وقال (عليه السلام):... إنّ البر وحسن الخلق يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار(2). وقال (عليه السلام): إنّ الخلق منيحة يمنحها الله عزّوجلّ خلقه، فمنه سجية ومنه نيّة، [قال الراوي:] فقلت: فأيّتها أفضل؟ فقال: صاحب السجيّة هو مجبول لا يستطيع غيره، وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبّراً فهو أفضلهما. جريدة الرياض | «وقولـوا للنـاس حُســنا». وقال (عليه السلام): انّه الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح. وروي بسند معتبر عن العلاء بن كامل انّه قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): إذا خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحداً من الناس الاّ كانت يدك العليا عليه فافعل، فإنّ العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن الخلق، فيبلغه الله بحسن خلقه درجة الصائم القائم. عين الحياة، العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي (رحمه الله) ([1]) الكافي 2: 99 ح 1 باب حسن الخلق ـ عنه البحار 71: 372 ح 1 باب 92. ([2]) الكافي 2: 99 ح 2 باب حسن الخلق ـ عنه البحار 71: 374 ح 2 باب 92. ([3]) الكافي 2: 100 ح 4 باب حسن الخلق ـ عنه البحار 71: 375 ح 4 باب 92. ([4]) الكافي 2: 103 ح 18 باب حسن الخلق ـ عنه البحار 71: 381 ح 16 باب 92.
البر وحسن الخلق للخالق
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 497- 499)
البر وحسن الخلق ينظرون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، قال: " تَقوى اللّه وحُسنُ الخُلُقِ " ، وسُئِل عن أكثر ما يدخل الناس النار ، فقال: " الفَمُ والفَرجُ "
(رواه الترمذي وقال حسن صحيح) سبق أن مر بنا في الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " أن البر حسن الخلق". مدح الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " وإنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظيم ". وقد بلغ من حسن خلقه أن كان يقابل عداء قومه له بدعائه: " اللّهُمَ اهد قومي فإنّهُم لا يَعلمون " وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: خَدمتُ النبي عشر سنين فما قال لشيء فعلته لِمَ فعلته ولا لشيء تركته لم تركته. البر وحسن الخلق قد ضاقت بي. وكان من دعائه صلى الله عليه وآله وسلم:
" اللّهُم إهدِني لأحسَنِ الأخلاقِ ، لا يَهدي لأحسنِها إلاّ أنت ، واصرف عني سيّئَها لا يصرف سيّئَها إلاّ أنت " روي أن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه دعا غلاما له فلم يجبه فدعاه ثانيا وثالثا فلم يجبه ، فقام إليه فرآه مضطجعا فقال أما تسمع يا غلام ، فقال نعم ، قال فما حملك على ترك جوابي؟ فقال أمنت عقوبتك فتكاسلت ، فقال إمض فأنت حر لوجه الله تعالى. وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا رأى واحدا من عبيده يحسن الصلاة يعتقه ، فعرفوا ذلك من خلقه فكانوا يحسنون الصلاة مراآة ، وكان يعتقهم ، فقيل له في ذلك فقال من خَدعنا في الله انخدعنا له.
البر وحسن الخلق قد ضاقت بي
كتب: السيد سليم
حسن الخلق وسلوكيات الإنسان هي ما يتميز بها ومن أجلها كانت رسالة النبي صلي الله عليه وسلم إنما بعثت للأمم مكارم الأخلاق ويبين النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، وَالإِثْمُ ما حَاكَ في نَفْسِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ، وهو حديثٌ صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن نواس بن سمعان -رضي الله عنه-. و يُقصد من قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ أي أنّ حُسن الخلق من أفضل وأعظم خِصال وصفات الأبرار؛ والأبرار هم المؤمنون الطائعون لله -عزّ وجل-، وقال ابن دقيق العيد -رحمه الله-: حسن الخلق هو: "الإنصاف في المعاملة والرفق في المحاولة والعدل في الأحكام والبذل في الإحسان وغير ذلك من صفات المؤمنين"وقد حصَر رسول الله البرّ بذلك للدلالة على أهميّة حسن الخلق، وتجدر الإشارة إلى أنّ البرّ جامعٌ لكلّ أعمال الخير؛ كالإيمان بالله، ورسله، وكتبه، إلى غير ذلك من الأركان. فالحصر هنا كان للدلالة على شأن حسن الخلق، كما أنّ حسن الخلق لا يتعلّق بالتعامل مع الغير فقط، بل يشمل معاملة الإنسان مع ربّه؛ كالتزام أوامره دون سخط، والتسليم لقضائه ومشيئته بغير تضجّرٍ وتأفّف، ويشمل حسن الخلق كذلك معاملة الإنسان لغيره من المخلوقات،ومن ذلك: صلة الرحم، وبرّ الوالدين، والإحسان إلى الحيوانات، وتقديم النصح والإرشاد للناس، والحرص على نفعهم، إلى غير ذلك من الأخلاق الحسنة.
قيل لإبراهيم بن نصر الكرماني: "إنَّ الظالم فلانًا دخل مكَّة، فقتل وصنع، وكثر الدعاء عليه فلم يستجب للداعين؟ فقال: لأنَّ فيهم عشر خصال، فكيف يستجاب لهم؟ قالوا: وما هنَّ؟ قال: الأول: أقرُّوا بالله، وتركوا أمره، والثاني: قالوا: نحب الرسول، ولم يتبعوا سنته، والثالث: قرؤوا القرآن، ولم يعملوا به، والرابع: زعموا حب الجنة، وتركوا طريقها، والخامس: قالوا: نكره النار ، وزاحموا طريقها، والسادس: قالوا: إن إبليس عدونا، فوافقوه، والسابع: دفنوا موتاهم، فلم يعتبروا، والثامن: اشتغلوا بعيوب إخوانهم، ونسوا عيوبهم، والتاسع: جمعوا المال، ونسوا يوم الحساب ، والعاشر: نفضوا القبور، وبنوا القصور". أَحْسَنْتَ ظَنَّكَ بِالأَيَّامِ إِذْ حَسُنَتْ *** وَلَمْ تَخَفْ سُوءَ مَا يَأْتِي بِهِ القَدَرُ وَسَالَمَتْكَ اللَّيَالِي فَاغْتَرَرْتَ بِهَــا *** وَعِنْدَ صَفْوِ اللَّيَالِي يَحْدُثُ الكَدَرُ وإذا كان بسْط الوجه مِن صميم حُسن الخلق، فإنَّ بذْل المعروف، وكفَّ الأذى مِن أعْظم ركائِزِه، وبِغِيَابِهما كثُرتِ الخُصُومات، وتفاقمتِ المشادَّات.
التدريب المستمر للسان على عبادة الحمد والشكر. الدعاء بالبركة ، والنجاة من النار ، و الاعتراف بفضل الله على عباده ، من أول رزقه لهم بطعامهم ، وحتى إخراج ذلك الطعام. الزيادة التي ينعم بها الله لعباده كما وعدهم إذا شكروه ، يزيدهم من فضله.
اللهم بارك لنا فيما رزقتنا
تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم حديث (1373) ، وانفرد به عن البخاري وأخرجه الترمذي في "كتاب الدعوات"، "باب ما يقول إذا رأى الباكورة من الثمر"، حديث (3454).
اللهم بارك لنا في شامنا
أدعية رمضان جميلة
فيما يلي نذكر بعض الأدعية المأثورة الواردة عن رسول الله -صلَّى الله عليه سلَّم- التي يُمكن أن يُدعى بها في شهر رمضان المُبارك: [1]
اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدا. اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللَّهمَّ لَكَ الحمدُ أنتَ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ قيُّومُ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ نور السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ، أنتَ الحقُّ، وقولُكَ الحقُّ، ووعدك حقٌّ، والجنَّةُ حقٌّ، والنَّارُ حقٌّ، والنَّبيُّونَ حقٌّ، ومحمَّدٌ حقٌّ، اللَّهمَّ لَكَ أسلمتُ، وبِكَ آمنتُ، وعليْكَ توَكَّلتُ، وإليْكَ أنَبتُ، وبِكَ خاصَمتُ، وإليْكَ حاكمتُ، فاغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلَنتُ، أنتَ إلَهي لاَ إلَهَ إلَّا أنتَ.
الحمد لله الذي نؤمن بوجوده ونوقِن برعايته لنا في كلِّ شؤوننا أكثر منَّا لأنفسنا؛ من حيث لا ندري ولا نَحتسب، ونضع فيه كلَّ ثقتنا؛ ليتجاوز عن ضَعف نفوسنا، ونجرؤ رغم كلِّ تقصيرنا بحقِّه وتراكم ذنوبنا على الطمع في رحمته، ولولا هذا الإيمان الراسخ بالله واليوم الآخر، لكنا مجرد كائنات تتصارع على ما في هذه الدنيا حتى آخر لحظة، وتنتظر نهايتها بالوقوع في براثن ثقب أسود، والسقوط في هاوية من العدم ليس لها قرار.