والملاحظ أن هذا يحدث على مدار السنة أي أثناء تعاقب الفصول الأربعة وهذا الاختلاف يحدث ويختلف من بقعة إلى أخرى على الكرة الأرضية. أي أن تعاقب الفصول الأربعة خلال العام يؤثر على كل من طول الليل والنهار والعكس صحيح، ولإيجاد العلاقة بينهما نطرح السؤال التالي: ( كيف يحدث تعاقب الفصول الأربعة) ؟ لنفترض جدلاً أن هذا يحدث نتيجة دوران الشمس حول الأرض وتعاقب الليل والنهار كذلك، فكيف لهاتين الظاهرتين أن تحدثا في زمنين مختلفين أحدهما في 24 ساعة والآخر في 25, 365 يوماً نتيجة حركة الشمس حول الأرض، مع علمنا بأن الشمس بعدها عن الأرض ثابت تقريباً. ولكي نفهم الأمر ملياً نضرب لكم المثال الحسي التالي:
طائف بالبيت العتيق إذا قرب من البيت فإنه يدور حوله في زمن قصير وإذا بعد عنه فإنه يدور حوله في زمن كبير، أي لا يستطيع أن يحقق حتماً زمنين مختلفين من جراء دورة واحدة فقط، إذاً الافتراض الجدلي بأن الشمس هي التي تدور حول الأرض باطل بسبب تناقض نتائج التعاقبين، إذاً نحن الآن أمام افتراض بأن الظاهرتين تحدثان نتيجة دوران الأرض ؛ ولكن كيف يتحقق ذلك ؟ وحتى نتحقق من هذا الافتراض والحكم عليه بالصواب أو الخطأ نستعرض الحقائق والمشاهدات العلمية التالية:
أولاً.
- تعاقب الليل والنهار للاطفال
- سبب تعاقب الليل والنهار
- تعاقب الليل والنهار من مظاهر
- تنتج ظاهرة تعاقب الليل والنهار من حركة
- سبب نزول الايات (1-5) من سورة التحريم
تعاقب الليل والنهار للاطفال
يختلف طول النهار يوميّاً عن طول الليل، وذلك نتيجةً لانحراف مِحور الأرض الذي تدور حوله خلال اليوم بالنسبة لدورانها عن المحور الذي تدور حوله خلال سنةٍ كاملة بالنسبة للشمس، وقُدّرت زاوية الانحراف بمقدار 23. 5 درجة، بالتالي يؤدّي الانحراف إلى اختلاف الفترة الزمنية بين شروق الشمس وغروبها على دوائر العرض بالنسبة للأرض، ويزداد طول النهار والليل كلّما اتّجهنا من خطّ الاستواء إلى القطب الشمالي والقطب الجنوبي للأرض، حتّى يصل طول النهار في أحدهما نصف السنة، وفي الوقت ذاته يكون طول الليل في القطب الآخر نصف السنة أيضاً. تُعدّ ظاهرة الليل والنهار من النّعم التي أنعمها الله تعالى على الإنسان، فلو كانت الأرض ثابتةً لا تتحرّك، لكان نصف الأرض المقابل للشمس محترقاً، نتيجة تعرّضه المستمر للشمس، بالإضافة إلى أنّ الحياة على الأرض سوف تكون مستحيلة؛ لأنّ النّصف الآخر من الأرض والبعيد عن الشمس سيكون في ظلامٍ دائم ولا تصله الحرارة، ممّا يؤدّي إلى موت جميع الكائنات الحية وتجمّدها، بالتالي تصبح الحياة مستحيلةً.
سبب تعاقب الليل والنهار
وأيضاً ثمة إعجال في الاتصال بينهما. وتلكم الآيات التي تتحدث في هذا الموضوع:
- قال تعالى: { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} (البقرة:164). - قوله عز وجل: { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} (آل عمران:190). - قوله سبحانه: { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} (الأعراف:54). - قوله جلَّ من قائل: { إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون} (يونس:6). - قوله تعالى: { وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الرعد:3). - قوله عز وجل: { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا} (الفرقان:62).
تعاقب الليل والنهار من مظاهر
يوجد اختلافات مُتعدّدة بين منطقة الليل ومنطقة النهار على سطح الأرض، ومن هذه الاختلافات: الاختلاف في درجات الحرارة. الاختلاف في كميّة الأشعة الكونية التي تسقط على كل من الليل والنهار. اختلاف في تأثير المد والجزر. اختلاف في أساليب الحياة للكائنات الحيّة والنباتات، فلولا هذه الاختلافات لما استمرَّت الحياة على سطح الأرض. وعند النظر إلى سطح الأرض من الخارج نجد أنّ الظلام يغشى النهار على سطحها، حيث تكون الأرض مُحاطة بشكل كامل في الظلام، ليتمَّ التوصل في النهاية إلى أنّ الليل يلحق النهار ويحاول التقاطه دون أن يسبقه أو يتقدَّم عليه. فوائد الليل والنهار استقرار وثبات درجات الحرارة على سطح الأرض لتبقى مُناسبة للحياة. حدوث الليل والنهار مهمّة في نموّ النباتات وتكاثرها والقيام بكل عمليّاتها. ينشأ عنهما اختلاف في التوقيت العالمي للدول كلٌ حسب مكانها من الكرة الأرضيّة. اختلاف في كميّات الأشعة التي تسقط على أماكن محدّدة من سطح الأرض. ساعدت دراسة الليل والنهار في إثبات كرويّة الأرض من خلال ميل محور الأرض وحركتها المستمرَّة والمنتظمة.
