سورة الفرقان الآية رقم 72: قراءة و استماع
قراءة و استماع الآية 72 من سورة الفرقان مكتوبة - عدد الآيات 77 - Al-Furqān - الصفحة 366 - الجزء 19. ﴿ وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ مَرُّواْ كِرَامٗا ﴾ [ الفرقان: 72]
Your browser does not support the audio element. ﴿ والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ﴾
قراءة سورة الفرقان
التفريغ النصي - تفسير سورة الفرقان [71 - 72] - للشيخ أحمد حطيبة
فإذا كان ذلك كذلك, فأولى الأقوال بالصواب في تأويله أن يقال: والذين لا يشهدون شيئا من الباطل لا شركا, ولا غناء, ولا كذبا ولا غيره, وكلّ ما لزمه اسم الزور, لأن الله عمّ في وصفه إياهم أنهم لا يشهدون الزور, فلا ينبغي أن يخص من ذلك شيء إلا بحجة يجب التسليم لها, من خبر أو عقل. وقوله: ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) اختلف أهل التأويل في معنى اللغو الذي ذُكر في هذا الموضع, فقال بعضهم: معناه: ما كان المشركون يقولونه للمؤمنين, ويكلمونهم به من الأذى. والذين لا يشهدون الزور سورة الفرقان. ومرورهم به كراما إعراضهم عنهم وصفحهم. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) قال: صفحوا. حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله: ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) قال: إذا أوذوا مرّوا كراما, قال: صفحوا. وقال آخرون: بل معناه: وإذا مرّوا بذكر النكاح, كفوا عنه. * ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا هشيم, قال: أخبرنا العوام بن حوشب, عن مجاهد ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) قال: إذا ذكروا النكاح كفوا عنه.
شكرا لدعمكم
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
فهذه القواعد في جملتها وتفصيلها، تفيد أن الجملة الشرطية شيء، ووقوعها شيء آخر، وأن سوق الكلام سياق الشرط والجزاء لا يقتضي ولا يستلزم الوقوع بحال؛ بدليل أنك إذا قلت: إن كانت الخمسة عدداً زوجيًّا، كانت منقسمة بمتساويين، فهو كلام حق؛ لأن معناه أن كون الخمسة عدداً زوجيًّا، يستلزم كونها منقسمة بمتساويين، ثم لا يدل هذا الكلام على أن الخمسة عدد زوجي، ولا على أنها منقسمة بمتساويين، فكذا الآية التي معنا، تدل على أنه لو حصل هذا الشك لكان الواجب فيه هو فعل كذا وكذا، فأما إن هذا الشك وقع أو لم يقع، فهذا أمر وراء نص الآية، وليس في الآية ما يدل عليه لا من قريب ولا من بعيد، بل نصوص السنة تثبت خلافه. إذا عُرف هذا، يبقى أن يقال: فما الفائدة من سوق الآية مساق الشرط والجزاء؟ والجواب عليه ما ذكره الرازي من أن الفائدة في إنزال هذه الآية على الرسول وفق هذا الأسلوب إنما تكثير الدلائل وتقويتها مما يزيد في قوة اليقين وطمأنينة النفس وسكون الصدر، ولهذا السبب أكثر الله في كتابه من تقرير دلائل التوحيد والنبوة. وأخيراً، نختم بالقول: إن ما نقلناه من أقوال أهل التفسير في تأويل هذه الآية الكريمة، كله صالح لفهم الآية فهماً سليماً ومستقيماً؛ لأن الشك لا يتصور منه عليه الصلاة والسلام، إذ مثل هذا الأمر محال في حق النبي صلى الله عليه وسلم، بله أن يكون واقعًا منه، كما ثبت ذلك بنص الروايات التي أتينا على ذكر بعض منها أثناء ما تقدم.
اغنيه علي عهدي علي ديني انا دمي فلسطيني
كذلك قول الرجل منهم لابنه: (إن كنت ابني فبرني) وهو لا يشك في ابنه أنه ابنه. ويعقب على ما قرره بالقول: إن ذلك من كلامهم صحيح مستفيض فيهم. ثم يأتي بشواهد من القرآن الكريم تدعم هذا الأسلوب المعهود في كلام العرب؛ كقوله تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} (المائدة:116) وقد علم جل ثناؤه أن عيسى لم يقل ذلك. محمد عساف علي عهدي علي ديني تركماني. فهذه الآية الكريمة هي على وزان الآية التي معنا. وأخيرًا، يخلص شيخ المفسرين إلى القول: لم يكن صلى الله عليه وسلم شاكًا في حقيقة خبر الله وصحته، والله تعالى ذكره كان عالماً بأمره، ولكنه جل ثناؤه خاطبه خطاب قومه بعضهم بعضًا، إذ كان القرآن بلسانهم نزل. فالطبري إذن، يرى أن الخطاب في الآية وارد على الحقيقة، وأن الشك من الرسول صلى الله عليه لم يقع، وأن أسلوب الآية وارد حسب لسان العرب ومعهودهم، فلا إشكال في الآية مطلقاً. أما الإمام الزمخشري، فيرى أن الخطاب في الآية ورد على سبيل الفَرَض والتمثيل، لا على سبيل الحقيقة والتقرير؛ أي إنه يقرر أن الآية من باب المجاز، وليست من باب الحقيقة.
في القرآن الكريم نقرأ قوله تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} (يونس:94) هذه الآية الكريمة وردت عقيب الحديث عن قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل، وقصته مع فرعون وما انتهى إليه من عاقبة ومصير. أغنية على عهدي على ديني كلمات – صله نيوز. والآية المذكورة قد تثير تساؤلاً من وجهين: الأول: أن الآية الكريمة نسبت احتمال الشك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع العلم أن وقوع الشك منه ممتنع غاية الامتناع. الثاني: كيفية التوفيق بين قول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} مع قوله أيضاً في الكفرة: {وإنهم لفي شك منه مريب} (هود:110). وللإجابة على هذا التساؤل نخصص مقالنا التالي، مستعرضين أقوال المفسرين حول هذه الآية، بادئين بشيخ المفسرين الإمام الطبري، فماذا يقول الطبري بخصوص معنى الآية؟ ذهب الإمام الطبري عند تفسير هذه الآية إلى القول بأن الخطاب في الآية الكريمة موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الخطاب فيها من باب الحقيقة، وليس من باب المجاز؛ ثم وجِّه القول فيما ذهب إليه مستدلاً له -على عادته- بما روي في هذا الشأن من روايات؛ كالمروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الآية، قوله: {فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك} قال: التوراة والإنجيل، الذين أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فآمنوا به.