خاصة، ومن المسلمين عامة الوقوف معه وتأييده بكل ما يستطيعون، لكن ذلك لا يعني أن مقاومتهم تعطيهم الحق في ذم العرب وتحميلهم مسؤولية ما يحدث لهم! وذلك لأن الرباط في سبيل الله يملي عليهم طهارة القلب وعفاف اللسان والبعد عن كل ما فيه مِنَّة برباطهم وجهادهم، كما أنهم ليسو في المقام الذي يتيح لهم محاكمة الآخرين؛ بل واجبهم تأليف إخوانهم واستقطابهم وليس استعداءهم. ولأن هذه الاتهامات هي الباطل وتركها هو السياسة وما تمليه الحكمة والمصلحة، ثُمَّ لأن غالب المتولين للخطاب الإعلامي الظاهر من الفلسطينيين ليسو محايدين، وإنما خصوم حاقدون نسمع ونقرأ منهم من السم الزعاف في حقنا مالا نسمعه من اليهود والنصارى، ولا يساويهم في شراستهم الإعلامية سوى الصفويين الذين هم عندنا شر من اليهود والنصارى، وإن كُنَّا نتفهم خُبث الصفويين فهم أعداء في العقيدة والمشروع؛ لكننا لا نتفهم كيد الفلسطينيين لنا وهم إخوتنا في الدين واللسان والجوار والجنس.
- فضل الرباط في سبيل الله
- الرباط في سبيل الله خير من قيام
- من كنت مولاه فهذا علي مولاه png
فضل الرباط في سبيل الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا ". وسأل " العُمري" الله أن يحفظ جندنا وأن يؤيدهم وينصرهم على عدوّك وعدوّهم، وأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، ويجنبنا شر الأشرار وكيد الفجار. وقال: اللهم كن لهم عوناً ونصيراً وحافظاً ومجيراً ومؤيداً وظهيراً، اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم ووحد صفهم وشد أزرهم وقو عزائمهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم واكفهم شره ورد كيده في نحره وكف عنهم بأس الذين كفروا أنت أشد بأساً وأشد تنكيلا. اللهم فرق شمل الحوثيين وحلفائهم وفرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين قلوبهم وآرائهم وألق الرعب في قلوبهم واقطع عنهم كل مدد يا قوي يا عزيز نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم.
الرباط في سبيل الله خير من قيام
مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/156). فتاوى ذات صلة
ولفظ مسلم: « رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ »، وزادَ الطبرانيُّ «وبُعِثَ يَوْمَ القِيَامَةِ شَهِيْداً». وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ » (رواه الترمذي وغيره عَنْ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ -رضي الله عنه- وصححه الألباني). وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: " رِبَاطُ شَهْرٍ خَيْرٍ مِنْ صِيَامِ دَهْرٍ, وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُرَابِطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ, وَغُدِيَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ وَرِيحَ مِنْ الْجَنَّةِ –أي: يأتيه رزقه من الجنة في الصباح والمساء-، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ، وَبَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ " (رواه ابن ماجة والطبراني وأحمد وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- وقَالَ الألباني صحح لغيره).
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي في حجة الوداع: "... من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيثما دار ، اللهم هل بلغت ". يقول ابن تيمية ، مع شدة معارضته للشيعة: " وثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال: خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) بغدير يدعى " خم " بين مكة والمدينة... "
ابن تيمية: حقوق آل البيت ص 13. ويقول ابن حجر: " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه... ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده...
ويقول كذلك " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه
جماعة - كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته... وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده
ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة - ص 42 - 44. يقول ابن كثير في تفسيره: " وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) قال في خطبته بغدير " خم "...
ابن كثير: تفسير القرآن العظيم ج 4 - ص 113. يقول ابن حزم الأندلسي في فصله: " وأما من كنت مولاه فعلي مولاه ، فلا يصح عن طريق الثقات أصلا " وأما سائر الأحاديث التي تتعلق بها الرافضة فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلتها... "
ابن حزم: الفصل - ج 4 - ص 148.
من كنت مولاه فهذا علي مولاه Png
رقم الصفحة: ( 109)
- وروى الامام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي (رح) بسنده إلى البراء بن عازب (رض) قال: اقبلنا مع النبي
(ص) في حجة الوداع حتى إذا كنا بغدير خم يوم الخميس ثامن عشر من ذي
الحجة فنودي فينا الصلوة جامعة وكسح للنبي (ص) تحت شجرتين فأخذ
النبي (ص) بيد علي ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم قالوا:
بلى قال: الست أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا: بلى قال: اليس
ازواجي أمهاتكم فقالوا: بلى فقال رسول الله (ص): اللهم والي من
والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر بن الخطاب ( رض) بعد ذلك فقال له:
هنيئا يا أبن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. هذه
احدى رواياته وفي رواية له قال: من كنت
مولاه فعلي مولاه اللهم اعنه واعن به وارحمه وأرحم به وانصره
وأنتصر به اللهم والي من والاه وعاد من عاداه. قال الامام
أبو الحسن الواحدي. (رح): هذه الولاية التي أثبتها النبي (ص)
لعلي ( ع) مسئول عنها يوم القيامة. رقم الصفحة: ( 112)
- وعن يزيد بن عمرو بن مورق قال: كنت بالشام
وعمر بن عبد العزيز (رح) يعطي الناس العطايا فتقدمت إليه فقال:
ممن أنت قلت: من قريش قال: من من أي قريش قلت: من بني هاشم فقال: من أي بني هاشم قلت: مولى علي قال من علي فسكت ، فوضع يده على
صدره وقال: أنا والله مولى علي إبن أبي طالب ثم قال: حدثني عدة
انهم سمعوا رسول الله (ص) يقول: من كنت
مولاه فعلي مولاه ثم قال: يا مزاحم كم تعطي امثاله قال
مائة وما بقي درهم قال: أعطه خمسين دينارا لولاية علي بن أبي طالب
ثم قال لي: الحق ببلدك فيأتيك مثل ما يأتي نظراك.
( من كنت مولاه فهذا علي مولاه)
م
عدد
الروايات: (
18)
الآجري
- الشريعة - كتاب فضائل أمير المؤمنين علي (
ع)
1469 - حدثنا
أبو محمد عبد الله بن العباس الطيالسي قال: حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا أبو أحمد الزبيري قال: أنبأنا إبن أبي غنية, عن الحكم,
عن سعيد بن جبير, عن إبن عباس, عن بريدة الأسلمي قال: قال رسول
الله (ص): من كنت مولاه فعلي مولاه. الرابط:
1470 - وحدثنا
أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا أحمد بن سنان القطان قال: حدثنا
أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية قال:
حدثنا الحكم بن عتيبة, عن سعيد بن جبير, عن إبن عباس قال: حدثني
بريدة قال: بعثني النبي (ص) إلى اليمن مع علي ( ر) فرأيت منه
جفوة, فلما قدمت على النبي (ص) شكوته إليه قال: فرفع النبي (ص)
رأسه فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قال: قلت: بلى قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه. 1471 - وحدثنا
أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا المسيب بن واضح قال: حدثنا مروان
بن معاوية الفزاري, عن مرزوق, عن أبي بسطام مولى أسامة قال: كان
بين أسامة وبين علي ( ر) منازعة, فقال رسول الله (ص): يا علي,
والله إني لأحبه يعني أسامة فكأن عليا ( ر) وجد في نفسه, فقال
رسول الله (ص): يا أسامة, من كنت مولاه
فعلي مولاه.