قال شاعر النيل (حافظ إبراهيم): الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق وليس شرطاً أن كل أُم متعلّمة ينطبق عليها ذلك البيت من الشعر، فقد ينطبق كذلك على أُم بسيطة وفلاحة وأمية لا تقرأ ولا تكتب، ولكن لديها رؤية وضمير حي، وتعرف كيف تُخرج من الأطفال رجالاً، ولكنّ هذا لا يمنع من أن أقول: أما إذا كانت الأم متعلمة ولديها رؤية وضمير حي، فهي من دون شك (خير على خير)، فالتعليم أصبح تقريباً (فرضاً واجباً) على المرأة مثلما هو على الرجل. واسمحوا لي في هذا اليوم أن أحكي لكم عن قصة – إن جاز التعبير - وبطلتها امرأة فلاحة وأميّة ومكافحة، قد تكون فيها عبرة لكل أُم لديها أطفال، وباسم الله نبدأ: في عام 1879 تزوجت (مبروكة خفاجي) من (إبراهيم عطا) وهو فلاح، وبسبب ضيق الحال طلّقها رغم أنها كانت حاملاً في الشهور الأخيرة. أمك..ثم أمك.. ثم أمك... انتقلت مبروكة مع والدتها وأخيها إلى الإسكندرية وأنجبت ابنها (علي إبراهيم عطا) وقررت أن تفعل كل ما بوسعها لتربيته وتعليمه على أحسن وجه. كان عندها مائة سبب وسبب لتندب حظها وتتعقد من الرجال، وتترك ابنها يبيع مناديل في الشوارع، لكنها عملت بائعة جبنة في شوارع الإسكندرية وأدخلت ابنها (علي) مدرسة، وبعد أن حصل على الابتدائية ذهب والده ليأخذه ويوظّفه بالشهادة الابتدائية.
امك ثم امك ثم امك حديث
ت + ت - الحجم الطبيعي
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: ((جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله.. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. امك ثم امك ثم اس. قال: أبوك)) (متفق عليه). واهمٌ من يظن أن الأم حالة واقعة يتم استحضارها كمجرد ذكرى مرة ولمدة يوم واحد في السنة، والذي يصادف الحادي والعشرين من مارس. ربما يكون ذلك عند الفرنسيين الذين ابتدعوا فكرة «عيد الأم»، ليكون عوضاً عن احتفال الأمهات والعائلات الراقية، الذي كان عائداً إلى طقس تقليدي في المجتمع الفرنسي. وكأن فكرة «عيد الأم» في البلدان الفرنكفونية، تعبر عن أهمية المحافظة على سلوك مجتمع كان سائداً منذ القرن التاسع عشر، حتى جاء المارشال «بيتان» وكتب مقالة رصينة في يونيو عام 1941، أوضح فيها أن «الأم ليست مجرد صورة توضع على الجدران يتم النظر إليها كل عام، بل لا بد أن نجعل من الأم قيمة أخلاقية تجسد معاني التضحية وإنكار الذات والحب الأبدي»..
وهناك ادعاء بأن الولايات المتحدة الأميركية هي صاحبة فكرة «عيد الأم»، عبر جنودها الذين درجوا على إرسال بطاقات معايدة لأمهاتهم، لاطمئنانهن بأنهم في مهمة نبيلة من أجل إعادة السلام إلى ربوع أوروبا!!
حديث امك ثم امك ثم امك
لكن (مبروكة) كان حلمها أكبر بكثير فقامت بتهريبه من سطح بيتها إلى سطح البيت المجاور وهربت به إلى القاهرة وأدخلته المدرسة الخديوية وعملت لدى أسرة السمالوطي لتستطيع أن تنفق على تعليمه. تفوّق (علي) في دراسته واستطاع دخول مدرسة الطب وتخرج فيها عام 1901. بعد 15 عاماً مرض السلطان حسين كامل بالسرطان واقترح عالِم البيولوجي الدكتور عثمان غالب على السلطان اسم الدكتور علي إبراهيم، فاستطاع إجراء جراحة خطيرة وناجحة له، فعيّنه السلطان طبيباً خاصاً له ومنحه رتبة البكوية. في عام 1922 منحه الملك فؤاد الأول رتبة الباشوية، وفي عام 1929 تم انتخاب الدكتور علي باشا إبراهيم أول عميد مصري لكلية الطب بجامعة فؤاد، ثم أصبح بعدها رئيساً للجامعة، وفي عام 1940 تم تعيينه وزيراً للصحة. سئل (نابليون): أي حصون الشرق الإسلامي أمنع؟! أجاب: الأمهات الصالحات. وأبلغ من ذلك ما أوصى به الرسول الكريم عندما قال لكل ابن: أُمك ثم أُمك ثم أُمك. امك ثم امك ثم امك حديث. يا ليتني شاهدت وعرفت أمي.
