لأن موضوع الهُوية هو سر النجاحات كما أظن، وعليها تُبنى الأسس المستقبلية لأي أمة تسعى لتنويع وتعدد مصادر قوتها، وتشكيل دفاعات قوية تقف في وجه الأيديولوجيا الوافدة. لا تلـومـوني فـي هـواها .. قــلـبـي ما يعـشـق سواها. فلمثل هذه الفعاليات يحتاج الإنسان العربي، ليكتب تاريخا مُشرفا وحيّا عن تأصيله لماهية ومعنى الهُوية للأجيال اللاحقة، فالهُوية في النهاية ليست مُركّبا جامدا، بل هي النكهة والملامح الأصيلة للإنسان والمكان وتمازجهما معا. أبها المكان ما زالت تحتفظ بشيء من عذوبتها وردائها الأخضر، ولحن خلخالها الجبلي الأنيق، أقول هذا لأن علاقتي بأبها ممتدة وعميقة. فعلاقتي بهذه المدينة تكمن في شوارعها الضيقة وظلال أشجارها وبنيتها ونكهتها التاريخية، تماما كما تحتفظ كثير من مدن العالم السياحية بتصميمها وروحها وألوانها، وتحمي ذاكرتها وهُويتها من الاجتياح الأسمنتي الشاحب الوجه، وعلى أبها أن تعبر عن نفسها من خلال كل ما تقع عليه العين في كل اتجاه، من رائحة الشيح وتغلغل الضباب في الجسد. فالإنسان في عسير يضع بصمته دائما في كل محفل، وأبها تتماها وتنجح دائما، هذا ما لمسته وعاصرته شخصيا، وما زال لأبها وعسير في قلبي متسع من الحب والذكريات، حتى وإن اتهمت بحب إنسانها وأرضها، فيالها من تهمة لا أنفيها وشرف أدّعيه، فلا تلوموني في هواها.
- لا تَلُوموني في هواها – مدونة شاهر النهاري
- لا تلـومـوني فـي هـواها .. قــلـبـي ما يعـشـق سواها
- طلال مداح ــ لاتلوموني في هواها ــ موال لا وعينيك وأعظم بالقسم - YouTube
- البر في الليل طلع الفجر
لا تَلُوموني في هواها – مدونة شاهر النهاري
لا تلوموني في هواها قبل ما تشوفوا بهاها هي بس اللي هويتها قلبي ما يعشق سواها قلبي حبك والله يا أبها إنت أجمل من الخيال شفت نورها عند بابها قلبي حن للجمال قلت أدخل شف جمالها شف بهاها شف دلالها لا تلوموني في هواها قلبي ما يعشق سواها شفت أبها لابسة حلة وحزام ذهبي جميل شفت أبها قلبي احتار والخضاب خلاني أميل شفت أبها راح قلبي شفت أبها فاض بي حبي لا تلوموني في هواها قلبي ما يعشق سواها شفت أبها في المراعي من حواليها تزيد والجمال تنظر تراعي لجمالها من بعيد شفت فيها نفوس وديعة شفت فيها قلوب صريعة لا تلوموني في هواها قلبي ما يعشق سواها
لا تلـومـوني فـي هـواها .. قــلـبـي ما يعـشـق سواها
كانت أبها هذه المرة «لابسة حلة والحزام ذهبي جميل»، لدرجة أن «قلبي احتار والخضاب خلاني أميل». واندرجنا في بروفات لا تكلف فِيها، ولا ضغوط، فما يصُلح يكون، وما يُنتقد يتم تعديله بحبٍ خالص لكينونة من جمعتنا. كان أحمد نيازي القائد الخفي، فتكاد أن تلمحه في كل زاوية. وكان عبدالله شاهر إداريا متميزاً كعادته، وكان سعيد عليان كتلة من جنون المشاعر والفن، ينثرها بين الموجودين، فتتفجر سحراً. وكان الجميع عشاقا يعملون بتفانٍ واحترام لأنفسهم، ولعقلِ المتلقي. ويحين العرض، وتتجمع في صالتي الرجال والنساء أعداد هائلة من المتيمين بعشق هذا الوطن الجنوبي. ورغم أني أجهل أكثرهم، إلا أني أستشعر نبضات أفئدتهم، وأستقرئ بسماتهم، ونظراتهم الشغوفة، الفخورة بما يحدث. ليلة جمعنا فيها الحنين، وزاولت فيها حبيبتنا (أبها) سحرها القديم، لتعيد شحننا بنبضات مشاعر الوفاء الجياشة. طلال مداح ــ لاتلوموني في هواها ــ موال لا وعينيك وأعظم بالقسم - YouTube. فأي حب هذا، وأي ثرى ذلك، الذي حملنا عشقه وسط هوادج الشوق للماضي البديع؟. تلوت قصيدتي، التي كتبتها قبل عشرين عاماً (عادش تلتهمين)، ولأول مرة في جمعٍ غفير، فكانت همسات حنين وعشق أشرقتني، وخالجت صدور الحضور، ليعود صداها روعة يحتضنني، بدفء وجدٍ لا ينتهي.
