قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي لِعَائِشَةَ. فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصالحها على ذلك. وفي ذلك أنزل الله عز وجل: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} قالت عائشة: نزلت في سودة بنت زمعة. و كانت رضى الله عنها صوامة قوامة و كانت تحب الصدقة وكانت ذات عبادة وورع وزهادة، قالت عائشة: ما من امرأة أحب إليّ أن أكون في مسلاخها غير أن فيها حدة تسرع منها الفيئة. قَالَتْ سَوْدَةُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! صَلَّيْتُ خَلْفَكَ البَارِحَةَ، فَرَكَعْتَ بِي حَتَّى أَمْسَكْتُ بِأَنْفِي مَخَافَةَ أَنْ يَقْطُرَ الدَّمُ. فَضَحِكَ، وَكَانَتْ تُضْحِكُهُ الأَحْيَانَ بِالشَّيْءِ. عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِغِرَارَةِ دَرَاهِمٍ. فَقَالَتْ: مَا هَذِهِ؟ قَالُوا: دَرَاهِم. قَالَتْ: فِي الغِرَارَةِ مِثْلَ التَّمْرِ، يَا جَارِيَةُ بَلِّغِيْنِي القُنْعَ، فَفَرَّقَتْهَا. وكانت تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة – رضي الله عنها -: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وزرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة و روت رضى الله عنها خمسة أحاديث عن النبى صلى الله عليه و سلم وفاتها: توفيت رضى الله عنها فى زمن عمر بن الخطاب
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
- السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها | موقع نصرة محمد رسول الله
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الممتحنة - قوله تعالى ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا - الجزء رقم15
السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها | موقع نصرة محمد رسول الله
وَهَذَا مَعَ إرْسَاله: فِيهِ أَحْمد العطاردي ، وَهُوَ مِمَّن اخْتلف فِيهِ ،
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لَا بَأْس بِهِ ، وَقَالَ ابْن عدي: رَأَيْتهمْ
مُجْمِعِينَ عَلَى ضعفه ، وَقَالَ مُطيَّن: كَانَ يكذب.
" البدر المنير " ( 8 / 48). وكذبه رحمه الله ليس في الحديث ، وإلا كان حديثه موضوعاً ، وقد بيَّنه الإمام
الذهبي رحمه الله فقال إنه كذب في لهجته ، لا في روايته. رحمه الله:
قُلْت: يَعنِي فِي لَهْجَتِهِ ، لاَ أَنَّه يَكْذِبُ في الحَديثِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ
لَمْ يُوجَد مِنهُ ، وَلاَ تَفَرَّدَ بِشَيْءٍ ، وَمِمَّا يُقَوِّي أَنَّهُ صَدوقٌ
فِي بَابِ الرِّوَايَةِ: أَنَّه رَوَى أَوْرَاقاً مِنَ " المَغَازِي " بِنُزُولٍ ،
عَن أَبِيهِ ، عَن يُونُسَ بنِ بُكَيْرٍ ، وَقَد أَثنَى عَلَيهِ الخَطِيبُ ،
وَقَوَّاهُ ، وَاحتَجَّ بِهِ البَيْهَقِيُّ فِي تَصَانِيْفِهِ. سير أعلام النبلاء " ( 25 / 55). وثمة رواية أخرى نحوها قال عنها الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 2 / 427):
غريب ، مرسل. ب. وأما القول بأن سودة وهبت ليلتها لعائشة رضي الله عنهما لما همّ النبي صلى
الله عليه وسلم بطلاق سودة: فلم نره في حديث ، بل كان فهماً من بعض
المفسرين، والعلماء ، ومن ذلك:
الماوردي – رحمه الله – في بيان سبب نزول
قوله تعالى: ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً)
-:
أحدهما: أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم حين همَّ بطلاق سودة بنت زمعة
، فجعلت يومها لعائشة على ألا يطلقها ، فنزلت هذه الآية فيها ، وهذا قول السدِّي.
على صعيد آخر بقاء السيدة سودة بنت زمعة وحيدة بعد زوجها ودون مدافع، كان يضاعف الاخطار عليها، ما حملها انتهاج السبل المتعبة آنذاك، حيث كان الغريب ينضوي تحت لواء عشيرة او قبيلة ما، لتحميه من الآخرين ويواصل حياته، ففعلت السيدة سودة كذلك. اقتراحها الزواج من النبي الاكرم(ص):
تتابع الاحداث وبقاء السيدة سودة وحيدة بعد رحيل زوجها زاد من همومها ومتاعبها، خاصة وان ابي طالب عم الرسول واكبر حماته حتى ذلك الحين توفي والمسلمون مازالوا مقاطَعين من قبل قريش و مشركي مكة، ومحاصرون في شعب ابي طالب. وما فتئ الزمان حتى لبت ام المؤمنين خديجة بنت خويلد، نداء ربها بعيد فترة قصيرة من رحيل ابي طالب(رض)، حتى المّ الحزن بكل المسلمين وعلى رأسهم النبي الاكرم(ص) حيث اسمى ذلك العام عام الحزن، وظل حزينا ويصارع المشاكل والمتاعب التي تفتعلها امامه قريش وكفارها. ويروي المؤرخون ان الرسول(ص) لم يتزوج حتى مضى عاما كاملا على رحيل السيدة خديجة(رض)، الامر الذي أقلق المسلمين خاصة وان الصحابة كانوا يعرفون مكانة السيدة خديجة لدى رسول الله، ومدى الاسى والحزن الذي لحق به اثر رحيلها، ففكروا بتخفيف الحزن عن رسول الله. فما كان منهم الا ان ارسلوا اليه السيدة خولة بنت حكيم زوجة الصحابي عثمان بن مظعون التي كانت امرأة مؤمنة صالحة، وترفد النبي بحنانها ورأفتها.
فالسمة البارزة في هذا الدين أنه دين رحمة، يتفيأ ظلالها، ويجني ثمارها جميع الناس، مؤمنهم وكافرهم، من وفقه الله تعالى ومنّ عليه بالدخول فيه، وكذا من أعرض عنه ولم يقبله، فلن يعدم منه رحمة وبراً. أيها المؤمنون، إن انحراف فئام من المسلمين عن وحي القرآن، وهدي السنة، في الأقوال أو الأعمال، يُصدِّق ويعزز ما يمارسه أعداء الإسلام في الشرق أو الغرب، من تشويه لحقائقه وصد للناس عنه؛ فإن لوم الأعداء قد يكون عجزاً، فليس مجدياً أن نلوم أعداءنا فيما ينسبونه إلى الإسلام من الأوهام، والتشويهات، لكن أن نباشر التشويه بأنفسنا وأيدينا هذا ما لا يمكن أن يقبله مسلم تحت أي مبرر، وفي ظل أي مسوغ، فحق على الأمة جمعاء أن تأخذ على يد كل من يشوه الإسلام في قوله أو عمله؛ لئلا نكون فتنة للقوم الظالمين.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الممتحنة - قوله تعالى ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا - الجزء رقم15
(2) في الأصل: وضمها، وهو خطأ من الناسخ.
( [2]) تفسير الطبري، 23/ 320، وصحح إسناده في التفسير الصحيح، 4/ 473. ( [3]) انظر: قواعد التفسير لخالد بن عثمان السبت، 2/ 807. ( [4]) انظر شرح الحديث في الدعاء رقم 82. ( [5]) سورة البقرة، الآية: 197. ( [6]) سورة البقرة، الآية: 217. ( [7]) تفسير ابن عاشور، 28/ 13 بتصرف يسير. ( [8]) القواعد المثلى للعلامة ابن عثيمين رحمه الله، ص 10. ( [9]) المواهب الربانية للعلامة ابن سعدي رحمه الله، ص 125. ( [10]) سورة الطلاق، الآية: 3.