ذكر الخبر بذلك: 9730 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قال، حدثني مُجَبَّر، عن عبد الله بن عمر: أنه قال: لما نـزلت: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ الآية، قام رجل فقال: والشرك، يا نبيَّ الله. فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ". (47) 9731 - حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: " إن الله لا يغفر أن يشرك له ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ، قال: أخبرني مُجَبَّر، عن عبد الله بن عمر أنه قال: لما نـزلت هذه الآية: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ الآية، قام رجل فقال: والشرك يا نبي الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا الا. فكره ذلك النبي، فقال: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ". 9732 - حدثني محمد بن خلف العسقلاني قال، حدثنا آدم قال، حدثنا الهيثم بن جَمّاز قال، حدثنا بكر بن عبد الله المزني، عن ابن عمر قال: كنا معشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نَشُك في قاتلِ النفس، وآكل مال اليتيم، وشاهد الزور، وقاطع الرَّحم، حتى نـزلت هذه الآية: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ، فأمسكنا عن الشهادة.
ان الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به
إنه رمضان شهر النفحات والرحمات، فلنستعد له، ولتكن لنا وقفة مع أنفسنا لمراجعة كل شيء، حتى من يظن نفسه على الصراط المستقيم، فالذنوب كثيرة، والشوائب وغبار المعاصي حجبا الرؤية الحقيقية، وأنت أيها العاصي التائه، أنت أدرى بنفسك، فإلى متى العناد والكبر، وأنت ترى آيات الله في النفس والكون تدلك على الله العظيم، عجّل بالإنابة قبل فوات الأوان، فالله يدعوك ليغفر لك، يبسط يده لتتوب إليه، فكن من التوابين، همّك هو إرضاء الله ليس إلا، فكن مع الله ولا تبالي.
ان الله يغفر الذنوب جميعا منصور السالمي
وقد وردت كثير من الأحاديث التي تخبر أن
مغفرة الذنوب، بما فيها الشرك بالله، متعلقة بالتوبة منها، والإقلاع عنها؛ فقد روى
ابن عباس رضي الله عنهما: "أن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا
وأكثروا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن،
لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فأنزل الله قوله: { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ
إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} وقوله: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}" رواه البخاري ومسلم. وهذا الحديث وما شابهه، يخبر أنه سبحانه
يغفر جميع ذنوب عباده إذا تابوا منها، ويشير كذلك إلى أن على العبد ألا يقنط من رحمة
الله مهما بلغت ذنوبه، فإن باب الرحمة والتوبة واسع ومفتوح. فآية سورة الفرقان وهذا الحديث وما شابههما،
بيَّنا أن قوله تعالى: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن
يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} ليس على إطلاقه، وإنما مقيد بالتوبة من
الذنوب؛ فإذا تاب العبد منها غفر الله ما كان منه، ولو كان شركًا، أما إذا لم يتب العبد
منها، فإن عاقبته تكون ما ذكره سبحانه من الخلود في النار.
ان الله يغفر الذنوب جميعا الا
فمهما كان الذنب عظيما ، فإن عفو الله وكرمه وإحسانه أعظم. الله تعالى يغفر الذنوب جميعا - إسلام ويب - مركز الفتوى. فما عليك إلا أن تقبل على الله تعالى ، وتندم على ما قدمت ، وتعزم على عدم العود ، ثم أبشر بعد ذلك بفضل الله ورحمته وتوفيقه ، فإن الإسلام يهدم ما قبله من الذنوب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه: " يا عمرو أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله " رواه مسلم (121) ورواه أحمد (17861). وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه الترمذي وحسنه الألباني. وإذا تاب العبد إلى الله تاب الله عليه ، وغفر له ، قال الله تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) الشورى/25 ، وقال تعالى: ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طـه/82 فعلى العبد أن يحسن الظن بربه ، وأن يؤمل قبول توبته، فإن الله يقول: " أنا عند ظن عبدي بي" حديث قدسي رواه البخاري (7066) ومسلم (2675) وعند أحمد (16059) بإسناد صحيح " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ". وأما تقوية الإيمان فتكون بأمور كثيرة منها:
1- كثرة ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه ، وكثرة الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم.
