مع اطلالة شهر رمضان المبارك، بادر اصحاب الفضل من الاشقاء والاصدقاء والزملاء بارسال اعذب التهاني والتبريكات لاسرة "المجد"، بحلول هذه المناسبة الاسلامية الجليلة. "المجد" اذ تشكر باصدق العبارات هؤلاء الاحباء على مبادراتهم الرفاقية الحميمة، وتبادلهم التهاني الاخوية بمثلها، فانها تسعد بنشر اسمائهم الكريمة على صفحاتها، وفقا لتوالي وصولها. ** مؤسسة الفكر العربي، اسرة مجلة هي، الشيخ محمود غنيمات "ابو غانم"، الزميل سالم علي ذياب، المفكر محمد كامل/ كندا، اسرة السفير العربي، المنتدى العربي/ عمان، الزميل عبد الهادي راجي المجالي، الاخ معاذ السباعي/ منظومة وطن السورية، الاستاذ محمد امين زيتون، الصديق ياسر الخالد [email protected] ، الاديبة إنصاف قلعجي..
عبد الهادي المجالي - ويكيبيديا
المشاركة في الانتخابات حق ومسؤولية
حدث ديمقراطي بامتياز، حدث يعدّ أحد أهم مفاتيح الاصلاح السياسي، تشهده المملكة بعد غد الثلاثاء، حدث يضع الأردن للمرة الثانية وخلال فترة ليست بالطويلة على خارطة الانجازات السياسية على مستوى عالمي وليس فقط عربيا، حدث علينا جميعا كمواطنين أن نكون شركاء في نجاحه، وذلك يتطلب الاقبال على صناديق الاقتراع، فهي خيَار الشعوب الديمقراطية الساعية للتغيير الايجابي. يوم الثلاثاء، الثاني والعشرون من آذار الحالي، يتجه الأردنيون لاختيار ممثليهم في مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان، حيث تجرى الانتخابات التي ستكون الانتخابات الثانية في مدة لم تتجاوز العامين، مؤكدة أن الأردن قادر، وأن الاصلاح ليس شعارا، إنما حالة تطبّق على أرض الواقع، كما أراد جلالة الملك عبدالله الثاني، حالة ستجعلنا نسير نحو المئوية الثانية بثبات الانجاز وقوّته. بعد غد تجرى انتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان، الحدث الذي عملت على ايصال مراحلة الهيئة المستقلة للانتخاب على مدى أشهر حتى نصل ليوم الاقتراع، بمسؤولية عالية وجهود جبّارة، ساندها ودعمها جهود حكومية مستمرة بكافة السبل التي تدفع باتجاه توفير الأجواء المناسبة للإقدام على إجراء الانتخابات بأعلى درجات الكفاءة والنزاهة، لنصل كمواطنين إلى صناديق الاقتراع، ونختار من يستحق، بقرار من المواطنين فما سيوضع بصناديق الاقتراع سيخرج منها كما هو، بادئين بذلك مرحلة جديدة تضع الأردن في مراحل أكثر تقدّما بالعمل الانتخابي.
تهاني الاصدقاء لـ “المجــد” بقدوم شهر الصوم الفضيل/ فيديو | موقع جريدة المجد الإلكتروني
وسجلت "الهاكا" أن "القيمة المضافة للعرض السمعي البصري الخاص لاتزال ربما في حاجة إلى تعريف أكبر واستيعاب أدق"، علما أن "وضعية الإذاعات الخاصة تتيح بشكل أفضل مساءلة وإبراز تجربة تحرير الاتصال السمعي البصري كقرار سياسي استراتيجي أتى في سياق التحول الديموقراطي للبلاد"، حيث تشكل "الإذاعة الخاصة العنوان الأبرز للمشهد السمعي البصري الوطني في زمن التحرير". وتابعت الهيئة: "منذ سنة 2006، تاريخ منح التراخيص الأولى، أضحى للإذاعات الخاصة حضور معتبر في الحياة اليومية للمغاربة ولكل المقيمين في البلاد. عبد الهادي المجالي محمد حسنين هيكل. كما نسجت هذه الإذاعات رباطا متينا، عبر الأنترنيت، مع فئات واسعة من مغاربة العالم، بسماتهم المتعددة". وذكر المصدر ذاته أنه إلى حدود نهاية السنة الماضية: "يضم العرض الإذاعي الوطني الخاص 20 خدمة إذاعية تبث بالتشكيل الترددي إف إم مقدمة من طرف 13 متعهدا، من بينها 7 إذاعات ذات تغطية وطنية، 4 إذاعات ذات تغطية متعددة الجهات، شبكتان من 8 إذاعات جهوية، إذاعة تغطي مجموعة من المدن، بالإضافة إلى باقة من 11 إذاعة تبث على الأنترنيت". هذه الخدمات الخاصة، تتكامل وفق المجلس، بتقديمها "عروضا برامجية متنوعة: مجتمع، أخبار، موسيقى، رياضة، اقتصاد، ثقافة، فلاحة، فن العيش… مع خدمات القطاع العمومي التي تشمل 5 إذاعات ذات تغطية وطنية، و11 إذاعة ذات تغطية جهوية".
القوة الناعمة | مقالات مختارة | زاد الاردن الاخباري - أخبار الأردن
أن ما تسعون اليه من تحريض غير مجد أكان ذلك بحق جلالة الملك أو العائلة الهاشمية التي هي جزء منا ونحن منهم غبر تاريخ طويل من الإخلاص المتبادل بين طرفي العرش والشعب أو بحق أي مؤسسة لا ترون فيها سوى العيوب وتنسون عيوبكم، وكأنكم أسرابا من الملائكة، وتذكرّ جيدا إنك كنت جزءا من الدولة وشريك في الحكومة ولم تقدموا شيئا ملموسا من التغيير للأفضل كما تراه اليوم أنت والرهط من حولك اللذين يحرضونك ويستخدمونك كواجهة يختبئون خلفها لتحقيق مصالحهم. إن هذا النداء والذي نطلقه اليوم لك عبر فضاء يقرأه الجميع لم يكن ليخرج علناً الا بعد ان استنفذنا كإخوة كل طرائق الحلول لتعرف وتفهم أنك لا تعرف ماذا تريد بل تريد ما يرغب فيه غيرك، والتصيد عبر اسمك واسم والدنا وعشيرتنا وحتى في عملكم الحزبي لم تستطيعوا صنع أي مبادرات تحقق غايات الاصلاح، ومن هنا نرى ان عليك ان تتوقف وتبتعد قليلاً عن كل تلك الملوثات التي أُلصقت بك لتكون فوهه مدفع وهم مختبؤن. وأخيرا إن العهد الذي بيننا وبينك هو حماية هذا الوطن والإيمان بقيادته وتاريخ عشيرتنا ووالدنا ، وإلا فانك ستبقى وحيداً، وستعلم متأخراً أن هذا البلد فيه شعب له الحق في الانتماء والولاء لترابه، فان كنت لا ترغب أو لا تحب فهذا شأنك.
جفرا نيوز - وجه أيمن وحسين هزاع المجالي رسالة لشقيقهم أمجد تناولت دعوة منهم له ليقف مع نفسه ومحاسبتها على ما الت اليه طبائعه السياسية والتجاوز الخطر لكل الثوابت الوطنية وفي مقدمتها العائلة الهاشمية وجلالة الملك. وتاليا نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخونا الكبير والمقدر بيننا الأخ امجد هزاع هداه الله لطريق الصواب وما فيه خير هذا الوطن العزيز. إننا اليوم كعائلة الرئيس الشهيد هزاع المجالي نبعث لك وللعامة بهذا النداء الصادق وغايتنا أن تقف مع نفسك وتحاسبها على ما آلت اليه طبائعك السياسية والتجاوز الخطر لكل ثوابتنا الوطنية وفي مقدمتها العائلة الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، ومؤسسات الدولة الأصلية، مدفوعاً من أصحاب الغايات والمتسلقين على إرثك التاريخي. أخونا الكبير لقد جلسنا معاً كأشقاء عده مرات واتفقنا جميعاً بموافقتك على الالتزام التام بحسن الخطاب وتعظيم شأن الدولة وعدم المساس برأس من الدولة جلالة الملك والحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن وعدم الاعانه على تقويض أركان النظام السياسي من باب الرعونة المؤقتة او الخروج على النهج المستقر منذ نشأة هذه المملكة، وفي كل مرة تحيد فيها عن هذا الاتفاق البديهي تعود مره أخرى الى الاستماع لأصوات المغرضين ودعوات النشاز ليدفعوك كي تكون قائداً لغاياتهم ونعود نحن الى مساعدتك في العودة الى السراط المستقيم مرة تلو الأخرى.
ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا، وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين"، وسبحان الله العظيم، زوجتا نبيين ضلتا، وزوجة طاغية اهتدت وثبتت وصبرت، وضربها الله مثلا للمؤمنين عبر الزمان ليصبروا ويثبتوا على مبادئهم، ولو توعدهم أعداؤهم بكل سوء. هي القلوب يقلبها الله كيف يشاء، وهو أمر الهداية والضلال، وهو سبحانه يعلم من عباده هذا الشيء، وفي الوقت نفسه فهو لم يجبرهم، بل بيّن المنهجين وأعطى الإنسان حرية الاختيار، ويحاسبه الله تعالى على اختياره، لا على علمه هو بهم، فالتكليف يقتضي أن يكون أحدنا مختارا حرا، وقد أقام الله الحجة على الناس بإرسال الرسل وإنزال الكتب: "رسلا مبشِّرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل". ولله تعالى حكم في ذكر هذه النماذج ووجودها، ففي النموذج السيئ كي لا يخرج أحدنا عن طوره وهو يدعو، فواجب أحدنا أن يدعو وينصح ويكون قدوة صالحة حسنة لمن يدعوه، والباقي على الله تعالى، وهذه الدعوة ينبغي أن تكون بشروطها من حيث الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وأن تكون على بصيرة، وأن نخاطب الناس بما يعرفون، وعلى قدر عقولهم، ونتخوّلهم بالموعظة (باختيار الزمان المناسب والكلمات المناسبة)، وأن تكون النصيحة لا الفضيحة، ففي النصيحة حسن اختيار الكلمات، والرفق بالمدعو، وبسرية كاملة بينهما، بينما الفضيحة فيها العلانية، ويرافق ذلك غالبا شدة في الكلام وتعنيف، وربما يكون في ذلك إعانة للشيطان عليه.
{وَكانَ أَبوهُما صالِحًا} - الكلم الطيب
وأيضا فمن فوائدها أن لا نيأس ولا نحزن كثيرا، صحيح أننا نتألم لضلال ولد أو والد، ولكن ماذا أفعل في النهاية إن أصر أحدهما، وهنا نستذكر معاتبة الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حين كان يتألم لعدم إسلام بعض الناس، فقال الله تعالى: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، وقال: "فلا تذهب نفسك عليهم حسرات"، وهكذا، فلا نحمّل الأمور أكثر من طاقتها، ووجود نماذج في بيوت النبوة يخفف على الناس هذا الأمر، ولكن لا بأن يتقاعسوا عن التبليغ والدعوة مرات ومرات، وتنويع الأساليب، كما فعل نوح عليه السلام، وقص الله علينا شأنه في هذه الفنون للدعوة، في سورة نوح. وفي النموذج الإيجابي الشيء الأعجب، حين يخرج من بيت الكفر من يعبد الله ويصبر على طاعته، رغم الضلال الشائع والأجواء السلبية، حينها نستشعر فعلا رحمة الله تعالى وقدرته، ولا نستهين بأي إنسان أن يكون على الحق وإن كان كل ما حوله يحثه على الكفر. وعودة إلى عنوان المقال، فقصة الجدار في القرية، حين استطعم موسى والخضر أهلها فأبوا أن يضيفوهما، ووجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه الخضر، وهنا يستغرب موسى عليه السلام لم تقابل فعلهم السيئ بفعل جميل، فكانت هذه هي الثالثة التي بسببها تبين عدم صبر موسى عليه السلام على الخضر، وبدأ يقص عليه شأن السفينة التي خرقها، والغلام الذي قتله، والجدار الذي بناه، وهي أمور في ظاهرها شيء، بينما حقيقتها تنبئ عن شيء آخر، وهي دعوة أن ننتظر ولا نتسرع فنحكم على ظواهر الأشياء.
