وتحتل قصة "كبش سيدنا إسماعيل" عليه السلام أيضا مكانة خاصة فى الإسلام، فيقول الله سبحانه وتعالى في الآية 107 من سورة الصافات "وفديناة بذبح عظيم"، حيث أن مفهوم الذبائح هو الأقرب لـ"الأضحية" التى من شروطها ذكر اسم الله عليها وبها يتقرب العبد إلى ربه، كما شرع الله الأضحية بقوله تعالى: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر"- الآية 2 من سورة الكوثر-، وهي سُنّة مؤكدة ويُكره تركها مع القدرة عليها، لحديث أنس رضي الله عنه الّذي رواه البخاري ومسلم أن "النّبي صلّى الله عليه وسلّم ضحى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمّى وكبر". وجاء في قصص الأنبياء لابن كثير: طَلَبَ إبراهيم مِن رَبِّهِ أن يَرْزُقَهُ أَوْلادًا صَالحِين، قال فِيمَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ في القرءان "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ الآيات 100 و101 من سورة الصافات فرَزَقَهُ الله تعالى إسماعيلَ وإسحاقَ. وَلَما كَبِرَ إسماعِيلُ وَصَارَ يُرافِقُ أبَاهُ ويَمشي معه، رأَى ذَاتَ لَيلةٍ سَيِّدَنا إبراهيمَ عليه السلامُ في المنامِ أنه يَذبَحُ وَلَدَه إِسماعيلَ، قال تعالى إِخبارًا عن إبراهيم ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ (102)﴾ الآيةَ من سورة الصافات.
“وفديناه بذبح عظيم” تلاوة لا تكفي لوصفها الكلمات لخشوعها و احساسها لغريد الحرم د.ياسر الدوسري - Youtube
قد لا نفهم بتاتا إحساس سيدنا إبراهيم وهو يبشر على كبره بسيدنا إسماعيل، وقد سكن شغاف قلبه وهو المشتاق إلى طعم الأبوة.. قد لا ندرك كنه ذاك الإحساس الرائع حينما تتملى عينه فلذة كبده وهو يتراءى له بكامل الجمال.. قد لا نعرف كيف كان يلاعبه ويصاحبه ويلاطفه ويملأ عليه دنياه.. كيف كان يستقبل ضحكاته ويقيل عثراته ويمازح ثغثغاته.. وفي الوقت ذاته لن نستطيع تمثل قصة الرؤيا والذبح والرضا بقدر الله، وكيف تصبح هذه القطعة من القلب تحت حافة السكين، هناك حيث رحمة الله ستتجلى في أبهى صورها وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ. أحاول جاهدة تخيل اللحظة، فيصيبني الفزع وترتعد يدي وأهش على تلك الصور المرعبة من مخيلتي.. لو كنت محط التجربة، ماذا عساي كنت سأفعل؟! أكيد، لن أملك إلا البكاء والفرار والاضطرار.. لا زلت لم أستوعب، بفهمي القاصر ويقيني الضعيف، كيف أيقن خليل الله… تتمة المقال على موقع مومنات نت. وفديناه بذبحٍ عظيم. مواضيع ذات صلة الجمعة والعيدان تجمعاتنا –لا سيما في الجمعة والعيدين– ينبغي أن يظهر فيها اعتزازنا بإسلامنا، وسمته، وزينته، وكثرته،… الابتـلاء للمؤمـن كم تمنيت أن تسعفني الظروف ويواتيني الوقت لأزورك وأجلس معك، لأواسيك وأهون عليك، ولأكون هذه… فقه الدين فإذا تكلم علماؤنا على أن هذا الحديث/المجلس يبين أن الدين إسلام ثم إيمان ثم إحسان،…
وفديناه بذبحٍ عظيم
الخطبة الأولى:
معاشر المسلمين: اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وبوَّأه ربُّه مَكانًا جَلِيلاً، وَمَكَثَ الخليلُ لم يُرزقْ وَلدًا زَمَنًا طَويلاً، فَاْبْتَهَلَ إلى اللهِ: ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)[الصافات:100]؛ فَجاءَتهُ البُشارةُ مِنَ الكَرِيمِ الرَّحيمِ: ( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ)[الصافات:101]. وَلَدَتْ هَاجرُ إسماعيلَ، وأحبَّ إبراهيمُ -عليه السلام- هذا المولودَ الوَحِيْدَ حُبًّا عَظيمًا شَديدًا. مَضَتْ سُنُونُ إسماعيلَ -عليه السلام-، تَحُفُّهُ شَفَقَةُ الوالدُ الكَهْلُ وَعَيْنَاهُ، حتى كَبُرَ الغُلَامُ وَتَفَتَّحَ صِبَاهُ، وَبَلَغَ السَّعْيَ مَعَ وَالدِه وَتَلقَّاه، فأَصْبَحَ جَلِيْسَهُ وَرَفِيْقَهُ في الحياة، وَالوَالِدُ حينما يَكْبُرُ في السِّنِ يَزْدَادُ ضَعْفُه، وَيَبْدَأُ في الاعْتِمادِ على وَلَدِهِ، وَيَزْدادُ تَعَلُّقًا به. وفديناه بذبح عظيم. وفي ليلةٍ غيرِ مُنْتَظَرَةٍ رَأَى الخليلُ في مَنَامَهَ أنَّه يَذْبَحُ وَلِيْدَهُ وَوَحِيْدَهُ، وَرُؤْيَا الأنْبياءِ حَقٌّ، فَأَدْرَكَ حِيْنَها أنَّها إِشارةٌ مِنْ ربِّه بالتَّضْحِيَةِ. ما اعْتَرَضَ إبراهيمُ ولا عارضَ، وما تَوقَّفَ ولا نَاهَضَ، وإنَّما لبَّى واستجابَ، وخَضَعَ لِلْأَمْرِ وَأَنَابَ.
