وروي بالسوأة اللقبا أي لا ألقبه لقبا ملابسا للسوءة فيكون أراد تجنب بعض اللقب [ ص: 249] وهو ما يدل على سوء. ورواية الرفع أرجح وهي التي يقتضيها استشهاد سيبويه ببيت بعده في باب ظن. ولعل ما وقع في ديوان الحماسة من تغييرات أبي تمام التي نسب إليه بعضها في بعض أبيات الحماسة لأنه رأى النصب أصح معنى. ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب. فالمراد بـ " الألقاب " في الآية الألقاب المكروهة بقرينة " ولا تنابزوا ". واللقب ما أشعر بخسة أو شرف سواء كان ملقبا به صاحبه أم اخترعه له النابز له. وقد خصص النهي في الآية بـ " الألقاب " التي لم يتقادم عهدها حتى صارت كالأسماء لأصحابها وتنوسي منها قصد الذم والسب خص بما وقع في كثير من الأحاديث كقول النبيء صلى الله عليه وسلم أصدق ذو اليدين ، وقوله لأبي هريرة: يا أبا هر ، ولقب شاول ملك إسرائيل في القرآن طالوت ، وقول المحدثين الأعرج لعبد الرحمن بن هرمز ، والأعمش لسليمان بن مهران. وإنما قال: " ولا تلمزوا " بصيغة الفعل الواقع من جانب واحد وقال: " ولا تنابزوا " بصيغة الفعل الواقع من جانبين ، لأن اللمز قليل الحصول ، فهو كثير في الجاهلية في قبائل كثيرة ، منهم: بنو سلمة بالمدينة قاله ابن عطية.
وَلاَ تلمزوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ | أقلام | وكالة جراسا الاخبارية
انظر أيضا:
ثانيًا: ذمُّ السخرية والاستهزاء والنهي عنهما في السنة النبوية.
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 7/12/2015 ميلادي - 25/2/1437 هجري
الزيارات: 712270
تفسير قوله تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11]. سخرت منه واستسخرته للهُزْءِ منه، ورجل سُخَرَة: لمن سَخِر، وسُخْرَة: لمن يُسخَر منه. (تَلْمِزُوا): اللَّمْزُ: الاغتياب وتتبع المعايب، يُقال: لَمَزه يَلْمِزُه ويَلْمُزُه، قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [التوبة: 58]، ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ ﴾ [التوبة: 79]، ﴿ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [الحجرات: 11]؛ أي: لا تلمزوا الناس فيَلْمِزُوكم فتكونوا في حكم مَن لَمَز نفسه، ورجل لمَّاز ولُمَزة: كثير اللمز، قال تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1]، ( تَنَابَزُوا) النَّبْزُ التلقيبُ، قال: ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَاب ﴾ [الحجرات: 11] [1].
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون (105) التوبة وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) التوبة مرتبط
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم Mp3
[2] أي: الأجر. [3] الكَباث (على وزن سحاب) ما نضج من ثمر الأراك، والأراك شجر يُتَّخذ من عيدان السواك.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم مخطوطة
(تفسير العياشي،ج2،ص152)
بل وردت روايات عن النبي(صلى الله عليه وآله) ذكر فيها أنّ أهل البيت(عليهم السلام) منه وهو منهم، قال أمير المؤمنين علي(عليه السلام): أتى رجل إلى النبي(صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله، أي الخلق أحب إليك؟ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأنا إلى جنبه، هذا علي وابناه وأُمهما، هم مني وأنا منهم، وهم معي في الجنة هكذا، وجمع بين إصبعيه. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم mp3. (الأمالي للطوسي ،ص346،ح1007،مجلس 16). فالمقصود إذن بلفظة (المؤمنين)، هم آل محمد(عليهم السلام)، وكما هو واضح في الآية المباركة، وذلك ما أكدّت عليه الروايات والنصوص عن أهل بيت العصمة(عليهم السلام)، فقد ورد أن أعمال العباد تُعرض على رسول الله a وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام) في كلّ يوم من الأيام، أبرارها وفجّارها، وعن يعقوب بن شعيب الميثمي قال سألت أبا عبدالله الإمام الصادق(عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) قال: هم الأئمة (عليهم السلام). بصائر الدرجات، ج2،ص769،ح3. المؤمنون هم آل محمد (عليهم السلام)
وفي آمالي شيخ الطائفة الطوسي (قدس سرّه) بإسناده إلى عمر بن اذينة قال:كنت عند أبي عبد الله الإمام الصادق(عليه السلام) فقلت له: جُعلت فداك أخبرني عن قول الله عز وجل: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) قال: إيانا عنى.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم تفسير الميزان
أنّ الله -تعالى- يتوعد المخالفين لأمره؛ بأنّ أعمالهم ستعرض عليه -تعالى-، وعلى رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، وعلى المؤمنين، وذلك في عالم البرزخ بعد موت الإنسان. أنّه يجب على الإنسان أن يخلص لله -تعالى- في جميع أعماله، وأن يستشعر مراقبة الله -تعالى- له؛ في كل وقت وكل مكان وزمان، فالله -تعالى- لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ولا يذهب عنده عمل عمله الإنسان ابتغاء مرضاته وطمعًا في جناته. المراجع ↑ مجموعة من المؤلفين ، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 1108. بتصرّف. ^ أ ب ت سورة التوبة ، آية:105
↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي ، صفحة 252. بتصرّف. ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير ، صفحة 30. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي ، التفسير المنير ، صفحة 31. شبكة الألوكة. بتصرّف.
تفسير ابن كثير
قال مجاهد: هذا وعيد، يعنى من الله تعالى للمخالفين أوامره بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى، وعلى الرسول، وعلى المؤمنين، وهذا كائن لا محالة يوم القيامة، كما قال: ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) [ الحاقة: 18]، وقال تعالى: ( يوم تبلى السرائر) [ الطارق: 9]، وقال ( وحصل ما فى الصدور) [ العاديات: 10] وقد يظهر ذلك للناس فى الدنيا، كما قال الإمام أحمد:
حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج، عن أبى الهيثم، عن أبى سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو أن أحدكم يعمل فى صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة، لأخرج الله عمله للناس كائنا ما كان". وورد: أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر فى البرزخ، كما قال أبو داود الطيالسى: حدثنا الصلت بن دينار، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أعمالكم تعرض على أقربائكم وعشائركم فى قبورهم، فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: "اللهم، ألهمهم أن يعملوا بطاعتك". وقال الإمام أحمد: أخبرنا عبد الرزاق، عن سفيان، عمن سمع أنسا يقول: قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات، فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم، لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا".