قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ) أي ليس الواصل حقيقة هو من إذا وصله أقاربه وصلهم مكافأة لهم، وإنما من يَصدق عليه مسمى الواصل هو الذي إذا قطعت رحمُهُ وصلها، وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال:( لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلّ - أي تطعمهم الرماد الحار الذي يُحمى ليُدفن فيه الطعام فينضج، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحقهم من الأذى بأكل الرماد الحارّ -،ولا يزال معك من الله ظهير - أي ناصر ومُعين - عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم. قال الإمام ابن بطّال في شرحه للحديث: "( لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ) يعنى: ليس الواصل رحمه من وصلهم مكافأة لهم على صلة تقدمت منهم إليه فكافأهم عليها بصلة مثلها"، ولذلك فإن الناس ينقسمون إلى أقسام ثلاثة: واصلٌ، ومكافئٌ، وقاطعٌ، فالواصل: من يبدأ بالفضل، والمكافئ: من يرد مثله، والقاطع: من لا يتفضل ولا يكافئ، فالكامل من يصل من قطعه. وقال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): "لا يلزم من نفي الوصل ثبوت القطع، فهم ثلاث درجات: مُواصل ومُكافىء وقاطع، فالواصل من يتفضل ولا يُتفضل عليه، والمُكافئ الذي لا يزيد في الإعطاء على ما يأخذ، والقاطع الذي يُتفضل عليه ولا يتفضل، وكما تقع المكافأة بالصلة من الجانبين كذلك تقع بالمقاطعة من الجانبين، فمن بدأ حينئذ فهو الواصل، فإن جوزي سُمِّي من جازاه مكافئا".
الدرر السنية
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ) أي ليس الواصل حقيقة هو من إذا وصله أقاربه وصلهم مكافأة لهم، وإنما من يَصدق عليه مسمى الواصل هو الذي إذا قطعت رحمُهُ وصلها، وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: (لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلّ - أي تطعمهم الرماد الحار الذي يُحمى ليُدفن فيه الطعام فينضج، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحقهم من الأذى بأكل الرماد الحارّ -، ولا يزال معك من الله ظهير - أي ناصر ومُعين - عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم. قال الإمام ابن بطّال في شرحه للحديث: "( لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ) يعنى: ليس الواصل رحمه من وصلهم مكافأة لهم على صلة تقدمت منهم إليه فكافأهم عليها بصلة مثلها"، ولذلك فإن الناس ينقسمون إلى أقسام ثلاثة: واصلٌ، ومكافئٌ، وقاطعٌ، فالواصل: من يبدأ بالفضل، والمكافئ: من يرد مثله، والقاطع: من لا يتفضل ولا يكافئ، فالكامل من يصل من قطعه. وقال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): "لا يلزم من نفي الوصل ثبوت القطع، فهم ثلاث درجات: مُواصل ومُكافىء وقاطع، فالواصل من يتفضل ولا يُتفضل عليه، والمُكافئ الذي لا يزيد في الإعطاء على ما يأخذ، والقاطع الذي يُتفضل عليه ولا يتفضل، وكما تقع المكافأة بالصلة من الجانبين كذلك تقع بالمقاطعة من الجانبين، فمن بدأ حينئذ فهو الواصل، فإن جوزي سُمِّي من جازاه مكافئا".
حديث «ليس الواصل بالمكافىء..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
تاريخ النشر: ١٤ / ربيع الأوّل / ١٤٢٨
مرات
الإستماع: 11363
ليس الواصل بالمكافِئ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي باب بر الوالدين والصلة أورد المصنف -رحمه الله-:
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي ﷺ قال: ليس الواصل بالمكافِئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها [1]. رواه البخاري.