ورُؤْيا الأنبياءِ وَحْيٌ، فَأَخْبَرَ بِذَلِك وَلَدَه كمَا جاء في القرءان "فَانظُرْ مَاذَا تَرَى" لم يَقْصِدْ إِبراهيمُ أنْ يُشَاوِرَ وَلَدَه في تَنْفِيذِ أَمْرِ اللهِ ولا كانَ مُتَرَدِّدًا إنما أَرادَ أَنْ يَعْرِفَ ما في نَفْسِ وَلَدِه، فجَاءَ جَوابُ إِسماعِيلَ ﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ" الآية 102 من سورة الصافات]، وأما قوله "إِنْ شَاء اللَّهُ" لأنَّه لا حَرَكةَ ولا سُكُونَ إلا بمشيئةِ اللهِ تَكُونُ. فأَخَذَ إبراهيمُ ابْنَهُ إسماعِيلَ وابْتَعَد به حتى لا تَشْعُرَ الأُمُّ، وأَضْجَعَهُ علَى جَبِيْنِه، قال تعالى "فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ" فقَال إِسماعيلُ: يا أَبَتِ اشْدُدْ رِبَاطِي حتَى لا أَضْطَرِبَ واكْفُفْ عَنِّي ثَوْبَكَ حتَى لا يَتَلَطَّخَ مِن دَمِي فَتَراهُ أُمِّي فَتَحْزَنَ، وَأَسْرِعْ مَرَّ السِّكِّينِ علَى حَلْقِي لِيَكُونَ أَهْوَنَ لِلْمَوْتِ عَلَيَّ، فإِذا أَتَيْتَ أُمِّي فأَقْرِئ عَلَيْها السَّلامَ مِنِّي. فأَقْبَلَ عليه إبراهيمُ يُقَبِّلُهُ وَيَبْكِي وَيَقُولُ: نِعْمَ العَوْنَ أَنْتَ يا بُنَيَّ علَى أَمْرِ اللهِ، فَأَمَرَّ السِكِّينَ عَلَى حَلْقِه فَلَم تَقْطَعْ، وقيل انْقَلَبَتْ.
ورواية هؤلاء الثلاثة أرجح من رواية الواحد، وقد وصله أيضا محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أحمد بن يونس عند الحاكم في المستدرك (2794) البيهقي (7/322) وابن أبي شيبة فيه ضعف وروايته هذه شاذة وقد قال البيهقي عقبها ولا أراه حفظه. الثانية: أنه مقلوب بمعنى أن الصواب في روايته أنها لا تصح إلا عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن محارب بن دثار به، أعله بذلك ابن عدي في الكامل، وطريق الوصافي أخرجها أبو أمية الطرسوسي (14) وتمام في فوائده (26) وابن عدي في الكامل (4/323) وابن حبان في المجروحين (2/64) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1056)، والوصافي المذكور قال فيه ابن حبان: منكر الحديث جدا وقال عنه: يحيى بن معين ليس بشيء وقال النسائي: متروك الحديث. ثانيا: حديث معاذ
رواه إسماعيل بن عياش عن حميد بن مالك عن مكحول يحدث عن معاذ بن جبل مرفوعا بلفظ:"يا معاذ ما خلق الله على ظهر الأرض أحب إليه من عتاق وما خلق الله على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق.. حديث ابغض الحلال عند الله الطلاق سوره. ". ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق (6/390) والدراقطني (4/35) وابن عدي في الكامل (2/279) والبيهقي (7/361) وابن الجوزي في التحقيق (2/296) وهذا سند ضعيف جدا وفيه علل: أولها أن مكحول لم يدرك معاذا ولم يسمع منه فهو منقطع، وثانيها حميد بن مالك ضعفه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وقد رواه إسماعيل عن كوفي وهو ضعيف في غير روايته عن الشاميين.
