مذبحة ارتكبت في الضاحية الجنوبية لدمشق في أبريل 2013، مدنيون يسيرون معصوبي العيون، ويدفعون نحو حفرة الإعدام، لا يهم القتلة سوى التلذذ بمتعة القتل، وآخرون يستمتعون أكثر بالتقاط الصور يمارسون هواياتهم يتلذذون..
يظل البطل التراجيدي عاريا وحيدا أمام قوى متعددة تأخذه إلى حتفه. فالمأساة هي الموت حسب هيجل، والموت عندنا ثمنه رصاصة، ومرتزقة، لا إنسانيون
من نيسان أبريل 2013، إلى نيسان 2022، معارك تطوى، شخصيات وطنية تموت، أو يأخذها المنفى، وهكذا بتنا نتابع مسلسل الهولوكوست السوري، ونرى "أنا" القاتل، و"أنا" الضحية، أمكنة تباد، المأساة صراع لا مفر منه بين الذات الإنسانية والعالم الذي حولنا، معركة غير متكافئة، المطالبة بالحرية بالكرامة، يقف مقابلها فعل إبادة، ولكن أسوأ أنواع الإبادة هي الطائفية والقومجية لأنها تُفتت الإنسان والوطن، يظل البطل التراجيدي عاريا وحيدا أمام قوى متعددة تأخذه إلى حتفه. فالمأساة هي الموت بحسب هيجل، والموت عندنا ثمنه رصاصة، ومرتزقة، لا إنسانيون، وهو ما جعل مارتن تشولوف، مراسل الغارديان في الشرق الأوسط يقول: "إن هذا الفيديو هو من أفظع ما رآه في الصراع السوري بأكمله، وإن هذه اللقطات تعطينا لمحة عن جزء لم يسبق وصفه من الحرب المستمرة منذ 10 سنوات".
- عيادات قوى الامن غرب الرياض دراسة لآثار التغير
- كيف تعرف أنك تحب | المرسال
عيادات قوى الامن غرب الرياض دراسة لآثار التغير
ما معنى أن تتغير الاتجاهات كلها برصاصة واحدة، وأن تختفي الطرقات والدروب، والبشر الذين يسيرون وراء لقمة يومهم؟
ما الذي يجعل المأساة تتصدر المشهد، ودون أي إجابة؟ أهو "القاتل الذي أغضب الله"، كما قال جورج شتاينر؟ وبالتالي كيف يمكن للسوري تحمّل كل وجوه المأساة، وذاك الهولوكست الذي يزنّر أرواحنا؟ والذي نراه ونقرؤه في الصورة فنغمض عيوننا كي لا نعوي. عيادات قوى الامن غرب الرياضية. ولأن الوجود الحر مطلب إنساني، فقد أرعبتهم، الحرية بالمعنى الوجودي، بمعنى الكرامة والحقوق، وضوء الحياة. فهل نقول إنها عبث الحرب والكراهيات، والطائفية، والقوميات المريضة، الجميع يصطادون الحياة، الحياة رغم فقرها، الحياة رغم بساطتها، ويرمونها في الجحيم. أسوق هذا الكلام، لا لأننا نسينا، بل لأن الفيديو الذي نشرته صحيفة "الغارديان"، والذي يصور مجزرة جماعية في حي التضامن يظهر فيه عناصر من قوات الأمن وهم يقودون المجزرة، فهل جاء هذا المشهد، ليضيف على العمل الدرامي "تكسير عضم"، مشهدا من مشاهد العنف والفساد، ومسلسلات القتل والتفجير، وليشير أكثر إلى من يقفون وراء تدمير سوريا؟
تقول الغارديان: "هذه قصة جريمة حرب قام بها أحد أشهر الأفرع التابعة للنظام السوري، الفرع 227 (يعرف بفرع المنطقة) من جهاز المخابرات العسكرية".
فضاء فاقد للجذور والمحرقة تتسع، زنوبيا تتلفت أين تدمر، أين الجدران والأعمدة، والمعابد، لقد هدموا ليس الماضي فقط بل الحاضر والمستقبل، واليوم يتلفت ضحايا مخيم التضامن واليرموك وفلسطين بعد أن خرجوا من موتهم، من هذه المقبرة الجماعية، يصحون بعد 9 سنوات، فنراهم ولا يرتجف قلب العالم. لابد من قراءة الصورة، وقراءة الفكرة، من أين أتى هؤلاء القتلة ومن أي فكرة ليقتلوا دون أن يرف لهم جفن، مرتزقة، هم أكثر، روبوت لا هم أكثر، منفذو المحرقة، والصورة أكثر بلاغة من كل الكلام والأفكار، هل الصورة تنويم للتفكير، هل هي القضاء المبرم على الفكرة، هل نكتفي بالصورة، هل هي ضد الفكرة، هل نرى ونزيح كل شيء؟
المحرقة تتسع، أن تكون سوريّاً، يعني أن تحمل سوءَةَ العالم، يعني أن تسكُن جدرانَ الصمت، ولا تطرق أي باب، فكل الأبواب اتفقت على نفينا، وهذا الكرسي اتفق مع الأبواب على إبادتنا، تدمر تُدمّر، والجواز السوري تعميم عالمي على أننا إرهابيون، والإرهابي الحقيقي يقهقه على كرسي منخور. وهنا تماما، تأتي أهمية الفلسفة للكشف عن المفارقات، التغيير الذي تُحدثه الصورة، وهذا العالم الذي يمجد "أنا القاتل"، ويتركه يسرح ويمرح، هذا العالم الذي لا يريد أن يرى موتنا وتشردنا وتفوقنا أيضا وجنوننا وإبادة مدننا وسرقة آثارنا.
نأمل أن نكون قد أجبنا على سؤال: كيف تعرف أنك تحب؟ إذا كان لديك تعليق يمكنك إضافته في الأسفل. اقرأ/ي أيضًا:
علامات الغيرة في الحب عند الرجال
كيف أنسى حبي الأول؟
كيف تعرف أنك تحب | المرسال
وماأدراك ما يوم القيامة...! 24th ديسمبر 2012, 7:11 pm من طرف fathyatta » اليورو يرتفع لاعلى مستوى في شهرين مع تحسن المعنويات بشأن اليونان 12th ديسمبر 2012, 3:41 am من طرف ecnewsfornow » أهديكم أجمل مكتبة...!
هل ساعدك هذا المقال ؟.. شاركه الآن!