ان الله يغفر الذنوب جميعا الا الشرك
ولذلك فقد أتبع الله هذه الآية بقوله: "وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تُنصَرون. واتبعوا أحسن ما أُنزِل إليكم من ربكم، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون"، فحتى يغفر الله الذنوب جميعا لا بد من إنابة وتوبة حقيقية، فيها الندم على ما فات، والإقلاع عن المعصية في الحال، والعزم على ألا أعود إليه في المستقبل، فالتوبة تشمل الزمان كله، ماضيا وحالا ومستقبلا، لتصفو النفس مع خالقها، وترتاح من علائق لطالما أثقلت ظهر الإنسان وشوّشت عليه فكره، ونغّصت عليه حياته، فهو بالمعصية مُحْتقَر تستعيذ منه الخلائق كلها، منبوذ إلا عند أمثاله من أهل الشقاء، فليخرج من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وليعش مكرّما في طاعته لله تعالى، المُستحِق وحده للعبادة والخضوع والاستسلام. إذا، يطلب منا ربنا أن ننيب إليه ونسلم له من قبل أن تحل بنا العقوبة، وسبيل هذه الإنابة والاستمرار عليه هو باتباع أحسن ما أنزله الله، وهو القرآن، وهنا يأتي التحذير بصيغة أشد، حين يأتي العذاب بغتة والإنسان غير شاعر به.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ في قوله: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) قال: هؤلاء المشركون من أهل مكة, قالوا: كيف نجيبك وأنت تزعم أنه من زنى, أو قتل, أو أشرك بالرحمن كان هالكا من أهل النار؟ فكلّ هذه الأعمال قد عملناها، فأنـزلت فيهم هذه الآية: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ). حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ)... الآية قال: كان قوم مسخوطين في أهل الجاهلية, فلما بعث الله نبيه قالوا: لو أتينا محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فآمنا به واتبعناه، فقال بعضهم لبعض: كيف يقبلكم الله ورسوله فى دينه؟ فقالوا: ألا نبعث إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم رجلا؟ فلما بعثوا, نـزل القرآن: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) فقرأ حتى بلغ: فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. ان الله يغفر الذنوب جميعا منصور السالمي. حدثنا ابن حميد, قال: ثنا جرير, عن منصور, عن الشعبي, قال: تجالس شتير بن شكل ومسروق فقال شتير: إما أن تحدث ما سمعت من ابن مسعود فأصدّقك, وإما أن أحدّث فتصدّقني فقال مسروق: لا بل حدث فأصدّقك, فقال: سمعت ابن مسعود يقول: إن أكبر آية فرجا في القرآن ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) فقال مسروق: صدقت.
۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وإن شئت حذفت الياء; لأن النداء موضع حذف. النحاس: ومن أجل ما روي فيه ما رواه محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: لما اجتمعنا على الهجرة ، اتعدت أنا وهشام بن العاص بن وائل السهمي ، وعياش بن أبي ربيعة بن عتبة ، فقلنا: الموعد أضاة بني غفار ، وقلنا: من تأخر منا فقد حبس فليمض صاحبه. فأصبحت أنا وعياش بن عتبة وحبس عنا هشام ، وإذا به قد فتن فافتتن ، فكنا نقول بالمدينة: هؤلاء قد عرفوا الله - عز وجل - وآمنوا برسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم افتتنوا لبلاء لحقهم ، لا نرى لهم توبة ، وكانوا هم أيضا يقولون هذا في أنفسهم ، فأنزل الله - عز وجل - في كتابه: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إلى قوله تعالى: أليس في جهنم مثوى للمتكبرين قال عمر: فكتبتها بيدي ثم بعثتها إلى هشام. قال هشام: فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى فقلت: اللهم فهمنيها فعرفت أنها نزلت فينا ، فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
العدد 280 - العدد 280 – السنة الرابعة والعشرون، جمادى الأولى 1431هـ، الموافق أيار 2010 م
2010/05/18م
المقالات
1, 276 زيارة
مع القرآن الكريم:
(وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [البقرة 224-225]. جاء في كتاب «التيسير في أصول التفسير» لمؤلفه العالم في أصول الفقه أمير حزب التحرير عطاء بن خليل أبو الرشتة (حفظه الله تعالى وسدد خطاه):
في سياق بيان الله سبحانه لعدد من الأحكام، فإن الله يبين في هذه الآيات ما يلي:
ينهى الله سبحانه عن أن يقسم أحد يميناً على عدم فعل خير ما، وأن يتخذ التمسك باليمين وعدم الحنث به حجة له في عدم فعل ذلك الخير ظناً منه وجوب البر بالقسم في هذه الحالة وإلا عصى الله. وهكذا يبين الله – سبحانه وتعالى – أن حلف اليمين لا يصحّ أن يمنعه من البر والتقوى والإصلاح بين الناس، بل عليه أن يفعل الخير ويكفّر عن يمينه كما جاء في الحديث: " من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها، فليكفر عن يمينه ويفعل الذي هو خير " (مسلم وابن حبان).
صفحات الشيخ أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله | ماهي اليمين التي تجب فيها الكفارة ؟ وماحكم من لم يكفر عن يمينه ؟ | فتاوى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
لكن علينا أيضًا محاولة فهم موضوعى يفسر لنا كيفية تفكير اليمين المتطرف الأوروبى المتصاعد فى الآونة الأخيرة، وما دوافعهم لهذا الفعل المشين بحرق المصحف الذى يقدسه أكثر من مليار إنسان على كوكبنا الجميل. فلنتساءل معًا: لماذا يكرهون الإسلام والمسلمين ويرون فى كتابهم كتابًا ينشر قيمًا شريرة وتنتج بسببه أفعال إرهابية وعنصرية؟ لا شك أن هذا الفعل منهم يبرره الكثير من أبناء تيار اليمين الأوروبى بأن القرآن الكريم، من وجهة نظره هو الكتاب الذى صدر للعالم كله لا سيما دول الاتحاد الأوروبى التيار الأصولى الإسلامى وحركات العنف الإرهابية التى عانت منها أوروبا فى العقود الأخيرة، فمن تفجيرات لندن لباريس لمدريد لكثير من العواصم الأوروبية والغربية، وما زالت تفجيرات أبراج التجارة العالمية بمدينة نيويورك حاضرة فى الذاكرة الغربية والإنسانية. وكل تلك التفجيرات تأتى ببيانات من الحركات الإرهابية مشفوعة بآيات من القرآن الكريم وأحاديث منسوبة للنبى محمد تحض على قتال الكافرين وغير المسلمين، وتفسر تلك الجماعات المجرمة تلك الأقوال أسوأ تفسير يشين القرآن والإسلام، ويرفضون التفسير المتسامح المستنير لأمثال الشيوخ المستنيرين المتسامحين كالإمام محمد عبده والمراغى وشلتوت، ويرجعون لشيوخ التفسير المتعصب المتطرف كشيوخ الوهابية وتفسيرات العصور الوسطى التى تقول بواحدية الحقيقة الدينية وتزعم بأنهم فقط أبناء الله وأحباؤه، وكل مختلف، ولو كان مسلمًا فينبغى البراءة منه وتبديعه.
ما معنى اليمين اللغو واليمين الغموس وكيف تكفر عن اليمين المنعقدة؟ - Youtube
صحيح البخاري (8/ 137). ويجب على من حلف هذه اليمين أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً.