طلال مداح ــ لاتلوموني في هواها ــ موال لا وعينيك وأعظم بالقسم - Youtube
بعد عدة سنوات وتحديدا 1998، عدت مجددا إلى أبها بدعوة من لجنة عسير للتنشيط السياحي، وكانت عسير كلها تغني وتتراقص طربا، على عبقرية صوت طلال مداح و"شفت أبها"، وعذوبة محمد عبده صادحا "مثل صبيا في الغواني ما تشوف"، عسير تلك أعادت لمسرح الأغنية والفن في السعودية توهجه وعظمته، فكانت أبها مقصد العشاق والمحبين. أتذكر أحدهم على البوابة يصرخ بأعلى صوته "أقسم بالله إني جاي من الكويت علشان طلال مداح ومحمد عبده وأبها"، كدت أن أتخلى له عن تذكرتي لولا أنه حصل على تذكرة من أحد المنظمين. عام 1998 ميلادية كان عاما مشهودا في عسير، دشن لقرابة عقد كامل من البهاء العسيري. قبل أيام كررت أبها نجاحات عسير كعادتها، وهذه المرة على مستوى الوطن العربي، باستضافتها مؤتمرا عربيا تحت مظلة نادي أبها الأدبي العريق عن "الهوية والأدب"، الذي تُحسب له ولإدارته هذه الفعالية النوعية، وقد افتتحه الأمير فيصل بن خالد. أبناء وبنات أبها كرروا التميز، تنظيما وترتيبا وإقناعا بقدرات إنسانها وعبقريته، ووقّعت المرأة العسيرية الشاهقة وثيقة الإبداع التاريخية، لأن النجاح في عسير عادة، نعم النجاح في عسير عادة. أبها تستضيف "ملتقى الهُوية والأدب"، وكأنها تستشعر الحاجة إلى إعادة اكتشاف منابع تشكيل هُويتنا فكريا وحضاريا، وتستعيد تفاصيل مكوناتها ضمن سياقات تاريخية وأدبية ومثيولوجية أيضا، الزمان والمكان والثقافة، وتفتح بشجاعة الباب واسعا على مصراعيه لما كان يعتبر محل ريبة، فموضوع الهُوية شائك بقدر أزمتنا معها، والفجوة الفكرية العميقة على صعيد فهمنا لماهية وكيفية بناء المنجز الحضاري، وتحقيق الوعي القانوني والحقوقي الإنساني، الذي ما زلنا متأخرين على مستوى التماهي معه.
أحتفظ في مجلسي بصورة فوتوغرافية لي عمرها 22 عاما وأنا في مدينة أبها، أحضر فعاليات ملتقى أبها الثقافي في عام 1414 - 1994، وأحتفظ في أرشيفي الصحفي بخبر نشر في ملحق الثقافة بصحيفة الرياضية جاء فيه "القاص سلطان منقر، صعد إلى المنصة لاستلام جائزته وهو يتوكأ على الشاعر صالح الديواني". قبل هذا الخبر بأقل من 24 ساعة، حدث موقف طريف مع سمو الأمير خالد الفيصل، كان أبطاله سلطان وأنا، إذ صادف خروج موكب الأمير من معرض الفن التشكيلي في قرية المفتاحة، جلوسي في الممر لشد الرباط على ربلة ساق سلطان، وفجأة سمعت صوتاً أنيقاً: "السلام عليكم". قلت وعليكم السلام، ولم ألتفت، لكن صديقي كان مواجها فقال: وعليكم السلام سيدي صاحب السمو. فانتفضت واقفا، وسلمت على سموه، فقال: ما شاء الله، أنتم أخوان؟
فقلت: أصدقاء سيدي. فقال: سلامات، تبون خدمة أو ناقص عليكم شيء؟
قلت: شكرا لك سيدي. فغادرنا ومضى موكبه. وفي مساء ذلك اليوم، فوجئ الأمير خالد الفيصل بصعودنا منصة مسرح الإنتركونتنينتال لاستلام الجائزة الأولى للقصة، فاستوقفنا للحديث مرة أخرى وهو يشد على يدي، وكانت تلك لحظات تاريخية. يومها لأول مرة أكون ضيفا على ملتقى ثقافي، وأشاهد فعالية بكل ذلك التنظيم والدقة.
