الحجاب الشرعي في الإسلام
بعد الحديث عن حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة، سننتقل للتعرّف على الحجاب الشرعي في الإسلام، فقد فرض الله تعالى الحجاب على سائر نساء المسلمين، وجعل ذلك ضمن ضوابط وحدود معيّنة، وذلك بهدف ستر مفاتن المرأة واجتناب الفتن، لذا لابدَّ لنا توضيح ضوابط الحجاب الشرعي في الإسلام وهي:[5]
أن يكون ساترًا لسائر جسد المرأة بما في ذلك الوجه واليدين، ولا يظهر أيًّا من عوراتها أو مفاتنها. ألّا يكون شفافًا أو رقيقًا، ففي ذلك زيادة في الإغراء والفتن. أن يكون لباس المرأة ذو طابع أنوثي لا يوجد فيه تشبه بالرجال، أو ارتداء شيء من ملابس الرجال؛ لأنَّ في ذلك مخالفة للفطرة السليمة. حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة – المحيط. عدم التّبخر أو التعطر، فقد نهى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عن ووصف المرأة المستعطرة إذا مرّت بقوم فظهرت رائحة طيبها وعطرها بأنَّها زانية. عدم التّشبه بلباس الكافرات ومظهرهن، لأنَّ ذلك مخالف لتعاليم الإسلام بمخالفة الكافرين. شاهد أيضًا: هل يجوز للمراة قراءة القران بدون حجاب
وفي هذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي وضّح حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة ، وبيّن مكانة المرأة في الإسلام والحكمة من فرضه عليها، كما تحدّثنا أيضًا عن صفات الحجاب الشرعي الصحيحة في الإسلام.
حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة – المحيط
وقال القاضي عياض اليحصبي المالكي في كتابه الشفا ج 2/214 باب أول:
"إن المرتد عن الإسلام ليس فقط من كان ظاهرًا بالكفر بل من الجائز أن يسب الدين أو النبي صل الله عليه وسلم فقال: "من سب النبي صل الله عليه وسلم أو عابه أو ألحق به نقصًا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرَّضَ به أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه والعيب له فهو ساب له، قال محمد بن سنحون أجمع العلماء أن شاتم النبي صل الله عليه وسلم- المنتقض له كافر والوعيد جار علبه بعذاب الله له، ومن شك في كفره وعذابه كفر". اقرأ أيضًا: هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق عند المأذون
حكم المرتد عند جمهور المذهب الشافعي
بالنسبة لآراء العلماء حول حكم المرتد في المذاهب الأربعة، والتي من بينها المذهب الشافعي فيما جاء عنه قائلًا:
"إذا كان المسلم قد ارتد، وجب على الإمام أن يؤجلها ثلاثة أيام قبل أن يتعذر عليه قتله، لأن ارتداد المسلم عن دينه كثيرًا ما يكون بسبب الشك". وقد جاء في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح إذ تم ذكره في القرآن الكريم في قول الله تعالى:
"إنْ سَألتُكَ عَنْ شيءٍ بَعدَها فَلَا تُصاَحِبُنِيِ".
حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة | سواح برس
هكذا تم الاتفاق بين مذهب الحنفية وبقيّة المذاهب الأخرى على أن المرتد حكمه القتل إذا لم يستتب وأصر على كفره، كما أضافوا أن من كفر بالله تعالى وقلبه مؤمن فهو كافر لأن من شروط الإيمان بالله هو أن يؤمن المرء بكامل جوارحه. اقرأ أيضًا: هل تجوز الصلاة بعد الحجامة بدون غسل
الأحاديث النبوية التي ورد فيها حكم المرتد عن الإسلام
لقد ورد عن النبي صل الله عليه وسلم العديد من الأحاديث حول الرِدّة في الدين الإسلامي، وكان من بين هذه الأحاديث ما يلي:
روي عن ابن عباس في المرأة التي ارتدت قال: "قال تَجبَر ولا تُقتَل". حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة | سواح برس. كما جاء عكرمة قال: "أتى على بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنَهي رسول الله صل الله عليه وسلم لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم لقول النبي صل الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه، فبلغ ذلك عليًا فقال: ويح ابن عباس". وروي عن البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صل الله عليه وسلم: لا يحل دم أمرئ مسلم يشهد أن لا إله إلّا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق لجماعته". اقرأ أيضًا: حكم إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية
أقوال الصحابة والتابعين في حكم المرتد
لقد اهتم السلف الصالح التابع لسنة النبي صل الله عليه وسلم بكل ما جاء في حكم المرتد عن الدين الإسلامي، حيث تم أخذ الحكم عن هؤلاء السلف فكان كما ورد فيما يلي:
أقوال الصحابة
عن عمر بن العاص أنه كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن رجلًا قد كفر بعد إسلامه، فكتب له عمر: "استتبه فإن تاب فاقبل منه وإلا فاضرب عنقه".
