نحن جميعاُ نسعي للتقرب من الله عز وجل لكي نطلعه بجميع أمورنا وقد ذكر القرأن الكريم العديد من الصفات التي تقرب المؤمنين إلي الله فالله تعالي يحب التوابين، المتطهرين، المتقين، الصابرين، المتوكلين المقسطين، المحسنين. طريق التقرب إلى الله - الإسلام سؤال وجواب. ولا يوجد أجمل من القيام بأي عمل مبتغياً وجه الله تعالي ومتبعاً سنة الرسول صلي الله عليه وسلم. هناك مجموعة من الأيات التي تحث علي التقرب إلي الله بكل الطرق والوسائل:
قال تعالي: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ سورة البقرة، الأية 13. قال تعالي: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ (سورة الأحزاب:71). قال تعالي: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 10 – 14]
قال تعالي: فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} [الواقعة: 83، 84]،
قال تعالي: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 88، 89].
- درس التقرب الى الله تعالى
- التقرب إلي الله بالنوافل
- حل درس التقرب الى الله
- ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- الأعراف الآية ٥٥Al-A'raf:55 | 7:55 - Quran O
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 55
درس التقرب الى الله تعالى
ختامًا: أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا - أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
التقرب إلي الله بالنوافل
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 18/11/2018 ميلادي - 10/3/1440 هجري
الزيارات: 17917
الحمد لله الذي أضاء بكتابه القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيتْ حكمتُه الحكماءَ، وأبكمت فصاحتُه الخطباءَ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرسله ربُّه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. أما بعد:
فإن التقرب لله سبحانه بالطاعات من أفضل الوسائل التي تجعل المؤمن ينال رضا الله تعالى عليه في الدنيا والآخرة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
(1) روى الترمذي عن أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (ابن آدم، اركَع لي أربع ركعات من أول النهار، أكفك آخرَه)؛ (حديث صحيح)، (صحيح الترمذي للألباني حديث 395). قوله: (تبارك)؛ أي: كثُر خيرُه وبركته. قوله: (وتعالى)؛ أي: علا مجدُه وعظمته. حل درس التقرب الى الله. قوله: (اركع لي)؛ أي: صلِّ خالصًا لوجهي. قوله: (أربع ركعات من أول النهار)، قيل: المراد صلاة الضحى. قوله: (أَكفِك آخرَه)؛ أي: أكفك شُغلك وحوائجك، وأدفَع عنك ما تَكرهه بعد صلاتك إلى آخر النهار؛ (مرقاة المفاتيح ـ شرح مشكاة المصابيح ـ علي الهروي ـ جـ 3 صـ 980).
حل درس التقرب الى الله
(2) روى البخاري عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحبَّ إلي مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه، كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويده التي يَبطش بها، ورِجله التي يَمشي بها، وإن سألَني لأُعطينه، ولئن استعاذني لأُعيذنه، وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن، يَكره الموت وأنا أَكره مساءَته)؛ (البخاري حديث: 6502). قوله (آذنته): أعلَمته. قوله (بالنوافل): كل ما زاد عن الفريضة. قوله (يبطش): يأخذ. قوله:(وليًّا) المراد بولي الله: هو العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته. قوله:(عادى لي وليًّا)؛ أي: اتَّخذه عدوًّا، (فتح الباري ـ لابن حجر العسقلاني ـ جـ 11صـ 343). سؤال مهم:
كيف يعادي الإنسان الأولياء والأولياء قد تركوا الدنيا وانفرَدوا عن الخلق، فإن جهِل عليهم جاهلٌ حلموا، والعداوة إنما تكون عن خصومة؟
الجواب:
معاداة الأولياء الصالحين تقع من أربعة أوجه:
أحدها: أن يعاديهم الإنسان عصبيةً لغيرهم. وسائل التقرب من الله - موضوع. الثاني: مخالفةً لمذهبهم. الثالث: احتقارًا لهم، فيكون الفعل بهم فعل الأعداء.
فهذا الحديث بيان شافٍ وكافٍ لطريق ولاية الله تعالى لمن أراد أن يكون من أولياء الله تعالى. درس التقرب الى الله تعالى. قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في "جامع العلوم والحكم" (2/335): "ذكر في هذا الحديث ما يتقرب به إليه ، وأصل الولاية القرب ، وأصل العداوة البعد ، فأولياء الله هم اللذين يتقربون إليه بما يقربهم منه" انتهى بتصرف. فهذا الحديث بيان للطريق التي تقرب من الله تعالى ، وما على المؤمن إلا أن يتدبر هذا الحديث جيدا ، ويتفهمه ثم يتبع ذلك بالعمل بما فيه ، وهو بإذن الله بعد ذلك صائر إلى ولاية الله تعالى ، والقرب منه بقدر ما عمل مبتغيا بعمله وجه الله تعالى ، متبعاً سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي بيان ما تضمنه الحديث يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في الموضع السابق من كتابه "جامع العلوم والحكم": "فَقَسَّم أولياءه المقربين قسمين: أحدهما: من تقرب إليه بأداء الفرائض ، ويشمل ذلك فعل الواجبات ، وترك المحرمات ، لأن ذلك كله من فرائض الله التي افترضها على عباده. والثاني: من تقرب إليه بعد الفرائض بالنوافل" انتهى. فالمسلم عليه أن يجاهد نفسه أولا للقيام بالفرائض التي افترضها الله عليه ، كالصلوات الخمس، وهي أعظم الفرائض العملية ، وأداء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت إن كان مستطيعا ، وكذا باقي الفرائض العملية الأخرى كبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وأداء حق الزوجة ، والأبناء ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيما يقدر عليه ، ونحو ذلك من العبادات الجليلة التي لا تزيده من الله إلا قربا ، وكذا العبادات القلبية من الإخلاص لله تعالى وحبه ، وحب رسوله وشرعه وحب المؤمنين والتوكل على الله والخوف منه إلى غير ذلك من عبادات القلب المفروضة عليه.
ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، وما يُسمع لهم صوت، إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله يقول:"ادعوا ربكم تضرعًا وخفية"، وذلك أن الله ذكر عبدًا صالحًا فرضِي فعله فقال: ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾ ، [سورة مريم: ٣]. ١٤٧٧٨ - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى قال: كان النبي ﷺ في غَزَاة، [[هذه الغزاة، هي غزوة خيبر. ]] فأشرفوا على وادٍ يكبرون ويهللون ويرفعون أصواتهم، فقال: أيها الناس، اربَعُوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا! إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم". [[الأثر: ١٤٧٧٨- رواه البخاري في صحيحه (الفتح ٧: ٣٦٣) ، ومسلم في صحيحه ١٧: ٢٥ من هذه الطريق، مطولا. وقوله: "اربعوا على أنفسكم"، أي: ارفقوا بأنفسكم، واخفضوا أصواتكم. وفي المخطوطة: "سميعًا قريبًا أنا معكم" غير منقوطة، وأثبت ما في الصحيحين، وفي المطبوعة، حذف ما في المخطوطة، ولم يزد"وهو" التي زدتها. ]] ١٤٧٧٩ - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس قوله:"ادعوا ربكم تضرعًا وخفية"، قال: السر. الأعراف الآية ٥٥Al-A'raf:55 | 7:55 - Quran O. * * *
وأما قوله:"إنه لا يحب المعتدين"، فإن معناه: إن ربكم لا يحب من اعتدى فتجاوز حدَّه الذي حدَّه لعباده في دعائه ومسألته ربَّه، ورفعه صوته فوق الحد الذي حدَّ لهم في دعائهم إياه، ومسألتهم، وفي غير ذلك من الأمور، [[انظر تفسير"الاعتداء" فيما سلف من فهارس اللغة (عدا). ]]
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
-والأصل في المسلم لا يدعو إلا وقد استحضر من نفسه الذل والصعب والحاجة، ومن ربه العلم والقدرة والكفاية، وهذا هو المقصود من جميع العبادات. ياسمين عفانه
بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية (٢٠١٢-٢٠١٦)
هناك اختلاف في معنى هذه الآية بين أهل التأويل، فقد قال بعضهم:...
69 مشاهدة
قال تعالى مخاطبا نبي الله موسى عليه السلام ومذكرا له بفضله السابق...
135 مشاهدة
فعل صمَد يصمُد صامِد اي غير متزحزح عن مكانه غير منهزم لا...
107 مشاهدة
هذا الوصف جاء للحياة الآخرة حين قال تعالى:"وإن الدار الآخرة لهي الحيوان...
57 مشاهدة
قال تعالى( اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ...
882 مشاهدة
الأعراف الآية ٥٥Al-A'raf:55 | 7:55 - Quran O
[1] معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢/ ٣٤٤). [2] الطبري: ١٢/ ٤٨٥. [3] تفسير ابن عاشور. [4] تفسير ابن كثير، ج: الثالث، ص: ٤٢٨.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 55
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً
1443/03/30 - 2021/11/05 07:55AM
الحمد لله رب العالمين...
إخوة الإيمان والعقيدة... نداءٌ إلى مَن قلبه مكلوم، وفؤاده حزين، إلى مَن أكلته الهموم، وأحرقته المصائب والمِحَن، ودقَّ عظمَهُ الفقر؛ فأصبح مشتَّت الأفكار. نداءٌ إلى من ضلَّ عن الطريق المستقيم وتاه في متاهات الضالين ونسي يوم الدين. ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. نداءٌ إلى مَن أُغْلِقَتْ دونه الأبواب. نداءٌ إلى كل عقيم، وإلى كل مريض، وإلى كل مبتلى، إلى كل مكروب، إلى كل مظلوم، إلى كل محروم. نداءٌ إلى كل واقع في شدة، متورط في كُربة، غارق في معضلة، خائف من عدو، متطلع إلى النصر. نداء إلى المرابطين في الثغور، إلى كل مقهور ومكسور، إلى كل مدين، إلى كل حزين، إلى كل سجين. إلى هؤلاء وهؤلاء هذا النداء من رب الأرض والسماء]ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً[]هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[. إن من أقوى الأسلحة والعلاجات لمواجهة المصائب والمحن، وللسلامة من الأزمات والفتن، ولعلاج الهم والحزن؛ إنما هو في الالتجاء إلى الله والتضرع بين يديه، والاحتماء بحماه.
الإنسان يكون في أشرف أحواله عندما يتبتل إلى الله ولا يرجو إلا إياه، ولا يأمل فيما سواه، فماذا يرجو الفقير من فقير مثله؟! ، وماذا يبغي العاجز من عاجز مثله؟! إن المسلك الرشيد الوحيد ألا يقف المرء سائلاً إلا بباب الله القويّ الغنيّ، وإن أحق من يشدون إليه الرحال ويربطون به الآمال هو الكبير المتعال. إنه الله جل جلاله.. الملك الجليل الشأن الذي انبسط سلطانه على كل شيء، فهو في السماء إله وفي الأرض إله، ويعطي ويغدق؛ الكمال نعته سواء عرف البشر ذلك أم أنكروا، وعطاؤه على قدر لعظمته، ومِن ثَمَّ فهو أحقّ مَن يُرْجَى ويُقْصَد. إن الإنسان عندما يشمخ بنفسه وبحوله وطوله، ويأنس بما أعد ويذهل عن الله الذي إليه تصير الأمور، والمهيمن على زمام الحياة فإن النتائج تفجؤه بما لا يتوقع. في حُنَيْن استراح المسلمون لكثرتهم، وقالوا: لن نغلب اليوم من قلة، وتبخر اعتمادهم على السماء فكانت النتيجة]وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا[ بينما في بدر واجه المسلمون عدوهم مستظهرين ببأس الله وتضاعف دعاؤهم وذكرهم لله، فجاءت النتيجة نصراً باهراً]وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[.