خطبة - كل نفس ذائقة الموت
1440/01/18 - 2018/09/28 08:32AM
خطبة - كل نفس ذائقة الموت. الخطبة الأولى إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالنا، منْ يهده اللهُ فلا مضلَّ له؛ ومنْ يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فيا أيها الناس: أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] أيها المسلمون: إن هذه الدنيا دار ممر وليست دار مستقر ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻣﻦ ﺻﺤﺘﻪ ﻟﻤﺮﺿﻪ، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻤﻮﺗﻪ، ﻭﻣﻦ ﻏﻨﺎﻩ ﻟﻔﻘﺮﻩ. تأملات في قوله تعالى: { كل نفس ذائقة الموت.. }. ﻓﻮاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻌﺘﺐ، ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺩاﺭ ﺇﻻ اﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ اﻟﻨﺎﺭ. قال الله تبارك وتعالى: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185] عباد الله: يخبر الله تعالى في هذه الآية إخبارا عاما يعم جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت ، كقوله: ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) فهو تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون ، وكذلك الملائكة وحملة العرش ، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء.
انا لله و انا اليه راجعون كل نفس ذائقه الموت
ﵟ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﰸ ﵞ
سورة العنكبوت
ولا يمنعكم من الهجرة خوف الموت، كل نفس ذائقة الموت، ثم إلينا وحدنا ترجعون يوم القيامة للحساب والجزاء. ﵟ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﰩ ﵞ
سورة الزمر
الله الذي يقبض الأرواح عند نهاية آجالها، ويقبض الأرواح التي لم تَنْقَضِ آجالها عند النوم، فيمسك التي حكم عليها بالموت، ويرسل التي لم يحكم عليها به إلى أمد محدد في علمه سبحانه، إن في ذلك القبض والإرسال والإماتة والإحياء لدلائل لقوم يتفكرون على أن الذي يفعل ذلك قادر على بعث الناس بعد موتهم للحساب والجزاء. ﵟ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﰊ ﵞ
سورة المنافقون
ولن يؤخر الله سبحانه نفسًا إذا حضر أجلها وانقضى عمرها، والله خبير بما تعملون، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، وسيجازيكم عليها، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.
كل نفس ذايقه الموت ونبلوكم بالشر
وقال ابن عباس، قوله: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}، أي: بالرّخاء والشّدّة، وكلاهما ابتلاء، وعن ابن عباس أيضًا، قوله: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ}، أي: نختبركم بالشّدة والرّخاء، وبالصّحة والسّقم، وبالغنى والفقر، وبالطّاعة والمعصية، وبالهدى والضّلالة، وبالحلال والحرام، وقوله: {وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، أي: وإلينا يردّون فيجازون بأعمالهم، حسنها وسيئها. كل نفس ذائقة الموت. معنى آية كل نفس ذائقة الموت في سورة العنكبوت
قال الله تعالى في سورة العنكبوت: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، وجاء في تفسير القرطبي: قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، أي: أنتم أيّها النّاس لا محالة ستموتون ثمّ بعد ذلك تحشرون تردّون إلى الله تعالى، وقرأ السّلمي وأبو بكر عن عاصم: {ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، لقوله: {َيَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا.. }. اقرأ أيضا: معنى قوله تعالى زهرة الحياة الدنيا
فوائد آية كل نفس ذائقة الموت
يمكن تقصّي الثّمرات المستفادة من قوله تعالى كل نفس ذائقة الموت، حيث يحتاج كلّ مسلم يبحث عن نجاته في دار القرار إلى الإحاطة بهذه الفوائد والثمرات، وهي:
أراد الله تعالى من قوله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، تسليَةِ الرَّسولِ، صلّى الله عليه وسلّم، وإبعاد الحزْن مِن قلْبِه، من وجهين الأوّل: أنّ مصير الجميع الموت ومن علم ذلك من العقلاء، فلا بدّ وأن يهجر الحزن، ويتلاشى من قلبه، والثّاني: أنّ بعد الموت الجنّة والنّار، فهناك يتميّز الصّالح من الطّالح ويأخذ كلٌّ حقّه الذي يليق به.
