كيف يكون شكر الله
حقيقة الشكر - الكلم الطيب
تاريخ النشر: الخميس 26 ربيع الآخر 1424 هـ - 26-6-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 33834
33401
0
314
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
السؤال: كيف يكون الشكر لله سبحانه وتعالى مثلا أعد الله بأن أشكره إذا تحقق مرادي فكيف يكون الشكر لله عز وجل وكيف يكون التصدق لوجه الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشكر لله سبحانه وتعالى يكون بالقلب واللسان والجوارح. بالقلب: بأن تعتقد أن هذه النعمة التي حصلت لك إنما هي من فضل الله عليك، كما قال تعالى: وما بكم من نعمة فمن الله. [النحل:53]
وباللسان: بالتحدث بنعم الله عليك من باب إضافتها إليه سبحانه وتعالى، وليس من باب التفاخر على العباد، كما قال تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث. [الضحى:11]
وبالجوارح: بتسخيرها في طاعة الله عز وجل، كما قال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً(سـبأ: من الآية13). كما يكون الشكر بصرف هذه النعمة وتسخيرها في مرضات الله، والابتعاد عما حرم الله سبحانه وتعالى. وأما كيف يكون التصدق لوجه الله، فيكون بإخراج المال وإعطائه للفقراء والمساكين وغيرهم من أهل الحاجة، طلبا لثواب الله سبحانه وتعالى.
إذا أنعمَ الله سبحانه على المؤمن بالصِّحَّةِ والمال فإِنه يشكرُ الله عليهَا بثلاثةِ أمور أوضِّح كيف يكون الشكر بهَا؟ - ملتقى التعليم بالمملكة
السبت 05/يونيو/2021 - 08:30 م
الدكتور محمد المنسى استاذ الشريعة
من علامات الإيمان والطاعة شكر الله عز وجل وحمده على نعمه، ولكن كيف يكون الحمد والشكر هل باللسان أو بالقلب أم بماذا؟
يجيب الدكتور محمد المنسي أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم فيقول: فى الحديث النبوى الشريف عندما دخل النبى صلى الله عليه وسلم على بعض أصحابه فسألهم " أمؤمنون أنتم ؟ قالوا: نعم ، قال: فما علامة إيمانكم؟ قالوا: نرضى بالقضاء ونشكر عند الرخاء ، ونصبر عند الضراء، فقال: مؤمنون ورب الكعبة. فإن من اتصف بصفة الشكر يكون قد أدرك نصف الدين وعليه أن يجتهد فى إدراك النصف الآخر، وهو الصبر والشكر، فذلك يقع ضمن منظومة متكاملة من القيم النافعة للبشر مهما كان انتماؤهم الدينى والثقافى، وهى قيم الشكر والصبر والصدق والامانة والاخلاص والاتقان والانتماء، وهذه القيم تشكل أحد أهم عناصر المنافسة بين الامم فى زماننا. القيم فى حياتنا
والقيم في الإسلام مرتبطة بالهدف من خلق الإنسان وهو تحقيق العمران فى الأرض ، الأمر الذى يدفعنا الى القول بأنه لا عمران دون قيم ، ولذلك فإننا بحاجة إلى إحياء هذه القيم فى حياتنا. الاعتراف بنعم الله
والمراد بالشكر هو الاعتراف بالنعم التى وهبها الله عز وجل، وهناك ثلاث مستويات للشكر منها: الشكر باللسان.. وهو الثناء على النعم فى كل وقت وحال كما كان يفعل النبى صلى الله عليه وسلم إذا صحا من نومه، وإذا فرغ من الطعام ، يقول الحمد لله ويقول: "اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
كيف يكون شكر الله - إسألنا
الشكر بالجوارح
ومنها الشكر بالجوارح وهى العينان والأذنان واليدان والرجلان، فشكر العينين عبارة عن النظر فى ملكوت الله والتأمل والنعم والتدبر مثل الجبال والارض والسماء والامطار وغيرها. وشكر الأذنين هو الاستماع الجيد والتدبر، وأن تسمع بهما خيرا، ولا تسمع بهما شرا. وشكر اليدين فى استعمالها فى عمل الخير والعطاء وبذل المجهود والسعى على أهل الأعذار وهم الأرملة والمسكين واليتيم، لأن أهل الساعى كالمجاهد فى سبيل الله، وشكر الرجلين هو السعى وتطوير الحياة إلى اهو أفضل والجهاد فى سبيل الله. تمنى الخير للجميع
أما شكر القلب ـ وهذه مرتبة عالية ـ فهو أن تقصد الخير للخلق كافة، وأعنى أن تحب فعل الخير ومساعدة الناس والأخذ بأيديهم على قدر طاقتك والمستطاع، وأن تتمنى لهم الخير كما تتمناه لنفسك، وأن تكون عونا لغيرك وليس عونا عليهم. وأخيرا إذا أردنا أن نشكر الله حقا نشكره دائما باللسان فى كل حال وبالجوارح فى جميع الأوقات، ونستخدمهما فيما يرضي الله.
