والعلم عند الله تعالى. تنبيه. كان من الممكن أن نقدم هذه النتيجة من أول الأمر ما دامت متفقة في النهاية مع قول علماء الهيئة ، ولا نطيل النقول من هنا وهناك ، ولكن قد سقنا ذلك كله لغرض أعم من هذا كله ، وقضية أشمل وهي من جهتين:
أولاهما: أن علماء المسلمين مدركون ما قال به علماء الهيئة ، ولكن لا من طريق النقل أو دلالة خاصة على هذه الجزئية من القرآن ، ولكن عن طريق النظر والاستدلال; إذ علماء المسلمين لم يجهلوا هذه النظرية ، ولم تخف عليهم هذه الحقيقة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التكوير. ثانيتهما: مع علمهم بهذه الحقيقة وإدراكهم لهذه النظرية ، لم يعز واحد منهم دلالتها لنصوص الكتاب أو السنة.
تفسير آية وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
تنبيه آخر. إذا كان علماء الإسلام يثبتون كروية الأرض ، فماذا يقولون في قوله تعالى: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت إلى قوله وإلى الأرض كيف سطحت [ 88 \ 17 - 20]. وجوابهم كجوابهم على قوله تعالى: حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة [ 18 \ 86] ، أي في نظر العين; لأن الشمس تغرب عن أمة ، وتستمر في الأفق على أمة أخرى ، حتى تأتي مطلعها من الشرق في صبيحة اليوم الثاني ، ويكون بسط الأرض وتمهيدها ، نظرا لكل إقليم وجزء منها لسعتها وعظم جرمها. تفسير واذا الارض سطحت. وهذا لا يتنافى مع حقيقة شكلها; فقد نرى الجبل الشاهق ، وإذا تسلقناه ووصلنا قمته وجدنا سطحا مستويا ، ووجدنا أمة بكامل لوازمها ، وقد لا يعلم بعض من فيه عن بقية العالم ، وهكذا. والله تعالى أعلم.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التكوير
قال: فمن خلق الجبل ؟ قالت: الله. قال: فمن خلق هذه الغنم ؟ قالت: الله. قال: إني لأسمع لله شأنا. وألقى نفسه من الجبل فتقطع. قال ابن عمر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ما يحدثنا هذا. قال ابن دينار: كان ابن عمر كثيرا ما يحدثنا بهذا. في إسناده ضعف ، وعبد الله بن جعفر هذا هو المديني ، ضعفه ولده الإمام علي بن المديني وغيره.
إسلام ويب - تفسير الجلالين - سورة الغاشية - تفسير قوله تعالى وإلى الأرض كيف سطحت- الجزء رقم1
[ ص: 426] قال ابن عباس: في فلكة مثل فلكة المغزل. وهكذا هو في لسان العرب: الفلك الشيء المستدير. ومنه يقال: تفلك ثدي الجارية إذا استدار. قال تعالى: يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل [ 39 \ 5] ، والتكوير هو التدوير. إسلام ويب - تفسير الجلالين - سورة الغاشية - تفسير قوله تعالى وإلى الأرض كيف سطحت- الجزء رقم1. ومنه قيل: كار العمامة وكورها ، ولهذا يقال للأفلاك: كروية الشكل; لأن أصل الكرة كورة - تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا. وقال: الشمس والقمر بحسبان [ 55 \ 5] مثل حسبان الرحى ، وقال: ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت [ 67 \ 3] وهذا إنما يكون فيما يستدير من أشكال الأجسام دون المضلعات من المثلث أو المربع أو غيرهما ، فإنه يتفاوت; لأن زواياه مخالفة لقوائمه. والجسم المستدير متشابه الجوانب والنواحي ، ليس بعضه مخالفا لبعض. وجاء فيه قوله أيضا: وقال الإمام أبو الحسين: أحمد بن جعفر بن المنادي ، من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار ، في متون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد: لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة ، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب ، كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين ، أحدهما في الشمال ، والآخر في ناحية الجنوب. قال: ويدل على ذلك أن الكواكب جميعها تدور من المشرق تقع قليلا على ترتيب واحد في حركتها ومقادير أجزائها ، إلى أن تتوسط السماء ، ثم تنحدر على ذلك الترتيب ، فكأنها ثابتة في كرة تديرها جميعها دورا واحدا.
( وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت)
ثم قال تعالى: ( وإلى السماء كيف رفعت) أي رفعا بعيد المدى بلا إمساك وبغير عمد. تفسير آية وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ. ( وإلى الجبال كيف نصبت) نصبا ثابتا فهي راسخة لا تميل ولا تزول. ( وإلى الأرض كيف سطحت) سطحا بتمهيد وتوطئة ، فهي مهاد للمتقلب عليها ، ومن الناس من استدل بهذا على أن الأرض ليست بكرة وهو ضعيف ؛ لأن الكرة إذا كانت في غاية العظمة يكون كل قطعة منها كالسطح ، وقرأ علي عليه السلام كيف خلقت ورفعت ونصبت وسطحت على البناء للفاعل وتاء الضمير ، والتقدير: فعلتها ، فحذف المفعول. المقام الثاني: في بيان ما بين هذه الأشياء من المناسبة اعلم أن من الناس من فسر الإبل بالسحاب. قال صاحب " الكشاف ": ولعله لم يرد أن الإبل من أسماء السحاب ، كالغمام والمزن والرباب والغيم والغين وغير ذلك ، وإنما رأى السحاب مشبها بالإبل في كثير من أشعارهم ، فجوز أن يراد بها السحاب على طريق التشبيه والمجاز ، وعلى هذا التقدير فالمناسبة ظاهرة.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، وجماعة كتابة ، أن عمر بن طبرزذ أخبرهم ، قال: أنبأنا هبة الله بن الحصين ، أنبأنا محمد بن محمد بن غيلان ، [ ص: 291] أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله ، أنبأنا أحمد بن عبيد الله ، حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى. أخبرنا عبد الخالق بن عبد السلام الشافعي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه ، أنبأنا أحمد بن عبد الغني ، أنبأنا نصر بن البطر أنبأنا عبد الله بن عبيد الله ، حدثنا أبو عبد الله المحاملي ، حدثنا حفص الربالي حدثنا يحيى القطان ، عن يحيى بن سعيد ، سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن سمعت أبا قتادة ، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: الرؤيا من الله ، والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم شيئا فليبزق عن شماله ثلاث مرات ، وليستعذ بالله من شرها; فإنها لن تضره. قال خليفة بن خياط عزل مروان عن المدينة في سنة ثمان وأربعين ، ووليها سعيد بن العاص ، فاستقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن ، [ ص: 292] فلم يزل قاضيا حتى عزل سعيد سنة أربع وخمسين.
إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - ومن صغار الصحابة - عمر بن أبي سلمة- الجزء رقم3
عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسود، أو عبد الأسد القرشيّ المخزوميّ: يُكْنَى أبا حفص، وُلد بالحبشة في السنة الثانية، وقيل: قبل ذلك، وقَبل الهجرة إلى المدينة؛ ويدلُّ عليه قولُ عبد الله بن الزبير: أن عمر كان أكبر منه بسنتين؛ لأن عبد الله بن الزبير ولد في السنة الأولى للهجرة، وكان عمر أصغر سنًّا من أخيه سلمة، وهو ربيب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لأَن أُمه أُم سلمة زوجُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ولما حضرت أَبا سلمة الوفاة قال: "اللهم اخلُفْني في أَهلي بخير". فخلفه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على زوجه أُم سلمة، فصارت أَمًّا للمؤمنين، وصار رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَبًا لأَولاده: عُمَر، وسلمة، وزينب، ودُرَّة، وعمر هو ابن عمّ عمر بن سفيان بن عبد الأسد، ولد عمرُ بن أبي سلمة: سلمةَ، ومحمدًا، وزينبَ، وأُمُّهُم ملكيةُ بنتُ رِفَاعة بن عبد المنذر. وقد كان يوم الخَنْدَق هو وابن الزبير في أطُم حسان بن ثابت، وقيل: إنه كان يوم قبض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ابن تسع سنين، قالوا: وفرض عمر بن الخطاب لعبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف، ولعمر بن أبي سلمة في أربعة آلاف، فكلمه عبد الله بن عمر في ذلك، فقال عمر: هات أَمًّا مثل أم سلمة.