تنتج ظاهرة تعاقب الليل والنهار من حركة
ثانياً: من المعروف أن حرارة المناطق الاستوائية أعلى من المناطق الشمالية والجنوبية على الكرة الأرضية... لماذا؟ الجواب أن ذلك بسبب ميلان الشمس على سطح الأرض الكروية في شمالها وجنوبها. إذن نستطيع أن نستنتج: أن الفصول الأربعة تحدث نتيجة ميلان أشعة الشمس على الكرة الأرضية مع الإقرار بالحقيقة العلمية التالية: أن بُعد الأرض عن الشمس ثابت بنسبة تصل (99, 99%). وبالعودة للافتراض الثاني بدوران الأرض حول الشمس، وهل له أن يحقق هذين التعاقبين؟ فالجواب: نعم، ولكن مع ملاحظة الشروط التالية:
1- أن تكون للأرض دورة حول نفسها بسرعة معينة لإحداث اختلاف الليل والنهار. 2- أن تكون للأرض دورة أخرى حول الشمس بسرعة مختلفة لإحداث الفصول الأربعة، وطول وقصر الليل والنهار، ولكن بشرط أن يكون مستوى الفلك (المدار) الذي تدور فيه الأرض حول الشمس يصنع زاوية مع دائرة الاستواء الأرضي. * المقال مستفاد من موقع الهيئة العالمية للكتاب والسنة بتصريف يسير.
الحديث عن دلائل عظمة الله وإعجازه في خلقه لا يمكن أن ينتهي في بضع كلمات لأنّه حديثٌ عن إبداع الله الخالق المبدع المصوّر، ولو تأمل الإنسان في زهرة أو شجرة لجلس لسنواتٍ كثيرة وهو لم يدرك إلا القليل من جمال الإعجاز الكبير الذي أودعه الله تعالى فيها، وهذا كلّه من كرم الله وعطائه اللامحدود. الخاتمة: إعجاز الله في كل شيء
إعجاز الله تعالى يظهر في كلّ شيء في الكون بدءًا من حياة الإنسان وطريقته في العيش، ومرورًا بالسماء والأرض وما بينهما من نجومٍ وكواكب وأقمار ومجرّات، وكيف أنّ الله تعالى جعل لكلّ ذرة في هذا الكون مسارًا ثابتًا يمضي بحكمته وقدرته وعلمه كما يعلم البذرة التي تنبت في الأرض ويعلم عدد قطرات المطر وعدد قطرات الماء في البحار، كما يعلم السرّ والجهر، ويظهر إعجاز الله تعالى في الحياة والموت، فهو الوحيد القادر على أن يحيي ويميت ويجعل الشمس تشرق من مشرقها إلى أجلٍ مسمى.
– وفي رواية اخرى لابن عباس انه قال أن حفصة شاهدت الرسول عليه الصلاة والسلام مع مارية القبطية في يوم عائشة ، فقالت له أنها ستخبر عائشة فقال لها الرسول أنه لن يقربها وأنها محرمه عليه وطلب منها ألا تخبر عائشة، ولكنها أخبرت عائشة، وعندما علم الرسول أنها أخبرتها قرر أن ينعزل عن أهله، وقد أنزل الله تعالى الآية ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما الآية) في السيدة عائشة والسيدة حفصة. أسماء سورة التحريم:
اطلق الكثير من الأسماء على سورة التحريم، فقد سميت بسورة( النبي)، وسميت أيضا على حسب رواية أبي ذرٍ الهروي باسم سورة ( اللم تحرم)، كما أطلق عليها الزبير سورة (النساء)، وقد سميت بالتحريم لأن كان سبب نزولها التحريم الذي حرمه الرسول على نفسه. الدروس المستفادة من سورة التحريم:
– بدأت السورة الكريمة بعتاب الله للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أنه قام بتحريم شيء أحله الله له دون أن ينتظر وحي، وتشير السورة الكريمة أنه يجب على الزوجات عدم افشاء أسرار أزواجهن، وأن السر يجب ألا يخرج من بين الزوجين أبدا، وبهذا ضرب الله مثلا للأسرة المسلمة السعيدة، التي يجب أن يلتزم بها كل من الزوجين بعدم اخراج اسراراهما إلى أي شخص أخر.
سبب نزول الايات (1-5) من سورة التحريم
[٢]
سبب نزول سورة التحريم
وردت عدّة روايات تبيّن أسباب نزول سورة التحريم، فروى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يشرَبُ عسلًا عِندَ زينبَ بنتِ جحشٍ، ويمكُثُ عِندَها، فواطَيتُ أنا وحفصَةُ على: أيَّتُنا دخَل عليها فلتقُلْ له: أكَلتَ مَغافيرَ، إني أجِدُ منك رِيحَ مَغافيرَ، قال: لا، ولكني كنتُ أشرَبُ عسلًا عِندَ زينبَ بنتِ جحشٍ، فلن أعودَ له، وقد حلَفتُ، لا تُخبِري بذلك أحدًا) ، [٣] فنزل قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
لكنها أفشت السر فتبين أخيرا أن القصة كانت مدروسة ومعدة فتألم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك كثيرا فنزلت عليه الآيات السابقة لتوضح الأمر وتنهى من أن يتكرر ذلك مرة أخرى في بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) (1). وجاء في بعض الروايات أن الرسول ابتعد عن زوجاته لمدة شهر بعد هذا الحادث (2) ، انتشرت على أثرها شائعة أن الرسول عازم على طلاق زوجاته ، الأمر الذي أدى إلى كثرة المخاوف بينهن ( 3) وندمن بعدها على فعلتهن. _______________________
1. هذا الحديث أورده في الاصل البخاري في ج6 ، ص194 ، من صحيحه ، والتوضيحات التي ذكرت في الاقواس تستفاد من كتب اخرى. 2. تفسير القرطبي ، وتفاسير اخرى ، ذيل الاية مورد البحث. 3. تفسير في ظلال القران ، ج8 ، ص163.