ولا شك أن في هذه الأعداد الكثير من المبالغة، فالصحيح أن أسماءه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقل من ذلك بكثير، فلا يجوز الزيادة عليها بما لم يرد في الكتاب والسنة الصحيحة، خاصة إذا كانت هذه الأسماء ـ الغير صحيحة ـ فيها غلو وإفراط، مثل هذه الأسماء التي وردت في بعض كتب الصوفية والتي منها: مدعو، غوث ، غياث ، مقيل العثرات ، صفوح عن الزلات ، خازن علم الله ، بحر أنوارك ، مؤتي الرحمة ، نور الأنوار ، قطب الجلالة ، السر الجامع ، الحجاب الأعظم. ومن أهم أسباب الخلاف في عدد أسماء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن بعض العلماء رأى كل وصف وُصِف به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في القرآن الكريم من أسمائه، فعدَّ من أسمائه مثلا: الشاهد ، المبشر ، النذير ، الداعي ، السراج المنير ، وذلك لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}(الأحزاب:45-46)، في حين قال آخرون من أهل العلم: إن هذه أوصاف وليست أسماء أعلام، قال النووي: "بعض هذه المذكورات صفات ، فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز"، وقال السيوطي: " وأكثرها صفات ". فائدة: قال ابن القيم: " وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فغير صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح ولا حسن ولا مرسل، ولا أثر عن صحابي، وإنما هذه الحروف مثل: الم وحم والر، ونحوها ".
- من سمى النبي محمد | كل شي
- حكم من زنى بغير مسلمة وهو غير محصن - الإسلام سؤال وجواب
- حدُّ الزاني غير المُحصَن | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
من سمى النبي محمد | كل شي
الحمد لله. أولًا:
مرحبا بك في موقعنا، ونحن نرجو أن تجد فيه ما ينفعك، وأن تجد فيه ما يبدد الشبهات التي تسمعها من قومك، حول هذا الدين وحقائقه، وأن تزن ما تسمع من الشبهات حوله بميزان المنطق الصحيح؛ وعسى الله أن يشرح صدرك للهدى ودين الحق. ومن هذا المنطلق، نتعجب: كيف لقومك أن يقولوا: إن النبي كاذب، بناء على هذا المنطلق الواهي الضعيف. نعم؛ إنهم يقولون ذلك، لأنهم يريدون أن يقولوه، ولأن عقائدهم التي نشأوا عليها، تأبى عليهم التأمل، والنظر بعين الصدق والإنصاف. وإلا؛ فبالله عليك أن تخبرنا: سواء كان النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من تسمى بمحمد، أو لم يكن كذلك؛ ما أهمية ذلك في "إثبات نبوة" النبي صلى الله عليه وسلم، أو عدم إثباتها؟
هل قال الله تعالى في كتابه، أو قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه أول من سمي "محمدا"، وأثبت التاريخ زيف ذلك؟
لا؛ لم يقل ذلك، فلا الله أخبرنا بأنه أول من تسمى محمدا، ولا النبي أخبرنا عن نفسه بذلك!! وهب أن قائلا من المسلمين، لم يقرأ التاريخ جيدا، ولم يدرس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، قال ذلك خطأ منه؛ فما زال في الناس من يخطئون، ولا ينسب خطؤهم إلا لأنفسهم، ولا يكون غلطهم إلا عليهم هم، لا على الدين الذي ينتسبون إليه.
نبي الملحمة: هو الذي بُعِث بجهاد أعداء الله، فلم يجاهد نبي وأمته قط ما جاهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمته. الأمين: هو أحق الناس ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذا الاسم، فهو أمين الله على وحيه ودينه، وهو أمين مَنْ في السماء، وأمين من في الأرض، ولهذا كانوا يسمونه قبل النبوة " الأمين ". البشير: هو المبشر لمن أطاعه بالثواب، والنذير المنذر لمن عصاه بالعقاب، وقد سماه الله عبده في مواضع من كتابه. المنير: سماه الله سراجا منيرا، وسمى الشمس سراجا وهاجا، فالمنير هو الذي ينير من غير إحراق، بخلاف الوهاج فإن فيه نوع إحراق وتوهج..
لقد صنف العلماء في أسماء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعددها مصنفات كثيرة ، وخصص المصنفون في السِيَّر والشمائل أبواباً لبيان أسمائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كما فعل القاضي عياض في كتابه " الشفا بتعريف حقوق المصطفى ". وأوصل بعضهم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نحو ثلاثمائة اسم، وبلغ بها بعض الصوفية ألف اسم فقالوا: " لله ألف اسم ، ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألف اسم ". قال الإمام ابن حجر: " نقل ابن العربي في شرح الترمذي عن بعض الصوفية أن لله ألف اسم، ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألف اسم ".