عمر بن أبي سلمة المخزومي
تاريخ النشر: ١٥ / ربيع الأوّل / ١٤٣١
مرات
الإستماع: 2897
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا باب "الأكل مما يليه ووعظه وتأديبه من يسيء أكله"، وذكر حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله ﷺ وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله ﷺ: يا غلام، سمِّ الله تعالى، وكل بيمنيك، وكل مما يليك [1] ، متفق عليه. مضى الكلام على هذا الحديث في الكلام على البسملة، وقد أورده المصنف -رحمه الله- هنا في باب الأكل مما يليه؛ لأن هذا الحديث قد تضمن ثلاثة آداب وهي: التسمية، والأكل باليمين، والأكل مما يليه. ويقول: "ووعظه وتأديبه من يسيء أكله"، يعني ولو كان صبيًّا صغيراً، أو كان كبيراً، فالنبي ﷺ قال لعمر بن أبي سلمة وكان صغيراً لما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، وكان في كنف رسول الله ﷺ؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قد تزوج أمه، وكان له من العمر آنذاك ست سنين، فيعلمه النبي ﷺ "سمِّ الله"، وبهذا نعرف أنه لا يُحتقر تعليم الصغار، ولا يقال: هذا صغير، يُترك، لا، الصغير يُعلّم ويُنشأ على الفضائل، ومكارم الأخلاق، وهكذا الكبير إذا لم يُحسن فإنه يُعلم، فقد قال النبي ﷺ لرجل كبير كانت يده كذلك تطيش في الصحفة، يأكل من هنا وهنا، فقال النبي ﷺ: كل من موضع واحد؛ فإنه طعام واحد [2].
عمر «عمرو» بن أبي سلمة | رجال الحديث
فإذا كان الطعام متحداً فإنه يأكل مما يليه، أما إذا كان متنوعاً يتضمن ألواناً من المطعومات فإنه يأكل من هذا وهذا، ولا بأس كما سبق، والناس لربما يتركون شيئاً من هذا حياء، أو مجاملة، لربما يجد إنسانًا يأكل وتطيش يده، أو يترك التسمية أو يأكل متكئًا أو يأكل بشماله، أو يشرب بشماله، وما أكثر هؤلاء، فيترك ذلك من باب المجاملة، أو الخجل، وهذا أمر لا يحسن، ولا يليق، متى يتعلم الجاهل؟ متى تقوَّم الأخطاء؟ متى ترتفع المنكرات من المجتمع إذا كان كل إنسان يُداري أو يداهن أو يجامل أو نحو ذلك؟! فينشأ الصغير على الخطأ، ويشيب الكبير ويهرم على الخطأ، ولا يتعلم الناس الحق والصواب. وذكر حديث سلمة بن الأكوع أن رجلاً أكل عند رسول الله ﷺ بشماله فقال: كل بيمينك ، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت ، ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه [3] ، رواه مسلم.
فقال: لقد تركت رجلين من قومك لا أعلم أكثر حديثا منهما: عروة ، وأبو سلمة. قال: فلما رجعت إلى المدينة وجدت عروة بحرا لا تكدره الدلاء. قلت: لم يكثر عن أبي سلمة وهو من عشيرته; ربما كان بينهما شيء ، وإلا فما أبو سلمة بدون عروة في سعة العلم. قال ابن سعد توفي أبو سلمة بالمدينة سنة أربع وتسعين. في خلافة الوليد وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. [ ص: 290] وقال الواقدي في وفاته وسنه ما لا يتابع عليه فقال: مات سنة أربع ومائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. وقال الهيثم بن عدي في وفاته كالأول. قال إسماعيل بن أبي خالد: قدم علينا أبو سلمة زمن بشر بن مروان وكان زوج بنته بمد تمر. وقال عمرو بن دينار ، قال أبو سلمة: أنا أفقه من بال ، فقال ابن عباس: في المبارك. رواها ابن عيينة عنه. ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، قال: كان أبو سلمة مع قوم ، فرأوا قطيعا من غنم ، فقال أبو سلمة: اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها ، فانتهى إليها فإذا هي تيوس كلها. قال عمرو بن دينار ، عن عائشة أنها قالت لأبي سلمة وهو حدث: إنما مثلك مثل الفروج يسمع الديكة تصيح فيصيح. وروي عن الشعبي قال: قدم أبو سلمة الكوفة ، فكان يمشي بيني وبين رجل ، فسئل عن أعلم من بقي ، فتمنع ساعة ثم قال: رجل بينكما.