وأما جماعة أخر من أهل التأويل ، فإنهم وجهوا وصف الله تعالى ذكره إياها بأنها لواقح ، إلى أنه بمعنى ملقحة ، وأن اللواقح وضعت موضع ملاقح ، كما قال نهشل بن حري: ليبك يزيد بائس لضراعة وأشعث ممن طوحته الطوائح [ ص: 87] يريد المطاوح ، وكما قال النابغة: كليني لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب بمعنى: منصب. ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن بشار ، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال: ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم في قوله ( وأرسلنا الرياح لواقح) قال: تلقح السحاب. حدثني المثنى ، قال: ثنا أبو نعيم ، قال: ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، مثله. حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال: ثنا أبو أحمد ، قال: ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، مثله. وأرسلنا الرياح لواقح ... الفائدة من هذة الآية - بحور العلم. حدثني يعقوب ، قال: ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، قوله ( وأرسلنا الرياح لواقح) قال: لواقح للشجر ، قلت: أو للسحاب ، قال: وللسحاب ، تمريه حتى يمطر. [ ص: 88] حدثني المثنى ، قال: ثنا إسحاق ، قال: ثنا إسحاق بن سليمان ، عن أبي سنان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبيد بن عمير ، قال: يبعث الله المبشرة فتقم الأرض قما ، ثم يبعث الله المثيرة فتثير السحاب ، ثم يبعث الله المؤلفة فتؤلف السحاب ، ثم يبعث الله اللواقح فتلقح الشجر ، ثم تلا عبيد ( وأرسلنا الرياح لواقح).
- إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الحجر - قوله تعالى وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء - الجزء رقم15
- وأرسلنا الرياح لواقح ... الفائدة من هذة الآية - بحور العلم
- اتصل بنا | جمعية البر بحرمة
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الحجر - قوله تعالى وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء - الجزء رقم15
وهذا المعنى المذكور ينطبق على الوصف المذكور في الآية، وهو قوله تعالى: {وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه} [الحج: 73]، لكن من الذي لا يستطيع استنقاذه عند من يذهب إلى هذا التفسير ؟
سواء أقال: لا تستطيع الآلهة، أو قال: لا يستطيع الناس، فإن الوصف صحيح منطبق على معنى الجملة، لكن السياق في الآلهة وليس في الناس كما ترى. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الحجر - قوله تعالى وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء - الجزء رقم15. وهذا القول إذا قيل به على أنه احتمال ثان مما تحتمله الآية، فإنه يصح تفسير الآية به على أنه مثال آخر من أمثلة ما لا يستطيعون استنقاذه مما يأخذه الذباب، وليس بمبطل لقول السلف. وتفسير السلف أولى لأن ما قالوه ظاهر لجميع الناس يدركونه بلا حاجة إلى مختبرات، بخلاف القول المعاصر الذي لم يره إلا النادر من الناس، ولا يدركه تمام الإدراك إلا القلة منهم، فليس كل الناس عندهم مختبرات يمكنهم أن يروا تحول مادة الطعام التي يأكلها الذباب. ومع هذا الترجيح يبقى ما قاله المعاصرون قولا صحيحا محتملا يمكن القول به، لكن القاعدة السليمة في ذلك: أن تثق بمعرفة السلف وتفسيرهم لجميع القرآن، وأنهم لم يخرجوا عن الفهم الصحيح في تفسيرهم، ثم تعرف ما يمكن لمن جاء بعدهم عمله من الاختيار أو الزيادة المقبولة. وهذا المثال التطبيقي هو المنهج لمن أراد أن يزيد على تفسير السلف، وأن يأتي بجديد من المعاني أو الاستنباطات، فهو لا يترك ما قالوه، ولا يجمد عنده فلا يأتي بجديد.
وأرسلنا الرياح لواقح ... الفائدة من هذة الآية - بحور العلم
لكن المشكلة هنا إذا كان القول المعاصر مسقطا لقول السلف بالكلية؛ لأنه يلزم منه أن آية من الآيات لم يفهم معناها على مر القرون حتى ظهر هذا المكتشف العلمي المعاصر، وهذا اللازم ظاهر البطلان. الضابط الرابع: أن لا يقصر معنى الآية على ما ظهر له من التفسير الحادث:
وهذا الضابط يشير إلى الأسلوب التفسيري الذي يحسن بمن يريد بيان معنى جديد أن يسلكه؛ لأن الاقتصار على القول الجديد اقتصارا يشعر بصحته وسقوط ما سبقه من الأقوال يعتبر خطأ في طريقة التفسير. اهـ. بتصرف من كتابه: ( الإعجاز العلمي إلى أين؟ مقالات تقويمية للإعجاز العلمي)، ويحسن بك الرجوع إلى الكتاب للاستزادة في هذه القضية. وراجع للفائدة الفتاوى: 43698 ، 296470 ، 223117. والله أعلم.
وقال الإمام أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي في مسنده: حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو بن دينار ، أخبرني يزيد بن جعدبة الليثي: أنه سمع عبد الله بن مخراق ، يحدث عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله خلق في الجنة ريحا بعد الريح بسبع سنين ، وإن من دونها بابا مغلقا ، وإنما يأتيكم الريح من ذلك الباب ، ولو فتح لأذرت ما بين السماء والأرض من شيء ، وهي عند الله الأزيب ، وهي فيكم الجنوب " وقوله: ( فأسقيناكموه) أي: أنزلناه لكم عذبا يمكنكم أن تشربوا منه ، ولو نشاء لجعلناه أجاجا. كما ينبه الله على ذلك في الآية الأخرى في سورة " الواقعة " وهو قوله: ( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون) [ الواقعة: 68 - 70] وفي قوله: ( هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون) [ النمل: 10] وقوله: ( وما أنتم له بخازنين) قال سفيان الثوري: بمانعين. ويحتمل أن المراد: وما أنتم له بحافظين ، بل نحن ننزله ونحفظه عليكم ، ونجعله معينا وينابيع في الأرض ، ولو شاء تعالى لأغاره وذهب به ، ولكن من رحمته أنزله وجعله عذبا ، وحفظه في العيون والآبار والأنهار وغير ذلك ؛ ليبقى لهم في طول السنة ، يشربون ويسقون أنعامهم وزروعهم وثمارهم.
أهلاً وسهلاَ بكم في متجر جمعية البر بأبوراكة
خيارك الآمن والسريع للتبرع.
اتصل بنا | جمعية البر بحرمة
متجر جمعية البر بمحايل عسير
من أجل استمرار العطاء للمناحي الخيرية وتفعيل دور جمعية البر بمحايل عسير لدعم المشاريع والبرامج التي تخدم المجتمع ندكوكم للمشاركة من خلال متجر الجمعية لنتشارك العطاء والأجر ولنعمل من أجل مجتمع أفضل.
جمعية البر الخيرية بشرورة