ليس الواصل بالمُكافئ - موقع مقالات إسلام ويب
ووصَّى صلوات الله وسلامه عليه، فشدَّد الوصيَّة بأهل بيته خيرًا، وقال في بعض رحمه: ((إنَّ آل أبي فلانٍ ليسوا بأوليائي، إنما وليِّي الله وصالح المؤمنين، ولكن لهم رحم أَبُلُّها ببَلالِها)) [3]. ولما نزلت هذه الآية: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشًا فاجتمعوا، فعمَّ وخصَّ، فقال: ((يا بني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مُرَّة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدمناف، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدالمطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة، أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملِك لكم من الله شيئًا، غير أنَّ لكم رحمًا سأبُلُّها ببَلالِها)) [4] ؛ رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه [5]. الدرر السنية. وجاءه رجل فقال: يا رسول الله، إنَّ لي قَرابةً أَصِلُهم ويقطعونني، وأُحسنُ إليهم ويُسيئون إليَّ، وأحلُمُ عنهم ويَجهلون عليَّ، فقال: ((لئن كنتَ كما قلتَ، فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمتُ على ذلك)) [6]. رحم القرابة:
والرَّحمُ الخاصَّة هذه هي موضوع حديثنا هذا والحديث السابق، وهي التي تُراد عند الإطلاق، وقد أعظم الله شأنَها، ورفع مكانها، حتى اشتقَّ اسمها من اسمه، وصفتها من صفته، وأجابها وهي في مقام العائذ به من القطيعة: ((أما تَرضين أن أَصِلَ من وصلَك، وأقطَعَ من قَطَعَك؟ قالت: بلى يا رب!
صلة الأقارب | مقالات منوعة | وكالة أنباء سرايا الإخبارية - حرية سقفها السماء
وقد ورَدَ الحثُّ فيما لا يُحصى مِن النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ على صِلةِ الرَّحِمِ، ولم يَرِدْ لها ضابطٌ؛ فالمُعوَّلُ على العُرفِ، وهو يَختلِفُ باختلافِ الأشخاصِ والأحوالِ والأزمنةِ، والواجبُ منها ما يُعَدُّ به في العُرفِ واصلًا، وما زادَ فهو تفضُّلٌ ومَكرُمةٌ، وأظهرُها: مُعاوَدتُهم، وبذْلُ الصَّدَقاتِ في فُقَرائِهم، والهَدايا لأغنيائِهم. وفي الحَديثِ: أنَّ الصِّلةَ إذا كانتْ نَظيرَ مُكافأةٍ مِن الطَّرَفِ الآخَرِ لا تكونُ صِلةً كاملةً؛ لأنَّها مِن بابِ تبادُلِ المنافعِ، وهذا ممَّا يَسْتوي فيه الأقاربُ والأباعدُ. وفيه: عدَمُ المعاملةِ بالمِثلِ، بل بالإحسانِ إلى المسيءِ والمُقصِّرِ.
2 - وصنفٌ مكافئ، وهو الذي يَصِلُ مَنْ وَصَلَه، ويقْطع مَنْ قَطَعه، فهو في جملة أمره واصل، وإنْ كان يُقارض ويُبادل، فإنَّ في المبادلة صلة، وإن لم تكن كاملة. وإنما ألغى صلوات الله وسلامه عليه صلة المكافئ، ولم يعد صاحبها في الواصلين حقًّا؛ لأنَّ الصِّلة على سبيل المُبَادَلة فقط، ليست من تمام المكارم التي بُعثَ لها صلوات الله عليه؛ ولأنَّ صاحبها ليس من الراشدين الكاملين الذين يعدُّهم المُربِّي الأعظم صلى الله عليه وسلم، لأن يكونوا سادةً وقادةً في خير أمَّةٍ أُخرجت للناس. نفي الشيء أو إثباته مرادًا منه جنسه الكامل:
ونفيُ الشيء أو إثباته مرادًا منه جنسه الكامل، من الأساليب المعروفة على ألسنة المربين والبلغاء، ومن ذلك قولُ بعض السلف: "ليس الإحسان أن تُحسن إلى مَنْ أحسنَ إليك، فإنَّ ذلك متاجرة، وإنما الإحسان أن تُحسن إلى مَنْ أساء إليك". وأبلغ من هذا قول إمام المربِّين وأبلغ الناطقين صلى الله عليه وسلم: ((ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشَّديد الذي يملِك نفسَه عند الغضب)) [9] ، ((ليس الغنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس)) [10] ، ((ليس المسكين الذي تردُّه التمرة والتمرتان، ولا اللقمة ولا اللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفَّف)) [11] ، روى الشيخان ثلاثتَها عن أبي هريرة رضي الله عنه.
السخرية والاستهزاء
06:53 AM
25 / 4 / 2022
12
المؤلف:
السيد محمد الحسيني الشيرازي
المصدر:
الفضائل والاضداد
الجزء والصفحة:
212
وهو محاكاة أقوال الناس، أو افعالهم، أو صفاتهم وخلقهم، قولاً وفعلاً. السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرار. أو ايماءا وإشارة، على وجه يضحك منه، وهو مذموم شرعاً وعقلا، قال الله جل شأنه: { لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} [الحجرات: 11]. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن المستهزئين بالناس يفتح لاحدهم باب من الجنة، فيقال: هلم هلم، فيجيء بكربه وغمه، فإذا أتى أغلق دونه، ثم يفتح له باب آخر، فيقال: هلم هلم فيجيء بكربه وغمه، فاذا أتى أغلق دونه، فما يزال كذلك، حتى يفتح له الباب، فيقال له: هلم هلم، فما يأتيه)(1). وقال ابن عباس في قوله تعالى: { يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف: 49] ، الصغيرة التبسم بالاستهزاء بالمؤمن، والكبيرة القهقهة بذلك، وفيه إشارة الى أن الضحك على الناس من الجرائم العظيمة. ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العهود المحمدية: ٨٧٢.
كتب والسخرية - مكتبة نور
[1] يزحزح؛ أي: يبعد وينجو.
وقال عمرو بن شرحبيل رحمه الله: "لو رأيتُ رجلاً يرضع عنزًا فضحكتُ منه، لخشيتُ أن أصنَع مثل الذي صنع"؛ (تفسير القرطبي: 16/ 325). وقال ابن سرين رحمه الله: "عَيَّرتُ رجلاً، وقلتُ: يا مفلِس، فأفلستُ بعد أربعين سنة"؛ (صيد الخاطر: ص44). كتب والسخرية - مكتبة نور. وعن الحسن البصري رحمه الله قال: "كانوا يقولون: مَن رمى أخاه بذنبٍ قد تاب منه، لم يمُت حتى يَبتليه الله به"؛ (فيض القدير: 6/ 183). وكان عيسى عليه السلام يقول: "لا تنظروا إلى عيوبِ الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبِكم كالعبيد، إن الرَّجل يبصر القَذاةَ في عين أخيه، ولا يبصر الجِذع في عينَيه، وإنما الناس رجلان: معافًى ومبتلًى؛ فاحمدوا الله على العافية، وارحموا المبتلى". وقال بعضهم:
عجبتُ لمَن يَبكي على موتِ غيره
دُموعًا ولا يبكي على موته دَما
وأعجَب مِنْ ذا أن يرى عيبَ غيرِه
عظيمًا وفي عينَيه عن عيبِه عمى
• فعلى الإنسان أن يُمسك عن السُّخْرِية والاستهزاء بالآخرين؛ فإن فَعَل فهي له صدَقة؛ فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((على كلِّ مسلمٍ صدقة))، قيل: أرأَيْت إن لم يجِد؟ قال: ((يعتمِل بيديه فينفع نفسَه، ويتصدَّق))، قيل: أرأيت إن لم يستطِع؟ قال: ((يعينُ ذا الحاجة الملهوف))، قيل: أرأيت إن لم يستطِع؟ قال: ((يأمرُ بالمعروف أو الخير))، قيل: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: ((يُمْسِك عن الشرِّ؛ فإنها صدقة)).