فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: " خُذُوا مَا عَلَيْهَا، وَدَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ ". قَالَ عِمْرَانُ: فَكَأَنِّي أَرَاهَا الْآنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ "(9). ثالثًا – اللعن المباح:
ويتعلق هذا النوع من اللعن بكل من مات على ملة الكفر، فردًا كان، أو جماعة. حكم لعن المُعَيَّن. وأما الأحياء فيباح لعن كلِّ من وجبت عليه اللعنة بالنص الشرعي فردًا كان الملعون أو جماعة، أما لعن الفرد الحي، فقد لا نجد لهم مثالاً سوى إبليس – عليه اللعنة –، وفيه يقول الله – سبحانه وتعالى -: ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً (117) لَعَنَهُ اللهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً)(118)[النساء]. وأما لعن الجماعة من الأحياء على جهة العموم – وليس الخصوص - فهو المتصل بالوصف لا بالشخص، فهو مباح في حق العامة، ومحظور في حق الخاصة، والأدلة على مشروعيته كثيرة، منها قول الله تعالى: ( أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)[هود]. فكل من اتصف بالظلم ملعون بلا ريب، ولكن الشرع لا يأذن لك أن تلعن كل ظالم على حدة، فتقول: فلان ظالم ملعون، لك أن تقول: إنه ظالم، وليس لك أن تقول: إنه ملعون.
- خطورة اللعن وعلاجه - طريق الإسلام
- حكم اللعن عند الغضب وهل تجب فيه كفارة ؟
- من أحكام اللعن
- حكم لعن المُعَيَّن
- بيان معنى حديث: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده..)
خطورة اللعن وعلاجه - طريق الإسلام
تاريخ النشر: الإثنين 28 شعبان 1436 هـ - 15-6-2015 م
التقييم:
رقم الفتوى: 300136
8938
0
154
السؤال
السؤال: ما حكم قول: أنت ملعون. لشخص رفع على صاحبه حديدة، أو فعل شيئا يستحق اللعن. فهل يجوز ذلك أو لا؟
وجزاكم الله خيرا. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الإشارة للمسلم بحديدة حرامٌ، وهو من موجبات اللعن؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه. رواه مسلم. حكم اللعن عند الغضب وهل تجب فيه كفارة ؟. قال النووي: فيه تأكيد حرمة المسلم، والنهي الشديد عن ترويعه، وتخويفه، والتعرض له بما قد يؤذيه، وقوله صلى الله عليه وسلم: (وإن كان أخاه لأبيه وأمه) مبالغةٌ في إيضاح عموم النهي في كل أحد، سواء من يُتَّهم فيه، ومن لا يُتهم، وسواء كان هذا هزلاً ولعبًا أم لا؛ لأن ترويع المسلم حرام بكل حال، ولأنه قد يسبقه السلاح، كما صرح به في الرواية الأخرى. ولَعْنُ الملائكة له يدل على أنه حرام. انتهى. هذا، وإن استحقاق شخص للعن؛ لإشارته لأخيه المسلم بحديدة، أو لغير ذلك من الأسباب الموجبة للعن كأن يكون مرابياً، أو شارباً للخمر، أو راشياً، أو مرتشياً؛ فليس معناه أنه يُشرع لعنه بعينه؛ بل اللعن متوجه لعموم الفاعلين لذلك الشيء الموجب للعن، لا لشخصٍ معين، كأن يقال: لعنة الله على المرابين، والسكارى؛ وذلك لعموم النهي عن اللعن في قوله صلى الله عليه وسلم: لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ.
حكم اللعن عند الغضب وهل تجب فيه كفارة ؟
وعندئذ هددني بالويل والثبور, واتصل بي عن طريق الهاتف ليقول لي " سأقول لك كلمة أنا أعرف بأنها حرام, ولكن سأقولها لك مع ذلك, مهما عذبني الله من أجلها: لعنة الله عليك يا عبد الحميد "!!!. 3- وأما الثالث فهو الأغرب والأعجب لأنه يزعمُ أنه متدين وداعية إلى الله و... لقد آذاني متعصبون في منتديات مختلفة, وظننتُ بأنه ما آذاني شخصٌ مثلما آذاني بعضُ الإخوة في منتدى أنا المسلم. لقد آذاني هؤلاء أكثر مما آذاني رجال المخابرات في السجن الجزائري. ومع ذلك فإنني صادفتُ مؤخرا منتدى جزائريا عزيزا علي جدا, آذاني أحد الإخوة فيه إيذاء زائدا ومبالغا فيه. حين قلتُ له " أنا أحترم السلفية الحقة كل الاحترام, وأُقدِّرُ المنهجَ السلفي الحق كل التقدير, و... والصواب أن السلفية الحقة والمنهج السلفي الحق بريئان كل البراءة من هذا التعصب الممقوت. وأما بالنسبة لمن يعتبر هذا التعصب ضد الدعاة والعلماء " سلفية ", فإنني أقول له " إذا كانت هذه هي السلفية فلعنة الله عليها من سلفية! من أحكام اللعن. ", فأجابني قائلا " لعنة الله عليك يا رميته "!!!. قالها ( أي لعنني) وهو يعلم أنه لا خلاف بأنه يحرم عليه أن يقولها, قالها وهو يعلم أنه يمكن جدا أن ترجع عليه هو ليبوء بها هو والعياذ بالله تعالى ( وهذا ما لا أتمناه له أبدا), قالها وهو يعلم أن هذه اللعنة تتناقض مع أبسط بديهيات الإسلام ومع أبسط آداب النقاش وأخلاق الحوار.
من أحكام اللعن
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ، ورنّة عند مصيبة) قال المنذري: رواه البزار ورواته ثقات ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (3527). وروى أبو داود (3685) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْكُوبَةِ وَالْغُبَيْرَاءِ وَقَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود. والكوبة هي الطبل. والغبيراء شراب مسكر يتخذ من الذرة. فهذه دلالة السنة ، مع الإجماع ، كما تقدم. وكثير من المحرمات ، لم يثبت في تحريمها إلا حديث واحد ، فكيف بهذه المعازف التي ثبت في تحريمها عدة أحاديث. فإذا خلا الغناء من المعازف ، وكان بكلام مباح ، ولم يكن من امرأة لرجال ، فلا حرج فيه. والله أعلم.
حكم لعن المُعَيَّن
س:الضابط فيه يا شيخ أن يظهر العداوة والسب للإسلام؟
الشيخ: سب الإسلام أو محاربة المسلمين. س: إذا كان المسلم داعية إلى الفجور هل يُدعى عليه أو يُلعن؟
الشيخ: يُدعى له بالهداية وأن الله يكفيهم شره، إن كان مسلمًا يُدعى له بالهداية وأن الله يكفي المسلمين شره. فتاوى ذات صلة
4- التقرّب إلى الله بالنوافل: فعلينا الحرص بعد الفرائض على الاهتمام بالنوافل فلو حافظنا على صلاة النافلة وعلى صيام النافلة كصيام الإثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر وكان لنا صدقات وأعمال بِرّ خفية لا يعلمها إلا الله كل ذلك يساعدنا على الفكاك من أسر هذه الآفة. 5- التعويد والعقاب: فكما تعوّدت ألسنتنا على اللعن نعودها على تركه فبدل أن تقول الله يلعنك يا فلان قل الله يهديك الله يصلحك، فإذا لم ينفع ذلك فلابد من معاتبة النفس بل قولوا معاقبتها إما بحرمانها من شيء تحبه وإما بجبرها على شيء لا تريده وكان هذا من عمل الصالحين فقد عاتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفسه على تفويت صلاة عصر في جماعة، وتصدق بأرض من أجل ذلك تقدر قيمتها بمائتي ألف درهم. 6- مرافقة الصالحين: فالقرب من أهل الخير والصلاح علاج نافع لهذه العادة الذميمة، فلن نستطيع أن نلعن ونحن معهم وإذا انفلت اللسان بزلة ساعدونا على تركها ومع الزمن سوف تستقيم ألسنتنا ولا يخرج منها إلا كل ما يرضي ربنا. 7- مجاهدة النفس: قال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت:69]. فكل الأمور التي ذكرتها لعلاج اللعن لابد لها من المجاهدة والمصابرة والتصبُّر لكي يتحقق الأمر الذي نريده.
هذا الذي أعلمه والله أعلى وأعلم وننتظر مزيد إفادة: أحسنتِ يا لبيبة! وهذه هديتكِ - نفعكِ الله بها -
أنقري عليها
Powered by vBulletin ® Version 3. من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. 8. 11
Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ، غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر.
بيان معنى حديث: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده..)
((بيده))؛ لأنها أبلغ في تغييره؛ كإراقة الخمر، وكسر آلة لهو، والحيلولة بين الضارب والمضروب، ورد المغصوب إلى مالكه، ((فإن لم يستطع)) الإنكار بيده بأن ظن لحوق ضرر به؛ لكون فاعله أقوى منه، فالواجب تغييره ((بلسانه))؛ أي: فليغيره بالقول، وتلاوة ما أنزل الله من الوعيد عليه، وذكر الوعظ والتخويف، والنصيحة بالكلمة الطيبة. ((فإن لم يستطع)) ذلك بلسانه؛ لوجود مانع؛ كخوف فتنة، أو خوف على نفس، أو عضو، أو مال محترم، أو شهر سلاح، ((فبقلبه)) ينكره وجوبًا، بأن يكرهه ولا يرضى به، ويعزم أنه لو قدر على تغييره بفعل أو قول، لفعَل، فأفاد الخبر وجوب تغيير المنكر بكل طريق ممكن، فلا يكفي الوعظ لمن يمكنه إزالته بيده، ولا بالقلب لمن يمكنه باللسان. ((وذلك أضعف الإيمان))؛ أي: إن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان. الفوائد من الحديث:
1- وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب. 2- تيسير الشرع وتسهيله؛ حيث رتَّب هذه الواجبات على الاستطاعة؛ لقوله: ((فإن لم يستطع)). بيان معنى حديث: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده..). 3- يدل الحديث على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الإيمان؛ لذلك أخرج مسلم هذا الحديث في كتاب الإيمان، باب كون النهي عن المنكر من الإيمان.
وقال النووي: ثم إنه قد يتعين - يعني: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو، وكمن يرى زوجته أو ولده أو غلامه على منكر أو تقصير في معروف. - أما إنكار المنكر بالقلب فمن الفروض العينية التي لا تسقط مهما كانت الحال، فالقلب الذي لا يعرف المعروف ولا ينكر المنكر قلب خرب خاو من الإيمان. من راي منكم منكرا فليغيره بيده. • مسألة: حكم جلوس المنكِر في مكان المنكَر بعد الإنكار. • أحوال المنكر عليهم بعد الإنكار. للناس في ذلك أربع أحوال وضحها ابن القيم مع ذكر حكم إنكار المنكر في كل حالة في قوله: " لو أتيت إلى أناس يلعبون لعبًا محرمًا، أو يشتغلون بكتب مجون فإن أنكرت عليهم ذلك فإنه يكتنفه أحوال: الأول: أن ينتقلوا من هذا المنكر إلى ما هو أنكر منه، فهذا حرام بالإجماع يعني يخرج من لهوه بالكتب إلى الاتصال بالنساء مباشرة، أو إلى رؤية النساء مباشرة، أو ما أشبه ذلك؛ فهذا منكر أشد منه، فبقاؤه على المنكر الأول أقل خطراً في الشريعة من انتقاله إلى المنكر الثاني. الحالة الثانية: أن ينتقل إلى ما هو خير ودين، فهذا هو الذي يجب معه الإنكار. والثالث: أن ينتقل منه إلى منكر يساويه، فهذا محل اجتهاد.