تاريخ النشر: الأربعاء 21 جمادى الآخر 1426 هـ - 27-7-2005 م
التقييم:
رقم الفتوى: 65231
20100
0
326
السؤال
لدي أخت تبلغ من العمر حوالي ال 11 سنة أو أكثر بقليل ولكنها تتجاهلني وتتعامل معي وكأنني كلب ينبح معها عندما أطلب منها شيئا وترد على أسئلتي بأجوبة قبيحة وغيرها من الأعمال وهي تضربني أحيانا وأنا أبلغ من العمر 17 سنة وأضربها عندما تفعل بي ذلك فهل يحق لي وإن كان الجواب لا، فمتى يحق لي مع العلم أنني أقول لأهلي ولكنها لا تجيب لتنبيهاتهم بل تعاملني هكذا ؟؟افيدوني يرحمكم الله. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لأختك الهداية والصلاح، وننصحك بأن لا تقابل إساءتها إليك بالمثل، بل ادفع إساءتها بالتي هي أحسن، كما قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ {المؤمنون: 96}. وكما قال سبحانه: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ*وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34ـ35}. ليس منا من لم يوقر كبيرنا. وهذا يحتاج منك إلى صبر كما ورد في الآية السابقة، ولا بأس أن تتجنب النقاش معها أو المزاح، وكل ما يؤدي إلى حصول النزاع والخلاف بينكما، ولا شك أن تعاملها المذكور معك مخالف للآداب والأخلاق الإسلامية في الحديث: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا.
منتدى الأنساب - عرض مشاركة واحدة - إحـــــترام المـــعــــلم
وهكذا تبين هذه النصوص مدى تقدير الإسلام لكبار السن، فالواجب علينا أن نحرص على اتباع ديننا في احترام كبار السن وتقديرهم وإنزالهم المنزلة الرفيعة التي أنزلهم إياها رب العز والجلال، ولاسيما الوالدين فمفاتيح الجنان منعقدة ببرهم واحترامهم وفي الحديث (رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة). رواه مسلم. منتدى الأنساب - عرض مشاركة واحدة - إحـــــترام المـــعــــلم. وللأسف في عصرنا الحالي نجد البعض قد اتجه اتجاهًا خطيراً في التعامل مع الوالدين بلغ حد المجافاة، وبخاصة إذا بلغا من العمر عتيًا، بل قد يصل حد الوقاحة ببعضهم أن يودع أباه دارَ المسنين والعجزة ليتخلص من كثرة كلامه وثرثرته زعماً منه، متناسيًا دوره في تربيته وتنشئته وكيف صبر عليه وهو صغير إلى أن بلغ مرحلة القوة والعنفوان! فهل هذا جزاء الإحسان؟
ولكن عاقبة هذا الجحود والنكران سيرتدان عليه وسيكونان دينًا يدفع ثمنه غاليًا حين يذوق من الكأس نفسها التي أذاقها لوالديه، كما أن عقوبة العاق لوالديه تكون هنا في الدنيا قبل الآخرة: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اثْنَتَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللهُ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ».
، ولذلك يكبر الواحد منهم ولربما يتعلم أو يتربى فيما بعد على أشياء خارج المنزل من البر ونحو ذلك، فيستحي أن يطبقها مع أبيه؛ لأنه ما اعتاد ذلك، يعني: هذا الولد جاوز العشرين وما اعتاد أن يقبل رأس أبيه أو أمه، لكن المفروض أن ينشأ على هذا منذ نعومة أظفاره، فالمرأة تتعامل مع زوجها بأسلوب مناسب، الرجل يتعامل مع زوجته بأسلوب مناسب، التعامل مع الأم بأسلوب مناسب، يخفض الصوت، ما يرفع صوته عندها وهكذا. فنسأل الله أن يرزقنا وإياكم الأخلاق الكريمة، وأن يدلنا على الخير، وأن يأخذ بأيدينا ويلطف بنا، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه. ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا. أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في تنزيل الناس منازلهم (4/ 261)، رقم: (4842)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة، (4/ 368)، برقم: (1894). أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه معلقا، (1/ 6).
