فتأمل معي ـ أخي القارئ ـ روعةَ هذا التعليق من القاضي عياض ـ رحمه الله ـ حيث أبدَعَ في بيان وجه الشبَه بين المؤمن والشجرة فقال:
"ويشبّهها بالمسلم: لكثرة خيرها، ودوام ظلها، وطيب ثمرها ووجوده على الدوام. وأما في رؤوسها: فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعًا، ثم بَعْدُ هو مما يُدّخرُ فلا ينقطع نفعُها، قال الله تعالى: ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾[إبراهيم: 24- 25]، ثم في جميعها منافع: مِن استعمال جذوعها في البناء والآلات، وجرائدها حطباً وعصِيّا ومخاصِر ومَشاجِب وحُصُراً، واستعمال ليفها حبالاً وخُطُمَاً وحشو الوسائد، والمرافق والبراذع وغير ذلك، واستعمال خوصِها مَكاتل وحبالاً وحُصُراً. ثم في جمال بنائها، واعتدال قيامها، واستدارة جذوعها وثمرها، ثم تؤكل رطبة وجمارة، فهي منفعةٌ كلها، وخيرٌ وجَمال([2]). وهكذا ـ والله ـ المؤمن النفّاع، كثيرُ الخير.. من هو أول من جاهد في سبيل الله - شبكة الصحراء. يرى الناسُ مِن أثره في الحياة وبعد الممات. ألسنا نرى كم انتفعت الأمةُ بأثر جهاد الصحابة العلمي والعملي في بلاغ الرسالة، ونشر الشريعة؟ وقُلْ مثل هذا في التابعين ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.
شبه الله المنافقين بـ زوال إسرائيل سنة
سورة التوبة تشترك مع الأنفال في الموضوعات وتُسمّيان معًا القرينتين، فقُرنت معها ولم تأتِ فيها البسملة، كما أنهما يُعتبران من السّبع الطوال. أُطلق على سورة التوبة في كثيرٍ من المصاحف وعلى ألسنة الصحابة اسم براءة، ومن ذلك ما وراه أبو هريرة حين حجّ أبو بكر بالنّاس فقال: (فأذَّنَ معنَا عَلِيٌّ يَومَ النَّحْرِ في أهْلِ مِنًى ببَرَاءَةَ)، وروى البراء بن عازب رضي الله عنه فقال: (آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ كَامِلَةً بَرَاءَةٌ)، وتعود هذه التسمية إلى أول كلمةٍ في السورة. بينما وردت في كثيرٍ من المصاحف باسم سورة التوبة، حيث قال ابن عباس رضي الله عنه: (التَّوْبَةُ هي الفَاضِحَةُ)، لأنها ذكرت قصة الثلاثة الذين تخلّفوا عن غزوة العُسرة، وندمهم وتوبتهم وقبول الله لهذه التوبة. شبه الله المنافقين بـ ❤ على منصة. كما ورد ذكر الاسمين معًا في حديث زيد بن ثابت أثناء جمع القرآن بعد وفاة رسول الله حين قال: (فَتَتَبَّعْتُ القُرْآنَ أجْمَعُهُ مِنَ العُسُبِ واللِّخَافِ، وصُدُورِ الرِّجَالِ، حتَّى وجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مع أبِي خُزَيْمَةَ الأنْصَارِيِّ لَمْ أجِدْهَا مع أحَدٍ غيرِهِ، {لقَدْ جَاءَكُمْ رَسولٌ مِن أنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ} حتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ)، وهي الفاضحة، لأنها ذَكرت صفات المنافقين وفضحتهم وكشفت أمرهم.