كل نفس ذايقه الموت وانما توفون اجوركم
اللـهـم انه عبدك و ابن عبدك و ابن امتك مات و هو يشهد لك بالوحدانية و لرسولك بالشهادة فأغفر له إنك انت الغفار. اللـهـم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده و اغفر لنا و له و اجمعنا معه في جنات النعيم يا رب العالمين. اللـهـم انزل علي اهله الصبر والسلوان و ارضهم بقضائك. اللـهـم ثبتهم علي القول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره ويوم يقوم الاشهاد.
كل نفس ذائقه الموت ثم الينا ترجعون
اللـهـم افسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة. اللـهـم اعذه من عذاب القبر, وجاف ِالارض عن جنبيها. اللـهـم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور. اللـهـم إنه فى ذمتك وحبل جوارك فقه فتنة الفبر وعذاب النار, وانت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه انك انت الغفور الرحيم. اللـهـم انه عبدك وابن عبدك خرج من الدنيا وسعته ومحبوبيه وأحبائه إلي ظلمة القبر وماهو لاقته. اللـهـم انه كان يشهد أنك لا إله الا انت وأن محمداً عبدك ورسولك وانت اعلم به. اللهم ثبته عند السؤال
اللهم انا نتوسل بك اليك ونقسم بك عليك ان ترحمه ولا تعذبه
اللـهـم انه نَزَل بك وأنت خير منزول به واصبح فقير الي رحمتك وأنت غني عن عذابه. تفسير: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ...). اللـهـم اّته برحمتك ورضاك وقه فتنه القبر وعذابه و أّته برحمتك الامن من عذابك حتي تبعثه إلي جنتك يا أرحم الراحمين. اللـهـم انقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلي جنات الخلود. اللـهـم إحمه تحت الارض واستره يوم العرض ولا تخزه يوم يبعثون "يوم لا ينفع مال ولا بنون إالا من أتي الله بقلب سليم"
اللـهـم يمن كتابه ويسر حسابه وثقل بالحسنات ميزانه وثبت علي الصراط اقدامه واسكنه في اعلي الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك (صلي الله عليه وسلم).
وقوله: ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) تصغيرا لشأن الدنيا ، وتحقيرا لأمرها ، وأنها دنيئة فانية قليلة زائلة ، كما قال تعالى: ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى) [ الأعلى: 16 ، 17] [ وقال تعالى: ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع) [ الرعد: 26] وقال تعالى: ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق]) [ النحل: 96]. وقال تعالى: ( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى) [ القصص: 60] وفي الحديث: " والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم إصبعه في اليم ، فلينظر بم ترجع إليه ؟ ". وقال قتادة في قوله: ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) هي متاع ، هي متاع ، متروكة ، أوشكت - والله الذي لا إله إلا هو - أن تضمحل عن أهلها ، فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم ، ولا قوة إلا بالله.
فلما علم بما حدث لعروة قال: ( مَثَلُ عروة في قومه مَثَلُ صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه) [الطبراني]. وقال: ( عُرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى بن مريم—فإذا أقرب مَنْ رأيت به شبهًا عروة بن مسعود). 3 أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: أن رسول الله لما انصرف عن ثقيف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب، فأدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فقال له رسول الله، كما يتحدث قومه: إنهم قاتلوك. وعرف رسول الله أن فيهم نخوة بالامتناع الذي كان منهم، فقال له عروة: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبصارهم. وكان فيهم محبباً مطاعاً، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام، ورجا أن لا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف لهم على علية وقد دعاهم إلى الإسلام، وأظهر لهم دينه، رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله. وتزعم بنو مالك أنه قتله رجل منهم، يقال له: أوس بن عوف أحد بني سالم بن مالك، وتزعم الأحلاف أنه قتله رجل منهم، من بني عتاب بن مالك، يقال له: وهب بن جابر، فقيل لعروة: ما ترى في دمك، فقال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إلي، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله مع رسول الله قبل أن يرحل عنكم، فادفنوني معهم.