اتفاق الأئمة الأربعة وابن تيمية في شأن النقاب - إسلام ويب - مركز الفتوى
حكم المرتد في المذاهب الأربعة وحرية الاعتقاد وتساؤلات عديدة تتبادر في الأذهان، حيث أنه من المتعارف عليه أن الردّة هي عدم اعتراف الشخص بقول الشهادتين وأحكام التعاليم الإسلامية بشكل عام، وقد وردت أحاديث متنوّعة عن الرسول الكريم صل الله عليه وسلم في هذا الشأن سنذكرها لاحقًا من متابعتكم القراءة عبر موقع جربها.
حيث وجب عليك بعد ذلك أن تدعوه إلى الرجوع، فإن طلب منك أن تمهله بعض الوقت، فاتركه ثلاث أيام، فإن لم يرجع يقتل، ويرجع ذلك لقوله تعالى: "فَاقتُلُوْا المُشرِكِين". وفي قول النبي صل الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه"، ولم يذكر التأجيل. وبما أن المرتد يعتبر زنديقًا ويجب محاربته لا محالة، فإنه لم يذكر التأجيل في الحكم عليه، وقد جاء في قوله تعالى:
"إِنَّمَا جَزَاءُ الْذَينَ يُحاَرِبُونَ الله وَرَسولَهَ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنٍ يُقَتّلُوا أَوْ يُصَلْبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْديهُمْ وَأرجُلَهُمْ مِنْ خِلَافِ أَوْ يَنفَوا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظيمٌ إِلَّا الَذيِنَ تَابوا مِنْ قَبلٍ أَنْ تَقدِروا عَليْهِم فَاعْلَمُوا أنْ الله غَفورٌ رَحيِمٌ" أية رقم 33-34 من سورة المائدة. أيضًا جاء عن بدر الرشيدي الحنفي في كتاب بيان الألفاظ الكفرية: "من كفر بلسانه وقلبه على الإيمان إنه كافر، ولا ينفعه ما في قلبه ولا يكون عند الله مؤمنًا". وقال الشيخ عبد الغني الغنيمي الدمشقي الميداني الحنفي في اللباب في شرح الكتاب: "وإذا ارتد أحد الزوجين عن الإسلام وقعت الفرقة بينهما بغير طلاق".
كما أن لهم رواية أخرى وهي: هناك ثلاثة أيام للاحتفاظ مثل المذهب المالكي والمذهب الشافعي. كما قال الفقيه الحنبلي منصور بن إدريس البهوتي في كتاب شرح منتهى الإرادات ج 386/3: "وشرعًا من كفر ولو مميزًا بنطق أو اعتقاد أو فعل أو شك طوعًا ولو كان هازلًا بعد إسلامه". وقال أيضًا في كشاف القناع عن متن الإقناع: وتوبة المرتد إسلامه بأن يشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله، وهذا يثبت به إسلام الكافر الأصلي فكذا المرتد. وقال موفق الدين عبد الله بن أحمد ابن قدامة المقدسي الحنبلي في كتاب كشف القناع ص 307: "فمن أشرك بالله أو جحد ربوبيته أو وحدانيته أو صفة من صفاته أو اتخذ لله صاحبة أو ولدًا أو جحد نبيًا أو كتابًا من كتب الله تعالى أو شيئًا منه أو سب الله تعالى أو رسوله كفر، ومن جحد وجوب العبادات الخمس أو شيئًا منها أو أحل الزنا أو الخمر أو شيئًا من المحرمات الظاهرة المُجمع عليها لجهل عزف ذلك، وإن كان ممن لا يجهل ذلك كفر". حكم المرتد عند جمهور المذهب المالكي
جاء فيما روى عن الإمام المالكي وهو يقول:
"يجب أن أمضي للمرتد ثلاثة أيام وثلاث ليال، وهذه الأيام الثلاثة تبدأ من يوم ثبوت ردتهِ، لا من يوم الشك، كما أن هذه الأيام الثلاثة لا ينفق على زوجته ولا أولاده فإن لم يكن لديهم مال فينفق من الخزينة أو بيت المال، سواء ندم أو لم يرجع إلى البلاد، حتى لو أصر على الضرب فلن يعاقب بالحبس وعندما يتمسّك بعدم العودة، يحق قتله ولم يغتسل ولا يكفن ولم يدفن في مقبرة إسلامية أو مقبرة وثنية، لأنه لم يكن في المكان الذي أسلم فيه".
وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ يقول تعالى مخبراً أن {كل نفس بما كسبت رهينة} أي معتقلة بعملها يوم القيامة {إلا أصحاب اليمين} فإنهم {في جنات يتساءلون عن المجرمين} أي يسألون المجرمين وهم في الغرفات، وأولئك في الدركات قائلين لهم {ما سَلَكَكُمْ في سقر. قالوا لم نَكُ من المصلِّين. ولم نَكُ نُطْعِمُ المسكين} أي ما عبدنا ربنا ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا، {وكنا نخوض مع الخائضين} أي نتكلم فيما لا نعلم، وقال قتادة: كلما غوى غاوٍ غوينا معه، {وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين} يعني الموت كقوله تعالى: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}، وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أما هو - يعني عثمان بن مظعون - فقد جاءه اليقين من ربه) قال تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} أي من كان متصفاً بمثل هذه الصفات، فإنه لا تنفعه يوم القيامة شفاعة شافع فيه، لأن الشفاعة إنما تنجح إذا كان المحل قابلاً، فأما من وافى اللّه كافراً، فإن له النار لا محالة خالداً فيها.
مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ - خالد سعد النجار - طريق الإسلام
وقال السدي {لمن شاء منكم أن يتقدم} إلى النار المتقدم ذكرها، {أو يتأخر} عنها إلى الجنة. قوله تعالى {كل نفس بما كسبت رهينة} أي مرتهنة بكسبها، مأخوذة بعملها، إما خلصها وإما أوبقها. وليست {رهينة} تأنيث رهين في قوله تعالى {كل امرئ بما كسب رهين}[الطور: 21] لتأنيث النفس؛ لأنه لو قصدت الصفة لقيل رهين؛ لأن فعيلا بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث. وإنما هو اسم بمعنى الرهن كالشتيمة بمعنى الشتم؛ كأنه قيل: كل نفس بما كسبت رهين؛ ومنه بيت الحماسة: أبعد الذي بالنعف نعف كويكب ** رهينة رمس ذي تراب وجندل كأنه قال رهن رمس. والمعنى: كل نفس رهن بكسبها عند الله غير مفكوك {إلا أصحاب اليمين} فإنهم لا يرتهنون بذنوبهم. واختلف في تعيينهم؛ فقال ابن عباس: الملائكة. علي بن أبي طالب: أولاد المسلمين لم يكتسبوا فيرتهنوا بكسبهم. الضحاك: الذين سبقت لهم من الله الحسنى، ونحوه عن ابن جريج؛ قال: كل نفس بعملها محاسبة {إلا أصحاب اليمين} وهم أهل الجنة، فإنهم لا يحاسبون. مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ - خالد سعد النجار - طريق الإسلام. وكذا قال مقاتل أيضا: هم أصحاب الجنة الذين كانوا عن يمين آدم يوم الميثاق حين قال الله لهم: هؤلاء في الجنة ولا أبالي. وقال الحسن وابن كيسان: هم المسلمون المخلصون ليسوا بمرتهنين؛ لأنهم أدوا ما كان عليهم.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المدثر - الآية 45
وما عليك أن يقرآ عليك آية؟ قال: خشيت أن يقرآ آية يحرفانها، فيقر ذلك في قلبي (12). وقال ابن طاوس لابن له يكلمه رجل من أهل البدع: «يا بني! أدخل أصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع ما يقول. ثم قال: اشدد اشدد». وقال عمر بن عبد العزيز: «مَنْ جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل». وقال إبراهيم النخعي: «إن القوم لم يُدّخر عنهم شيء خبئ لكم لفضل عندكم» (13). وقد ورد عن السلف ـ رحمهم الله ـ أضعاف ما ذكرت؛ مما يدل على أنهم كانوا يرون غلق هذا الباب من أصله، فكيف القول بمن يتتلمذ على أيدي هؤلاء بطوعه واختياره؛ سواء بالجلوس معهم أو مع آثارهم ومؤلفاتهم، أو عبر مواقعهم على شبكة المعلومات، أو غير ذلك؟
كان ابن الراوندي ـ وهو من أذكياء العالم ـ في أول أمره حسن السيرة ـ كما قال البلخي (14) ـ، وكان يلازم الرافضة والملاحدة، فإذا عُوتب قال: «إنما أريد أن أعرف أقوالهم. ثم إنه كاشَفَ وناظر، وأبرز الشُّبه والشكوك، حتى قال ابن الجوزي عنه: كنت أسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت له ما لم يخطر على قلب» (15). هذا عمران بن حطان ـ وكان من الأذكياء أيضاً ـ تزوج خارجية وقال: سأردها. فصرفته إلى مذهبها (16). واعتبر بأبي حامد الغزالي رحمه الله، فإنه دخل فما خرج منها سالماً، كما قال أبو بكر ابن العربي: «شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم فما استطاع» (17) ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «وقد أنكر أئمة الدين على «أبي حامد» هذا في كتبه ـ يعني المواد الفاسدة من كلام الفلاسفة ـ وقالوا: مرضه: «الشفاء».
{قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} ضيعنا حق الله تعالى في الصلاة، لم نتصل به، لم نقبل عليه، لم نتوجه إليه، توجهنا إلى كل البشر ونسينا رب البشر، طرقنا كل باب إلا باب السماء، اصطلحنا مع كل إنسان إلا خالق الإنسان.