أي: وعلَّم الله عز وجل آدمَ عليه السلام الأسماءَ كلَّها؛ أي: أسماءَ كلِّ شيء، ومنها أسماء الملائكة، وأسماء ذريته من الأنبياء وغيرهم. وعلم ادم الاسماء كلها تفسير الشعراوي. كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربِّنا فيُريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدمَ، فيقولون له: أنت أبو البشر، خلَقَك الله بيده، وأسْجَدَ لك الملائكة، وعلَّمك أسماء كلِّ شيء، فاشفع لنا إلى ربِّنا حتى يريحنا)) [2]. أي: علَّمه الأسماء كلَّها ومسمياتها؛ بدليل قوله تعالى بعده: ﴿ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ ﴾ [البقرة: 31] بضمير وإشارة العقلاء. واختلف هل المراد بذلك الأسماء والمسميات الحاضرة والمعروفة، وهي ما يحتاجه آدم وبنوه في ذلك الوقت، واستدل له بظاهر قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ﴾. وقال بعضهم: المراد بذلك الأسماء والمسميات كلها مطلقًا؛ لظاهر الآية ﴿ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ﴾؛ أي: ثم عرض عز وجل هذه المسمياتِ على الملائكة امتحانًا لهم هل يعرفونها أم لا؟
﴿ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ النب أ: الخبر العظيم ذو الأهمية والفائدةِ الكبيرة، فهو أخص من الخبر، قال تعالى: ﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾ [النبأ: 1، 2]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴾ [ص: 67].
اية وعلم ادم الاسماء كلها
وقد تكون الأسماء التي علّمها ربنا جل وعلا لآدم عليه السلام حقائق مجملة عن الآيات الكونية والشريعة الفطرية والقوانين السارية في الكون، ولما كانت الملائكة ذات أجسام لطيفة لا يمكنها معرفة هذه الأشياء التي هي من خصائص الأجسام الكثيفة، قالت: ﴿سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (سُورَةُ البَقَرَةِ: 2/32). وعند الجمع بين هاتين المسألتين يتبين أنّ الحقّ تبارك وتعالى علّم آدم عليه السلام الحقائقَ المجملة في الكون، ثم نضج هذا العلمُ شيئًا فشيئًا حتى بلغ الكمال فانتهى إلى سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الكمال والمقام المحمود، فكان محمدًا وأحمد ومحمودًا وحامدًا؛ فهو مظهر لكلّ شيء يُعلَّم، أي أصبح بكل ما أوتيه هاديًا وسراجًا منيرًا لسبلٍ تبلغ بسالكها الحمدَ والثناء، ولم يُؤْتَ أحد حتى الآن مثل ما أوتي صلى الله عليه وسلم؛ وهو مثل القرآن الكريم جاء ليكون مظهرًا للأسماء الإلهية كلها، وهو بين الأنبياء كالفاتحة بين سوَر القرآن. وكان آدم عليه السلام أول مظهر للآيات السبع في سورة الفاتحة، ومدارُ الآيات السبع على سبع صفات قدسيّة، وتلمح الآيات السبع الصفاتِ السبعَ من مشكاة اللدنّية، وتكشف عن حقائق سبع.
وعلم ادم الاسماء كلها ثم
وتكفي في ذلك الإشارة إلي أن أكثر من خمسين في المائة من ألفاظ كل من اللغتين السريانية والعبرية هي ألفاظ عربية الأصل. وبالتحليل الدقيق للغات أهل الأرض( التي يقدر عددها اليوم بأكثر من خمسة آلاف لغة ولهجة) يمكن ردها إلي أصل واحد هو لغة أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ وقد كانت اللغة العربية, كما جاء في عدد من الآثار.
ومن أقوال ربنا ـ تبارك وتعالي ـ المؤيدة لهذا الاستنتاج ما يلي:
1 ـ وعلم آدم الأسماء كلها [ البقرة:31].
2 ـ الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان [ الرحمن:1 ـ4]. وعلم آدم الأسماء كلها - مع الأنبياء - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام.
3 ـ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم [ العلق:1 ـ5].
كذلك; فإن خلق الإنسان مزوداً بأجهزة للسمع والنطق, ( منها الأذن, واللسان, والتجويف الفمي, والأحبال الصوتية المرتبطة بجهاز عصبي غاية في دقة البناء, وإحكام الأداء) ينفي ادعاءات الدهريين بأن الإنسان بدأ وجوده جاهلاً, كافراً, أبكم, ثم تعلم النطق بتقليد أصوات الحيوانات من حوله. كما تعرف علي الله من خلال فزعه من الظواهر الطبيعية.
وعلم ادم الاسماء كلها تفسير الشعراوي
وهذا الأمر يمثله الإنسان تمثيلًا كاملًا في الصلاة، فيسجد على سبعة أعضاء، أما النبي صلى الله عليه وسلم فهو مظهر للفاتحة التي فُصلت آياتها في القرآن الكريم بأكمله، وهذا يعني أن الفاتحة فُصلت بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم؛ فسُمي النبي صلى الله عليه وسلم "أحمد"، وأمته "الحمّادين"، ولواؤه الذي سيجتمع الناس يوم القيامة تحته ليستظلوا بظله "لواء الحمد". الأسماء التي علمها الله لآدم عليه السلام - الإسلام سؤال وجواب. أجل، ألهم الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم وعلّمه الأسماء تفصيلًا، فما أسعده وأسعدنا! وفي مسألة تعليم الأسماء إشارة أيضًا إلى العلوم الطبيعية؛ فهذه الآية كما يقول الأستاذ النورسي رحمه الله تعبّر -من حيث جامعية ما أودع الله في الإنسان من استعدادات- عن كل ما ناله من الكمال العلمي والتقدم الفني، ووصوله إلى خوراق الصناعات والاكتشافات، وهذا التعبير ينطوي على رمز رفيع دقيق، وهو: أنّ لكل كمالٍ ولكل علمٍ ولكل تقدمٍ ولكل فنٍّ -أيًّا كان- حقيقةً سامية عالية، وتلك الحقيقة تستند إلى اسم من أسماء الله الحسنى، وإلا فهي ظل ناقص مبتور باهت مشوش. فالهندسة -مثلًا- علم من العلوم، وحقيقتُها وغاية منتهاها هي الوصول إلى اسم "العدل والمقدِّر" من الأسماء الحسنى، وبلوغ مشاهدة التجليات الحكيمة لذينك الاسمين بكل عظمتهما وهيبتهما في مرآة علم الهندسة.
(ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط و(تم) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان. (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء. اهـ. روائع البيان والتفسير
﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ قال ابن كثير في شرحها وتفسيرها:
هذا مقام ذكر الله تعالى فيه شرف آدم على الملائكة، بما اختصه به من عِلم أسماء كلّ شيء دونهم، وهذا كان بعد سجودهم له، وإنما قدم هذا الفصل على ذاك، لمناسبة ما بين هذا المقام وعدم علمهم بحكمة خلق الخليفة، حين سألوا عن ذلك، فأخبرهم الله تعالى بأنه يعلم ما لا يعلمون؛ ولهذا ذكر تعالى هذا المقام عقيب هذا ليبين لهم شرف آدم بما فضل به عليهم في العلم، فقال تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾. اهـ [2]
﴿ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ﴾ قال الشنقيطي - رحمه الله -:
يعني مسميات الأسماء لا الأسماء كما يتوهم من ظاهر الآية. وعلم ادم الاسماء كلها ثم. وقد أشار إلى أنها المسميات بقوله: (أنبئوني بأسماء هؤلاء) الآية، كما هو ظاهر. اهـ [3]
وزاد ابن العثيمين في فوائد الآية ما مختصره:
أن الله علم آدم أسماء مسميات كانت حاضرة، والملائكة تجهل ذلك..
ثم قال:
أن اللغات توقيفية.
والطب أيضًا علم وفن، ولا يتأتى إدراك حقيقته وكماله إلا بالاعتماد على اسم الله "الشافي"، وبمشاهدة تجليات رحمته في صيدليته العظيمة على سطح الأرض، وبمعرفة أن الشافي الحقيقي هو الله عز وجل. وهكذا سائر العلوم والفنون، يُعرف مداها بقدر إسنادها إلى اسم من الأسماء النورانية لله تعالى، وبالأحرى استشعار استنادها إلى أسماء الله؛ وإلا فلا يصل الإنسان في ظلمات النظريات والفرضيات إلا إلى الأوهام. اية وعلم ادم الاسماء كلها. والله أعلم بالصواب. فهرس الكتاب
ردا على المشركين بعدم نبوة محمد ﷺ. تبيين أن رسالة الأنبياء واحدة، حيث أخبر الله أن الأنبياء نوح وهود وصالح ولوط وشعيب قالوا في مواضع متفرقة من السورة: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. وضح سيد قطب أن السورة نزلت كي يطمئن قلب الرسول ﷺ لما اتهموه من الشعر والسحر والجنون، لذا كانت سورة الشعراء لتؤكد أن الرسول ﷺ ليس بشاعر ولا مجنون ولا ساحر لأن الشعراء يتبعهم الغاوون وأنهم يقولون مالا يفعلون وهذه ليست من صفات الرسول ﷺ وأتبع الله تعالى الآيتين باستثناء للذين آمنوا وعملوا الصالحات وأن الله تعالى حينما ذكرها كان يوجه التوبيخ لكفار قريش وهم من رموا الرسول ﷺ بتلك الاتهامات الباطلة. القصص المذكورة [ عدل]
قصة موسى مع السحرة. قصة إبراهيم مع قومه. قصة نوح مع قومه. قصة هود مع قومه. قصة صالح مع قومه. يقولون مالا يفعلون – لاينز. قصة لوط مع قومه. قصة شعيب مع قومه. معلومات أخرى [ عدل]
الإعلام في السورة [ عدل]
تتحدث السورة بشكل أو بآخر عن الإعلام والشعراء الذين هم رمز الإعلام خاصة في عصر النبي.
يقولون مالا يفعلون – لاينز
نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين) إلى أن قال: ( وما تنزلت به الشياطين. وما ينبغي لهم وما يستطيعون. إنهم عن السمع لمعزولون) إلى أن قال: ( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين. تنزل على كل أفاك أثيم. يلقون السمع وأكثرهم كاذبون. والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون). مثل الشعراء يقولون ما لا يفعلون!. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
وأنهم يقولون ما لا يفعلون يقول: أكثرهم يكذبون; أي يدلون بكلامهم على الكرم والخير ولا يفعلونه. وقيل: إنها نزلت في أبي عزة الجمحي حيث قال:ألا أبلغا عني النبي محمدا بأنك حق والمليك حميدولكن إذا ذكرت بدرا وأهله تأوه مني أعظم وجلود
﴿ تفسير الطبري ﴾
كما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال عبد الرحمن بن زيد: قال رجل لأبي: يا أبا أسامة, أرأيت قول الله جلّ ثناؤه: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ) فقال له أبي: إنما هذا لشعراء المشركين, وليس شعراء المؤمنين, ألا ترى أنه يقول: ( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)... إلخ. فقال: فَرَّجت عني يا أبا أسامة; فرّج الله عنك.
مثل الشعراء يقولون ما لا يفعلون!
حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا سلمة ، قال: ثنا محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار ، قال: نزلت ( والشعراء يتبعهم الغاوون)إلى آخر السورة في حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك. قال: ثنا يحيى بن واضح ، عن الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة وطاوس ، قالا قال: ( والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون) ، فنسخ من ذلك واستثنى ، قال: ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)... الآية. حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، [ ص: 419] قال: ثم استثنى المؤمنين منهم ، يعني الشعراء ، فقال: ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات). حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال: قال ابن عباس ، فذكر مثله. حدثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة: ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا) قال: هم الأنصار الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنا عيسى بن يونس ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي حسن البراد ، قال: لما نزلت: ( والشعراء يتبعهم الغاوون) ثم ذكر نحو حديث ابن حميد عن سلمة.
ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. يقولون مالا يفعلون. وهناك من يطلق عليهم السذج. لأننا على الطريق الصحيح. ديوان يقولون مالايفعلون book. ألم تر – أيها العاقل – أن هؤلاء الشعراء فى كل فن من فنون الكذب فى الأقوال يخوضون وفى كل فج من فجاج الباطل والعبث والفحش يتكلمون وأنهم فوق ذلك يقولون مالا يفعلون فهم يحضون غيرهم. من جزع من صفعة الشمس يطمع بالبراد. في كل فن من الكلام. بقلم – زهراء الشهابي ذلك الشخص القابع بيمين تلك الزاوية مصارعا لتلك الأفكار التي تتجول بين أرجاء مخيلتة بروحه وفؤاده قد تشبث الألم. لأن حقيقتهم معروفة وشعارهم مميز يقولون ما لا يفعلون. على ظاهر الآية غالب الشعراء هكذا يقولون ما لا يفعلون وفي كل واد يهيمون تراه يتكلم هنا أو هنا أو هنا بغير حقيقة بل أشياء يتخيلها ثم يتكلم فيها أو يكذب لحاجات في نفسه أو لأسباب أخرى إلا الذين آمنوا. كان رجلان على عهد رسول الله أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين وإنهما تهاجيا فكان مع كل واحد منهما. فأنت ترى أن الله – تعالى – قد ذم الذين يقولون مالا يفعلون ذما شديدا ويندرج تحت هذا الذم الكذب فى القول والخلف فى الوعد وحب الشخص للثناء دون أن يكون قد قدم عملا يستحق من أجله الثناء.