وأفاد أنه على الرغم من أن الكهوف الناجمة عن التفاعلات الكيمياوية يجب أن يسبق تكونها وجود عوامل مساعدة في تضعيف الصخور وتكسرها مثل عوامل التعرية الميكانيكية، فإن وجود الماء يعد العامل الأساسي في تكون هذه الظاهرة وازدياد أحجامها، ومع مرور الوقت قد تنهار وتنخسف هذه الصخور عندما تزداد الأحمال الأرضية فوقها، إما طبيعياً أو بفعل الإنسان، لِتكوّن هبوط أرضي عميق، مسببة أخطارا حقيقية على المنشآت والبنى التحتية. داعياً مرتادي المناطق البرية إلى تجنّب المشي ليلاً في البر "قدر الإمكان"، والابتعاد عن أماكن تجمع المياه، واستخدام أجهزة تحديد المواقع والاتصالات المتاحة، وإبلاغ الجهات المختصة عن أي حالة هبوط أرضي.
البر في الليل طلع الفجر
ويقول هويدن بن هويدن، موظف في القوات المسلحة في أبوظبي: نخرج في رحلات يصل عدد العائلات فيها إلى 10 ونقوم بأنشطة متنوعة أهمها متابعة الأطفال والاستمتاع برؤيتهم وهم يلعبون وسط الرمال ويركضون تعبيراً عن المساحة الناقصة التي لا يستطيعون أن يعبروا عنها في البيت والمدرسة، باعتبار أن البر يعطيهم الطاقة كي يعبروا عن مشاعرهم كلها دفعة واحدة من دون أن توجد أية حدود تقيدها. ويضيف: نشارك الأطفال لعبة التزلج على الرمل، عبر ربط حوض بالسيارة أو الدراجة النارية وجره، فيشعر الشخص الذي يوجد في الحوض بسعادة كبيرة عندما يدور به مسرعاً على الرمال ونجول بالدراجات قليلاً من ثم نقعد على الحصيرة أو السجاد بالاستناد إلى مخدات صغيرة لتبادل الأحاديث. وعن مكان تخييمهم يقول: نتخذ من العرقوب التل مكاناً لنا، ونراعي أن نكون متقاربين، لأنه قد يكون أحدهم بحاجة إلى مساعدة الآخرين، وساعدنا أكثر من مرة جيراننا في البر، ففي إحدى المرات أعطينا العائلة المجاورة لنا جهاز نفخ الإطارات، ولولاها لكانوا مجبرين على أن يذهبوا بسيارة أخرى ليقوموا بتزويد إطار السيارة بالهواء في إحدى محطات البترول التي كانت تبعد عنا مسافة طويلة، وفي حادثة أخرى قمنا بتوصيل بطارية سيارتنا بسيارتهم، لأنهم استهلكوا طاقتها بينما كان محرك السيارة متوقفاً عن العمل، وساعدنا عائلة أخرى بإخراج عجلات سيارتها عندما علقت في الرمال.
القول الثاني: قال المالكية بأنّ صلاة قيام الليل في رمضان تُؤدى عشرين ركعة، وتَجوز الزيادة بأدائها ست وثلاثون ركعه، استدلالاً بأدائها عشرين ركعة في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنة- ثمّ أدائِها ست وثلاثين ركعة في زمن عمر بن عبدالعزيز -رضي الله عنه-. القول الثالث: لم يحدد الإمام ابن تيمية-رحمه الله- عددًا مُحددًا لصلاة القيام أو صلاة التراويح في شهر رمضان، بحيث يمكن أنْ تُؤدى أحد عشر ركعة، أو ثلاث عشر ركعة، أو عشرين ركعة، أو ست وثلاثين ركعة، فالعددٌّ مرتبطٌ بمُدّةِ القيام. كم عدد ركعات صلاة القيام في العشر الأواخر لم يرد في الشريعة الإسلامية لا في الكتاب ولا في السنة ما يدل على عدد ركعات صلاة قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان ، فصلاة الليل نافلة مؤكدة ندب إليها القرآن الكريم ومدح أصحابها، وحثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وأقلّها عند كثيرٍ من أهل العلم ركعة الوتر، وقال آخرون أقلها ركعتان، وأكثرها لا حدّ له، ولكن السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي القيام إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، ومن واجب المسلم أن يهتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.