شبه الله المنافقين بـ التقدير والإحترام
بين الإنسان والشجرة
لا أدري لم استوقفني منظرُ شجرةٍ ـ مقابِلة لمنزلي قبل أيام ـ نستظل بظلها، ونتقي به لهب الشمس المحرقة..! شبه الله المنافقين بـ زوال إسرائيل سنة. توقّفتُ عندها قليلاً وتساءلتُ: كم يوجد في الأرض من شجرة من جنس هذه الشجرة ومن غير جنسها؟ وما الذي جعل لها هذه القيمة عندنا؟ وهل ستكون لها مكانةٌ لو كانت دون نفعٍ أو أثر؟
هكذا هم الناس! نلاقي في حياتنا الكثيرَ والكثير، لكن لا يَبقى في الذاكرة منهم، إلا من كان له أثرٌ علينا؛ بعلمٍ أو تجربةٍ أو صحبةٍ حسنة، أو موقفٍ إنساني، أو غير ذلك من صور التفاعل الإيجابي. يلفتُ نظري كثرةُ القواسم المشتركة بيننا وبين الشجرة، ومن ذلك: أن لكلٍ واحدٍ منا عُمرٌ افتراضيّ، فهو يُوجد بعد أن كان عدَماً، ثم يعيش ما كتب اللهُ له، ثم يموت!
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)
ينزِّه الله تعالى عن كل ما لا يليق به كلُّ ما في السموات وما في الأرض, وهو وحده المالك لكل شيء, المتصرف فيه بلا منازع, المنزَّه عن كل نقص, العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في تدبيره وصنعه. هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)
الله سبحانه هو الذي أرسل في العرب الذين لا يقرؤون, ولا كتاب عندهم ولا أثر رسالة لديهم, رسولا منهم إلى الناس جميعًا, يقرأ عليهم القرآن, ويطهرهم من العقائد الفاسدة والأخلاق السيئة, ويعلِّمهم القرآن والسنة, إنهم كانوا من قبل بعثته لفي انحراف واضح عن الحق. فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يدعو الحكومة لبناء مصفاة تكرير جديدة. وأرسله سبحانه إلى قوم آخرين لم يجيئوا بعدُ, وسيجيئون من العرب ومن غيرهم. والله تعالى- وحده- هو العزيز الغالب على كل شيء, الحكيم في أقواله وأفعاله. ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)
ذلك البعث للرسول صلى الله عليه وسلم, في أمة العرب وغيرهم, فضل من الله, يعطيه مَن يشاء من عباده.
مقالات وآراء
آخر المقالات الاشتراك في نشرة المقالات اليومية وظائف الخليج المعلومات الجغرافية الموقع الرئيسي اتصل بنا
18-03-2014 - قبل أقل من ثلاثة أشهر كتبت في هذه الزاوية مقالاً بعنوان (ماذا يريد جمجوم من الاتحاد).. ؟! وما زال هذا السؤال دون إجابة حتى الآن..!! إقرأ المقال من المصدر ( الوطن السعودية)
أبشرك ياسالم والحال سالم الدوسري
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، والحمدلله رب العالمين. امـــــــــا بعــــــــــد ،،، اشكرك اخي العزيز الجواهر اللماعه على ما تفضلت به من ثناء واطراء طيب علينا وعلى هذا العلم النفيس ، واني واذ اعتذر اليك والى جميع الاخوة والاخوات عن عدم تمكني من الرد المباشر على الاتصالات على الجوال او الرد على المشاركات في المنتدى بسبب كثرة انشغالي وتنقلاتي ، ولكني عندما اجد الفرصة المناسبة ارد على الاتصالات والرسائل ، وذلك على حسب الوقت والفرصه. أبشرك ياسالم والحال سالم الدوسري. اخي الحبيب الجواهر اللماعه / فقط ارسل لي رقم هذا الشيخ والوالد على الجوال وانا بنفسي سوف اتصل به في اقرب فصة باذن الله. اشكرك من الاعماق اخي الحبيب واتمنى لك المزيد من العلم الرباني الروحاني باذن الله. واستغفر الله العلي العظيم. المعالج الروحاني.
مقالات وآراء
آخر المقالات الاشتراك في نشرة المقالات اليومية وظائف الخليج المعلومات الجغرافية الموقع الرئيسي اتصل بنا
01-04-2014 إقرأ المقال من المصدر ( الوطن السعودية)