المصدر: مجلة الجامعة الإسلامية، السنة 17، العددان 65- 66، محرم – جمادى الآخرة 1405هـ. لحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، الذي أنعم على عباده المؤمنين بالهداية والاعتصام بحبله المتين، وجمعهم على الحق، ووقاهم شر التشاحن، وذل التخاذل، ومنَّ عليهم بالإخاء والألفة، وجنَّبهم الاختلاف والفرقة
أحمده أن هدانا لمعرفة الحق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة الانتحارية. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله لبيان سبيله الموصلة إليه، والتحذير من سلوك سبل الضلال، فجمع به القلوب بعد الفرقة، وأعز به بعد الذلة صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا. وبعد:
فإنه لا يستقيم للناس حال في دنياهم، ومآلهم إلا بالاتفاق، والائتلاف واجتناب التنابذ والاختلاف. ولابد أن يكون الاجتماع والاتفاق على أمر عام، يشتركون في نفعه، ويؤملون جميعًا عائدته وفضله، في عاجل أمرهم وآجله.
وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة الكورية
رابط الموضوع:
يتبع…^
وأيضا من لزوم الجماعة واجب علينا أن نطيع ولاة أمرنا:
فإن من أُصول العقيدة الصحيحة السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في غير معصية الله، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: ٥٩]، وأولو الأمر هم الأمراء على الصحيح من أقوال أهل العلم. قال الشيخ السعدي رحمه الله: وأمر بطاعة أولي الأمر، وهم: الولاة على الناس، من الأمراء، والحكام، والمفتين، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم، إلا بطاعتهم والانقياد لهم، طاعة لله، ورغبة فيما عنده. ولكن بشرط، أن لا يأمروا بمعصية الله، فإن أمروا بذلك، فلا طاعة لمخلوق، في معصية الخالق. وجوب لزوم الجماعة وذم الفرقة الكورية. أيها المتقون الأبرار: إن القارئ لأخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم وما ذكره مِن تتابع الفتن، لَيَعلم صدقَ نبوته، وحرصَه على الخير لأمته، فما ترك خيرًا إلا دلَّنا عليه، ولا شرًّا إلا حذَّرنا منه. ويدل على هذا أحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها الآمر بالطاعة، ومنها الناهي عن المخالفة، ومن ذلك ما يلي:
1- الأمر بالطاعة وإن ظهر منهم معصية: ومما أرشد إليه في آخر الزمان وعند تغير الأحوال التمسكُ بكتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم، وطاعةُ مَن ولاه الله عليكم في المعروف، وإنْ حصل منهم تقصير أو ظلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:) أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ (.
[سبقها بالإسلام كل الأمة] وكانت خديجة قد تزوجت قبله رجلين هما عتيق بن عائذ، وأبو هالة التميمي وكلاهما توفيا عنها، ثم تزوجت نبينا صلى الله عليه وسلم وعمره إذ ذاك خمس وعشرون سنة، وعمرها أربعون سنة، فالفارق بينهما خمسة عشر عاماً، وهذا المرأة هي سيدة نساء العالمين على الصحيح، وقد اختصها الله جل وعلا بكرامات، منها كرامات إلهية ومنها كرامات نبوية، وكل من عند الله.
اولاد الرسول من خديجة الوعل
مكانة السيدة خديجة
إنَّ السيدة خديجة هي أولى زوجات النبي صَّلى الله عليه وسلَّم، وهي أكثرهنَّ مكانة عنده، حيث أنَّه لم يتزوج بغيرها حتى توفيَّت رضي الله عنها، وهي أول من آمن بالوحي الذي نزل على النبي -صَّلى الله عليه وسلَّم- من الرجال والنساء، كما كانت عونًا له منذ بدء الدعوة وإلى حين وفاتها، بالإضافة لكونها من أنجبت له كل أبنائه الذكور والإناث ما عدا واحدًا وهو إبراهيم. [1]
ابناء الرسول من خديجة
أنجبت السيدة خديجة كل أبناء الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الذكور والإناث باستثناء ابنه إبراهيم، وإن أبناء الرسول من خديجة هم بالترتيب: [2]
القاسم ابن رسول الله. زينب بنت رسول الله. عبد الله ابن رسول الله. رقية بنت رسول الله. أم كلثوم بنت رسول الله. اولاد الرسول من خديجة بن قنة. فاطمة الزهراء بنت رسول الله. أبناء الرسول
ولد للرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- ثلاثًا من الذكور، وشاء الله تعالى أن يتوفاهم جميعًا في عمر صغير، فقد رُزق الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالقاسم وعبد الله قبل الهجرة إلى المدينة وهما ابنا السيدة خديجة رضي الله عنها، كما رُزق بابنه إبراهيم بعد الهجرة إلى المدينة وهو ابن مارية القبطية، وهو آخر وأصغر أبناء الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الذكور والإناث.
رواه البخاري (4462). وهذا الأمر أوضح من أن يحتاج إلى أدلة ، وكما قيل:
وليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
وانظر للفائدة إلى جواب
السؤال رقم: ( 23294). والله أعلم.