امك ثم امك ثم اس
وهنا أقبل يحثّ الخطى نحو الحبيب –صلى الله عليه وسلم- ليسأله عمّا يدور في ذهنه من تساؤلات، فوجده واقفاً بين كوكبة من أصحابه، فمضى إليه ثم وقف أمامه وقال: " يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟". خرجت الكلمات من فم الصحابي الكريم وهو يمعن النظر في وجه النبي –صلى الله عليه وسلم- ينتظر جوابه، وكلّ ظنّه أن الإجابة ستكون بياناً لصفاتٍ معيّنة إذا اجتمعت في امريء كانت دليلاً على خيريّته وأحقّيته بالصحبة، أوربّما كان فيها تحديداً لأسماء أفرادٍ ممن اشتهروا بدماثة الخلق ورجاحة العقل. لكن الجواب الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يكن على النحو المتوقّع، فلقد قال عليه الصلاة والسلام: (أمّك) ، نعم! الدرر السنية. هي أحقّ الناس بالصحبة والمودّة، ويستزيد الصحابي النبي عليه الصلاة والسلام ليسأله عن صاحب المرتبة الثانية، فيعود له الجواب كالمرّة الأولى: (أمّك) ، وبعد الثالثة يشير –عليه الصلاة والسلام- إلى الأب، ثم الأقرب فالأقرب.
امك ثم امك ثم ام اس
الأم أولاً وقبل كل شيء، هي صانعة تاريخ الجنس البشري بأسره وبلا منازع، فالأم عبر التاريخ هي التي غيرت مجرى التاريخ، بإنجابها أبطالاً من الزعماء والقادة وصناع القرار، ولولا جهود أمهاتهم لما استطاعوا أن يقودوا مسيرة شعوب كانت في أمس الحاجة إلى قيادات استلهمت المضامين الحقيقية لأماني الشعوب. وفي هذه المناسبة يحضرني ما جاء في سيرة أفلاطون، الذي ظل يبحث لسنوات طوال عما يزيل عنه متاعب الحياة ويجلب له راحة نفسية مفقودة. بقي أفلاطون مهموماً، لكنه عندما استفاق من عذابات السنين كتب: «لم أجد الطمأنينة في أي مكان إلا في حضن أمي». وهذا ما دعا الرئيس الأميركي الأسبق «أبراهام لينكولن» لأن يجاسر بالقول: أنا مدين لأمي بكل ما وصلت إليه من المجد والشهرة. أما جبران خليل جبران، فيرى أن أعظم لفظ عرفته البشرية هو كلمة «أمي». أمك ثم أمك ثم أمك. أسوق هذه السطور وشمس الحادي والعشرين من مارس قد أفلت، وفي أثرها تماهت بقايا ألق الاحتفالات بعيد الأم، بكل أشكالها ومظاهرها. لكن الأم أكبر من أن يختزل الاحتفال بها في يوم واحد من أيام السنة، وأعني بذلك أمهات الزمن الجميل اللاتي كابدن ظروفاً بالغة القسوة في الأزمنة الصعبة.. أمهات المواقف التي لا تنسى.. القابعات على جمر حياة لم يتوفر فيها إلا النزر القليل الذي تجود به الحياة عندئذٍ؛ حفنة من طحين، أو حفنة يد من أرز أو تمر، مع ما تيسر من ماء يبل الحلق، وندف خبز لا تسمن ولا تغني من جوع!