ولا ينبغي له أن يستغل طاعته في إذلال كرامته أو إذلالها أو تشويهها ، بل يستجيب للطاعة في أهم الأمور ، ويستشيره في شؤونه ، ويحسن معاملته. وبما أنه لا يأمر بما لا تستطيع زوجته أن تفعله ، فإنه يطيع ما كلفه الله به. {إذا أطعتكم فلا تسعوا إلى سبيلهم. إن الله تعالى عظيم. وجوب طاعة المرأة لزوجها وترك مخالفته. }. طاعة الزوج تسبق طاعة الوالدين ، لأن إشباع الزوج لرغباته من قبل الزوجة يعبر عن المحبة والسعادة ، مما يؤدي إلى استقرار الأسرة ويمنع تدميرها. يحظر النسخ الدائم أو التراجع عن المقالات على هذا الموقع ، حصريًا لـ تريند الساعة فقط ، وإلا فإنك ستخضع للمسؤولية القانونية وستتخذ تدابير لحماية حقوقنا.
وجوب طاعة المرأة لزوجها وترك مخالفته
أما الهجر بلا سبب أو مبرر، فهو نوع من الظلم والعضل المنهي عنه شرعاً، للأمر الإلهي: «فلا تَعْضُلوهُنَّ». أما إذا لم يكن من الزوجة نشوز، فلا يجوز لزوجها أن يهجرها أو يؤذيها، ولو بكلام جارح، لأن هذا نوع من إساءة العِشرة ويجب عليه إما أن يعاشرها بالمعروف ولا يظلمها أو يسرحها بإحسان. وإن فعل غير ذلك، فهو مرتكب للمنكر والواجب عليه أن يتوب إلى الله من ذلك. وأشار الشافعي إلى أنه «لا يجوز شرعاً البدء بالهجر، بل لابد أن تسبقه مناصحة برفق مع الاستعانة ببعض الصالحين والحكماء من الأقارب أو غيرهم، فإن فشلوا يمكن الهجر لفترة محددة، بعدها من حق الزوجة أن ترفع أمرها الى القضاء وتطلب الطلاق إذا كان في هجر زوجها تعسف، لأن العلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على المودة وحسن العشرة والتفاهم والصبر، لقوله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» آية 35 سورة النساء. وقال رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَفْرَكْ، أي يكره، مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ».
لا تخجلي أن تصفي لزوجكِ الأمور التي تزعجك، لكي يتعامل معكِ على هذا الأساس ويتجنب هذه الأمور واحد تلو الآخر. حافظي على أسرار زوجك وأسرار العلاقة الزوجية كاملة، فلا تقومي بمعرفة الأهل أو المعارف بالأمور التي تجرى في المنزل، فهذه حياتكم الخاصة ولا سبيل لأحد في معرفة شكل العلاقة بينك وبين زوجك. قومي بحل أي مشكلة تصادفك مع زوجك بينكما، ولا تخبري بها أحد، فأنتم الطرفين القادرين على حل المشكلة بشكل سليم دون تدخل أحد. امدحي زوجك كثيرا أمام الأولاد والأهل، فهذه المدح يشعره بالفخر ويزداد احتراما لكِ. لا تجعلي الاحترام الزائد عن الحد في العلاقة يجعلها علاقة رسمية بلا مشاعر، فعليكِ أن توازني بين الاحترام والمشاعر المتبادلة بينكما. يجب ألا تحملي زوجك فوق استطاعته وأن تراعي الظروف التي يمر بها، فهذا يجعل احترامه لكِ يتضاعف عما سبق. إذا كان لديه بعض المشكلات والضغوطات في عمله أو مع أهله، قومي بالوقوف بجانبه وادعميه، واطرحي عليه بعض الحلول المناسبة التي يمكن أن تقلل من هذا الضغط. كيف تجعلين زوجك يهتم بكِ
كما أن الاحترام في العلاقة الزوجية هو أمر متبادل بين الطرفين، إذن الاهتمام من أهم الأمور التي يجب على الزوج والزوجة تبادلها في العلاقة.