[2]
كيف مات قارون
استغل قارون نعم الله التي أنعمها عليه من مالٍ وقوّة وأخذ يستخدمها فيما لا يرضي الله، فبطر وتجبّر وتكبر وأفسد في الأرض، ووصل به استبداده حتى يخرج أمام الناس بأبهى زينته ويحمل معه من كنوزه حتّى يتكبّر على الناس ويحرق قلوب الفقراء، ولم يكن يؤدّي حقّ ماله، وقام أهل العقل في قومه بنصحه وإرشاده لكنّه لم يسمع كلامهم ونسب كلّ ماله وترائه لنفسه، فلما وصل به الحال لما وصل خسف الله به وبداره الأرض، وكان له جندٌ ينصرونه فلا نصروه ولا انتصر، واستحقّ العذاب من الله، فمات هالكًا بالخسف هو وماله وداره وكلّ ثرواته.
- كيف اهلك الله قارون من
- كيف اهلك الله قارون بعقاب في الدنيا
كيف اهلك الله قارون من
هكذا حكى الله لنا حال قارون وحال الناصحين له ثم حال من غرتهم أمواله وتمنوا أن يكونوا مكانه وحال أولي الفهم الصحيح والقلب الواعي البصير بحقيقة الأمور. كيف اهلك الله قارون فردین. فماذا كانت النتيجة؟ قال الله تعالى: ( { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ}) هل نفعه ماله, هل نصره سلطانه وحشمه وخدمه؟ لم يكن له ناصر من نفسه ولا من غيره لن ينفعك إلا عملك وإيمانك. ولما حل به ما حل من الخسف ، وذهاب الأموال ، وخراب الدار ، وهلاك النفس والأهل والعقار ، ندم من كان تمنى مثل ما أوتي ، وشكروا الله تعالى الذي يدبر عباده بما يشاء من حسن التدبير المخزون فقالوا: ( { وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}). هؤلاء أعطاهم الله البينة والدليل أمام أعينهم، وأعطانا نحن البرهان والبينة في كتابه فلنتعظ ولنعتبر. فتلك الدار الآخرة هي دار القرار أعدت للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ؛ من تكبر وافتخر وفعل المعاصي; من أَخْذِ أموال الناس ، وإفسادِ معايشهم ، والإساءة إليهم ، وعدم النصح لهم ، ثم قال تعالى: ( { والعاقبة للمتقين}).
كيف اهلك الله قارون بعقاب في الدنيا
وفي أحد الأيام خرج قارون في أجمل وأبهى زينته، وكان يمشي بموكبه بين الناس يتفاخر. ويتكابر بكنوزه وأموال، التي لا تعد ولا تحصى والتي جمعها بنفسه وبذكائه. فاستجاب الله لدعاء سيدنا موسى – عليه السلام- وخسف به وبداره الأرض في لمح البصر، ولم ينفعه أي أحد من حاشيته واتباعه. كيف عامل قارون قومه - إسألنا. قال الله – سبحانه وتعالى-:" فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ " الآية رقم (81) سورة القصص. مقالات قد تعجبك:
اخترنا لك: أين كان يعيش قارون
الدروس والعبر المستفادة من عقاب الله لقارون
حدثنا الله – عز وجل- في كتابه الكريم عن الكثير من القصص، منها قصص الأنبياء والمرسلين، ومنها قصص الطغاة والظالمين والفاسدين، ومنها قصص للتوابين والصالحين. كانت الغاية منها هي العبر والدروس لمن تسول له نفسه بتكذيب كتاب الله ووحدانيته. والتكذيب برسوله محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام-، أيضا حتى تثبت المؤمن على إيمانه وتحمل أعباء الدنيا وأيضًا ليتعظ كل ظالم وكافر يبطش ويمشي متكبر وفاسد في الأرض. ومن أهم الدروس والعبر المستفادة من عقاب الله لقارون:
التصدق من أموالنا على الفقراء والمساكين والمحتاجين.
مفاتيح كنوز قارون
كان قارون بخيلا وشحيحا ويرفض مساعدة المحتاج وكان إذا ما نصحه الحكماء من قومه بإعطاء المحرومين وان يكن لهم نصيب في مال الله لان الله عز وجل هو صاحب النعم والسبب في رزقه وغنائه كان يرد بكل الغرور والصلف أن هذا المال هو صاحب الفضل في جمعه والحصول عليه ، وكانت مفاتيح الغرف التي يخفي فيها كنوزه لا يستطيع حملها ولا يقدر رجل واحد على التحرك بها فكان يحمل مفاتيحه عدة رجال من الأقوياء.