سورة المدثر مكتوبة مع معاني الكلمات ماهر المعيقلي Surat Al-Muddathir Maher Almuaiqly Quran - YouTube
ص330 - كتاب تفسير الألوسي روح المعاني - سورة النور الآيات إلى - المكتبة الشاملة
أو الرّماة القـنّـص
56
أهل التقوَى
أهل أو يَـتـّـقِـيَهُ عبادُه
وصح من حديث أخرجه الشيخان.
سورة الطارق
سورة الطارق أو سورة والسماء والطارق سورةٌ مكيةٌ بإجماع جمهور علماء المسلمين بسبب تطرُّقها إلى مواضيع السور المكية كالبعث والوعيد للكفار والحديث عن الخلق وآيات الله الربانية في الكون كالنجوم والسماء وما فيها، ويبلغ عدد آياتها سبع عشرة آيةً وتقع جميعها في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، ونزلت بعد سورة البلد وجاء بعدها سورة القمر في ترتيب النزول، واشتملت السورة على آياتٍ ذات معانٍ عظيمة تحتاج إلى تدبّرٍ في خلق الإنسان من العدم وحفظه من قبل الله، وهذا المقال يسلط الضوء على واحدةٍ من هذه الآيات إذ يتطرق إلى تفسير قوله إن كل نفس لما عليها حافظ. تفسير قوله إن كل نفس لما عليها حافظ
قال تعالى في محكم التنزيل في سورة الطارق: "إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ" [١] ، يذكر أهل العلم أن الحرف "إنْ" تحتمل معنييْن هما النفي فيصبح معنى الآية ما كل نفس إلا عليها حافظ، والمعنى الثاني الإثبات فيصبح المعنى إن كل نفسٍ لعليها حافظٌ، وقد تفسير قوله إن كل نفس لما عليها حافظ أي أنّ كل نفسٍ من البشر من لدن آدم -عليه السلام- إلى قيام الساعة عليها أو معها حافظٌ مُرسلٌ من الله تعالى كي يحفظ هذا العبد من كافة الشرور والمصائب والآفات ويوفِّر له الحراسة الربانية.
إن كل نفس لما عليها حافظ
﴿ وَمَا ﴾ نافية حجازية. ﴿ هُوَ ﴾ اسمها. ﴿ بِالْهَزْلِ ﴾ الباء حرف جر زائد، الهزل: مجرور لفظًا في محل نصب خبرها. ﴿ إِنَّهُمْ ﴾ حرف ناسخ والهاء اسمها، وجملة يكيدون خبرها. ﴿ كَيْدًا ﴾ مفعول مطلق. ﴿ فَمَهِّلِ ﴾ فعل أمر والفاعل أنت. ﴿ الْكَافِرِينَ ﴾ مفعول به. ﴿ أَمْهِلْهُمْ ﴾ فعل أمر والفاعل أنت والهاء مفعول به. ﴿ رُوَيْدًا ﴾ نعت لمفعول مطلق. معاني الكلمات:
الطارق: الآتي ليلاً، وهنا تعني النجم. الثاقب: المضيء لثقبه الظلام. حافظ: من الملائكة. الصُّلب: الظَّهر. الترائب: عظام الصدر. سورة الطارق - تفسير السعدي - طريق الإسلام. السرائر: ما تُضمِره القلوب. الرَّجع: عودة المطر منها. الصدع: الشق لكي تنبت. فصل: بين الحق والباطل. مرحباً بالضيف
سورة الطارق - تفسير السعدي - طريق الإسلام
والوجه الثاني: أنه سأل فقال: أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ [مريم:8] أي: يا رب! هل الغلام سيأتيني وأنا على هذه الحالة من الكبر أو سأرد صبياً مرة ثانية؟ وزوجتي هي الآن عجوز عقيم عاقر، فهل سترجع شابة وتحمل؟ وكل هذا ليس بعزيز على الله سبحانه وتعالى، وزكريا عليه السلام كان يستفسر هذه الاستفسارات على قول بعض العلماء. الشاهد: أن قوله تعالى: إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ فيه أقوال: أحد الأقوال: أن الله سبحانه وتعالى قادر على إرجاع الإنسان حياً بعد موته للحساب يوم القيامة. القول الثاني: أن الله قادر على إرجاعه من حال الشيخوخة إلى حال الشباب إلى حال الطفولة. القول الثالث: أن قوله تعالى: إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ أي: قادر على إرجاع المني إلى الأحليل وإلى صلب الرجل وإلى ترائب المرأة، فالله قادر على أن يرجع المني الذي أخرج بدفق إلى الصُلب الذي خرج منه، وإلى ترائب المرأة التي خرج منها، وإن كان هذا مستحيل بطرقنا الخاصة، فمستحيل تماماً أن يفعل هذا البشر، لكن الله سبحانه قادر على ذلك. فهذه جملة الأقوال في تأويل قوله تعالى: إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ. تفسير قوله تعالى: (يوم تبلى السرائر)
تفسير قوله تعالى: (والسماء ذات الرجع)
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ [الطارق:11] المراد بالرجع: الشيء الذي يأتي ويرجع مرة أخرى بعد مدة، ووصفت السماء بأنها ذات الرجع؛ لأنها ترجع بالمطر في المواسم على رأي أكثر المفسرين لهذه الآية، ففصل الشتاء تأتي فيه أمطار ثم ترجع السماء في فصل الشتاء القادم أيضاً وتأتي بالأمطار، وهكذا.
قال ابن عباس: هم الحفظة من الملائكة. قال الكلبي: حافظ من الله يحفظها ويحفظ قولها وفعلها حتى يدفعها ويسلمها إلى المقادير ، ثم يخلي عنها. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله- سبحانه-: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ جواب القسم وما بينهما كلام معترض لتفخيم شأن المقسم به.. والحافظ: هو الذي يحفظ ما كلف بحفظه، لمقصد معين. أى: وحق السماء البديعة الصنع، وحق النجم الذي يطلع فيها فيبدد ظلام الليل، ما كل نفس من الأنفس إلا وعليها من الملائكة من يحفظ عملها ويسجله، سواء أكان هذا العمل خيرا أم شرا. قال الإمام الشوكانى ما ملخصه: قرأ الجمهور بتخفيف الميم في قوله: لما، فتكون «إن» مخففة من الثقيلة، فيها ضمير الشأن المقدر، وهو اسمها، واللام هي الفارقة- بين «إن» النافية، و «إن» المخففة من الثقيلة- وما مزيدة. أى: إن الشأن كل نفس لعليها حافظ. وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بتشديد الميم في قوله لَمَّا، فتكون «إن» نافية، و «لما» بمعنى إلا. أى: ما كل نفس إلا عليها حافظ. والحافظ: هم الحفظة من الملائكة الذين يحفظون عليها عملها وقولها وفعلها. وقيل:الحافظ هو الله- تعالى- وقيل: هو العقل يرشدهم إلى المصالح. والأول أولى لقوله- تعالى-: وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً وقوله: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ.