قال: (وَيَا قَوْمِ
أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ
النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) لم يزل
شعيب ماضيا في دعوته.. ها هو ذا يكرر نصحه لهم بصورة إيجابية بعد صورة النهي
السلبية.. إنه يوصيهم أن يوفوا المكيال والميزان بالقسط.. بالعدل والحق.. وهو
يحذرهم أن يبخسوا الناس أشيائهم.
النبي شعيب عليه السلام
وقوم شعيب هم أصحاب الأيكة، حيث كانوا يعبدون الأيكة؛ وهي غيضة تنبت الشجر. عباد الله: في هذه الآية تتجلى أعظم المنكرات التي كان يقع فيها قوم شعيب حتى صارت هي الغالبة عليهم وهي:
أولاً: الشرك بالله تعالى وعبادة غيره معه. شعيب عليه السلام. ثانيًا: عدم إيفاء الكيل والميزان في البيع والشراء، أي الغش فيما بينهم مع ما جاءهم من البينات والمواعظ والنصح، فقد كانوا إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون -أي ينقصون الميزان-، وهذا من الذنوب العظيمة التي توعّد الله أصحابها بالويل والهلاك، والتي هي واقعة إلى يومنا هذا. ثالثًا: بخس الناس أشياءهم، والبخس: النقص، وانظروا إلى روعة كلمة (أشياء)، فليس شرطًا أن يكون ذلك البخس للحقوق المادية فقط، بل تتنوع مظاهر بخس الناس أشيائهم وهضم حقوقهم، سواء كان ذلك في الأمور المادية أو في الأمور المعنوية، وبخس الناس قد يكون بالعيب للسلعة أو التزهيد فيها، أو تنقيص قيمتها، أو المخادعة لصاحبها أو الاحتيال عليه، وكل ذلك من أكل أموال الناس بالباطل. رابعًا: تعمُّد الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، وتعمد إفساد أهلها، وإبعادهم عن دينهم، وجرهم إلى الرذيلة، ودعوتهم إلى الخطيئة، وكانوا يتوعدون من يخالفهم من الناس بالعذاب، ويقصدون من يذهب إلى شعيب -عليه السلام-، أو يستمع إليه، ويتبعه ويؤمن به.
معجزة شعيب عليه السلام
يلقب بخطيب الانبياء اكيد لهدف معين وله علاقه بالمعجزات
أرسل الله تعالى شعيبا إلى أهل مدين. فقال شعيب (يا قوْم اعْبُدُواْ الله ما لكُم منْ إلـهٍ غيْرُه)
نفس الدعوة التي يدعوها كل نبي.. لا تختلف من نبي إلى آخر.. لا تتبدل ولا تتردد. هي أساس العقيدة.. وبغير هذه الأساس يستحيل أن ينهض بناء.
شعيب عليه ام
هذه المحاولة للتفريق بين الحياة الاقتصادية والإسلام، وقد بعث به كل الأنبياء، وإن اختلفت أسماؤه.. هذه المحاولة قديمة من عمر قوم شعيب. لقد أنكروا أن يتدخل الدين في حياتهم اليومية، وسلوكهم واقتصادهم وطريقة إنفاقهم لأموالهم بحرية.. إن حرية إنفاق المال أو إهلاكه أو التصرف فيه شيء لا علاقة له بالدين.. هذه حرية الإنسان الشخصية.. وهذا ماله الخاص، ما الذي أقحم الدين على هذا وذاك؟.. معجزة شعيب عليه السلام. هذا هو فهم قوم شعيب للإسلام الذي جاء به شعيب، وهو لا يختلف كثيرا أو قليلا عن فهم عديد من الأقوام في زماننا الذي نعيش فيه. ما للإسلام وسلوك الإنسان الشخصي وحياتهم الاقتصادية وأسلوب الإنتاج وطرق التوزيع وتصرف الناس في أموالهم كما يشاءون.. ؟ ما للإسلام وحياتنا اليومية.. ؟ ثم يعودون إلى السخرية منه والاستهزاء بدعوته (إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) أي لو كنت حليما رشيدا لما قلت ما تقول.
ولم يجد شعيب نفعاً مع هؤلاء القوم الكافرين فدعا ربه قائلاً: ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين " فاستجاب الله لدعائه ونصره عليهم فأرسل عليهم الحر الشديد فجعلهم لا يرتوون من ماء ولا يحتمون في ظل ولا تمنعهم تلال او جبال من شدة الحر، ففروا هاربين تاركين ديارهم والتجأوا الي ظل سحابة كبيرة فآووا تحتها مجتمعين وهم يأملون ان يجدوا في ظلها النجاة، ولكن ما كاد عددهم جميعاً ان يكتمل تحت السحابة حتي بدأت تلك الغمامة تنزل عليهم الشرر واللهب وتصيبهم بصورة مباشرة فإذا جلودهم تتفسخ من وهج النار النازلة عليهم من السماء واذا هم في لحظات قصيرة صاروا جميعاً من الهالكين.
أي سألوه بسخرية واستنكار هل الصلاة تأمر بأن هناك تشريعات في الأموال الخاصة بهم، واستهزءوا به في مقولة ( إنك لأنت الحليم الرشيد).
الفلوس وسخ دنيا - YouTube
الفلوس وسخ دنيا بطمه
صح أم خطأ ؟
كما ذكر موقع جريدة "دايلي ميل" على شبكة الإنترنت؛ أن ثُلثي الأوروبيين يعلمون جيداً أن الأوراق المالية غير صحية لعدم نظافتها، لكن في المقابل واحد من بين خمسة أوروبيين يغسلون أيديهم بعد التعامل مع النقود، وقرابة نصف البريطانيين لا يغسلون أيديهم على الإطلاق. وعلى الرغم من كون تلك العملات الورقية لا تدخل لجسم الإنسان؛ إلا أن التقارير الإخبارية والدراسات المتخصّصة أثبتت أنها تُشكّل خطورة على الصحة، ومثالاً على ذلك ما نُشر سابقاً في إحدى الصحف الأمريكية المتخصصة استناداً إلى فحص باحثين أوراقاً نقدية مختلفة؛ وتبيّن لهم أن "94%" منها تحمل فيروسات لالتهابات خطرة تصيب الجهاز التنفسي، وتسبب أنواعاً مختلفة من الحساسية وانتشار الميكروبات. وعزا بعض المختصين في تعقيبهم على ما تتسبّب في خلقه تلك الأوراق النقدية؛ إلى كونها تضر صحة الكثير دون علمهم؛ مستشهدين بما يقوم به بعض الباعة الذين يضعون تلك النقود في صناديق خشبية متسخة أو مليئة بالأتربة والجراثيم، وكذلك ما يدور في مرافق باعة اللحوم والأسماك ومحطات الوقود والتشحيم وورش صيانة السيارات؛ من خلال تعرّض أياديهم كل يوم للكثير من الاتساخ نظير أعمالهم؛ الأمر الذي يجعلهم لا يهتمون كثيراً بتسليم الأوراق النقدية للزبائن بأيادٍ نظيفة لا تنقل الفيروسات والبكتيريا.