فصل: حديث: أبغض الحلال إلى الله الطلاق:|نداء الإيمان
حديث: رجعنا من الجهاد الأكبر، وحديث: من تعلم لغة قوم أمن مكرهم: الفتوى رقم (585): س: عن مدى صحة الأثرين الشائعين على ألسنة الناس: أحدهما: ما ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أنه قال إثر رجوعه من إحدى غزواته: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، والثاني: ما ينسب إليه كذلك من قوله: «من تعلم لغة قوم أمن مكرهم». ج: أما الحديث الأول، وهو ما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه قال إثر رجوعه من إحدى غزواته: «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: «جهاد القلب» ، فقد أورده الغزالي في كتاب: شرح عجائب القلوب من الإحياء، وفي باب: بيان شواهد النقل من أرباب البصائر، وشواهد الشرع على أن الطريق في معالجة أمراض القلوب ترك الشهوات. وقال العراقي في كتابه: المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار، قال: حديث رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر رواه البيهقي في الزهد من حديث جابر، وقال: هذا إسناد فيه ضعف، وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير بعد أن أورد الحديث قال: رواه- أي عن جابر- البيهقي أيضا في كتاب الزهد وهو مجلد لطيف، وقال: إسناده ضعيف واتبعه العراقي.
بحث جاهز كامل عن الطلاق - مخزن
سماحة الشيخ محمّد صنقور
أبغضُ الحلال إلى اللهِ الطلاق
المسألة:
ما صحة ما يُروى عن النبيِّ (ص): "أبغضُ الحلال إلى الله الطلاق"؟ وإذا كان صحيحاً كيف يُمكنُ الجمع بين كون الفعل مبغوضاً لله تعالى وبين الحكم بحلِّيته؟! بحث جاهز كامل عن الطلاق - مخزن. لماذا لم يحكم اللهُ بحرمة الطلاق إذا كان مبغوضاً له؟
الجواب:
الحديثُ المذكور ورد من طرق العامَّة عن عبد الله بن عمر ولم يرد من طُرقِنا بهذا اللسان، نعم ورد من طرقِنا ما يقربُ من معناه، فمِن ذلك ما رواه الكليني بسندٍ صحيح عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَالَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ مِمَّا أَحَلَّه اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ أَبْغَضَ إِلَيْه مِنَ الطَّلَاقِ وإِنَّ اللَّه يُبْغِضُ الْمِطْلَاقَ الذَّوَّاقَ"(1). ومِن ذلك أيضاً ما رواه الكليني بسندٍ صحيحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه (ص) تَزَوَّجُوا وزَوِّجُوا.. ومَا مِنْ شَيْءٍ أَبْغَضَ إلى اللَّه عَزَّ وجَلَّ مِنْ بَيْتٍ يُخْرَبُ فِي الإِسْلَامِ بِالْفُرْقَةِ يَعْنِي الطَّلَاقَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه (ع): إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ إِنَّمَا وَكَّدَ فِي الطَّلَاقِ وكَرَّرَ فِيه الْقَوْلَ مِنْ بُغْضِه الْفُرْقَةَ"(2).
ج: الحديث رواه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: علموا أبناءكم السباحة والرمي والمرأة المغزل. ورواه الديلمي في مسند الفردوس، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: علموا بنيكم الرمي، فإنه نكاية العدو، وفي سنده عبدالله بن عبيدة أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: ضعيف، ووثقه غير واحد، وفيه أيضا منذر بن زياد، قال فيه الدارقطني: متروك، ورواه ابن منده في المعرفة، وأبو موسى في الذيل، والديلمي في مسند الفردوس عن بكر بن عبدالله بن الربيع الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: «علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المرأة في بيتها المغزل، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك» (*). وفي سنده سليم بن عمرو الأنصاري، قال الذهبي في الميزان: روى عنه علي بن عياش خبرا باطلا وساق هذا الحديث. صحة حديث ابغض الحلال عند الله الطلاق. لكن تعلم الرماية جاء فيه أحاديث صحيحة تدل على شرعيته، وهو داخل في عموم قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] الآية. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن غديان عضو: عبدالله بن قعود.