[٨]
لم يرد الرجم كعقوبة للزاني المحصن في القرآن الكريم ، وهنالك جدل حول وجود آية في القرآن الكريم نُسِخَت لفظًا وبقي حكمها ومفادها: { الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ}، [٩] مع وجود اختلاف في الروايات، وهو خلاف بين من يقول بالنسخ في القرآن الكريم وبين من ينكره، وبصرف النظر عن هذا الخلاف فإنَّ الرجم للزاني المُحصَن ثابتٌ بالسنّة النبويّة، فقد ثَبَتَ أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رَجَمَ بعض الزُّناة مثل: ماعز والغامدية وغيرهما. [١٠]
ورغم ذلك فقد نفى البعض أن يكون الرجم عقوبة للزاني المُحصَن، ويحتج أصحاب هذا الرأي بأنَّ الرجم لم يرد في القرآن الكريم، وأنَّ الرجم الوارد في السنة والذي قام به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- نُسِخَ بآية الجلد للزاني، فقد جاءت الآية عامَّة دون تفريقٍ بين المحصن وغير المحصن. [١١]
ما حكم الزنا في الإسلام لغير المتزوج ؟
ذهبَ جمهور الفقهاء إلى أنَّ عقوبة الزاني غير المتزوج - أي غير المُحصَن- هي الجَلْد، وحدِّدَت العقوبة 100 جلدة والتغريب -النفي- عامًا حدًّا، أما الحنفية يرون أنّ الحد هو الجلد 100 جلدة فقط، وقد ثبت حدُّ الزنا لغير المحصن بالكتاب والسنَّة، فمن القرآن الكريم قوله تعالى: { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
حكم من زنى بغير مسلمة وهو غير محصن - الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله. أولاً:
الزنا كبيرة من كبائر الذنوب ، وجريمة من أقبح الجرائم ، قال الله تعالى: (
وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا)
الإسراء / 32. وقال تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا
بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ
الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) الفرقان/68، 69. حكم من زنى بغير مسلمة وهو غير محصن - الإسلام سؤال وجواب. ولا فرق في ذلك بين أن يكون الزنا بمسلمة أو غير مسلمة. ثانياً:
أما عقوبة الزنا في الدنيا فقد أوجب الله فيه الحد ، قال الله تعالى في بيان حد
الزاني البكر – أي: الغير محصن -: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ
اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ
عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) النور/2. أما المحصن ـ وهو الذي قد سبق له الزواج ـ فجعل حده الرجم بالحجارة حتى الموت ، كما
جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (3199) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: ( والثيب بالثيب جلد مائة والرجم).
حدُّ الزاني غير المُحصَن | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
أما المحصن فحده الرجم بالحجارة حتى الموت ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في
صحيحه (1690) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( خُذُوا عَنِّي ، خُذُوا عَنِّي ،
قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ
وَنَفْيُ سَنَةٍ ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ). والثيب: هو المحصن ، رجلا كان أو امرأة. حدُّ الزاني غير المُحصَن | مركز الهدى للدراسات الإسلامية. والمحصن: هو الحر البالغ العاقل الذي وطئ في نكاح صحيح. فلا يحصل الإحصان بمجرد عقد النكاح ولو حصلت معه خلوة ، بغير خلاف بين الفقهاء ، بل
لابد من الوطء في القبل. قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (9/41): " الرجم لا يجب إلا على المحصن
بإجماع أهل العلم ، وفي حديث عمر: ( أن الرجم حق على من زنى وقد أحصن) ، وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: ذكر منها: أو
زنا بعد إحصان). وللإحصان
شروط سبعة:
أحدها: الوطء في القبل, ولا خلاف في اشتراطه; لأن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (الثيب بالثيب جلد مائة والرجم) ، والثيابة تحصل بالوطء في القبل, فوجب
اعتباره ، ولا خلاف في أن عقد النكاح الخالي عن الوطء, لا يحصل به إحصان; سواء
حصلت فيه خلوة, أو وطء دون الفرج, أو في الدبر, أو لم يحصل شيء من ذلك; لأن هذا
لا تصير به المرأة ثيبا, ولا تخرج به عن حد الأبكار, الذين حدهم جلد مائة وتغريب
عام, بمقتضى الخبر ، ولا بد من أن يكون وطئا حصل به تغييب الحشفة في الفرج; لأن
ذلك حد الوطء الذي يتعلق به أحكام الوطء.
رواه الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي مختصرًا ومطولاً. وفي نيل الأوطار:
أما الرجم فهو مجمع عليه، وحكى في البحر عن الخوارج أنه غير واجب، وكذلك حكاه عنهم أيضًا ابن العربي. وحكاه أيضًا عن بعض المعتزلة كالنظام وأصحابه ولا مستند لهم إلا أنه لم يذكر في القرآن، وهذا باطل. فإنه قد ثبت بالسنة المتواترة المجمع عليها هو. وأيضًا ثابت بنص القرآن. لحديث عمر عند الجماعة أنه قال:
كان مما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم، فقرأناها ووعيناها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا بعده. ونسخ التلاوة لا يستلزم نسخ الحكم، كما أخرج أبو داود من حديث ابن عباس. وقد أخرج أحمد والطبراني في الكبير من حديث أبي أمامة بن سهل عن خالته العجماء: أن فيما أنزل الله من القرآن: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة). وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي بن كعب بلفظ: "كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة وكان فيها آية الشيخ والشيخة" إلخ الحديث.