والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين. وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان. وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين. فأرسل إليهم المنذرين. تعليم آدم الأسماء: ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري, وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا). سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات. سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة. وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض. ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى, لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات, والمشقة في التفاهم والتعامل, حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه.. الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة! الشأن شأن جبل. فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل! قصة خلق آدم. الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس... إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة!
قصة خلق اس
فالقصة، إذا، تخييل عجيب لحكاية حب... أعجب. ويتجلى العجيب في"الثلاجة" ص39: من خلال سارد يحكي عن جثته التي بعث بها إلى المشرحة، فكيف لجثة أن تملك صوتا وبالأحرى أن تتحدث وتسرد؟ وتنتهي بما هو أعجب وإن كان بأسلوب مجازي حيث يقول السارد:
سأخرج الآن من الثلاجة وسأطير من الفرح! ص41. تتعمد القصة توظيف العجيب و الغريب، بحثا عن من هو الميت؟
من هنا، يمكن القول إن الصنعة الحقيقية في العمل تمكن في اختراق الواقع، وصوغ التجربة صوغاً دلالياً جمالياً، والاحتفاء بهذا الواقع في تجليات حضوره المعرفي والإنساني. 3_ الميتا سرد:
ويتجلى في قصة:
"قصة للبيع" ص5: حيث تطرح قضية القصة التي تتمنع أمام من يستسهلها؛ لهذا فالعنوان يدل على تجارة الصنعة. وكتابة القصة تستضمر التواء يخفي أزمة القصة و كتابتها. كما تستثمر في العلاقة المعطوبة بين الأنثى و الذكر، إذ تطرح الشطط في توظيف السلطة الذكورية و سلطة القصة نفسها. ففي الوقت الذي تنتقد فيه السلطة الذكورية نجدها تنتقد الاستسهلال، والميوعة في كتابة القصة القصيرة. سيرته: خلق آدم عليه السلام: - أموالي. إنها صرخة ضد شططي الطرفين معا. عن بقية قصص العمل:
"السمع و البصر" ص11: توظف الخرافات و المحكي الاجتماعي الموروث الذي تكشفه فوضى الحواس؛ إنه الجنون الموروث الذي يتمرد عليه بطل القصة..
"مسعود" ص15: يسرد بضمير الغائب، ويحكي عن سجين بلا تهمة، ماضيه غامض يثير الأسئلة و ينتهي بالخروج من السجن و الاختفاء أو الانتحار أو التلاشي، لقد خرج من سجنه ليجد سجنا آخر.
أما أمثلة الحالات العملية لهلامية المعرفة في وضعها المركب، فتمثلها الحالة المعقدة التي ابتدأها عبدالصبور شاهين بتأويلاته الموسعة لآراء نصر أبو زيد في كتابه "مفهوم النص"، حيث عده كفراً لاختلافه مع بعض الآراء المتوارثة في الفكر الديني.. ولم تساعده خبرته الطويلة، وهو الأكاديمي المتخصص في اللغة، على التفريق بين الفكر الديني وعناصر الدين التي لم يتعرض إليها نصر أبوزيد. ولأن أحكام عبدالصبور شاهين كانت منطلقة من معرفة هلامية، فإنه نسي ما اتهم به نصر أبوزيد، ليقع في الفخ نفسه، بعد أن ترك لعقله العنان في كتاب متأخر، ليفصل بين خلق البشر ووجود شخصية آدم في تحليل لبعض الآيات القرآنية والأحداث الكونية في كتابه الذي يحمل عنوان: "أبي آدم - قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة". ولأن نار التطرف إذا أذكيت تحرق حتى من أذكاها، فقد انبرى للشيخ المكفر شيخ آخر يكفره. قصة خلق اس. حيث ظهر الرد سريعاً من شخص اسمه عبدالله الموجان في كتاب اسماه: "أدم أبو البشر - رد على كتاب الدكتور عبدالصبور شاهين: أبي آدم - قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة".. وبما أن الكتابين صدرا عن دار نشر واحدة، وفي فترتين متقاربتين، فإن الشك يحوم أيضاً حول دار النشر، التي قد تكون شجعت أحداً لكتابة الرد رغبة في الإثارة والربح المادي.
تفسير و معنى الآية 3 من سورة النجم عدة تفاسير - سورة النجم: عدد الآيات 62 - - الصفحة 526 - الجزء 27. ﴿ التفسير الميسر ﴾
أقسم الله تعالى بالنجوم إذا غابت، ما حاد محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الهداية والحق، وما خرج عن الرشاد، بل هو في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد، وليس نطقه صادرًا عن هوى نفسه. ما القرآن وما السنة إلا وحي من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وما ينطق عن الهوي ان هو وحي يوحي. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«وما ينطق» بما يأتيكم به «عن الهوى» هوى نفسه. ﴿ تفسير السعدي ﴾
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى أي: ليس نطقه صادرا عن هوى نفسه
﴿ تفسير البغوي ﴾
( وما ينطق عن الهوى) أي: بالهوى يريد لا يتكلم بالباطل ، وذلك أنهم قالوا: إن محمدا - صلى الله عليه وسلم - يقول القرآن من تلقاء نفسه. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
و «الهوى» الميل مع شهوات النفس، دون التقيد بما يقتضيه الحق، أو العقل السليم. والمعنى: وحق النجم الذي ترونه بأعينكم- أيها المشركون- عند غروبه وأفوله، وعند رجمنا به للشياطين.. إن محمدا صلى الله عليه وسلم الذي أرسلناه إليكم شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً، ما ضل عن طريق الحق في أقواله وأفعاله، وما كان رأيه مجانبا للصواب في أمر من الأمور، وما ينطق بنطق صادر عن هوى نفسه ورأيه، وإنما ينطق بما نوحيه إليه من قرآن كريم، ومن قول حكيم، ومن توجيه سديد.
تفسير وما ينطق عن الهوى
[ ص: 501]
حدثنا ابن حميد قال: ثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ( ذو مرة فاستوى) جبريل عليه السلام وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( وهو بالأفق الأعلى) والأفق: الذي يأتي منه النهار. وما ينطق عن الهوى - فقه. حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن في قوله ( وهو بالأفق الأعلى) قال: بأفق المشرق الأعلى بينهما. حدثنا ابن حميد قال: ثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ( وهو بالأفق الأعلى) يعني جبريل. قال: ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ( وهو بالأفق الأعلى) قال: السماء الأعلى ، يعني جبريل عليه السلام.
وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى دليل على
بينما الوحي بالمفهوم والمعنى الشرعي هو: إعلام الله تعالى لنبيّ من أنبيائه بحكم شرعي ونحوه. أو: هو كلام الله تعالى المنزل على نبي من أنبيائه. والوحي بالمفهوم اللغوي يدخل فيه الحق والباطل، وبعضه من عند الله عز وجل، كإرشاد الطير والنحل لما يصلح حياتهم، وبعضه من شياطين الإنس والجن لنشر الفساد في الأرض، وهو لا يتعلق بشأن التشريع والدين للبشرية كافة. بينما الوحي بالمفهوم الشرعي، هو الصادر من الله عز وجل فقط لأناس مخصوصين وهم الأنبياء، ليبلغوا أمر الدين -وهو الإسلام دين كل الأنبياء- للبشرية كافة. وهذا الوحي الرباني للأنبياء له ثلاث صور، بيّنها الله تعالى في قوله "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ" (الشوري، الآية 51). وما ينطق عن الهوى. وقد جمعت الآية الصور الثلاث: الإلهام والقذف في قلب النبي بالوحي؛ وتكليم الله عز وجل نبيه من وراء حجاب كما حدث مع موسى في جبل الطور، ونبينا عليهم الصلاة والسلام في حادثة المعراج؛ أو ينزل جبريل عليه السلام إلى النبي بالوحي. *كاتب أردني
وما ينطق عن الهوى انجليزي
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: ( علمه شديد القوى) قال أهل التأويل. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( علمه شديد القوى) يعني جبريل. حدثنا ابن حميد قال: ثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ( علمه شديد القوى) قال: جبرائيل عليه السلام. حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، مثله. [ ص: 499]
وقوله: ( ذو مرة فاستوى) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( ذو مرة) فقال بعضهم: معناه: ذو خلق حسن. حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس في قوله ( ذو مرة) قال: ذو منظر حسن. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( ذو مرة فاستوى): ذو خلق طويل حسن. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النجم - الآية 3. وقال آخرون: بل معنى ذلك: ذو قوة. حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث قال: ثني الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( ذو مرة فاستوى) قال: ذو قوة جبريل. حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران عن سفيان ( ذو مرة) قال: ذو قوة. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ( ذو مرة فاستوى) قال: ذو قوة ، المرة: القوة. حدثنا ابن حميد قال: ثنا حكام عن أبي جعفر عن الربيع ( ذو مرة فاستوى) جبريل عليه السلام.
وروى البخاري أيضاً عن أَبِي جحيفة رضي الله عنه، قال: قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلاً في القرآن وما في هذه الصحيفة. قلت وما في الصحيفة؟ قال العقل وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر". تفسير وما ينطق عن الهوى. فها هو علي رضي الله عنه يصرح أنه ليس عنده شيء خاص من الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا ما كتبه من حديث رسول الله في صحيفة عنده. وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يتكلم إلا بالحق، فروى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش، فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بشر، يتكلم في الغضب. فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "اكتب، فوالذي نفسي بيده، ماخرج مني إلا حق". وكون السنة وحيا أمر اتفق عليه العلماء. قال ابن حزم في كتابه الإحكام: "قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ).