419- قوله: {وإنا على آثارهم مهتدون} 22 وبعده مقتدون 23 خص الأول بالاهتداء لأنه كلام العرب في محاجتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعائهم أن آباءهم كانوا مهتدين فنحن مهتدون ولهذا قال عقبة {قل أولو جئتكم بأهدى} 24 والثانية حكاية عمن كان قبلهم من الكفار وادعوا الاقتداء بالآباء دون الاهتداء فاقتضت كل آية ما ختمت به. 470- قوله: {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} 14 وفي الشعراء: {إلى ربنا منقلبون} 20 لأن ما في هذه السورة عام لمن ركب سفينة أو دابة وقيل معناه إلى ربنا لمنقلبون على مركب آخر وهو الجنازة فحسن إدخال اللام على الخبر للعموم وما في الشعراء كلام السحرة حين آمنوا ولم يكن فيه عموم. 471- قوله: {إن الله هو ربي وربكم} 64 سبق. تفسير سوره الزخرف سعد. فصل في التعريف بالسورة الكريمة:. قال الألوسي: سورة الزخرف مكية كما روي عن ابن عباس وحكى ابن عطية إجماع أهل العلم على ذلك ولم ينقل استثناء وقال مقاتل: إلا قوله تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} فإنها نزلت ببيت المقدس كذا في مجمع البيان وفي الإتقان نزلت بالسماء وقيل: بالمدينة وعدد آيها ثمان وثمانون في الشامي وتسع وثمانون في غيره ووجه مناسبة مفتتحها لمخخم ماقبلها ظاهر. قال ابن عاشور: سورة الزخرف: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
تفسير سوره الزخرف سعد
﴿ بآياتنا ﴾: بمعجزاتنا الدالة على صدقه. ﴿ ملئه ﴾: قومه. ﴿ يضحكون ﴾: يسخرون ويستهزئون. مضمون الآيات الكريمة من (34) إلى (47) من سورة «الزخرف»:
1- توضِّح الآيات أن من يتغافل ويتعامى عن دين الرحمن يهيئ له الله شيطانًا يلازمه ويصرفه عن الخير، ويكون سببًا في دخوله النار معه، فيندم حيث لا ينفع الندم. 2- ثم يخفِّف الله سبحانه وتعالى عن رسوله ما وجده من عناد القوم، ويتوعدهم بالانتقام في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرة ويطلب منه أن يثبت على الحق الذي بعث به، وبيَّن له أن القرآن والإسلام شرف له ولقومه، فعليهم أن يشكروا الله على هذه النعمة. 3- ثم تسوق الآيات قصة موسى عليه السلام وفرعون؛ تثبيتًا للنبي صلى الله عليه وسلم وإنذارًا للمكذبين من قومه. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (34) إلى (47) من سورة «الزخرف»:
1- على الدعاة إلى الله أن يثبتوا على الحق، وأن يستهينوا بالصعاب التي يلاقونها مع استمرارهم في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والقول اللين الكريم والقدوة الطيبة. تفسير سورة الزخرف للناشئين (الآيات 1 - 25). 2- المعركة دائمة بيننا وبين الشيطان وجنوده، والمؤمن العاقل هو الذي يصرف وساوس الشيطان، ولا يستمع إلى إغرائه بالمعاصي ويتخذه دائمًا عدوًّا له فلا يتبع خطواته.
تفسير سورة الزخرف للسعدي
وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) القول في تأويل قوله تعالى: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) يقول تعالى ذكره: ( وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً): جماعة واحدة. ثم اختلف أهل التأويل في المعنى الذي لم يؤمن اجتماعهم عليه, لو فعل ما قال جلّ ثناؤه, وما به لم يفعله من أجله, فقال بعضهم: ذلك اجتماعهم على الكفر. وقال: معنى الكلام: ولولا أن يكون الناس أمة واحدة على الكفر, فيصيرَ جميعهم كفارا ( لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ). تفسير سوره الزخرف للشعراوي. * ذكر من قال ذلك. حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) يقول الله سبحانه: لولا أن أجعل الناس كلهم كفارا, لجعلت للكفار لبيوتهم سقفا من فضة. حدثنا ابن بشار, قال: ثنا هوذة بن خليفة, قال: ثنا عوف, عن الحسن, في قوله: ( وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) قال: لولا أن يكون الناس كفارا أجمعون, يميلون إلى الدنيا, لجعل الله تبارك وتعالى الذي قال, ثم قال: والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها, وما فعل ذلك, فكيف لو فعله.
تفسير سوره الزخرف للشعراوي
2- ثم يناقش اعتراضهم على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ليس من أصحاب الجاه والسلطان والمال الوفير من أهل مكة أو أهل الطائف ويبين لهم أن أمر النبوة خاضع لعلمه تعالى وحكمته، يختار لها مَنْ أحبَّ من عباده. 3- وتستمر الآيات في بيان تفاهة متع الدنيا وهوانها على الله؛ لذلك فهو يعطي منها للكافرين دون المؤمنين، ويجعل لمن يكفرون بالرحمن بيوتًا فاخرة وقصورًا عظيمة، سقفها من فضة، وجهزها بالأثاث والأسرَّة الذهبية. سورة الزخرف تفسير. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (26) إلى (33) من سورة «الزخرف»:
1- من واجبنا أن نميِّز دائمًا بين الزينة الظاهرة والحقيقة الجوهرية، وألا ننشغل بالزخرف والشكل الجذَّاب عن القيم الأصيلة والمبادئ القويمة. 2- فضل الله الناس على بعض في الرزق وفي الدرجات وجعلهم متفاوتين: منهم الغني ومنهم الفقير، منهم العالم ومنهم الجاهل؛ لينتظم أمر الحياة ويتعاون الناس، ويكون بعضهم مسخرًا لخدمة بعض، لا تسخير إذلال ولا امتهان للكرامة. معاني مفردات الآيات الكريمة من (34) إلى (47) من سورة «الزخرف»:
﴿ زخرفًا ﴾: ذهبًا أو فضة أو زينة مُزَوَّقة. ﴿ وإن كل ذلك لمَّا متاع الحياة الدنيا ﴾: وما كل ذلك النعيم العاجل الذي نعطيه للكفار إلا شيء يتمتع به في الحياة الدنيا الزائلة الحقيرة.
سورة الزخرف تفسير
ومنها: أن الولد جزء من والده، واللّه تعالى بائن من خلقه، مباين لهم في
صفاته ونعوت جلاله، والولد جزء من الوالد، فمحال أن يكون للّه تعالى ولد. ومنها: أنهم يزعمون أن الملائكة بنات اللّه، ومن المعلوم أن البنات أدون
الصنفين، فكيف يكون لله البنات، ويصطفيهم بالبنين، ويفضلهم بها؟! فإذا
يكونون أفضل من اللّه، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.
﴿ يخلفون ﴾: يسكنون في الأرض خلفًا عنكم. مضمون الآيات الكريمة من (48) إلى (60) من سورة «الزخرف»:
1- تواصل الآيات طرفًا من قصة موسى - عليه السلام - مع فرعون وجنوده حتى تنتهي بعقاب الكافرين وإغراقهم أجمعين، وجعلهم عبرة لمن بعدهم. 2- ثم تبيِّن دعوة عيسى - عليه السلام - قومه إلى عبادة الله وحده، واختلافهم في أمره إلى فرق: فمنهم من زعم أن ابن الله وجماعة زعمت أنه أحد آلهة ثلاثة، وطغى فريق فقال: إنه هو الله، وحذرتهم من عذاب الله، وعيسى - عليه السلام - بريء من كل ذلك، فهو مثل الأنبياء جميعًا. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الزخرف - الآية 33. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (48) إلى (60) من سورة «الزخرف»:
1- في قصة موسى - عليه السلام - ما يهدينا إلى التمسُّك بالحق؛ لأن النصر في النهاية له، فهي قصة صراع الحق مع الطغيان، والغَلَبة في النهاية كانت للحق ومن تمسك به. 2- حقارة الدنيا وقلة شأنها وهوانها على الله، ولولا أن يجتمع الناس جميعًا على الكفر، ويعرضون عن الإيمان؛ لأعطى الله الكافر كل ما فيها من نعيم؛ لأنه سيحرمه من نعيم الآخرة. معاني مفردات الآيات الكريمة من (61) إلى (73) من سورة «الزخرف»:
﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾: وإن عيسى - عليه السلام - علامة على قرب القيامة، فيعلم قربها بنزوله من السماء.
نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى اذكر ثلاثا عزيزي السائل ان كنت تبحث عن هذا سؤال فانت في المكان الصحيح تابعوا معنا. نعم الله لا تعد ولا تحصى. تلقيت رسالة من أحد أصدقائي الجهابذة في اللغة العربية مقولة منسوبة إلى داعية إسلامي معروف وهو إلى ذلك أستاذ بإحدى الجامعات ومفاد هذه المقولة أنه من الخطأ الشائع أن نقول نعم الله لا تعد ولا تحصى وأضاف قائلا – أي. أغسطس 05 2014 قسم. صور من نعم الله تعالى على الإنسان. لقد أنعم الله تعالى علينا بنعم لا تعد ولا تحصى ولكننا اعتدنا هذه النعم وغفلنا عن شكرها وكأننا لا نراها ونسينا أن نواصل الله تعالى بالحمد والشكر عليها وقد وعد الله تعالى عباده. حكم قول نعم الله لا تعدّ ولا تحصى - إسلام ويب - مركز الفتوى. نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى اذكر ثلاثا خلق الله تعالى الكون في ستة أيام ورفع السماء وأنزل منها أمطار وسطح الأرض ونصب الجبال وجعلها صالحة للزراعة وخلق المخلوقات كلها الحيوانات والطيور والانسان فلو نتفكر قليلا. نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى فاعلم أن الله -عز وجل- قد أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة من الأكل والشراب واللباس والمسكن وغير. حكم قول نعم الله لا تعد ولا تحصى نعم الله تعد ولا تحصى لأنه أثبت العد في سورة النحل وإن تعدوا نعمة الله النحل 34 ونفى الإحصاء لا تحصوها فلا يقال لا تعد ولا تحصى ما قولكم في هذه الرسالة أما بعدفإن نعم الله على عباده لو.
نعم الله لا تعد و لا تحصى جملة مثبتة او منفية - دروب تايمز
تاريخ النشر: الأربعاء 2 ذو القعدة 1435 هـ - 27-8-2014 م
التقييم:
رقم الفتوى: 265564
48745
0
253
السؤال
نعم الله تعدّ، ولا تحصى؛ لأنه أثبت العد في سورة النحل: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ) النحل: 34 ، ونفى الإحصاء: (لَا تُحْصُوهَا) فلا يقال لا تعد، ولا تحصى. ما قولكم في هذه الرسالة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن نعم الله على عباده لو اشتغل الإنسان بعدها، لم يقدر على حصرها، ولو اجتهد في ذلك؛ لكثرتها وتنوعها. والمقصود بالعد حصر المعدود، والوصول إلى نهايته، وهذا الذي لا يمكن، وهو الذي تنفيه الآية الكريمة. جاء في غرائب التفسير للكرماني: والإحصاء: بلوغ نهاية عدد الشيء. اهـ. نعم الله كثيرة لا تعد ولا تحصى - YouTube. قال ابن عطية: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها. أي إن حاولتم إحصاءها، وحصرها عددا، حتى لا يشذ شيء منها، لم تقدروا على ذلك، ولا اتفق لكم إحصاؤها إذ هي في كل دقيقة من أحوالكم. اهـ. أما مجرد العد فيمكن للإنسان أن يعد منها ما شاء، ولكنه لا يصل إلى حصرها ونهايتها، ولذلك يذكر العباد عددا من نعم الله عليهم، وانظر كتب التفسير. جاء في تفسير الخازن: نعم الله على العبد فيما خلق الله فيه من صحة البدن، وعافية الجسم، وإعطاء النظر الصحيح، والعقل السليم، والسمع الذي يفهم به الأشياء، وبطش اليدين، وسعي الرجلين، إلى غير ذلك مما أنعم به عليه في نفسه، وفيما أنعم به عليه مما خلق له من جميع ما يحتاج إليه من أمر الدين، والدنيا لا تحصى حتى لو رام أحد معرفة أدنى نعمة من هذه النعم، لعجز عن معرفتها، وحصرها فكيف بنعمه العظام التي لا يمكن الوصول إلى حصرها لجميع الخلق، فذلك قوله تعالى: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.
نعم الله كثيرة لا تعد ولا تحصى - Youtube
وإليكم نص ما ذكره الشيخ الشعراوي رحمه الله أورده بتمامه لأهميته: وأنت إذا نظرتَ إلى قول الحق سبحانه: { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا.. } [إبراهيم: 34]. ستجد الكثير من المعاني، ولكن مَنْ يحاولون التصيُّد للقرآن يقولون: إن هذا أمر غَيْر دقيق؛ فما دام قد حدث العَدّ؛ فكيف لا يتم الإحصاء؟ وهؤلاء ينسوْنَ أن المقصود هنا ليس العدّ في ذاته؛ ولكن المقصود هو إرادة العدِّ. نعم الله لا تعد و لا تحصى جملة مثبتة او منفية - دروب تايمز. ولو وُجِدت الإرادة فليس هناك قدرة على استيعاب نعم الله، ومن هنا لا نرى تعارضاً في آيات الله، وإنما هو نسق متكامل، فأنت لا تُقبِل على عَدِّ أمر إلا إذا كان غالبُ الظن أنك قادرٌ على العَدِّ، وذلك إذا كان في إمكان البشر، ولكن نعم الله فوق طاقة مقدور البشر. والمثَل أيضاً على مسألة إرادة الفعل يمكن أن نجده في قوله الحق: {يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ} [المائدة: 6]. ونحن لا نغسل وجوهنا لحظة أن نقومَ بالصلاة؛ ولكننا نغسلها ونستكمل خطوات الوضوء حين يُؤذّن المؤذن ونمتلك إرادة الصلاة، فكأن القول هنا يعني: إذا أردتُم القيام إلى الصلاة فافعلوا كذا وكذا. وعودة إلى مقولة الداعية، يتضح أن الآية الكريمة لم تثبت العدّ، كما توهّم، بل تثبت إرادة العدّ، كما أن العدّ والإحصاء بمعنى واحد في اللّغة.