مع القرآن الكريم – مجلة الوعي
وروى الكلبي أنها نزلت في عبد الله بن رواحة حين حلف على ختنه بشير بن النعمان أن لا يدخل عليه أبداً ولا يكلمه ولا يصلح بينه وبين امرأته بعد أن كان طلقها وأراد الرجوع إليها والصلح معها. وفي سبب النـزول ما يدل على أنه لا ينبغي للمؤمن أن يمنعه يمينه عن فعل الخير الذي حلف أن لا يفعله. ما معنى اليمين اللغو واليمين الغموس وكيف تكفر عن اليمين المنعقدة؟ - YouTube. وفي خاتمة الآية الكريمة يبيّن الله سبحانه أنه سميع لأيمانهم عليم بأحوالهم ومقاصدهم، لا يعزب عنه مثقال ذرة، وهو سبحانه يعلم سرهم وجهرهم ( وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). ( عُرْضَةً) على وزن فُعلة مثل (غرفة) من عرض الشيء يعرض أو يعرُض من باب نصر وضرب بمعنى جعله معترضاً أي حاجزاً. ( وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ) أي لا تجعلوا الله تعالى حاجزاً لأجل حلفكم به عن البر والتقوى والصلاح بمعنى عدم جعل الحلف بالله مانعاً لأن تفعلوا البر والتقوى والإصلاح بين الناس الذي حلفتم ألا تفعلوه. فاللام في الآية ( لِّأَيْمَانِكُمْ) للتعليل، أي لأجل أيمانكم و( أَن تَبَرُّواْ) في تقدير (لأن تبروا). في الآية الثانية يبيّن الله فضله على هذه الأمة، فلقد تجاوز لنا عن اللغو في الأيمان أي التي تجري على اللسان دون قصد اليمين كما روي عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: "أنزلت هذه الآية ( لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ) من قول الرجل: لا والله، وبلى والله" (البخاري) وقد روي عن أبي قلابة: لا والله، وبلى والله، لغة من لغات العرب لا يراد بها اليمين، وهي من صلة الكلام، ولقد عفا الله سبحانه عن مثل هذا اللغو في اليمين، ولم يؤاخذنا إلا بما كسبت قلوبنا، أي بما قصدته من أيمان حيث يوافق فيها لفظ اليمين ما استقر في القلوب.
وهنا نتساءل معًا: من ذلك اليمين الأوروبى المتطرف؟ ثم نتساءل: كيف لنا أن نفصل بين المسلمين المتسامحين الذين هم غالبية أهالينا ممن يقدسون القرآن الكريم ويحبون النبى الأمى القرشى وتيارات الإسلام الأصولى الخرافى الإرهابى؟ وهذا هو حديثنا القادم يا أعزائى.
وهذه المؤاخذة منها ما تجبره الكفارة فيؤديها صاحبها ولا شيء عليه لا في الدنيا ولا في الآخرة، ومنها ما لا تنفع فيه كفارة ولا تجبره، بل عليه عقوبة تعزيرية شديدة من الدولة الإسلامية في الدنيا أو عقوبة عظيمة في الآخرة. أما الأولى، فهي الأيمان المنعقدة والتي لا ينفذها صاحبها ويحنث فيها، وهي التي ينشؤها صاحبها ولا ينفذها كأن يقسم لأفعلن كذا ثم لا يفعل، ففيها الكفارة كما بينته سورة المائدة ( وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ) المائدة/آية89 وتنـفـيذ الكفارة يعـفـيه من أي شيء بعدها لا من قبل الدولة الإسلامية في الدنيا ولا في الآخرة. والثانية الأيمان الكاذبة المتعمدة فيقسم المرء على حدوث شيء وهو يدرك أنه كاذب، وهي المسماة باليمين الغموس التي تغمس صاحبها في نار جهنم، فتقتطع بها الحقوق وينشر بها الفساد. وهذه الأيمان لا يجبرها كفارة، فلا كفارة فيها بل عقوبة تعزيرية شديدة في الدنيا من قبل الدولة الإسلامية يقدرها القاضي محققًا فيها الزجر لصاحبها ولمن يسمع بها لشدتها، فإن لم يصل خبره إلى الدولة الإسلامية فقد توعده الله بعذاب شديد شديد كما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر قال: " جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟ فذكر الحديث، وفيه اليمين الغموس.