أمّا صديقتي الصّحافيّة البريطانيّة، فَلم تعلّق بتاتًا، مُكْتفِيةً بِنظرةِ جُمودِ بلادِ الضّبابِ الّتي عَلقَتْ جليًّا وسطَ بؤبؤِ عينيها. أوجعتني كثيرًا صديقتي الكينيّة المُثقّفة الّتي أهدتني يومًا تُحفَ مجسّماتٍ فنّيّة خشبيّة لِحيواناتِ غاباتِ كينيا، والّتي ما انفكّت تُغازِلُ وطني بشاعريّةِ قيسٍ لِـ "ليالي" لبنان. تنهّدَتْ ضجيجًا قُرْبَ وجهيَ وهَمسَتْ كالعَزيفِ في سويداءِ قلبي:"ماذا؟ لبنان؟ حتّى قانونُ القبائلِ يا صديقتي يُستساغ من قدسيّة الأمومة بإلهامٍ من هذا الحيوان. يا الله! إنّه قانون الطبيعة! امك ثم امك ثم ام اس. إنّه الله! " تصلّبتْ لُبنانيّةُ أورِدتي جليدًا من لهبٍ في سرّي، وأنا ألتفِتُ كالغريبةِ عن "الإنسان"، أبحثُ عن ضوءٍ يُطفيءُ ذاكرتي كي لا أتهوّر غضبًا وأسترسلُ في "الإفصاح" عن هويّة "أناقة" قوانين بلادي في دوائر التنفيذ العدليّة التي تَخْتُمُ على بصماتِ القرارات بِـ "سلخِ" المحضونِ عن أمّه وبمؤازرة للقوى الأمنيّة. تظاهرتُ حينها بما يُشبهُ الموتَ، فأغمضتُ عينيّ روحي قسرًا وآثَرْتُ غَيبوبة الصّمت. في هنيهنةٍ من قدر، أدركْتُ أنّ قُدرةَ الخَيالِ وحدها أوهَنُ من تصوّر "وحشيّة" هذه المشهديّة، لكنّ إدراكِي فاتَه حينها أنّ ما يرفُضُهُ الخيالُ أو يعْجَزُ عنْهُ المنطق أحيانًا، يُدركنا "شخصيّاً" من حيث لا ندري في أبلغِ "حُلّة" وفي عقر الواقع، وبالقانونِ!
منهج اهل السنة والجماعة لها عدة امور:
الاول:
التسليم التام, والانقياد الكامل بكل ما جاء عن الله تعالى في كتابه, وما صح عن رسوله عليه الصلاة و السلام, مع فهم هذه النصوص والعمل بها, والقيام بتعظيم هذه النصوص الشرعية واجلالها, وعدم التعرض عليها باي نوع من الاعتراض. الثاني:
الاحتجاج بكل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم, فيجب على المسلم ان يقبل و يحتج بكل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم, سواء كان متواترًا او آحادا في الاحكام والعقائدز
الثالث:
نصوص الكتاب و السنة لا تعارض الادلة العقلية, فالنصوص الصحيحة موافقة لما يقرره العقل السليم, والمراد بالعقل السليم ما كان سالما من الانحرافات والشبهات وثابتا بالتجربه و البرهان. فإذا وجد ما يوهم التعارض بين النص الشرعي الثابت وبين العقل. علينا ان ننقاد للنص الشرعي. الرابع:
ان الصحابة رضي الله عنهم اعلم الناس بعد الرسول عليه الصلاة و السلام بالعقيدة, ولذا فتفاسيرهم للنصوص الشرعية حجة, فقد شاهدوا تنزيل القرأن الكريم, وعاشو مع النبي عليه الصلاة و السلام, فهم اذح الناس فهما للرسالة المحمدية. الدرس الخامس : منهج أهل السنة والجماعة في تلقي العقيدة. الخامس و الاخير:
الاتباع و ترك الابتداع في الدين فإن الابتداع من اعظم ابواب الضلال والفرقة.
منهج اهل السنة والجماعة في تلقي العقيدة بيان بمكاتب المحاسبة
أصول العقيدة الإسلامية:
أصول العقيدة الإسلامية تجمعها أركان الإيمان الستة: وهي الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والدليل على هذه الأركان قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: 177]. والدليل على الإيمان بالقدر من القرآن الكريم سورة القمر قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر: 49- 50]. منهج اهل السنة والجماعة في تلقي العقيدة والمصطلح 16 كتاب. ومن السنة:
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سأل جبريل عليه السلام نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) [6]. هذه الأركان الستة هي أساس العقيدة الإسلامية وأصولها والعقيدة الإسلامية متوقفة على هذه الأركان، فلا تقوم العقيدة إلا بها. الهوامش: [6] أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب: الإيمان ما هو وبيان خصاله، رقم(5)
طريقة البحث
نطاق البحث
في الفهرس
في المحتوى
في الفهرس والمحتوى
تثبيت خيارات البحث