هذا، والله تعالى أعلم.
خروج المنى بعد التبول هل يوجب الغسل على المرأة بعد
ثالثا:
ينبغي أن تحذر من الوسوسة ، فإنها داء وشر إذا تمكن من الإنسان أدخل عليه الهم ،
وأورثه الشك ، وثقّل عليه العبادة ، فاحذر من ذلك ، فإذا قضيت حاجتك وتوضأت وصليت ،
فلا تلتفت للشك ، إذ الأصل هو الطهارة وصحة الصلاة.
خروج المنى بعد التبول هل يوجب الغسل هي
والفضخ: خروجه على وجه الشدة، أو خروجه بالعجلة، كما قال إبراهيم الحربي، وهو لا يكون بهذه الصفة إلا لشهوة؛ قال أبو البركات ابن تيميَّة في "المنتقى" تعليقًا على حديث عليّ: "وفيه تنْبيه على أن ما يخرج لغير شهوة؛ إما لمرض أو أبردة - لا يوجب الغسل". اهـ. خروج المني أثناء الغسل - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام. وعليه؛ فلا يجب إعادة الغسل بسبب خروج المني بغير شهوة ولا شدة. وننبه السائل إلى حرمة العادة السرية ، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى: " حكم العادة السرية قبل وبعد الإفطار "، " العادة السرية وحكمها "، " ما حكم العادة السرية؟ "،، والله أعلم. 23
5
49, 183
خروج المنى بعد التبول هل يوجب الغسل شرعاً لأمور عدة
تاريخ النشر: الأربعاء 19 شوال 1425 هـ - 1-12-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 56377
34414
0
268
السؤال
نعلم أن خروج الودي بعد التبول لا يلزم منه غسل الجنابة وإنما غسل الذكر فقط. خروج المنى بعد التبول هل يوجب الغسل على المرأة بعد. ولكن ما يحدث معي أن خروج الودي يسبب لي نفس شعور الجنابة, أي أن الودي يخرج مني دون دفق ودون لذة وبكميات متفاوتة بين نقطة وعدة نقاط أو أكثر وبعد ذلك أشعر بارتخاء بسيط وشعور في رأسي وتحت شعري وكأني مجنب. لذلك ألجأ إلى الاستحمام ولكن الحالة شبه يومية معي والذي دفعني إلى السؤال والاستشارة هو أنه مر معي حديث لا أذكر إن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أم لأحد الصحابة بعد وفاة الرسول وملخصه - لأني لا أذكره بلفظه ولا حتى أين قرأته - أن أحدهم دخل المسجد وسأل الصحابة عن الودي فأخبروه بشيء ما لا أذكره أنا, وكان أحد الصحابة قائماً يصلي فلما انتهى قال أرسلوا له وسأله هل تجد فتوراً قال نعم قال اغتسل غسلك للجنابة. هذا الحديث أبحث عنه ولا أجده لأني أريد أن أعلم هل هو صحيح أم لا وهل يجب علي الغسل في هذه الحالة أم لا. والسلام عليكم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فخروج الودي لا يوجب الغسل بالإجماع، كما نقله جماعة، ومنهم الإمام النووي رحمه الله في المجموع، حيث قال: أجمع العلماء أنه لا يجب الغسل بخروج المذي والودي.