قصة إسلام عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه - Youtube
فلما علم بما حدث لعروة قال: ( مَثَلُ عروة في قومه مَثَلُ صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه) [الطبراني]. وقال: ( عُرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى بن مريم—فإذا أقرب مَنْ رأيت به شبهًا عروة بن مسعود). 3 أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق: أن رسول الله لما انصرف عن ثقيف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب، فأدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام ، فقال له رسول الله، كما يتحدث قومه: إنهم قاتلوك. وعرف رسول الله أن فيهم نخوة بالامتناع الذي كان منهم، فقال له عروة: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبصارهم. وكان فيهم محبباً مطاعاً، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام، ورجا أن لا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف لهم على علية وقد دعاهم إلى الإسلام، وأظهر لهم دينه، رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله. وتزعم بنو مالك أنه قتله رجل منهم، يقال له: أوس بن عوف أحد بني سالم بن مالك، وتزعم الأحلاف أنه قتله رجل منهم، من بني عتاب بن مالك، يقال له: وهب بن جابر، فقيل لعروة: ما ترى في دمك، فقال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إلي، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله مع رسول الله قبل أن يرحل عنكم، فادفنوني معهم.
عروة بن مسعود الثقفي
أنه (1) ((عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، واسمه قيس بن منبّه بن بكر بن هوزان بن عكرمة بن
حصفة بن قيس عيلان الثقفي. أبو مسعود، وقيل أبو يعفور شهد صلح الحديبية)) وكني بأبي مرة..
فعروة بن مسعود الثقفي، زعيم من زعماء العرب، وسيد ممن ساد قومه فأحسن السيادة، وهو رابع أربعة من العرب سادوا قومهم، كما ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قول حول عروة، والثلاثة الآخرون، وهو قوله:
((أربعة سادة في الإسلام: بشر بن هلال العبدي - وعدي بن حاتم - وسراقة بن مالك المدلجي، وعروة بن مسعود الثقفي))(2). وعلى هذا فان مركز عروة في المجتمع العربي، مركز رفيع مرموق، وذلك قبل أن يُسلم ويعلن إسلامه، بحيث بلغت منزلته عند العرب مبلغاً متزايداً حتى بالغوا به فتطرفوا إذ عظموه تعظيماً على حساب محمد ذي الخلق العظيم، وعظموه ليجعلوا منه شخصية تضاهي النبي الأعظم.. وهذا ما نص عليه القرآن الكريم في موقف معروف، إذ حكى عنهم ما قاله أحدهم - الوليد بن المغيرة - على سبيل المقارنة الفاشلة:
(قَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)(3)
والله اعلم
فغضب أبو بكر الصديق وقال: امصص بظر اللات، أنحن نفر عنه؟ [2] فقال عروة: أما والله لولا يدٌ لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك! وكان عروة بن مسعود قد استعان في حمل ديةٍ، فأعانه الرجل بالفريضتين والثلاث وأعانه أبو بكر بعشر فرائض، فكانت هذه يد أبي بكر عند عروة بن مسعود. فطفق عروة وهو يكلم رسول الله يمس لحيته - والمغيرة قائمٌ على رأس رسول الله بالسيف، على وجهه المغفر - فطفق المغيرة كلما مس لحية رسول الله قرع يده ويقول: اكفف يدك عن مس لحية رسول الله قبل ألا تصل إليك! فلما أكثر عليه غضب عروة فقال: ليت شعري من أنت يا محمد من هذا الذي أرى من بين أصحابك؟ فقال رسول الله: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة. قال: وأنت بذلك يا غدر؟ والله ما غسلت عنك عذرتك إلا بعلابط أمس! لقد أورثتنا العداوة من ثقيف إلى آخر الدهر!.