ثم دلل على اختياره بالآية التالية لهذه الآية. غير أنه لم ينف جواز كون الآية عامة في أمانة الدين والدنيا. ولا شك أن حمل الخطاب في الآية على العموم أولى، من حملها على ولاة الأمور فحسب؛ لأن الأصل في خطاب القرآن أن يكون عاماً، ولا يُخص إلا بدليل معتبر، يُخرج العموم عن دلالته. كما أن الحمل على العموم أقرب إلى قصد الشرع من وضع التكليف؛ وأيضاً فإن مجيء لفظ (الأمانة) بصيغة الجمع { الأمانات}، يدل على تعدد أنواعها، وتعدد القائمين بحفظها. ويتحصل على ضوء ما تقدم، أن المقصود بـ { الأمانات} في الآية العهود التي عُهد بها إلى الإنسان وأُمر بالوفاء بها، وهي عهود يتعهد بالتزامها، فتصير أمانات في ذمته. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ومن الآيات ذات العلاقة بموضوع أداء الأمانة، قوله سبحانه: { ولا تخونوا أماناتكم} (الأنفال:27)، وقوله تعالى: { فليؤد الذي اؤتمن أمانته} (البقرة:283)، وقوله عز وجل: { إن الله لا يحب كل خوان} (الحج:38). ومن الأحاديث ذات الصلة بموضوع أداء الأمانة، قوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)، رواه البخاري ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها)، رواه مسلم ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)، رواه أبو داود و الترمذي وغيرهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا إيمان لمن لا أمانة له)، رواه أحمد وغيره.
مقدمة ان الحمد لله نحمده ونستعينه
ونحو هذا ما قرره الرازي من أن "معاملة الإنسان إما أن تكون مع ربه، أو مع سائر العباد، أو مع نفسه، ولا بد من رعاية الأمانة في جميع هذه الأقسام الثلاثة"، ثم شرع يفصل في معنى الأمانة في كل قسم من هذه الأقسام. ويؤكد ابن عاشور هذا العموم والشمول، فيقول: "والخطاب لكل من يصلح لتلقي هذا الخطاب، والعمل به من كل مؤتمن على شيء". وممن قال إن (الأمانة) في الآية عامة جمع من الصحابة، منهم: البراء بن عازب ، و ابن مسعود ، و ابن عباس ، و أبي بن كعب ، قالوا: الأمانة في كل شيء: في الوضوء والصلاة والزكاة والجنابة والصوم والكيل والوزن والودائع. ورُوي في هذا المعنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: لم يرخص الله لمعسر ولا لموسر أن يمسك الأمانة. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة... )، وذكر منهن (أداء الأمانة)، فقيل: يا رسول الله! وما أداء الأمانة، قال: ( الغسل من الجنابة، إن الله لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها)، قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وإسناده جيد. إنَّ الحمد لله، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ،. وهذا يدل على أن المقصود من أداء الأمانة ليس معناها الخاص، بل معناها العام. وإذا كان أكثر المفسرين قد ذهب إلى أن مفهوم الأمانة في الآية عام يشمل أمانة الدين والدنيا، فإن الطبري اختار أن الخطاب في الآية لولاة الأمور فحسب، قال بعد ذكره للأقوال التي قيلت في الآية: "وأولى هذه الأقوال بالصواب في ذلك عندي، قول من قال: هو خطاب من الله ولاة أمور المسلمين بأداء الأمانة إلى من ولوا أمره".
العاص بن وائل أحد المشركين الغلاظ, أخذ عظما من البطحاء بطحاء مكة, وجعل يفتته بيده, ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم مستهزءا ساخرا: أيحيي الله هذا بعدما أرم؟ بعدما بلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يميتك ثم يحييك, ثم يدخلك جهنم} ونزلت الآيات من سورة ياسين:[وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم[] قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم].
[1]
شاهد أيضًا: لماذا هاجر النبي من مكه الى المدينه
ليلة الهجرة
بعد أن أذن الخالق للنبي بالهجرة مع صاحبه، قرر النبي الخروج من منزله في ساعة متأخرة، وكانت قريش على علم بذلك فأرسلوا رجالهم ليحيطوا بمنزل النبي ويمنعوه من الخروج، ولكن النبي اتخذ من علي بن أبي طالب رضي الله عنه بديلًا له وألبسه رداءه حتى خدع الكافرون، كما إن الخالق ألقى بالنعسان على الكفار حتى ذهبوا في نوم عميق وخرج النبي مع أبي بكر من مكة سالمين. غار ثور
بعد خروج النبي وأبو بكر من مكة أرسلت قريش رجالها لاتباع أثر النبي وصاحبه، جعلت لمن يأتي بهما هدية مائة ناقة له، وقد استمروا بالبحث عنهم ولكن النبي وصاحبه لجئا إلى غار ثور وبقيا فيه ثلاثة أيام، وكانت أسماء بنت أبو بكر تأتيهما بالطعام، وكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بالأخبار، وكان يمسح بقايا قدميه حتى لا يتبعه أحد من خلال قطيع من الغنم خلفه، وعندما اقترب المشركون من الغار فزع أبو بكر جدًا على النبي من بطش قريش فطمأنه النبي بأن الله معهما ولن يتركهما. وصول النبي للمدينة المنورة
وصل النبي عليه السلام وصاحبه إلى يثرب بعد رحلة شاقة استمرت لما يقارب أسبوع ويوم، وهي من أقسى الرحلات وأصعبها لكن الخالق ثبتهما وأرسل إليهما الحماية الخفية لتردع المشركين عنهما، وعندما وصل النبي إلى يثرب استقبله أهلها بفرح وسرور وقد كان ذلك في الثاني عشر من ربيع الأول، وقد أحسنوا إليه وجعلوا يتنافسون في شرف أن يبقى النبي عند أحد منهم، حتى بركت ناقة النبي في بيت الصحابي أبي أيوب الأنصاري.
لماذا هاجر النبي من مكه الي المدينه المنوره
من هو دليل النبي وأبو بكر في الهجرة من مكة للمدينة، بعد أن طال أذى قريش لنبيهم عليه الصلاة والسلام وضاقت به السبل، ألهمه الخالق للهجرة إلى المدينة المنورة، فكان معه الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، وقد اتخذ النبي وأبو بكر معهم دليلًا ليدلهم إلى طريق المدينة، ومن خلال السطور التالية التي سيقدمها لكم موقع محتويات سيتم التعرف إلى اسم ذلك الدليل. لماذا هاجر النبي إلى المدينة المنورة
بعد أن دعا النبي أهل مكة وقريش للإيمان بالخلق الواحد، آمن منهم فئة قليلة جدًا وكان الكافرون من الأشداء الأقوياء فكانوا لا يتوانون عن أذية المسلمين ونبيهم وإلحاق الأذى بهم، وعلى الرغم من ذلك فإن النبي استمر في دعوته قومه للإيمان بالخالق الواحد، ومع اشتداد الأذى والضيق والحصار الذي تعرض له المسلمون أمر الخالق النبي أن ينتقل إلى يثرب ويعيش فيها مع المسلمين لحين تكوين دولة إسلامية قوية. من هو دليل النبي وأبو بكر في الهجرة من مكة للمدينة
دليل النبي وأبو بكر في الهجرة من مكة للمدينة هو عَبْدِ اللَّهِ بنِ أُرَيْقِطَ، وعلى الرغم من أن هذا الرجل كان من قريش وكان لم يزل كافرًا فإنه اصطحب النبي إلى المدينة من طريق لا يعلمه الكافرون أو لا يخطر ببالهم، وقد التقى النبي عليه السلام بصاحبه بعد أن أمر الخالق النبي باصطحاب أبو بكر الصديق معه، وقد كان أبو بكر رضي الله عنه فرحًا جدًا باختياره لمثل تلك الرحلة مع النبي، ولذلك فقد كان لديه ناقتين جهزهما للسفر مع النبي وانطلقا معًا في رحلتهما.
وقصته أنه كان مسافراً مع أمه فأخذه قطَّاع الطريق وباعوه، وأخذ أبوه وأعمامه وأخواته يبحثون عنه، وأخيراً علموا أنه عند محمد بن عبدِ الله - قبل تكليفه بالرسالة من الله جلَّ في علاه. فذهبوا إليه وقالوا: يا ابن عبد المطلب، إنكم قومٌ كذا وكذا وكذا، وإن لنا ولداً عندك، فخذ فيه ما شئت ودعه لنا، فقال صلى الله عليه وسلَّم: (أوَأدلُّكم على شئٍ خيرٍ من هذا؟، قالوا: وما ذاك؟، قال: اجلسوا معه وفاوضوه، فإن رضي بكم فخذوه بلا ثمن). فأخذوا يفاوضون العبد الذي في ثياب العبودية، وهو شابٌ فتى، فيقولون له: أتعرف هذا؟، فيقول: هذا أبي. أتعرف هذا؟، فيقول: هذا عمي. أتعرف هؤلاء؟، فيقول: هؤلاء أخواتي. ألا تريد أن تنصرف معنا إلى الحرية؟، يقول: لا أترك هذا الرجل أبداً، ولم يُنبَّأ بعد، ولم ينزل عليه الوحي، فأخذوا يتفاوضون معه ثلاثة أيام، وفي كلها يرفض أن يترك الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. ولذلك قال بعض الحكماء: [اجعل من يراك, يثني على من رباك]. كيف يكون ذلك؟!!. إذا رأى منك الأخلاق الكريمة، والأوصاف الحميدة، والشمائل المجيدة، فيُثني على من أحسن هذه التربية وقام بهذه الرباية. [1] البخاري ومسلم في الصحيحين، وسنن الترمذي عن أنس رضي الله عنه.