ما نقصت صدقة من مال - YouTube
شرح حديث عن الصدقة (ما نقص مالٌ من صدقة) - موضوع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" رواه مسلم. هذا الحديث احتوى على فضل الصدقة، والعفو والتواضع، وبيان ثمراتها العاجلة والآجلة، وأن كل ما يتوهمه المتوهم من نقص الصدقة للمال، ومنافاة العفو للعز، والتواضع للرفعة. وهم غالط، وظن كاذب. فالصدقة لا تنقص المال؛ لأنه لو فرض أنه نقص من جهة، فقد زاد من جهات أُخر؛ فإن الصدقة تبارك المال، وتدفع عنه الآفات وتنميه، وتفتح للمتصدق من أبواب الرزق وأسباب الزيادة أموراً ما تفتح على غيره. فهل يقابل ذلك النقص بعض هذه الثمرات الجليلة؟ فالصدقة لله التي في محلها لا تنفد المال قطعاً، ولا تنقصه بنص النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالمشاهدات والتجربات المعلومة. هذا كله سوى ما لصاحبها عند الله: من الثواب الجزيل، والخير والرفعة. شرح حديث عن الصدقة (ما نقص مالٌ من صدقة) - موضوع. وأما العفو عن جنايات المسيئين بأقوالهم وأفعالهم: فلا يتوهم منه الذل، بل هذا عين العز، فإن العز هو الرفعة عند الله وعند خلقه، مع القدرة على قهر الخصوم والأعداء. ومعلوم ما يحصل للعافي من الخير والثناء عند الخلق وانقلاب العدو صديقاً، وانقلاب الناس مع العافي، ونصرتهم له بالقول والفعل على خصمه، ومعاملة الله له من جنس عمله، فإن من عفا عن عباد الله عفا الله عنه.
191 من حديث: (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا..)
في الحديثِ: أنَّ الصَّدقةَ لا تَنقُصُ المالَ، بَل تَزيدُه؛ لِمَا تدفَعُه عَنْه الصَّدقةُ مِنَ الآفاتِ، وتَنزلُ بِسببِها البركاتُ. وفيه: أنَّ مَن عُرِفَ بِالعفوِ والصَّفحِ سادَ وعَظُمَ في قلوبِ النَّاسِ، وأنَّ مَن تَواضَعَ للهِ تعالى رَفَعَه اللهُ في الدُّنْيَا والآخرةِ.
ولا يلام الإنسان على ذلك، لكن إذا همَّ بالعفو وحدَّث نفسه بالعفو، قالت له نفسُه الأمارة بالسوء: إن هذا ذلٌّ وضعف، كيف تعفو عن شخص جنى عليك أو اعتدى عليك؟! 191 من حديث: (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا..). فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا))، والعز ضد الذل، والذي تحدِّثك به نفسُك أنك إذا عفوت فقد ذلَلْتَ أمام من اعتدى عليك، فهذا من خداع النفس الأمارة بالسوء ونهيها عن الخير؛ فإن الله تعالى يُثيبك على عفوك هذا، فالله لا يزيدك إلا عزًّا ورفعة في الدنيا والآخرة. ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((وما تواضَعَ أحدٌ لله إلا رفَعَه))، وهذه الرفعة تكون بسبب التواضع والتضامن والتهاون، ولكن الإنسان يظن أنه إذا تواضع نزل، ولكن الأمر بالعكس، إذا تواضعتَ لله فإن الله تعالى يرفعك. وقوله: "تواضع لله" لها معنيان:
المعنى الأول: أن تتواضع لله بالعبادة، وتخضع لله، وتنقاد لأمر الله. المعنى الثاني: أن تتواضع لعباد الله من أجل الله، وكلاهما سبب للرفعة، وسواء تواضعت لله بامتثال أمره واجتناب نهيه وذللت له وعبَدتَه، أو تواضعت لعباد الله من أجل الله، لا خوفًا منهم، ولا مداراة لهم، ولا طلبًا لمال أو غيره، إنما تتواضع من أجل الله عز وجل، فإن الله تعالى يرفعك في الدنيا أو في الآخرة.
( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون. فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)
فأمره بأربعة أشياء بالتسبيح والتحميد والسجود والعبادة ، واختلف الناس في أنه كيف صار الإقبال على هذه الطاعات سببا لزوال ضيق القلب والحزن ؟ فقال العارفون المحققون: إذا اشتغل الإنسان بهذه الأنواع م ن العبادات انكشفت له أضواء عالم الربوبية ، ومتى حصل ذلك الانكشاف صارت الدنيا بالكلية حقيرة ، وإذ ا صارت حقيرة خف على القلب فقدانها ووجدانها ، فلا يستوحش من فقدانها ولا يستريح بوجدانها ، وعند ذلك يزول الحزن والغم. وقال أهل السنة: إذا نزل بالعبد بعض المكاره فز ع إلى الطاعات كأنه يقول: تجب علي عبادتك سواء أعطيتني الخيرات أو ألقيتني في المكروهات ، وقوله: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد الموت وسمي الموت باليقين; لأنه أمر متيقن. ويدلُّ الحق سبحانه رسوله صلى الله عليه وسم على علاج لمسألة ضيق الصدر حين يُحزنه أو يؤلمه مُكذّب، أو مُسْتهزيء؛ فيقول سبحانه: {فَسَبِّح بِحَمْدِ رَبِّكَ}. وهكذا يمكن أن تُذْهب عنك أيَّ ضيق، أن تسبح الله، وإذا ما جافاكَ البِشْر أو ضايقك الخَلْق؛ فاعلم أنك قادر على الأُنْس بالله عن طريق التسبيح؛ ولن تجد أرحم منه سبحانه، وأنت حين تُسبِّح ربك فأنت تُنزِّهه عن كُلِّ شيء وتحمده، لتعيش في كَنَف رحمته.
ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون
والمثَل يتضح لِمَنْ يصعدون السُّلَّم العالي لأيّ منزل أو أيّ مكان؛ ويجدون أنفسهم ينهجون؛ والسبب في هذا النهجَ هو أن الرئة تريد أنْ تُسرِعِ بالتقاط كمية الهواء أكبر من تلك التي تصل إليها، فيعمل القلب بشدة اكثر كي يُتيح للرئةِ أن تسحبَ كمية أكبر من الهواء. أما مَنْ يكون صدره واسعاً فهو يسحب ما شاء من الهواء الذي يتيح للرئة أن تأخذَ الكمية التي تحتاجها من الهواء، فلا ينهج صاحب الصدر الواسع. فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يُكذِّبه أحد، أو يستهزيء به أحد كان يضيق صَدْره فتضيق كمية الهواء اللازمة للحركة؛ ولذلك يُطمئِنه الحق سبحانه أن مَدَده له لا ينتهي. وأنت تلحظ عملية ضيق الصدر في نفسك حين يُضايقك أحد فتثور عليه؛ فيقول لك: لماذا يضيق صدرك؟ وَسِّع صدرك قليلاً. والحق سبحانه يقول في موقع آخر: { فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ} [الأنعام: 125]. أي: يُوسّع صدره، وتزداد قدرته على فَهْم المعاني التي جاء بها الدين الحنيف. ويقول أيضاً: { وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِ} [الأنعام: 125]. وهنا نجد أن الحق سبحانه يشرح عملية الصعود وكأن فيها مجاهدةً ومكابدةً، وهذا يخالف المسألة المعروفة بأنك إذا صعدتَ إلى أعلى وجدتَ الهواء اكثرَ نقاءً.
فقال هرقل هم أتباع الرسل, وقولهم " بادي الرأي " ليس بمذمة ولا عيب لأن الحق إذا وضح لا يبقى للرأي ولا للفكر مجال بل لا بد من اتباع الحق والحالة هذه لكل ذي زكاء وذكاء بل لا يفكر ههنا إلا غبي أو عيي والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إنما جاءوا بأمر واضح جلي. و إن المسلم اليوم يعيش غربة تذكرنا بما كان عليه الغرباء الأولون الذين ضربوا أروع الأمثال بتضحياتهم و بذلهم الغالي و النفيس للتمسك بهذا الدين كما جاء, و إيصاله لمن حولهم من الناس و لمن بعدهم من الأجيال كما هو بلا تبديل و لا تغير ليكون نقياً وغضاً كما نزل, تتشوفه القلوب العطشى و ترتقبه الفطر السوية في كل زمان و مكان لتكون هدايته و تعاليمه و أحكامه نورا على نور في عصور خيم عليها الجهل بظلامه و الشر بسواده. كم هو مؤلم ، موقف المؤمن الذين يتهم في شخصيته أو عقله أو فكره لمجرد أنه دافع عن ثوابت الإسلام فيوصف بالرجعية و رخاوة الفكر و ضحالة الثقافة. و آخر تمسك بالسنة و التزمها في مظهره و ملبسه فلم يخالف هدي حبيبه صلى الله عليه و سلم و لم يداهن أحداً و لا مجتمعا و لا عادات و لا تقاليد, ثم يوصف و يتهم بالتخلف و عدم الاندماج مع المجتمع و السباحة عكس التيار!!