قال ابن قدامة في المغني: إنْ خَرَجَ شَبِيهُ المَنِيِّ؛ لمَرَضٍ أو إِبْرِدَةٍ لَا عن شَهْوةٍ، فلا غُسْلَ فِيهِ. وهذا قولُ أبِي حَنِيفَةَ ومالِكٍ. وقالَ الشَّافِعِيُّ: يَجِبُ بهِ الغُسْلُ. ويَحْتَمِلهُ كَلَامُ الْخِرَقِيِّ؛ لِقَوْلهِ عليه السَّلامُ: "إذَا رَأَتِ الماءَ". وقَوْلِهِ: "الماءُ مِنَ الماءِ". ولأنَّه مَنِيٌّ خارِجٌ، فأوْجَبَ الغُسْلَ، كما لو خَرَجَ حالَ الإِغْمَاءِ. ولنا، أنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَصَفَ المَنِيَّ المُوجِبَ للغُسْلِ بكَوْنِه أبْيَضَ غَلِيظًا، وقال لِعَلِىٍّ: "إذا فَضَخْتَ الماءَ فاغْتَسِلْ". رَواه أبو داود، والأَثْرَمُ: "إذا رَأَيتَ فَضْخَ الماءِ فاغْتَسِلْ". والفَضْخُ: خُرُوجُه علَى وَجْهِ الشِّدَّةِ. وقال إبْراهيمُ الْحَرْبِيُّ: خُروجُه بالعَجَلَةِ. وقَولُه: "إذَا رَأَتِ الماءَ". الغَسل - الاستفتاءات - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). يعني الاحْتِلامَ، وإنما يَخْرُجُ في الاحْتِلَامِ بالشَّهْوةِ، والحديثُ الآخَرُ مَنْسُوخٌ، علَى أَنَّ هذا يَجُوزُ أَنْ يَمْنَعَ كَوْنَهُ مَنِيًّا؛ لأنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وصَفَ المَنِيَّ بِصفَةٍ غيرِ مَوْجودةٍ في هذا. اهـ. ثم اعلم أنه قد يكون هذا الخارج منك ليس منيًّا، فقد يكون وديًا أو مذيًا، والودي هو الماء الذي يخرج عقب البول لمرض، أو برد، أو حمل ثقيل، أو بذل جهد في رياضة، أو نحو ذلك، وهو ماء أبيض خاثر، وحكمه حكم البول سواء، لأنه خارج من مخرج البول، وجار مجراه، وأما المذي فهو ماء لزج رقيق يخرج عند الشهوة والملاعبة للزوجة مثلًا، أو عند التفكر في الجماع، وهو نجس، ولا يوجب الغسل، ولكن يوجب الوضوء.
تفسير: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر)
♦ الآية: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: المائدة (27). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ واتل عليهم ﴾ يعني: على قومك ﴿ نبأ ﴾ خبر ﴿ ابني آدم ﴾ هابيل وقابيل ﴿ إذ قرَّبا قرباناً ﴾ تقرَّب إلى الله هابيل بخيرِ كبشٍ في غنمه فنزلت من السَّماء نارٌ فاحتملته فهو الكبش الذي فُدي به إسماعيل وتقرَّب إلى الله قابيل بأردأ ما كان عنده من القمح وكان صاحب زرع فلم تحمل النَّار قربانه والقربان: اسمٌ لكلِّ ما يُتقرَّب به إلى الله فقال الذي لم يُتقبَّلْ منه: ﴿ لأقتلنك ﴾ حسداً له فقال هابيل: ﴿ إنما يتقبل الله من المتقين ﴾ للمعاصي (لا من العاصين).
واتل عليهم نبأ ابني ام اس
وفي المراد بالمتقين قولان: أحدهما: أنهم الذين يتقون المعاصي، قاله ابن عباس. والثاني: أنهم الذين يتقون الشرك، قاله الضحاك. اهـ.. من فوائد أبي حيان في الآية: قال رحمه الله: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانًا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر}.
الحسد جريمة عظيمة وذلك لما يترتب عليها من الآثار السيئة، ومن ذلك ما قام به قابيل من قتله لأخيه هابيل لما حسده على قبول قربانه الذي قدم، فكانت أول جريمة قتل على وجه الأرض، وصارت سنة القتل جارية في بني آدم، فكلما قتل إنسان إنساناً على مدى الدهر انبعثت هذه السنة، وحمل ابن آدم الأول من الإثم مثل ما يحمله القاتل.
