السبب الحادي عشر: عفو أرحم الراحمين من غير شفاعة ، كما قال تعالى: ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فإن كان ممن لم يشأ الله أن يغفر له لعظم جرمه ، فلا بد من دخوله إلى الكير ، ليخلص طيب إيمانه من خبث معاصيه ، فلا يبقى في النار من في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان ، بل من قال: لا إله إلا الله ، كما تقدم من حديث أنس رضي الله عنه. وإذا كان الأمر كذلك ، امتنع القطع لأحد معين من الأمة ، غير من شهد له الرسول ﷺ بالجنة ، ولكن نرجو للمحسنين ، ونخاف عليهم.
- معلومات عن طيور الجنة : animals-wd
- مؤسسة مكة المكرمة الخيرية الالكترونية لتحفيظ القران
معلومات عن طيور الجنة : Animals-Wd
فتأمل كيف جعل رجاءهم مع إيمانهم بهذه الطاعات ؟ فالرجاء إنما يكون مع الإتيان بالأسباب التي اقتضتها حكمة الله تعالى ، شرعة وقدرته وثوابه وكرامته. ولو أن رجلاً له أرض يؤمل أن يعود عليه من مغلها ما ينفعه ، فأهملها ولم يحرثها ولم يبذرها ، ورجا أنه يأتي من مغلها مثل ما يأتي من حرث وزرع وتعاهد الأرض -: لعده الناس من أسفه السفهاء! وكذا لو رجا وحسن ظنه أن يجيئه ولد من غير جماع! أو يصبر أعلم أهل زمانه من غير طلب العلم وحرص تام! وأمثال ذلك. فكذلك من حسن ظنه وقوي رجاؤه في الفوز بالدرجات العلى والنعيم المقيم ، من غير طاعة ولا تقرب إلى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. ومما ينبغي أن يعلم أن من رجا شيئاً استلزم رجاؤه أموراً:
أحدها: محبة ما يرجوه. الثاني: خوفه من فواته. الثالث: سعيه في تحصيله بحسب الإمكان. وأما رجاء لا يقارنه شيء من ذلك ، فهو من باب الأماني ، والرجاء شيء والأماني شيء آخر. فكل راج خائف ، والسائر على الطريق إذا خاف أسرع السير ، مخافة الفوات. وقال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فالمشرك لا ترجى له المغفرة ، لأن الله نفى عنه المغفرة ، وما سواه من الذنوب في مشيئة الله ، إن الله غفر له ، وإن شاء عذبه.
وهل يجب الإسلام ما قبله من الشرك وغيره من الذنوب وإن لم يتب منها ؟ أم لا بد مع الإسلام من التوبة من غير الشرك ؟ حتى لو أسلم وهو مصر على الزنا وشرب الخمر مثلا ، هل يؤاخذ بما كان منه في كفره من الزنا وشرب الخمر ؟ أم لا بد أن يتوب من ذلك الذنب مع إسلامه ؟ أو يتوب توبة عامة من كل ذنب ؟ وهذا هو الأصح: أنه لا بد من التوبة مع الإسلام ، وكون التوبة سبباً لغفران الذنوب وعدم المؤاخذة بها - مما لا خلاف فيه بين الأمة. وليس شيء يكون سبباً لغفران جميع الذنوب إلا التوبة ، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ، وهذا لمن تاب ، ولهذا قال: لا تقنطوا ، وقال بعدها: وأنيبوا إلى ربكم الآية. السبب الثاني: الاستغفار ، قال تعالى: وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. لكن الاستغفار تارة يذكر وحده ، وتارة يقرن بالتوبة ، فإن ذكره وحده دخلت معه التوبة ، كما إذا ذكرت التوبة وحدها شملت الاستغفار. فالتوبة تتضمن الاستغفار ، والاستغفار يتضمن التوبة ، وكل واحد منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق ، وأما عند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى ، فالاستغفار: طلب وقاية شر ما مضى ، والتوبة: الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله.
[3]
انظر أيضًا
مكة المكرمة
وصلات خارجية
مؤسسة مكة المكرمة الخيرية. المراجع
^ إنجازات المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين: المنظمات الإسلامية الكبرى، عبدالله صالح العبيد، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة، الرياض، 1419هـ/1999م، ص46. ^ إنجازات المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين: المنظمات الإسلامية الكبرى، عبدالله صالح العبيد، ص46-47. ^ إنجازات المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، عبدالله صالح العبيد، ص47-48. مؤسسة مكة المكرمة الخيرية لرعاية. {{bottomLinkPreText}}
{{bottomLinkText}}
This page is based on a Wikipedia article written by
contributors ( read / edit). Text is available under the
CC BY-SA 4. 0 license; additional terms may apply. Images, videos and audio are available under their respective licenses. {{}} of {{}}
Thanks for reporting this video! ✕
This article was just edited, click to reload
Please click Add in the dialog above
Please click Allow in the top-left corner, then click Install Now in the dialog
Please click Open in the download dialog, then click Install
Please click the "Downloads" icon in the Safari toolbar, open the first download in the list, then click Install
{{::$}}
Follow Us
Don't forget to rate us
مؤسسة مكة المكرمة الخيرية الالكترونية لتحفيظ القران
الاولــى
مقـالات
المجتمـع
الفنيــة
الثقافية
الاقتصادية
القرية الالكترونية
متابعة
منوعـات
شعر
عزيزتـي الجزيرة
الريـاضيـة
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الكاريكاتير
وذلـك وفـق توجهـات المؤسسـة فـي المنـح
0. 00
إجمالى الآراء [0]
كن أول من يقوم بتقييم هذه المؤسسة لتفيد الآخرين بتجربتك.