فضل الشاكرين إذا داوم العبد على امتثال أوامر ربّه سبحانه، وكان له عبداً شكوراً؛ رفع الله قدره، وكتب له الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، ومن فضائل الشكر التي يجنيها العبد الشكور: يعدّ العبد الشكور من المؤمنين، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (عجباً لأمرِ المؤمنِ، إن أمرَه كلَّه خير، وليس ذاك لأحدٍ إلّا للمؤمنِ، إن أصابته سراءُ شكرَ، فكان خيراً له). يصل العبد الشكور بشكره إلى رضا الله تعالى، حيث قال الله عزّ وجلّ: (وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ). يأمن العبد الشكور عذاب الله -تعالى- بإذنه، حيث قال: (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ). يتمتّع العبد الشكور بزيادة الرزق والنِعم عليه، فالشكر سبب لزيادة النعم، قال الله تعالى: (لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم). ينال العبد الشكور الأجر الجزيل من الله -سبحانه- في الآخرة، حيث قال: (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ). المصدر:
فجواب عمر أولاً كان بحسب الطبع؛ لأن العادة أن الشخص لا يقدم غيره على نفسه، ثم تأمل عمر، فعرف بالاستدلال أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه بالفعل. اقرأ أيضا: هذا كان حال النبي في رمضان.. سخيًا كريمًا كالريح المرسلة الشكر الحقيقي الشكر الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يكون باتباع سنته، وتقديمه عن كل ما سواه مهما كان، يقول ربنا سبحانه وتعالى: « قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ » (آل عمران: 31). لذا كان للصحابة النصيب الوافر من ذلك، فالواحد منهم لا ينتظر أمره صلى الله عليه وسلم بل يتابعه قبل أن يأمر، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه، إذ خلع نعليه، فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاته قال: «ما حملكم على إلقاء نعالكم؟»، قالوا: (رأيناك ألقيتَ نعليك فألقينا نعالنا)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيهما قذرًا أو قال: أذى»، وقال: «إذا جاء أحدكم إلى المسجد، فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا، أو أذى، فليمسحه وليصل فيهما».
وكان كثيراً ما يغني:
أضاعوني وأي فتًى أضاعوا
ليوم كريهةٍ وسِداد ثـَغْـر
فلقيه العسس ليلةً فأخذوه وحبس، ففقد أبو حنيفة صوته تلك الليلة، فسأل عنه من غدٍ فأخبِر، فركب إلى عيسى بن موسى فقال له: إن لي جارًا أخذه عسسك البارحة فحبس، وما علمت منه إلا خيرًا. فقال عيسى: سلموا إلى أبي حنيفة كل من أخذه العسس البارحة، فأطلقوا جميعًا. فلما خرج الفتى دعا به أبو حنيفة، وقال له سرًا: ألست كنت تغني يا فتىً كل ليلة:
أضاعوني واي فتىً أضاعوا ؟
فهل أضعناك؟ قال: لا والله أيها القاضي، ولكن أحسنت وتكرمت، أحسن الله جزاءك! ديوان العرجي - الديوان. قال: فعد إلى ما كنت تغنيه، فإني كنت آنس به، ولم أر به باسًا. قال: أفعل. حكاية كناس بالبصرة كان يتمثل بهذا البيت
قال الأصمعي: مررت بكناسٍ بالبصرة يكنُس كنيفًا ويغني:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا
ليوم كريهةٍ وسداد ثـغـر
فقلت له: أما سداد الكنيف فأنت مليءٌ به. وأما الثغر فلا علم لي بك كيف أنت فيه – وكنت حديث السن فأردت العبث به – فأعرض عني مليًا، ثم أقبل علي فأنشد متمثلاً:
وأكرِم نفسي إنني إنْ أهنتُهـا
وحقِّك لم تكرُمْ على أحدٍ بعدي
قال فقلت له: والله ما يكون من الهوان شيءٌ أكثر مما بذلتها له، فبأي شيءٍ أكرمتها؟ فقال: بلى!
ديوان العرجي - الديوان
(١) أخلق: بلى. ممذقا: مشوبا ومخلوطا. (٢) أعنق: سار سيرا منبسطا، يريد أن الصبا إذا قاد المرء الكريم انقاد له وجرى فى ميدانه. (٣) السداد: ما يسد به الخلل. وسداد الثغر: ما يسده من الخيل والشجعان.
نَحَا وذهَبَ في شِعرهِ مذهب الشّاعر عمر بن أبي ربيعة، وأجاد في ذلك، غير أنّه اختلف عنه في أمور منها: شَغفه بالصَّيد وحِرصهِ عليه، واختلف عنه بِفُتوّتهِ وفروسيته حتى عُدّ من الفرسان. ثُمَّ بعد ذلك اجتَذَبتهُ حروب الخليفة" مَسلمة بن عبد الملك"، بأرض الروم، فارتحل إليه وأبلى في المعارك بلاءً حسناً، وقيل عنه:« إنه كان من أفْرَس الناس، وأرماهم وأَمَرَّهم لِسَهم»، وتَعدَّدت أغراض العَرجي الشعرية، غير أنَّ ما غَلبَ عليها هو الغزل، وبعض الهجاء، وهو أحد شعراء قريش المشهورين في الإسلام، وتَعكس أشعاره صورة الحياة عند نَفرٍ من أبناء قريش المَيسُورين، وكان واحداً من أعمدة الغزل الصَّريح التي سادت الحجاز في العصر الأموي، وله ديوان شعر برواية ابن جنيّ. قصة المقولة تروي الرّوايات التّاريخية، بأنَّ العرجي وهو صاحب القصيدة التي مَطلعها البيت الذي يقول فيه: أضاعوني وأيَّ فتًى أضاعوا ……. ليوم كريهةٍ وسِدادِ ثـَغْـر قد رَغِب بمنصبٍ سِياسي في خلافة" هشام بن عبد الملك"، وقد تَطلّعت نفسه لولاية مكة المكرمة، وكان محمد بن هشام المخزومي خَال الخليفة يَتلَمّس المنصب نفسه الذي يُريده العَرجي؛ فأسند الخليفة ولاية مكة لِخَالهِ" محمد بن هشام"، ويبدأ الصِّدَام بين العَرجي والمخزومي، ولجأ كلّ واحدٍ لسلاحه.