قال تعالى (وكان ابوهما صالحا) فيه انتفاع الابناء بصلاح الاباء - منتديات الإمام الآجري
قال القرطبي: "ففيه ما يدل على أن الله – تعالى - يحفظ الصالح في نفسه وفي ولده وإن بعدوا عنه". وقال ابن كثير: "فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم، كما جاء في القرآن ووردت السنة به". وقد فقه السلف تلك الهداية الربانية؛ فكان مما يحتسبونه في طاعتهم لربهم ابتغاءَ صلاحِ أولادهم، قال سعيد بن المسيب لابنه: يا بُنيّ، لأزيدن في صلاتي من أجلك؛ رجاءَ أن أحفظ فيك، وتلا هذه الآية: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾، وقال عمر بن عبد العزيز: " ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه "، وقال محمد بن المنكدر: «إن الله -عز وجل- ليحفظ بحفظ الرجل الصالح ولدَه وولدَ ولدِه ودويرتَه التي فيها والدويرات حوله؛ فما يزالون في حفظ من الله -عز وجل- وستر". قالت الحكماء: " إذا كان الرجل طاهر الأثواب، كثير الآداب، حسن المذهب؛ تأدّب بأدبه وصلح لصلاحه جميع أهله وولده ". رأيتُ صلاحَ المرءِ يصلحُ أهلَه
ويفسدُهم ربُّ الفسادِ إذا فسد
يُعظَّم في الدنيا لفضلِ صلاحِه
ويُحفظ بعد الموتِ في الأهلِ والولد
عباد الله! اعراب جملة وكان ابوهما صالحا - إسألنا. إن إكرام الله الوالدَ الصالحَ بصلاح ولده هبةٌ ربانيةٌ جاريةٌ على سنة الله في مجازاة المحسن بإحسان فائقٍ من جنس ما عمل، كما قال تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾.
اعراب جملة وكان ابوهما صالحا - إسألنا
وهنا نجد أن إقامة الجدار كانت لأجل استخراج الكنز؛ وأن ذلك لا يتم فيما يظهر إلا بهدم الجدار أولا؛ ليظهر ما تحته من كنز؛ ثم إقامته من جديد؛ بعد كشف ما تحته.
استخرج فائدة من قوله تعالى وكان ابوهما صالحا - ملك الجواب
جاء هذا السياق القرآني في سورة الكهف في قصة الخضر مع موسى عندما طلب منه أن يعلمه ما عُلِّم رشداً. وكان أبوهما صالحا الجد السابع. والحديث عن جانب من تلك الحادثة والقصة معهما قد يغفل بعض الناس الفوائد والحكم من هذا السرد القصصي القرآني قال سبحانه ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) وقال سبحانه وتعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى). وهذا النص من تلك السورة يحتوي على عدد من الفضائل والفوائد ولو علم بها الإنسان واستيقنتها نفسه ما خاب في الدنيا ولا الآخرة ولكنها الغفلة كما قال تعالى ( وإن كنت من قبله لمن الغافلين) فالغفلة هي التي تعمي القلب عن الحق حتى لا يستقر في القلب فيتشتت. منها: أن الله تعالى يكتب للطائع المتقي المراقب لربه الخير في ذريته ولو كان بينهم من السنين أمد بعيد ، فينهل البنون من خيرات أبيهم ، قيل أن هذا الرجل الصالح كان اسمه كاشح وهو أمين ، إذ أن الناس يضعون أمانتهم عنده فيحفظها لهم وهذا يعتبر الجد السابع كما يقول المفسرون ، ولهذا حفظ الله لهذين اليتيمين ذلك الكنز بصلاح ذلك الجد وحفظه حدود الله تعالى. ومنه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( احفظ الله يَحْفَظْكَ) أي من حفظ حدوده وراعى حقوقه ؛ حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل ، وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان: أحدهما حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله ؛ قال عمر بن عبد العزيز: ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه.
ومن الفوائد التي اشتملت عليها الآيات أن رحمة الله (تعالى) تعم دائما؛ ولا تخص؛ وأن رحمته تكون على الضعفاء؛ فقد قدر - سبحانه وتعالى - أن السفينة كانت لمساكين يعملون في البحر؛ فقرر أن تخرق لتكون معيبة؛ فلا يأخذها الذي يأخذ كل سفينة غصبا؛ وهذه من رحمة الله (تعالى) بالمساكين الذين يعملون في البحر؛ صائدين؛ أو ناقلين لما ينفع الناس. وأن قدر الله (تعالى) يجري على بقاء الصالح؛ وفناء غير الصالح؛ ولذا قتل الخضر الغلام الذي خشي أن يرهق أبويه الصالحين طغيانا؛ ويبدلهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما. وكان ابوهما صالحا من اجمل ما قرأت. وفي القصة من الآداب الإنسانية؛ والأخلاق العالية الكثير؛ فنرى أنه يجب على الإنسان أن يطلب العلم؛ وأن يبذل الجهد في طلبه؛ غير مدخر في ذلك جهدا; فهذا موسى - عليه السلام - يسير في طلب العلم حتى يلقى النصب. [ ص: 4574] وفي القصة أيضا ما يجب من ألا يجعل الاستغراب أساسا للحكم على الأشياء؛ فقد يكون الأمر المستغرب أصدق الأمور؛ وأقربها إلى الحق؛ وأحسنها مآلا؛ كما رأينا في السفينة؛ وفي الجدار؛ فلا يرد الأمر لأنه غريب؛ ولكن يرد لضرره؛ أو لأن مآله ضر؛ وفيها أيضا ما يجب من تطامن طالب العلم لمن يعلمه؛ كما رأينا في تطامن موسى - عليه السلام - للعبد الصالح.
وصحيح أن الخضر عقّب في النهاية بأن ما فعله لم يكن عن أمره، بل أخبره الله به، ولكننا نستلهم من النص عدم التسرع والنظر في بواطن الأمور قدر الإمكان. وبين الخضر أن الجدار كان لغلامين يتيمين، وكان تحته كنز لهما، وكان أبوهما صالحا، فلصلاح أبيهما حفظ الله جدارهما وما تحته من كنز حتى يكبر الغلامان ويستخرجا كنزهما، وهي رحمة الله تعالى، ولكن الجميل هنا أنه لصلاح الأب حفظ الله حق الابن، وهي مسألة تدعو الآباء والأمهات جميعا إلى إحسان الظن بالله تعالى، واستيداع الأولاد جميعا عنده تعالى. إنه العمل الصالح الذي لن يضيع الله تعالى أثره ولو بعد ممات صاحبه، بل ينعكس أثره على الأبناء ولو بعد حين. أملٌ بالله عظيم، وثقة عجيبة، أن نحسن الظن بالله. ومرة أخرى فلا يعني هذا أن لا يشذ من القاعدة شيء، كما بينت من شأن الأنبياء عليهم السلام. لنحرص على العمل الصالح، بصدق وإخلاص، ونحسن الظن بالله تعالى، وفي شأن الأولاد خاصة أن نكون قدوات صالحة طيبة، فلن يضيع الله تعالى أثر عملك حتى على أولادك بعد مماتك، وهي نعمة عظيمة لا يستشعرها إلا من جربها، وما ذلك على الله بعزيز.