واتل عليهم نبأ ابني اس
نصح الأخ لأخيه:
وتحول هابيل إلى تذكير قابيل بالإخوة التي تجمعهما، وفي قوله تعالى "لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"، وتدل هذه الآيات على أن هابيل أخبر قابيل على عدم رغبته في قتله؛ فهو يعلم أن القتل جريمة كبرى تجلب غضب وسخط الله عز وجل، وأخذ يذكره بعذاب الله في قوله تعالى" إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ". قتل الأخ لأخيه:
ولكن كل هذا لم يمنع جشع قابيل ونفسه البائسة؛ فارتكب جريمته البشعة، وقتل أخيه هابيل، وتركه مرميا في العراء طعاما سهلا للوحوش، حيث قال الله تعالى" فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
القراءات الواردة في ربع: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقّ} [المائدة: 27]:
قوله {عَلَيْهِمْ} قرأ حمزة بضم الهاء "عَلَيْهُمْ" وقرأ الباقون بكسرها {عَلَيْهِمْ}. قوله تعالى: {ابْنَيْ آدَمَ} فيه لورش النقل وتثليث البدل. قوله تعالى: {يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ} [المائدة: 28] قرأ نافع وأبو عمرو وحفص بفتح ياء الإضافة وصلًا {يَدِيَ إِلَيْكَ} وقرأ الباقون بإسكان الياء "يَدِي إِلَيْكَ". قوله: {لأقْتُلَنّكَ} فيه لحمزة عند الوقف وجهان:
الأول: تحقيق الهمزة {لأقْتُلَنّكَ}. الثاني: إبدالها ياءً خالصة "ليَقْتُلَنَّك ". قوله تعالى: {إِنّيَ أَخَافُ اللّهَ} فتح ياء الإضافة في قوله: {إِنّيَ أَخَافُ اللّهَ} نافع وابن كثير وأبو عمرو، وأسكنها الباقون {إِنّيَ أَخَافُ اللّهَ}. قوله تعالى: {تَبُوءَ بِإِثْمِي} [المائدة: 29] في حالة الوقف على كلمة {تَبُوءَ} لحمزة وهشام وجهان:
الأول: نقل حركة الهمزة إلى الواو وحذف الهمزة ثم تُسكن الواو للوقف. والثاني: إبدال الهمزة واوًا وإدغام الواو التي قبلها فيها، فيصير النطق بواو مشددة مفتوحة ثم تسكن للوقف ولا روم فيه، ولا إشمام لكونه مفتوحًا. وقوله: {وَذَلِكَ جَزَآءُ الظّالِمِينَ} وقوله: {إِنّمَا جَزَآءُ} [المائدة: 33] فيه لحمزة وقفًا، وهشام اثنا عشر وجهًا: خمسة القياس؛ وهي إبدال الهمزة ألفًا مع القصر والتوسط والمد، ثم التسهيل بالروم مع المد والقصر، ثم الروم، وسبعة الرسم؛ لأن الهمزة فيه مرسومة على واو فتبدل واوًا مضمومة، ثم تسكن بالوقف مع القصر والتوسط والمد بالسكون المحض والإشمام والروم مع القصر.
واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق
فلما أدرك هابيل أهبط الله إلى آدم حورية في صفة إنسية وخلق لها رحما ، وكان اسمها بزلة ، فلما نظر إليها هابيل أحبها; فأوحى الله إلى آدم أن زوج بزلة من هابيل ففعل. فقال قابيل: يا أبت ألست أكبر من أخي ؟ قال: نعم. قال: فكنت أحق بما فعلت به منه! فقال له آدم: يا بني إن الله قد أمرني بذلك ، وإن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ، فقال: لا والله ، ولكنك آثرته علي. فقال آدم: " فقربا قربانا فأيكما يقبل قربانه فهو أحق بالفضل ". قلت: هذه القصة عن جعفر ما أظنها تصح ، وأن القول ما ذكرناه من أنه كان يزوج غلام هذا البطن لجارية تلك البطن ، والدليل على هذا من الكتاب قوله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، وهذا كالنص ثم نسخ ذلك ، حسبما تقدم بيانه في سورة " البقرة ". وكان جميع ما ولدته حواء أربعين من ذكر وأنثى في عشرين بطنا; أولهم قابيل وتوأمته إقليمياء ، وآخرهم عبد المغيث. ثم بارك الله في نسل آدم. قال ابن عباس: لم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفا ، وما روي عن جعفر - من قوله: فولدت بنتا وأنها بغت - فيقال: مع من بغت ؟ أمع جني تسول لها! ومثل هذا يحتاج إلى نقل صحيح يقطع العذر ، وذلك معدوم ، والله أعلم.
قصة خلاف بين ابني آدم عليه السلام، وقد تناول القرآن الكريم، وسنة نبينا الكريم سرد هذه القصة.