حكم قول نعم الله لا تعدّ ولا تحصى - إسلام ويب - مركز الفتوى
التفاصيل
مقالات
مقالات شرعية
في: 28 شباط/فبراير 2017
القراءات: 8424
(وقت القراءة: 3 - 5 دقائق)
تلقيت رسالة من أحد أصدقائي الجهابذة في اللغة العربية، مقولة منسوبة إلى داعية إسلامي معروف وهو إلى ذلك أستاذ بإحدى الجامعات، ومفاد هذه المقولة أنه من الخطأ الشائع أن نقول (نِعم الله لا تُعد ولا تُحصى) وأضاف قائلا - أي الداعية - إن الصواب أن نقول إن (نِعم الله تُعد ولا تُحصى) ودليله على ذلك، قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) [إبراهيم، 18]، وأضاف الداعية قائلا: (فقد أثبت الله العد ونفى الإحصاء). انتهى الكلام المنسوب للداعية، وقد سألني صديقي عن رأيي في هذا الكلام ومدى موافقتي له. فقلت: بداية ينبغي التأكد من نسبة هذا الكلام إلى الداعية المعروف الذي هو أستاذ جامعي متخصص في مجال الشريعة ولاشك أنه أعلم مني بالتفسير. وأضفت: ولكن رأيي الشخصي على هذا الكلام أنه غير دقيق لعدة أسباب؛ منها: أن العد والإحصاء في اللغة هما بمعنى واحد. قال تعالى (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) [مريم، 94]. وبهذا جاءت المعاجم، إذ يقول ابن منظور في (لسان العرب) مادة (عدد): (العَدُّ: إِحْصاءُ الشيءِ، عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه).
وقال في مادة (حصي): (والإحْصاءُ العَدُّ والحِفْظ). وقال الألوسي في (روح المعاني) في تفسير الآية السابقة [مريم، 94]: (وأصل الإحصاء العد بالحصى فإن العرب كانوا يعتمدونه في العد ثم استعمل لمطلق العد). وثاني الأسباب أن معنى الآية الكريمة التي استشهد بها الداعية وهي قوله تعالى (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا) يحتمل من ناحية اللّغة أن يكون المقصود منه، ليس إثبات العد كما توهّم الداعية، وإنما من المحتمل أن يكون المقصود بقوله تعالى (وإن تعدوا) هو (وإن أردتم العد) لأن اللغة العربية قد يأتي الفعل فيها ويكون المراد به لا الفعل نفسه، ولكن نية عمل الفعل. وذلك كما في قوله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [النحل، 98]، قال الزمخشري في (الكشاف) عند تفسير الآية: (والمعنى: فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ كقوله: "إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ"(المائدة: 6))، انتهى كلام الزمخشري. ثم قلت للصديق: وعلى هذا يمكن أن يُحمل معنى قوله تعالى (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا) أي (إذا أردتم أن تعدوا نعمة الله فلن تستطيعوا إحصاءها).
وإنما قلتُ - يُحتمل أن يكون المعنى كذلك - لأني لا أريد أن أفتي في كتاب الله بغير علم. فلم يسبق لي أن سمعت هذا التفسير من عالم، ولا قرأته في كتاب، وإنما هو خاطر خطر لي عندما قرأت المقولة المنسوبة لذلك الداعية. ثم عنًّ لي أن أراجع كتب التفسير لأرى صحة توجيهي للآية الكريمة. فرجعت إلى أمهات كتب التفسير خاصة ما يهتم منها بالتفسير البياني للقرآن الكريم، وأول ما رجعت إليه هو تفسير (الكشاف للزمخشري)، فلم أجده يفصّل في شرح الآية وإنما يوردها وكأنها معروفة مفهومة. فراجعت تفسير (التحرير والتنوير) لابن عاشور، وهو من التفاسير الرائعة التي تعنى بالتفسير البياني، فلم أجد لديه من التفصيل ما يشفي غليلي، وهكذا راجعت عدة تفاسير منها (روح المعاني) للألوسي، وتفسير الفخر الرازي (مفاتيح الغيب)، و(جامع البيان في تفسير القرآن) للطبري، وكلها لم أجد فيها ما أبحث عنه. وبعد أن كدت أيأس، خطر في بالي أن أراجع خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، فوجدته يذكر بالنص ما دار بذهني عند قراءة الآية الكريمة، ولم أكن قد سمعته من أحد قبله أو اطلعت عليه مكتوباً، فحمدت الله تعالى على هذا الالهام وحسن الفهم لكتابه العزيز، وعجبت كيف غاب معنى قريب مثل هذا عن مثل هذا الداعية المعروف.